خيارات من الفرص الإعلامية

خيارات من الفرص الإعلامية
TT

خيارات من الفرص الإعلامية

خيارات من الفرص الإعلامية

تهتم شبكة الصحافيين الدوليين بإبلاغ الصحافيين والمهتمين بمتابعة قضايا الإعلام عن جميع الفرص التدريبية المتاحة للصحافيين والإعلاميين في جميع أنحاء العالم بما يغطي بعض حاجات التدريب التي يحتاجها الصحافيون المحترفون والصحافيون الشباب على حدٍ سواء. كما تعمم الشبكة على أعضائها أخبار المؤتمرات الإعلامية والمنح الدراسية وورشات العمل والدورات المتاحة. وفيما يلي عينة من أبرز فرص الشهر الحالي:
* تقدم أكاديمية «دوتشي فيليه» الألمانية تدريبًا مكثفًا للصحافيين الشباب ممن يجيدون إحدى اللغتين، الإنجليزية، أو الألمانية. ويتضمن البرنامج التدريبي مزيجًا من المهارات الصحافية الأكاديمية والتدريب العملي، لمدة 18 شهرًا، ابتداء من سبتمبر (أيلول) 2017. ويشارك المقبولون في حلقات دراسية تعتمد على النظرية والممارسة خلال الأشهر الستة الأولى من البرنامج، وبعد ذلك يقضون تسعة أشهر إضافية في أقسام تحريرية مختلفة في بون وبرلين وبروكسل وواشنطن وموسكو. وتشجع الأكاديمية من كانت لغته الأم العربية أو الصينية أو الفارسية أو الفرنسية أو الروسية أو الإسبانية، على التقدم قبل حلول الموعد النهائي للتقديم في 22 فبراير (شباط) الحالي.
* بدأت شبكة صحافة الأرض بالتعاون مع مؤسسة أركاديا في استقبال طلبات الإعلاميين الراغبين في الحصول على زمالة المؤتمر الدولي الـ28 للحفاظ على البيئة الذي سيقام من 23 إلى 27 يوليو (تموز) في كولومبيا. وقالت الشبكة إن المتقدمين سوف يتاح لهم المشاركة بورشات عمل قصيرة عن تطوير المصادر والأفكار، وإقامة شبكات مع صحافيين آخرين وتعلّم كيفية إعداد التقارير المتعلقة بالبيئة، إلى جانب حضورهم جلسات المؤتمر خلال فترة انعقاده، وتغطّي الزمالة نفقات السفر والإقامة. الموعد النهائي للتقديم هو 24 فبراير.
* تبحث مؤسسة «ألكسيا» عن مرشحين للاشتراك في مسابقة المنح الطلابية التي تهدف إلى مساعدة المصورين على إنتاج قصص من الواقع عبر الصور، مما يصبّ في أهداف المؤسسة من تعزيز للسلام العالمي والتفاهم الثقافي. وتشترط المؤسسة على الراغب في المشاركة أن يقدم مقترحا موجزا لقصة يمكن أن ترويها الصور لا الكلمات، وتكون ذات معنى. ويحصل الفائزون في المسابقة على جوائز عبارة عن منح للدراسة في كلية للإعلام والاتصال الجماهري بجامعة سيراكوز بنيويورك، وهي من أعرق الجامعات في تدريس الإعلام بالولايات المتحدة والعالم أجمع. الموعد النهائي للتقديم 14 فبراير.
* تستقبل كلية الصحافة في جامعة كولومبيا طلبات التقديم على زمالة نايت - باجيهوت المتاحة أمام الصحافيين الاقتصاديين وصحافيي الأعمال من كل دول العالم الذين يملكون ما لا يقل عن أربع سنوات من الخبرة في الصحافة الاقتصادية... وتهدف الزمالة إلى تطوير قدرة الصحافيين في هذا المجال على فهم مصطلحات الاقتصاد والأعمال والشؤون المالية. يلتئم الدارسون في صفوف دراسية بكليات وأقسام متعددة من بينها الصحافة وإدارة الأعمال وقانون المالية العامة في جامعة كولومبيا، كما تعد لهم خصيصا حلقات دراسية غير رسمية واجتماعات مسائية مع مديري شركات واقتصاديين وأكاديميين أميركيين، ويتاح للدارسين كذلك حضور المؤتمرات الصحافية وجلسات الاستماع والإيجازات الإخبارية التي تقدمها بعض المؤسسات الخاصة والمنظمات العامة، وذلك خلال الرحلات الميدانية إلى شركات إعلامية مقرّها نيويورك، إضافة إلى مؤسسات مالية كبرى. ومقاعد الزمالة تقتصر على 10 صحافيين فقط في كل سنة، يتمّ ذلك في غضون فترة السنة الدراسية في جامعة كولومبيا، تمتد فترة الزمالة من أغسطس (آب) إلى مايو (أيار). التعليم مجاني بالإضافة إلى تلقي الزملاء تعويضا رمزيا عن نفقات المعيشة قيمته ستون ألف دولار أميركي خلال السنة الدراسية.



