واشنطن تقر عقوبات جديدة ضد طهران... وترمب: لست أوباما

استهدفت 25 فردًا وكيانًا دعموا لوجستيًا برنامج الصواريخ

الرئيس الأميركي يوقع مرسومًا رئاسيًا لتعديل قواعد الاستثمارات المالية أمس (أ.ب)
الرئيس الأميركي يوقع مرسومًا رئاسيًا لتعديل قواعد الاستثمارات المالية أمس (أ.ب)
TT

واشنطن تقر عقوبات جديدة ضد طهران... وترمب: لست أوباما

الرئيس الأميركي يوقع مرسومًا رئاسيًا لتعديل قواعد الاستثمارات المالية أمس (أ.ب)
الرئيس الأميركي يوقع مرسومًا رئاسيًا لتعديل قواعد الاستثمارات المالية أمس (أ.ب)

أقرت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات جديدة على مجموعة من أفراد وكيانات مرتبطة ببرنامج إيران الصاروخي الباليستي، ردا على تجربة طهران الأخيرة و«أنشطتها المزعزعة لاستقرار» المنطقة.
وتستهدف هذه العقوبات، وهي الأولى التي تقرها إدارة دونالد ترمب، 25 فردا وكيانا يشتبه خصوصا في أنهم قدموا دعما لوجستيا ومعدات إلى برنامج الصواريخ الإيرانية، بحسب بيان صدر عن وزارة الخزانة، أكد أن العقوبات الجديدة لا تنتهك الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني الموقّع عام 2015. وقالت الخزانة الأميركية في بيان، إن العقوبات «متسقة تماما» مع التزامات الولايات المتحدة وفقا للاتفاق النووي الموقّع عام 2015 مع إيران، المعروف رسميا باسم «خطة العمل المشتركة الشاملة».
وبموازاة ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين كبار بالإدارة الأميركية أن العقوبات هي «مجرد خطوات أولية ردا على سلوك إيران الاستفزازي». وتشمل القائمة 13 شخصا و12 كيانا، من ضمنهم 8 أفراد و5 مؤسسات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، كما تضم القائمة مواطنين اثنين من لبنان، ومواطنا صينيا، وآخر مقيما في الإمارات، وفقا لبيان الخزانة الأميركية.
كذلك، تنص عقوبات وزارة الخزانة التي تستهدف خصوصا شبكة شركات دعم، مقراتها في الصين ولبنان وغيرها، على تجميد أصول أشخاص وكيانات في الولايات المتحدة، وعدم تمكينهم من إجراء صفقات مع شركات أميركية.
وبعد ساعة من إعلان العقوبات، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، في مؤتمره الصحافي اليومي، إن العقوبات الجديدة «دليل على أن صفقة الاتفاق النووي ليست في مصلحة أميركا».
وأضاف سبايسر أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران، أمس الجمعة، كانت قيد الإعداد قبل تولي الرئيس دونالد ترمب الحكم، لكن تم تفعيلها في ضوء الأحداث الأخيرة، موضحا أن «هذه النوعية من العقوبات لا تأتي بسرعة، لكنني أعتقد أن توقيتها رد فعل على ما رأيناه في الأيام القليلة الماضية». وأضاف: «كنا نعلم أن هذه الخيارات متاحة لنا لأنها كانت قيد الإعداد».
من جهته، واصل الرئيس الأميركي التصعيد الكلامي تجاه طهران على شبكة «تويتر»، قبل ساعات من صدور القرار رسميا. وكتب أمس في سياق تغريداته السابقة، إن «إيران تلعب بالنار. إنهم لا يدركون كم كان الرئيس أوباما لطيفا معهم. (ولكن) ليس أنا!». وكان ترمب قد أكّد الخميس أنه لا «يستبعد» أي شيء بشأن تدخل عسكري محتمل ضد إيران.
إلى ذلك، قال مدير مكتب مراقبة الأموال الخارجية في وزارة الخزانة، جون سميث، إن «دعم إيران المستمر للإرهاب وتطوير برنامجها للصواريخ الباليستية، يطرح تهديدا للمنطقة ولشركائنا في العالم وللولايات المتحدة».
في المقابل، قال وزير الخارجية الإيراني محمد ظريف، أمس، إن إيران «لن تشن أبدًا حربًا»، وذلك وسط تصاعد التوتر بين بلاده والولايات المتحدة. وكتب الوزير في تغريدة: «إيران لا تخيفها التهديدات؛ لأننا نستمد أمننا من شعبنا. لن نشن أبدًا حربًا». وكتب في تغريدة أخرى: «لن نستخدم أبدًا أسلحتنا ضد أحد، إلا للدفاع عن أنفسنا. ولنر الآن إن كان بإمكان من يشتكون (من إيران) أن يقولوا الكلام ذاته».
ورد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، على عقوبات الخزانة الأميركية، معتبرًا إياها «مغايرة لروح ونص القرار 2231»، الصادر من مجلس الأمن، مؤكدًا مواصلة طهران تطوير قدراتها الصاروخية «للأغراض الدفاعية، وأنها مصممة على نقل أسلحة متفق عليها وأنها لن تستخدمها لغير الأغراض المتعارف عليها».
