لافروف يدافع عن وجود إيران والميليشيات الطائفية في سوريا

لافروف يدافع عن وجود إيران والميليشيات الطائفية في سوريا
TT

لافروف يدافع عن وجود إيران والميليشيات الطائفية في سوريا

لافروف يدافع عن وجود إيران والميليشيات الطائفية في سوريا

دافع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن دور إيران والميليشيات الطائفية الموالية لإيران في سوريا، وذلك في إطار مجمل الجهود الروسية الرامية إلى تخفيف حدة التوتر بين طهران وواشنطن، والتي تستغل فيها موسكو «التصدي للإرهاب»، ورقة لإقناع إدارة ترمب بأن إيران ليست «دولة الإرهاب رقم واحد»، وإنما هي شريك في الحرب على الإرهاب، على حد زعم الروس.
وعبر لافروف مجددًا عن تلك الرؤية، في حوار صحافي مسجل في وقت سابق، ونشر أمس، أعرب فيه عن قناعته بأنه «إذا كان التصدي للإرهاب أولوية على الساحة الدولية بالنسبة لإدارة ترمب، فيجب على تلك الإدارة أن تقر بأن من يتصدى لـ(داعش) في سوريا هو الجيش السوري بدعم من القوات الجوية الروسية»، مضيفا أن المجموعات التي تعتمد على الدعم الإيراني، بما في ذلك ما يُسمى «حزب الله» تحارب الإرهاب أيضًا، مشددًا، على أنه «يتعين في هذه الحال (على إدارة ترمب) الاختيار بين الأولويات».
ولم يتوقف لافروف عند دفاعه عن طهران بوجه الموقف الأميركي فحسب، بل أظهر حرصا في إرسال رسائل مبطنة لإسرائيل، بأن إيران وما يسمى «حزب الله» لن يشكلا تهديدا لأمنها عبر سوريا، وذلك حين أكد أن الأسلحة التي تصدرها روسيا إلى النظام السوري لا تصل إلى ما يسمى «حزب الله» في لبنان، وتجاوز الحديث عن القوى الطائفية في سوريا وأي أسلحة تستخدم هناك، حين قال: «عندما يقول لنا الإسرائيليون إن الأسلحة التي نرسلها إلى سوريا تقع بالضرورة بأيدي (حزب الله) في لبنان، وإنه سيتم قصف إسرائيل بها من لبنان، فإننا نؤكد دوما رفضنا لانتهاك شروط الاتفاق الذي لا يسمح بتسليم الأسلحة لطرف ثالث دون موافقتنا، ونطالب (إسرائيل) بتقديم وقائع محددة» بهذا الخصوص، داعيًا إلى مناقشة أي شبهات، واصفا استبعاد إيران من قائمة التحالف الدولي ضد الإرهاب بأنه «عمل غير براغماتي».
في شأن آخر، توقف وزير الخارجية الروسي عند جهود تسوية الأزمة السورية، معربا عن قناعته بأن المرحلة الحالية «مواتية أكثر من أي وقت مضى لبدء العمل على التسوية الفعلية للأزمة (السورية)»، لافتًا إلى أن الوضع في شهر سبتمبر (أيلول) العام الماضي كان يشبه الوضع اليوم، محملا إدارة أوباما المسؤولية عن فشل تلك الجهود، لأنها «لم تنفذ، بنزاهة، الاتفاق الروسي - الأميركي حول سوريا». كما حمل الوزير لافروف المسؤولية عن ذلك الفشل للأمم المتحدة، وللهيئة العليا للمفاوضات، زاعمًا أنها «رفضت الجلوس خلف طاولة المفاوضات طالما الأسد على رأس السلطة». وتابع يقول إنه ضمن هذا الوضع «أدركنا أنه لا بد من القيام بعمل ما، فلنسمه (علاج الصدمة)»، في إشارة إلى الظروف التي دفعت لتعاون تركي - روسي - إيراني، وأثمرت عن اتفاق لوقف إطلاق النار، وإطلاق مفاوضات في آستانة برعاية الدول الثلاث. وأكد أن الخبراء العسكريين تمكنوا خلال لقاء آستانة الفني من التوافق على تفاصيل آليات مراقبة وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار «وبشكل عام تم الاتفاق على تلك التفاصيل وسيتم تطبيقها العملي قريبا»، حسب قوله.
وإذ أكد وزير الخارجية الروسي مجددا عدم وجود نية لجعل آستانة بديلا عن «جنيف»، فقد وصف «عملية آستانة» بأنها «محرك» لجهود التسوية.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.