استنفار الإعلام المرئي اللبناني على مدى 24 ساعة يُحدث الفرق

إدمون ساسين (إنستغرام)
إدمون ساسين (إنستغرام)
TT

استنفار الإعلام المرئي اللبناني على مدى 24 ساعة يُحدث الفرق

إدمون ساسين (إنستغرام)
إدمون ساسين (إنستغرام)

تلعب وسائل الإعلام المرئية المحلية دورها في تغطية الحرب الدائرة اليوم على لبنان.

نوع من «التجنيد الإجباري» فرضته هذه الحالة على المحطات التلفزيونية وموظفيها ومراسليها، فغالبيتهم يمضون نحو 20 ساعة من يومهم في ممارسة مهامهم. وبعضهم يَصِلون ليلهم بنهارهم في نقل مباشر وموضوعي، وآخرون يضعون دمهم على كفّ يدهم وهم يتنقلون بين مناطق وطرقات تتعرّض للقصف. أما رؤساء التحرير ومقدِّمو البرامج الحوارية اليومية، فهم عندما يحوزون على ساعات راحة قليلة، أو يوم إجازة، فإنهم يشعرون كما السمك خارج المياه. ومن باب مواقعهم ومسؤولياتهم الإعلامية، تراهم يفضلون البقاء في قلب الحرب، وفي مراكز عملهم؛ كي يرووا عطشهم وشهيّتهم للقيام بمهامهم.

المشهدية الإعلامية برمّتها اختلفت هذه عن سابقاتها. فهي محفوفة بالمخاطر ومليئة بالصدمات والمفاجآت من أحداث سياسية وميدانية، وبالتالي، تحقن العاملين تلقائياً بما يشبه بهرمون «الأدرينالين». فكيف تماهت تلك المحطات مع الحدث الأبرز اليوم في الشرق الأوسط؟

الدكتورة سهير هاشم (إنستغرام)

لم نتفاجأ بالحرب

يصف وليد عبود، رئيس تحرير الأخبار في تلفزيون «إم تي في» المحلي، لـ«الشرق الأوسط»، حالة الإعلام اللبناني اليوم بـ«الاستثنائية». ويضيف: «إنها كذلك لأننا في لبنان وليس عندنا محطات إخبارية. وهي، بالتالي، غير مهيأة بالمطلق للانخراط ببث مباشر يستغرق ما بين 18 و20 ساعة في اليوم. بيد أن خبراتنا المتراكمة في المجال الإعلامي أسهمت في تكيّفنا مع الحدث. وما شهدناه في حراك 17 أكتوبر (تشرين الأول) الشعبي، وفي انفجار مرفأ بيروت، يندرج تحت (الاستنفار الإعلامي) ذاته الذي نعيشه اليوم».

هذا «المراس» - كما يسميه عبود - «زوّد الفريق الإخباري بالخبرة، فدخل المواكبة الإعلامية للحرب براحة أكبر، وصار يعرف الأدوات اللازمة لهذا النوع من المراحل». وتابع: «لم نتفاجأ باندلاع الحرب بعد 11 شهراً من المناوشات والقتال في جنوب لبنان، ضمن ما عرف بحرب المساندة. لقد توقعنا توسعها كما غيرنا من محللين سياسيين. ومن كان يتابع إعلام إسرائيل لا بد أن يستشفّ منه هذا الأمر».