وأضاف أن البرنامج الصاروخي «حق مشروع للشعب الإيراني وفق المبادئ والقوانين الدولية»، مشددًا على رفض بلاده «أي تدخل أجنبي على صعيد انتهاك حقوقها الدولية». وأضاف أنها «خارج صلاحيات أي دولة أو مؤسسة».
ولوح قاسمي بـ«رد مناسب ومماثل»، موضحًا أنها ستفرض عقوبات وقيودًا قانونية على عدد من الأشخاص والشركات الأميركية «التي ساهمت بدعم وتأسيس الحركات الإرهابية المتطرفة في المنطقة». وشدد في الوقت نفسه على أنها ستعلن قائمة العقوبات لاحقًا. وقال قاسمي إن الرد الإيراني سيكون مثل ردها على قرار منع دخول الإيرانيين إلى الأراضي الأميركية. وقال إن بلاده «ستواجه أي تحرك ضد مصالح شعبها بدعم من الشعب».
ويطالب القرار 2231 إيران بالابتعاد عن تطوير صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية خلال السنوات الثماني الأولى من تطبيق الاتفاق النووي. وترفض القوات المسلحة الإيرانية وقف تطوير الصواريخ الباليستية، مشددة على أنها تواصل تطوير الصواريخ بناء على أوامر المرشد الإيراني وحاجاتها «الدفاعية»، بينما تقول حكومة روحاني إن تجارب الصواريخ «لم تخرق الاتفاق النووي».
ودخل التوتر بين طهران وواشنطن منعطفا جديدا منذ الاثنين، بعدما كشفت مصادر أميركية عن قيام إيران بتجربة صاروخية فاشلة. وردا على هذه الخطوة، دعت الولايات المتحدة مجلس الأمن إلى اجتماع طارئ لبحث قضية الاختبار الصاروخي، حول إذا ما كانت إيران تخترق الاتفاق النووي، كما وجهت السفير الأميركية انتقادات لاذعة إلى طهران.
في المقابل، اعتبرت طهران على لسان وزير الخارجية والمتحدث باسمه ووزير الدفاع، أن الاختبارات الصاروخية لا تخرق الاتفاق النووي. وأكد وزير الدفاع الإيراني، حسين دهقان، الثلاثاء، قيام بلاده بتجربة صاروخية خلال الأيام الماضية، قبل أن يعلن نجاح التجربة الأربعاء.
يذكر أن رئيس هيئة الأركان المسلحة الإيرانية السابق حسن فيروزآبادي، قال في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إن توقيت اختبار الصواريخ الجديدة والمناورات الصاروخية يجري تعيينه من قبل المرشد الإيراني علي خامنئي. فيروزآبادي أكد لوكالة أنباء مخابرات الحرس الثوري «تسنيم» أن «لا صاروخ يطلق في إيران من دون مرسوم موقع من القائد الأعلى للقوات المسلحة (علي خامنئي)». وخلال تصريحاته، أوضح فيروزآبادي أن الاختبارات الصاروخية التي قامت بها إيران بعد توقيع الاتفاق النووي، كانت بأوامر مباشرة من المرشد الإيراني علي خامنئي.
وتعد هذه هي المرة الثانية التي تقر فيها الخزانة الأميركية عقوبات على كيانات مرتبطة بالحرس الثوري، بعد دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ. في نهاية مارس (آذار) 2016، ردت الخزانة الأميركية على تجارب صاروخ «عماد» الباليستي بتطبيق العقوبات على 6 شركات وشخصين على صلة بالبرنامج الصاروخي الإيراني، واستهدفت تلك العقوبات بشكل خاص مجموعة «همت» الصناعية التابعة للحرس الثوري، وهي من الشركات الأساسية في صناعة الصواريخ. كما فرضت عقوبات على أشخاص وشركات أجنبية انتهكت العقوبات المفروضة على شركة «ماهان» للطيران بسبب تقديمها دعما لوجستيا إلى فيلق «القدس» وما يسمى «حزب الله» اللبناني.
من جانبه، عبّر وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل، أمس، عن تفهمه لقرار الولايات المتحدة فرض عقوبات على إيران، قائلا إن تجربتها الأخيرة لإطلاق صاروخ باليستي كانت انتهاكا واضحا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. إلا أن جابرييل حذر من الخلط بين التجربة الصاروخية التي أجرتها إيران، يوم الأحد الماضي، وبين الاتفاق النووي الذي وقعته مع 6 قوى عالمية في 2015. وقال جابرييل للصحافيين أثناء زيارة إلى الأمم المتحدة: «من الواضح أيضا أن التجربة الصاروخية ليس لها أي تأثير على الاتفاق النووي، وإننا نواصل دعم تنفيذ هذا الاتفاق»، مضيفا أن «الولايات المتحدة لا تعتزم التشكيك في ذلك الاتفاق الآن».



