مبادرات مصرية لسوق العقار بينها «الإقامة مقابل الاستثمار»

غرفة للتطوير تسعى لحل مشكلات القطاع وأزمات المطورين

القطاع العقاري المصري يبحث حلحلة عدد من مشكلاته خلال العام الجاري (أ.ف.ب)
القطاع العقاري المصري يبحث حلحلة عدد من مشكلاته خلال العام الجاري (أ.ف.ب)
TT

مبادرات مصرية لسوق العقار بينها «الإقامة مقابل الاستثمار»

القطاع العقاري المصري يبحث حلحلة عدد من مشكلاته خلال العام الجاري (أ.ف.ب)
القطاع العقاري المصري يبحث حلحلة عدد من مشكلاته خلال العام الجاري (أ.ف.ب)

في ظل الضغوط المتباينة التي تواجهها مختلف القطاعات الاقتصادية المصرية، ومن بينها القطاع العقاري الذي تأثر بشدة بعدة عوامل على رأسها تعويم قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، يسعى القائمون على القطاع العقاري وعدد من المطورين العقاريين في مصر لحلحلة الركود الحالي عبر عدد من الأفكار التي من شأنها تحريك السوق، إضافة إلى محاولة لإنعاش الموارد المصرية من العملة الصعبة.
وفي هذا الإطار، صرح المهندس طارق شكري، رئيس غرفة التطوير العقاري باتحاد الصناعات المصرية، بأن الغرفة تبنت 3 مبادرات للحفاظ على القطاع، تتمثل الأولى في طرح مبادرة لإعطاء الأجانب «إقامة مؤقتة» نظير شراء عقار يقدر بنحو 250 ألف دولار أو أكثر.
وأشار شكري في تصريحات لوكالة الأنباء المصرية الرسمية، إلى أن المبادرة تستهدف إعطاء الإقامة المؤقتة للأجانب في مصر لمن يرغب، وذلك بعد الفحص الأمني، حيث يقوم بشراء وحدة سكنية تقدر بنحو 250 ألف دولار أو أكثر، شريطة أن يكون هذا المبلغ من خارج مصر ويتم تحويله على البنك المركزي، الذي يقوم بدوره بأخذ تلك المبالغ وتحويلها إلى الجنيه المصري، وبالتالي ترتفع الحصيلة الدولارية، متوقعًا أن تجلب المبادرة نحو 5 مليارات دولار في العام الواحد، لافتًا إلى أن المبادرة تمت دراستها رسميًا وعرضها على المسؤولين المصريين.
وأوضح شكري أن المبادرة الثانية للغرفة تتصل بتنظيم سوق الإعلانات في القطاع العقاري، حيث حصلت بعض الشركات «غير الموفقة» خلال الفترة الأخيرة على إعلانات دون الخضوع لأي من وسائل الفحص، مما يؤثر على تماسك القطاع، مشيرًا إلى أن التنسيق يجري حاليًا مع غرفة صناعة الإعلام بغية عدم السماح بالإعلانات على المشاريع الخاصة بالمشروعات السكانية إلا بالحصول على قرار وزاري، والذي يتطلب وجود ثبات للملكية واعتماد التخطيط وسداد الرسوم، ووجود رخصة البناء بالنسبة للإعلان عن عمارة سكانية، وذلك من أجل تنظيم السوق وتقليل الإعلانات الوهمية.
وبالنسبة للمبادرة الثالثة، فتعتمد على القيام بعمل توازن خلال الفترة المقبلة من خلال تقديم أنواع من التوعية، مبينًا أنه نظرًا لتعويم الجنيه وارتفاع الأسعار، فإن السوق في حاجة إلى أفكار ابتكارية، كما يجب أن تتوافر ثقافة جديدة في مصر بالنسبة لمساحات الشقق السكانية بألا تكون هناك مساحات كبيرة وغير مستغلة.
وأوضح رئيس غرفة التطوير العقاري أن الغرفة تم إنشاؤها منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، منوهًا بأنه خلال 4 أشهر تم القيام بأعمال ضخمة، منها توقيع بروتوكول مع وزير الإسكان وتم تفعيله، ونتج عنه إنشاء لجنة لحل المشكلات.
