رؤية خادم الحرمين.. ترسم ملامح تعزيز معدلات امتلاك السعوديين للمساكن

حزمة القرارات التاريخية التي أصدرها الملك عبد الله أخيرا رفعت من معدلات التفاؤل

رؤية خادم الحرمين.. ترسم ملامح تعزيز معدلات امتلاك السعوديين للمساكن
TT

رؤية خادم الحرمين.. ترسم ملامح تعزيز معدلات امتلاك السعوديين للمساكن

رؤية خادم الحرمين.. ترسم ملامح تعزيز معدلات امتلاك السعوديين للمساكن

مع حلول الذكرى التاسعة من مبايعة السعوديين لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، يعيش معظم المواطنين خلال الفترة الحالية مرحلة من الاطمئنان والتفاؤل يسودها كثير من الأمل، في ظل اقترابهم من تملك المساكن، بعد أن كان ذلك حلما صعب المنال في سنوات مضت.
بعثت رؤية خادم الحرمين الشريفين للقطاع الإسكاني في السعودية جرعة حقيقية من التفاؤل لنفوس المواطنين، يأتي ذلك عقب صدور حزمة من القرارات التاريخية، أهمها: رصد نحو 250 مليار ريال (66.6 مليار دولار) لبناء 500 ألف وحدة سكنية، وقرار ملكي يتعلق بإنشاء وزارة خاصة تعنى بقطاع الإسكان، وقرار آخر يقضي بتوفير الأراضي لمشاريع الوزارة، وكف يد وزارة الشؤون البلدية عن مسؤولية توزيع أراضي المنح.
هذه القرارات التاريخية أعطت وزارة الإسكان مساحة من العمل، وجعلت بعض المختصين في المجال العقاري يتوقعون تراجع مستويات التضخم في هذه السوق، خصوصا أن مستويات الأسعار عاشت خلال السنوات الثماني الماضية قفزات هائلة بلغت نحو 500 في المائة في بعض الأراضي الواقعة داخل المدن الكبرى كالرياض، وجدة، والدمام.
يشكل امتلاك السكن هاجس الكثيرين في السعودية، حيث تشير الأرقام إلى أن نحو 60 في المائة من مواطني البلاد لا يمتلكون مسكنا، وهو الأمر الذي أعطى هذا القطاع أهمية بالغة لدى خادم الحرمين الشريفين، الذي أصدر خلال السنوات الثلاث الماضية حزمة من القرارات التاريخية التي من المتوقع أن يشاهد المواطنون ثمارها مع نهاية العام الجاري، بحسب تصريحات وزير الإسكان الدكتور شويش الضويحي أخيرا.
وتعليقا على هذه التطورات، أكد عايض العتيق وهو مالك مؤسسة متخصصة في التسويق العقاري في الرياض، أن هنالك بارقة أمل اجتاحت نفوس الكثير ممن يرغبون في امتلاك المسكن، وقال: «قرارات خادم الحرمين الشريفين المعنية بقطاع الإسكان تاريخية، والمسؤولية الآن أصبحت على وزارة الإسكان في البلاد، أن تنجح في تنفيذ الرؤية الحكيمة لخادم الحرمين».
وأكد العتيق خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن أسعار العقارات المتضخمة في السعودية بدأت تتراجع بسبب حزمة القرارات التاريخية التي صدرت أخيرا، مبينا أنها ستتراجع بشكل أكبر وملحوظ في حال نجاح وزارة الإسكان في تنفيذ وعودها التي أطلقتها أخيرا، والمتعلقة ببدء تسليم المواطنين الوحدات السكنية مع نهاية العام الجاري.
من جهة أخرى، أكد فهد المشاري الخبير الاقتصادي والمالي لـ«الشرق الأوسط»، أن رؤية خادم الحرمين الشريفين جعلت من امتلاك المساكن في السعودية حلما اقترب تحقيقه لدى الكثير من المواطنين، مضيفا: «رصد مبالغ عالية لتنفيذ مشروعات الإسكان، وتخصيص أراضي المنح ووضعها تحت مسؤولية الوزارة، جميعها عوامل نجاح ستساعد وزارة الإسكان على تنفيذ المشاريع الإسكانية خلال الفترة المقبلة».
واستبعد المشاري أن تفشل وزارة الإسكان في مهمتها التي تعمل عليها الآن، وقال: «من المتوقع أن يكون إنجاز المشاريع بالتدرج، قد نشهد خلال السنوات الخمس المقبلة ارتفاعا في حجم تملك المواطنين للمساكن، بحيث نصل إلى مرحلة أن 70 في المائة من المواطنين يمتلكون مسكنا، بدلا من النسبة الحالية البالغة نحو 40 في المائة».
وتأتي هذه التطورات بعد أن أعلنت السعودية يوم 25 مارس (آذار) من عام 2011 عن تحويل هيئة الإسكان إلى وزارة، في خطوة من شأنها رفع صلاحيات وزارة الإسكان، وإعطاؤها الضوء الأخضر لتنفيذ كثير من البرامج المتعلقة بتمكين المواطنين من امتلاك المساكن.
وفي 17 أبريل (نيسان) عام 2013 أمر خادم الحرمين الشريفين بكف يد وزارة الشؤون البلدية والقروية فورا عن توزيع المنح البلدية التي تجري من قبل الأمانات والبلديات، موجها وزارة الإسكان في البلاد إلى إعطاء المواطنين أراضي سكنية مطورة وقروضا للبناء عليها حسب آلية الاستحقاق.
وتأتي الأوامر الملكية المتعلقة بقطاع الإسكان في السعودية في الوقت الذي تعاني فيه نحو 60 في المائة من أراضي المنح في البلاد عدم التطوير، وهي نسبة كبيرة جدا قادت خلال السنوات الماضية إلى تراكمات تتعلق بارتفاع معدلات شح الأراضي السكنية، مما عزز معدلات عدم تملك السعوديين المساكن.
وجاء هذا القرار التاريخي على مستوى قطاع الأراضي والعقارات في السعودية، بعد أن كشف شويش الضويحي وزير الإسكان السعودي، عن عزم وزارته على خلق مزيد من التوازن بين مستويات «العرض» و«الطلب» في الأسواق النهائية، مؤكدا خلال مؤتمر صحافي عقد في الرياض حينها، أن سوق الإسكان السعودية تتطلب تحقيق هذا التوازن.
وفي 25 نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي 2013، كشف الدكتور الضويحي عن اكتمال استعداد الوزارة لإطلاق مشروعين لتنظيم قطاع المقاولات والعقار، أولهما مشروع تحديد الاستحقاق والأولوية، وثانيهما مشروع شبكة إيجار، وقال: «إن مشروع الاستحقاق والأولوية يحدد المستحقين للمنتجات السكنية المدعومة ويحدد أولوياتهم، من خلال معايير واضحة وشفافة ومتوازنة تحقق العدالة للفئات جميعها».
ووفق وزير الإسكان، فإن مشروع «شبكة إيجار» يهدف إلى تنظيم وتطوير قطاع إيجار المساكن في السعودية، بما يضمن حقوق المستأجر والمالك، ويوصل المستأجر إلى الوحدة التي يحتاجها بأيسر السبل من خلال منصة إلكترونية، كما يشمل المشروع مجموعة من الخدمات، كتوثيق العقد والسداد الإلكتروني، الأمر الذي يعزز الثقة في قطاع إيجار المساكن، ويشجع على زيادة الاستثمار فيه.
وأكد الضويحي أن الوزارة أنتجت وحدات سكنية ضمن 48 مشروعا تغطي المناطق السعودية، وعلى وشك استكمال الجزء المتبقي منها، مبينا أن التسليم يبدأ تباعا بعد إقرار آلية الاستحقاق والأولوية، مشيرا إلى أن الوزارة لا تألو جهدا في سبيل توفير المنتجات السكنية الملائمة للمواطنين.
ولفت وزير الإسكان السعودي إلى أن وزارته أطلقت مشاريع تطوير الأراضي وتنفيذ البنية التحتية في كثير من المواقع على مساحات مليونية بالرياض والمدينة المنورة والخرج والدمام وجدة وتبوك والأحساء والقطيف، مشيرا إلى أنه تتبعها مشاريع تحت التصميم يبلغ عددها 80 موقعا بمساحة تتجاوز المليون متر مربع، بجميع المناطق.