«الصحة العالمية»: الكحول يقضي على 2.6 مليون شخص سنوياً

يقضي الكحول على 2.6 مليون شخص سنوياً وفق تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية الثلاثاء عدّت فيه هذا الرقم «مرتفعاً بشكل غير مقبول»
يقضي الكحول على 2.6 مليون شخص سنوياً وفق تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية الثلاثاء عدّت فيه هذا الرقم «مرتفعاً بشكل غير مقبول»
TT

«الصحة العالمية»: الكحول يقضي على 2.6 مليون شخص سنوياً

يقضي الكحول على 2.6 مليون شخص سنوياً وفق تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية الثلاثاء عدّت فيه هذا الرقم «مرتفعاً بشكل غير مقبول»
يقضي الكحول على 2.6 مليون شخص سنوياً وفق تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية الثلاثاء عدّت فيه هذا الرقم «مرتفعاً بشكل غير مقبول»

يقضي الكحول على 2.6 مليون شخص سنوياً، وفق تقرير أصدرته «منظمة الصحة العالمية»، الثلاثاء، عدّت فيه هذا الرقم «مرتفعاً بشكل غير مقبول»، رغم التراجع الطفيف في السنوات الأخيرة، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويبيّن أحدث تقرير صادر عن الوكالة الصحية التابعة للأمم المتحدة بشأن الكحول والصحة، أن الكحول مسؤول عن نحو وفاة واحدة من بين كل 20 حالة سنوياً على مستوى العالم، بما يشمل حوادث الطرق المتأتية من تناوله، وحالات العنف وسوء المعاملة الناجمة عنه، فضلاً عن كثير من الأمراض والاضطرابات.

ووفق التقرير، نُسبت 2.6 مليون حالة وفاة إلى الكحول في عام 2019، وهي أحدث الإحصاءات المتاحة، أو 4.7 في المائة من الوفيات في جميع أنحاء العالم في ذلك العام. ويمثّل الرجال ثلاثة أرباع هذه الوفيات.

وقال رئيس «منظمة الصحة العالمية»، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، في بيان إن «تعاطي المواد (المسببة للإدمان) يضرّ بشكل خطر بصحة الفرد، ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة والأمراض العقلية، ويؤدي بشكل مأساوي إلى ملايين الوفيات التي يمكن الوقاية منها كل عام».

ويشير في التقرير إلى «انخفاض معيّن في استهلاك الكحول والأمراض المرتبطة به منذ عام 2010 في جميع أنحاء العالم».

