موجز - أخبار دولية

موجز

موجز - أخبار دولية
TT

موجز - أخبار دولية

موجز - أخبار دولية

إدانة أليكسي نافالني المعارض لبوتن
موسكو - «الشرق الأوسط»: حكم على المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني الأربعاء بالسجن خمس سنوات مع وقف التنفيذ بتهمة الاختلاس، في حكم يلقي بظلاله على عزمه الترشح للرئاسة لمنافسة الرئيس فلاديمير بوتين في انتخابات السنة المقبلة. وأعلن نافالني فور صدور الحكم أنه يبقى مرشحا للانتخابات الرئاسية الروسية عام 2018، معتبرا أن هدف الحكم إبعاده عن المنافسة. وقرر قاضي مدينة كيروف إدانة نافالني الذي يعتبر أشد معارضي الكرملين.
وأكد نافالني، كما جاء في تقرير الوكالة الفرنسية، بعد صدور الحكم أنه سيواصل حملته رغم القانون الروسي الذي يحظر على أشخاص صدرت بحقهم أحكام مماثلة من الترشح. وقال: «بموجب الدستور، لدي الحق الكامل في المشاركة بالانتخابات وسأقوم بذلك».
وأضاف: «سأواصل تمثيل مصالح الأشخاص الذين يريدون أن تكون روسيا دولة عادية نزيهة وغير فاسدة». وكان حكم مماثل صدر بحق نافالني في محاكمته الأولى، ونددت به المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان واعتبرته «تعسفيا» و«طبيعته سياسية».

رئيس وزراء رومانيا مصمم على البقاء في الحكم رغم حركة الاحتجاج
بوخارست - «الشرق الأوسط»: أبدى رئيس الوزراء الروماني سورين غريندينو أمس تصميمه على البقاء في الحكم رغم موجة المظاهرات غير المسبوقة التي شهدتها البلاد؛ احتجاجا على محاولة حكومته تخفيف قانون العقوبات بتهم الفساد والدعوات إلى استقالته.
وعلى مدى أكثر من أسبوع يشارك مئات الآلاف في مظاهرات ضد مرسوم طوارئ تمت المصادقة عليه في 31 يناير (كانون الثاني) يقول النقاد إنه يحمي الفاسدين من المقاضاة. ورغم إلغاء المرسوم في وقت متأخر من الأحد فإن المظاهرات استمرت، حيث تعهد بعض المحتجين بعدم التوقف إلا حين استقالة الحكومة.

البابا يدين «تعذيب وقتل» الروهينغيا
الفاتيكان - «الشرق الأوسط»: أدان البابا فرنسيس إساءة معاملة أقلية الروهينغيا المسلمة التي قال: إنها تتعرض لـ«التعذيب والقتل» في بورما بسبب ديانتها. وفي كلمته التي يلقيها في منتصف الأسبوع وصف البابا أقلية الروهينغيا بأنهم «شعب جيد ومسالم (...) يعاني منذ سنوات». وتحدث تقرير المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة عن حالات تعذيب وقتل واغتصاب جماعي على أيدي قوات الأمن، مشيرا إلى أن فداحة هذه الحالات تجعل منها مساوية لحملة تطهير عرقي. وتشير التقارير، حسب تقرير الوكالة الألمانية، إلى فرار نحو 70 ألفا من أفراد الروهينغيا إلى بنغلاديش منذ شن الجيش «عمليات تطهير» قبل أربعة أشهر؛ بحثا عن مسلحين من الروهينغيا متهمين بمهاجمة نقاط حدودية للشرطة.

ارتفاع شعبية الاشتراكي مارتن شولتز في ألمانيا
برلين - «الشرق الأوسط»: واصلت شعبية الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحاكم في ألمانيا، ارتفاعها في استطلاعات الرأي بعد إعلان الحزب ترشيحه لرئيس البرلمان الأوروبي السابق مارتن شولتز للمنافسة على منصب المستشارية في الانتخابات التشريعية المقبلة.
وأظهر الاستطلاع الذي يجريه معهد «فورسا» لقياس مؤشرات الرأي أسبوعيا لقياس شعبية الأحزاب الألمانية أن شعبية الحزب الاشتراكي الديمقراطي ارتفعت بنسبة 5 في المائة عن الأسبوع الماضي من 26 في المائة إلى 31 في المائة. وبحسب نتائج الاستطلاع الذي نشرت نتائجه أمس الأربعاء، تقلصت الفجوة بين الاشتراكيين الديمقراطيين والتحالف المسيحي لتبلغ 3 في المائة فقط.



2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
TT

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟

دخان يتصاعد من شمال قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.

دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.

بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي وقال إنها لجولة رئيس الأركان هرتسي هاليفي الميدانية في جنوب لبنان (أرشيفية)

حال العالم

في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.

في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.

وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.

صور الرئيس الأسبق حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في تاريخ سوريا (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟

إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.

شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.

التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ

مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.

وحدة مدفعية أوكرانية في منطقة زابوريجيا تطلق النار باتجاه القوات الروسية على خط المواجهة (أرشيفية - رويترز)

تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.

في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