ولي العهد السعودي يُعلن تأسيس الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم 2034

القطاع الرياضي السعودي يلقى دعماً غير مسبوق من القيادة (واس)
القطاع الرياضي السعودي يلقى دعماً غير مسبوق من القيادة (واس)
TT

ولي العهد السعودي يُعلن تأسيس الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم 2034

القطاع الرياضي السعودي يلقى دعماً غير مسبوق من القيادة (واس)
القطاع الرياضي السعودي يلقى دعماً غير مسبوق من القيادة (واس)

أعلن الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الأربعاء، تأسيس «الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم 2034»، وذلك عقب إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) فوز المملكة؛ باستضافة البطولة.

ويرأس ولي العهد مجلس إدارة الهيئة؛ الذي يضم كلّاً من: الأمير عبد العزيز بن تركي بن فيصل وزير الرياضة، والأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية، والأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة، ومحمد آل الشيخ وزير الدولة عضو مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وماجد الحقيل وزير البلديات والإسكان، ومحمد الجدعان وزير المالية، والمهندس عبد الله السواحة وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، والمهندس أحمد الراجحي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والمهندس صالح الجاسر وزير النقل والخدمات اللوجيستية، وأحمد الخطيب وزير السياحة، والمهندس فهد الجلاجل وزير الصحة، والمهندس إبراهيم السلطان وزير الدولة رئيس مجلس إدارة مركز دعم هيئات التطوير، وتركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه، وياسر الرميان محافظ صندوق الاستثمارات العامة، والدكتور فهد تونسي المستشار بالديوان الملكي، وعبد العزيز طرابزوني المستشار بالديوان الملكي، وياسر المسحل رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم.

ويأتي إعلان تأسيس الهيئة تأكيداً على عزم السعودية على تقديم نسخة استثنائية من المحفل الأكثر أهمية في عالم كرة القدم بوصفها أول دولة عبر التاريخ تستضيف هذا الحدث بوجود 48 منتخباً من قارات العالم كافة، في تجسيد للدعم والاهتمام غير المسبوق الذي يجده القطاع الرياضي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد.

وتُشكِّل استضافة البطولة؛ خطوة استراتيجية نوعية، ستُساهم مباشرةً في تعزيز مسيرة تحول الرياضة السعودية، ورفع مستوى «جودة الحياة»، الذي يُعد أحد أبرز برامج «رؤية 2030» التنفيذية، والساعية إلى تعزيز مشاركة المواطنين والمقيمين بممارسة الرياضة، فضلاً عن صقل قدرات الرياضيين، وتحسين الأداء للألعاب الرياضية كافة؛ ما يجعل البلاد وجهة عالمية تنافسية في استضافة أكبر الأحداث الدولية.

وينتظر أن تُبرز السعودية نفسها من خلال استضافة كأس العالم 2034 كوجهة اقتصادية واستثمارية ورياضية وسياحية واقتصادية، علاوة على الثقافية والترفيهية، حيث سيتعرف الملايين من الزوار على إرثها وموروثها الحضاري والتاريخي، والمخزون الثقافي العميق الذي تتميز به.