لكنّ «العلل الصحية والاجتماعية الناجمة عن تعاطي الكحول لا تزال مرتفعة بشكل غير مقبول»، بالنسبة إلى تيدروس أدهانوم غيبرييسوس الذي يؤكد أن الشباب يتأثرون بشكل غير متناسب جراء هذه المشكلة. فقد سُجلت أعلى نسبة من الوفيات الناجمة عن الكحول في عام 2019 لدى الفئة العمرية من 20 إلى 39 عاماً، بنسبة 13 في المائة من الوفيات.

سرطان وحوادث

يسبّب الكحول عدداً كبيراً من الأمراض؛ بما فيها تليّف الكبد وبعض أنواع السرطان.

ومن بين 2.6 مليون حالة وفاة مرتبطة بالكحول في عام 2019، يشير التقرير إلى أن 1.6 مليون شخص ماتوا بسبب أمراض غير مُعدية؛ بمن فيهم 474 ألف شخص بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، و401 ألف توفوا بسبب السرطان.

وهناك 724 ألف حالة وفاة إضافية ناجمة عن إصابات؛ بما يشمل تلك الناجمة عن حوادث الطرق وإيذاء النفس.

كما أن تعاطي الكحول يجعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المُعدية مثل السل والإيدز والالتهاب الرئوي.

وكان نحو 209 ملايين شخص يعانون من إدمان الكحول في عام 2019؛ أي 3.7 في المائة من سكان العالم.

وفي الوقت نفسه، انخفض الاستهلاك السنوي الفردي بشكل طفيف إلى 5.5 لتر من الكحول في عام 2019، مقارنة بـ5.7 لتر قبل 9 سنوات، وفق التقرير.

لكنّ الاستهلاك موزع بشكل غير متساوٍ في جميع أنحاء العالم؛ إذ يمتنع أكثر من نصف سكان العالم الذين تزيد أعمارهم على 15 عاماً عن شرب الكحول امتناعاً تاماً.

وتسجل أوروبا أعلى مستويات الاستهلاك، بمتوسط 9.2 لتر من الكحول سنوياً، تليها الأميركتان بـ7.5 لتر.

ويوضح التقرير أن أدنى استهلاك موجود في الدول ذات الأغلبية المسلمة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا.

معدلات مرتفعة

وفي المعدل، استهلك الشخص الذي يشرب الخمر 27 غراماً من الكحول يومياً في عام 2019، وفق التقرير. وهذا يعادل نحو كأسين من النبيذ، أو كوبين من البيرة، أو جرعتين من المشروبات الكحولية القوية.

وتحذّر «منظمة الصحة العالمية» بأن «هذا المستوى ووتيرة الاستهلاك يرتبطان بارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض كثيرة، فضلاً عن الوفيات والإعاقات» المصاحبة لها.

في عام 2019، أقرّ 38 في المائة من شاربي الكحول الدائمين بأنهم انخرطوا في نوبات إسراف في شرب الخمر، وقد عُرّف عن ذلك بأنه استهلاك ما لا يقل عن 60 غراماً من الكحول النقي في مناسبة واحدة أو أكثر خلال الشهر السابق.

على الصعيد العالمي، يُعدّ 23.5 في المائة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عاماً مدمنين على شرب الخمر.

لكنّ الرقم يقفز إلى أكثر من 45 في المائة للأشخاص في هذه الفئة العمرية الذين يعيشون في أوروبا، ونحو 44 في المائة لأولئك الذين يعيشون في الأميركتين.

ونظراً إلى حجم المشكلة، تشير «منظمة الصحة العالمية» إلى الحاجة الملحّة لتحسين الوصول إلى العلاج الجيد للاضطرابات الناجمة عن تعاطي المواد المسببة للإدمان.

وفي عام 2019، تفاوتت نسبة الأشخاص الذين كانوا على اتصال بخدمات العلاج من الإدمان؛ من أقل من واحد في المائة إلى حد أقصى بلغ 35 في المائة، تبعاً للدولة التي شملتها الدراسة.

وقال رئيس قسم الكحول والمخدرات والسلوكيات الإدمانية في «منظمة الصحة العالمية» فلاديمير بوزنياك، إن «الوصمة والتمييز والمفاهيم الخاطئة حول فاعلية العلاجات تساهم في هذه الفجوات الخطرة وفي توفر العلاج».