جورج صليبي (إنستغرام)

المشهد سوريالي

«يختلف تماماً مشهد الحرب الدائرة في لبنان اليوم عن سابقاته». بهذه الكلمات استهل الإعلامي جورج صليبي، مقدّم البرامج السياسية ونشرات الأخبار في محطة «الجديد» كلامه لـ«الشرق الأوسط». وأردف من ثم: «ما نشهده اليوم يشبه ما يحصل في الأفلام العلمية. كنا عندما نشاهدها في الصالات السينمائية نقول إنها نوع من الخيال، ولا يمكنها أن تتحقق. الحقيقة أن المشهد سوريالي بامتياز حتى إننا لم نستوعب بسرعة ما يحصل على الأرض... انفجارات متتالية وعمليات اغتيال ودمار شامل... أحداث متسارعة تفوق التصور، وجميعها وضعتنا للحظات بحالة صدمة. ومن هناك انطلقنا بمشوار إعلامي مرهق وصعب».

وليد عبود (إنستغرام)

المحطات وضغوط تنظيم المهام

وبالفعل، منذ توسع الحرب الحالية، يتابع اللبنانيون أخبارها أولاً بأول عبر محطات التلفزيون... فيتسمّرون أمام الشاشة الصغيرة، يقلّبون بين القنوات للتزوّد بكل جديد.

وصحيحٌ أن غالبية اللبنانيين يفضّلون محطة على أخرى، لكن هذه القناعة عندهم تتبدّل في ظروف الحرب. وهذا الأمر ولّد تنافساً بين تلك المحطات؛ كي تحقق أكبر نسبة متابعة، فراحت تستضيف محللين سياسيين ورؤساء أحزاب وإعلاميين وغيرهم؛ كي تخرج بأفكار عن آرائهم حول هذه الحرب والنتيجة التي يتوقعونها منها. وفي الوقت نفسه، وضعت المحطات جميع إمكاناتها بمراسلين يتابعون المستجدات على مدار الساعات، فيُطلعون المشاهد على آخر الأخبار؛ من خرق الطيران الحربي المعادي جدار الصوت، إلى الانفجارات وجرائم الاغتيال لحظة بلحظة. وفي المقابل، يُمسك المتفرجون بالـ«ريموت كونترول»، وكأنه سلاحهم الوحيد في هذه المعركة التنافسية، ويتوقفون عند خبر عاجل أو صورة ومقطع فيديو تمرره محطة تلفزيونية قبل غيرها.

كثيرون تساءلوا: كيف استطاعت تلك المحطات تأمين هذا الكمّ من المراسلين على جميع الأراضي اللبنانية بين ليلة وضحاها؟

يقول وليد عبود: «هؤلاء المراسلون لطالما أطلوا عبر الشاشة في الأزمنة العادية. ولكن المشاهد عادة لا يعيرهم الاهتمام الكبير. ولكن في زمن الحرب تبدّلت هذه المعادلة وتكرار إطلالاتهم وضعهم أكثر أمام الضوء».

ولكن، ما المبدأ العام الذي تُلزم به المحطات مراسليها؟ هنا يوضح عبود في سياق حديثه أن «سلامة المراسل والمصور تبقى المبدأ الأساسي في هذه المعادلة. نحن نوصيهم بضرورة تقديم سلامتهم على أي أمر آخر، كما أن جميعهم خضعوا لتدريبات وتوجيهات وتعليمات في هذا الشأن... وينبغي عليهم الالتزام بها».

من ناحيته، يشير صليبي إلى أن المراسلين يبذلون الجهد الأكبر في هذه الحرب. ويوضح: «عملهم مرهق ومتعب ومحفوف بالمخاطر. لذلك نخاف على سلامتهم بشكل كبير».

