تأثير الألوان على المزاج والنفسية ليس خبرا جديدا، فقد تناولته عدة دراسات، لكن فيلم «لا لا لاند» المرشح لعدة جوائز أعاده للأذهان مرة أخرى. فهو فيلم لا تكمن قوته في الحبكة السينمائية بقدر ما تكمن في قدرته على بث إحساس بالسعادة والتفاؤل لكل من يتابعه، وهو تحديدا ما نحتاج إليه الآن أكثر من أي وقت مضى. سبب هذه السعادة حسب المتابعين والمحللين، من عالم الموضة تحديدا، يعود إلى فستان أصفر فاقع تظهر به بطلة الفيلم إيما ستون وهي ترقص مع البطل. ورغم أنه بتصميم عادي لا يصرخ بالأناقة، فإن توهج لونه كان يصرخ بالمرح والفرح، الأمر الذي يؤكد صدق دراسة أجرتها جامعة «فيرجي» بأمستردام منذ بضع سنوات على مجموعة من الأشخاص تم تقديمهم لمنتجات متنوعة باللون الأصفر، بينت أنها أيقظت بداخلهم مشاعر السعادة والتفاؤل والأمل، لهذا ليس غريبا أن يتم اختيار الرموز التعبيرية، أي «الإيموجي» التي نستعملها على شبكات التواصل الاجتماعي كلغة تلخص جُملا طويلة باللون الأصفر.
ويذهب بعض آخر إلى تشبيه تأثير الألوان على النفسية والمزاج بتأثير العطور. فهي ترفع من المعنويات وتزيد الثقة بالنفس أو العكس، فضلا عن أنها تتضمن مفاهيم ثقافية كثيرة، نذكر منها ارتباط الأسود، مثلا قرونا، بالحداد. كان هذا قبل أن تُخرجه كوكو شانيل من هذه الخانة في بداية العشرينات من القرن الماضي وتُدخله عالم الموضة والأناقة الراقية. المتعارف عليه أيضا أن الأحمر يعكس شخصية نارية ويعزز الأنوثة، بينما الأزرق والأخضر لونان يهدئان الأعصاب ويعكسان شخصية هادئة وهكذا.
بالنسبة للأصفر فهناك إجماع أنه يُعبر عن السعادة، أيا كانت درجاته، وهو ما جعل صناع الموضة كعادتهم لا يُكذبون خبرا ويتسابقون على طرح تصميمات تتلون به على أمل التخفيف من قتامة الأوضاع الحالية. فقد استعمله البعض للتمويه على الأزمة الاقتصادية، وبعض آخر كمضاد للتوترات السياسية، وفي كل الحالات كانت النتيجة رائعة حسب ما اقترحه كل من جيورجيو أرماني و«ميزون مارجيلا» و«شانيل» و«ديور» وجيامباتيستا فالي وغيرهم من إبداعات اعتمدوا فيها على ألوان قوس قزح.
إذا كنت لا تزالين مصرة على رأيك ولم تُقنعك كل الدراسات بمعانقة لون السعادة، ربما لأنك مقتنعة بأنه لا يتناسب مع شخصيتك أو لأنك تعودت على الألوان القاتمة طويلا، فيمكنك إدخاله بخطوات بسيطة إلى حياتك من خلال الإكسسوارات. وطبعا ليس هناك أفضل من حقيبة يد تكسر قتامة الألوان الداكنة وتُدخل على خزانتك بعض الحيوية والفرح.
الأصفر... من «لا لا لاند» إلى الأزياء والإكسسوارات
أزياؤك وإكسسواراتك بلون السعادة والفرح
الأصفر... من «لا لا لاند» إلى الأزياء والإكسسوارات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة