العبادي يتحدث عن «مشروع مشبوه» غداة اغتيال قيادي في «كتائب حزب الله»

العبادي يتحدث عن «مشروع مشبوه» غداة اغتيال قيادي في «كتائب حزب الله»
TT

العبادي يتحدث عن «مشروع مشبوه» غداة اغتيال قيادي في «كتائب حزب الله»

العبادي يتحدث عن «مشروع مشبوه» غداة اغتيال قيادي في «كتائب حزب الله»

اعتبر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس، أن «هناك مشروعًا مشبوهًا جدًا تقف وراءه أياد خفية يقوم بالاغتيالات وإثارة الخلافات»، غداة اغتيال الأمين العام لـ«كتائب حزب الله» في البصرة باسم الصافي.
ولم يسم العبادي جهات محددة. لكن مكتبه قال في بيان عقب اجتماعه بالهيئة العليا للتنسيق بين المحافظات، إن رئيس الوزراء حذر «الجماعات التي تحاول استغلال انشغال قواتنا البطلة في القتال بزعزعة أمن المحافظات المستقرة»، مؤكدًا أن الحكومة «ستتصدى لهم ونتخذ إجراءات رادعة بحقهم».
وكان مجهولون فتحوا نيران أسلحتهم على الأمين العام لـ«كتائب حزب الله» في منطقة الحيّانية وسط البصرة ليل الأربعاء - الخميس، فأردوه. وكان الصافي عضوًا سابقًا في مجلس محافظة البصرة السابق ولجنته الأمنية. وأسس «كتائب حزب الله» في البصرة بصورة مستقلة في عام 2006، وهي إحدى الفصائل المقربة من إيران وانخرطت ضمن الفصائل الشيعية المسلحة في «الحشد الشعبي»، وشاركت في القتال ضد تنظيم داعش، استنادًا إلى مصادر من البصرة.
وقال سكان في البصرة لـ«الشرق الأوسط»، إن المحافظة تشهد توترًا أمنيًا متصاعدًا. ووقعت إلى جانب اغتيال الصافي ثلاث حوادث أمنية في أحياء متفرقة من المدينة أول من أمس، نفذها مجهولون بعبوات ناسفة واستهدفت إحداها باعة للخمور في شارع بشار وأخرى مهندسًا في شركة النفط، إلى جانب استخدام عبوة ناسفة في خلاف عشائري.
وشهدت البصرة الأحد الماضي تفجير عبوات ناسفة وسط المدينة استهدفت متاجر آلات موسيقية ومكاتب إحياء حفلات. وأحدث الهجوم أضرارًا كبيرة بالمتاجر من دون وقوع خسائر بشرية.
ولم يستبعد رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة، جبار الساعدي، أن يكون اغتيال الصافي، نتيجة لدوره في القتال ضمن فصائل «الحشد الشعبي». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هناك 22 جهة وحزبا سياسيا في البصرة، والتنافس موجود فيما بينها. وينعكس ذلك للأسف على أوضاع المحافظة». وأقر بأن الخروقات الأمنية باتت «تحدث يوميًا».
وعزا التراجع الأمني إلى «عدم التنسيق بين القيادات الأمنية في بغداد والبصرة، بحيث إن كل جهاز وجهة أمنية مستقلة بعملها»، إضافة إلى أن الأمر الذي أصدرته وزارة الداخلية وقضى بدمج عشرة أفواج من الشرطة الاتحادية وجعلها خمسة فقط «عرقل عملية تغطية كثير من المناطق في مدينة يسكنها أكثر من مليوني مواطن».
ورأى أن «ضعف الجهد الاستخباراتي وغياب الرقابة على الأجهزة الأمنية يسمحان بعملية التراخي الأمني الحاصلة ويزيدان من مسألة غياب الأمن، كما أن التنافس والخلافات الحزبية تؤثر كثيرًا في محاسبة بعض الضباط أو هذه الجهة الأمنية أو تلك».
وحمّل الساعدي الأجهزة الأمنية مسؤولية ما يحدث في البصرة. وأكد عزم اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة على «الاجتماع بالأجهزة الأمنية الاثنين المقبل وإعطائها سقفًا زمنيًا محددًا لكشف حقيقة ما يجري في البصرة من خروقات أمنية».
وناقش مجلس النواب العراقي أمس، اقتراح مشروع البصرة عاصمة اقتصادية للبلاد. لكن كثيرين في المدينة الجنوبية الغنية بالنفط (540 كلم جنوب بغداد) يخشون من أن تتحول محافظتهم ساحة لصراعات عنيفة بين مختلف القوى السياسية في المرحلة التي تفصلها عن الانتخابات النيابية العامة مطلع العام المقبل.
يُشار إلى أن البصرة ثالث أكبر محافظة في العراق بعد محافظتي بغداد ونينوى، وهي المحافظة الوحيدة التي لها موانئ على الخليج، وتصدر نحو 3 ملايين برميل من النفط يوميًا. وتحصل البلاد من خلال نفطها على ما يعادل ثلاثة أرباع موازنتها المالية.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.