محمد فرحات (إنستغرام)

«إنها مرحلة التحديات»

وبمناسبة الكلام عن المراسلين، يُعد إدمون ساسين، مراسل قناة «إل بي سي آي»، من الأقدم والأشهر في هذه المحطة. وهو لا يتوانى عن التنقل خلال يوم واحد بين جنوب لبنان وشماله. ويصف مهمّته خلال المرحلة الراهنة بـ«الأكثر خطراً». ويشرح من ثم قائلاً: «لم تعُد هناك خطوط حمراء أو نقاط قتال محددة في هذه الحرب. لذا تحمل مهمتنا التحدّي بشكل عام. وهي محفوفة بخطر كبير، لا سيما أن العدو الإسرائيلي لا يفرّق بين طريق ومبنى ومركز حزب وغيره، ويمكنه بين لحظة وأخرى أن يختار أهدافه ويفاجئ الجميع... وهذا ما وضع الفرق الصحافية في خطر دائم، ونحن علينا بالتالي تأمين المعلومة من قلب الحدث بدقة».

وفق ساسين، فإن أصعب المعلومات هي تلك المتعلقة بالتوغّل البرّي للجيش الإسرائيلي، «فحينها لا يمكن للمراسل معرفة ما يجري بشكل سليم وصحيح على الأرض... ولذا نتّكل أحياناً على مصادر لبنانية من جهة (حزب الله)، و(اليونيفيل) (القوات الدولية العاملة بجنوب لبنان) والجيش اللبناني والدفاع المدني، أو أشخاص عاشوا اللحظة. ومع هذا، يبقى نقل الخبر الدقيق مهمة صعبة جداً. ويشمل ما أقوله أخبار الكمائن والأسر، بينما نحن في المقابل نفتقر إلى القدرة على معرفة هذه الأخبار، ولذا نتوخى الحذر بنقلها».

«لبنان يستأهل التضحية»

في هذه الأثناء، يتكلم مراسل تلفزيون «الجديد» محمد فرحات «بصلابة»، عندما يُسأل عن مهمّته الخطرة اليوم.

محمد كان من بين الفريق الإعلامي الذي تعرّض لقصف مباشر في مركز إقامته في بلدة حاصبيا، وخسر يومذاك زملاء له ولامس الموت عن قرب لولا العناية الإلهية، كما يقول. ويتابع: «لقد أُصبت بحالة إنكار للمخاطر التي أتعرّض لها. في تلك اللحظة عشت كابوساً لم أستوعبه في البداية. وعندما فتحت عيني سألت نفسي لبرهة: أين أنا؟»، ويضيف فرحات: «تجربتي الإعلامية ككل في هذه الحرب كانت مفيدة جداً لي على الصعيدين: الشخصي والمهني. من الصعب أن أُشفى من جروح هذه الحرب، ولكني لم أستسلم أو أفكر يوماً بمغادرة الساحة. فلبنان يستأهل منا التضحية».

العلاج النفسي الجماعي ضرورة

أخيراً، في هذه الحرب لا إجازات ولا أيام عطل وراحة. كل الإعلاميين في مراكز عملهم بحالة استنفار. ولكن ماذا بعد انتهاء الحرب؟ وهل سيحملون منها جراحاً لا تُشفى؟

تردّ الاختصاصية النفسية الدكتورة سهير هاشم بالقول: «الإعلاميون يتعرضون لضغوط جمّة، وفي الطليعة منهم المراسلون. هؤلاء قد لا يستطيعون اليوم كشف تأثيرها السلبي على صحتهم النفسية، ولكن عند انتهاء الحرب قد يكون الأمر فادحاً. وهو ما يستوجب الدعم والمساندة بصورة مستمرة من مالكي المحطات التي يعملون بها». وأضافت الدكتورة هاشم: «ثمة ضرورة لإخضاعهم لجلسات علاج نفسية، والأفضل أن تكون جماعية؛ لأن العلاج الموسمي غير كافٍ في حالات مماثلة، خلالها يستطيعون أن يساندوا ويتفهموا بعضهم البعض بشكل أفضل».