كما أشار إلى أن الغرفة تلقت عددًا من المشكلات التي تتم حاليًا إدارتها، ومنها منح المطورين العقاريين مهلة 6 أشهر إضافية أسوة بالمقاولين، ثم إرسال مذكرة بهذا الشأن إلى مجلس الوزراء، حيث تمت الموافقة عليها شفهيًا من حيث المبدأ، وينتظر الموافقة النهائية. فضلاً عن مشكلة ارتفاع معدل الفائدة، حيث حصل عدد من المطورين على تأجيل دفع منذ يناير (كانون الثاني) 2007 من 5 إلى 7 سنوات، ثم فوجئ المطور بأن البنك المركزي يطالبه بدفع الفائدة بقيمة 17.5 في المائة بـ«أثر رجعي» عن الأعوام الماضية، مما دعا المطورون إلى الامتناع عن السداد، لافتًا إلى قيام الغرفة بطرح القضية على وزارة الإسكان، التي وافقت من حيث المبدأ على دراسته.
وأوضح شكري أن دور الغرفة يقوم على 3 محاور رئيسية، وهي: التنسيق والتعاون مع مجلس النواب في تطوير ومراجعة القوانين الخاصة بالقطاع، والقيام بالتواصل المجتمعي مع المطورين العقاريين والسياحيين مع جهات الاختصاص، وتقديم المقترحات والحلول لحل مشكلات القطاع.
ونوه بتشكيل لجنة لحل مشكلات القطاع، التي تلقت منذ نشأة الغرفة وحتى الآن كثيرًا من المشكلات التي تواجه المطورين، موضحًا أن اللجنة تقوم حاليًا بالعمل على حل هذه المشكلات، التي من بينها مشكلة الغرامات التي تحسب نتيجة نسبة البناء، لافتًا إلى اقتراح الغرفة بأن من ينجز في مشروعه بنسبة 85 في المائة لا يفرض عليه أي غرامات، وذلك نظرًا للجدية في إنهاء المشروع.
وعن معدلات نمو القطاع والمتوقع له خلال عام 2017، قال رئيس غرفة التطوير العقاري إن «معدل نمو القطاع خلال عام 2016 بلغ 16 في المائة، وهذه النسبة مشابهة لنظريتها خلال عام 2010»، متوقعًا أن يصل معدل النمو خلال العام الحالي إلى 20 في المائة، باستثناء التخوف من فرق سعر الدولار، وقال إن «هذا هو التحدي الموجود حاليًا. ونحن متفائلون بالأعوام المقبلة، فعام 2018 سيكون عامًا رائعًا، ولكن العام الحالي سيكون به نوع من التحدي».
وحول الشراكة مع القطاع الحكومي في مشروعات الإسكان الاجتماعي، أشار شكري إلى وجود شراكة بين القطاعين، حيث تعمل الحكومة على وحدات سكنية تنفذها بمعرفتها، وهى الإسكان القومي، وتبلغ نحو 500 ألف وحدة سكانية، فضلاً عن مشروع قومي آخر مع المطورين. مؤكدًا أن الشراكات فكرة جيدة وناجحة إذا التزم الطرفان بها، كما تسهم في تسريع وتيرة العمل، وتعتبر آلية جيدة لتحسين الأداء.
وبشأن عدم توسع الحكومة في الشراكات، أضاف شكري: «في تقديري أنها ما زالت جديدة حيث تم تطبيقها منذ عامين فقط، والحكومة تتجه إلى التوسع فيها، فتم في آخر اجتماع مع وزير الإسكان الكشف عن طرح موجة من الشراكات الجديدة، التي ستبدأ اعتبارًا من شهر فبراير (شباط)».
وحول أهم معوقات الاستثمار في القطاع العقاري، أوضح شكري أن البيروقراطية تعد أهم الأسباب، حيث تؤدي بشكل مباشر إلى تعطيل الاستثمار، مشيرًا إلى أن لجنة تلقي الشكاوى بالغرفة من إحدى مبادراتها أن يتم تحويل إصدار الرخص، التي يستغرق الحصول عليها فترة زمنية طويلة، من الأجهزة الحكومية إلى المكاتب الاستشارية مع تطبيقها للقواعد والقوانين ولكن بفكر القطاع الخاص، مضيفًا أن «الحصول على الرخصة يعني الحصول على فرصة عمل».



السعودية: توقع «طفرة سكنية» يصحبها تراجع جديد في أسعار العقارات

تمكنت وزارة الإسكان من تلبية مطالب مختلف الفئات بإنتاج وحدات سكنية جاهزة
تمكنت وزارة الإسكان من تلبية مطالب مختلف الفئات بإنتاج وحدات سكنية جاهزة
TT

السعودية: توقع «طفرة سكنية» يصحبها تراجع جديد في أسعار العقارات

تمكنت وزارة الإسكان من تلبية مطالب مختلف الفئات بإنتاج وحدات سكنية جاهزة
تمكنت وزارة الإسكان من تلبية مطالب مختلف الفئات بإنتاج وحدات سكنية جاهزة

بعد سلسلة من المتغيرات التي شهدها قطاع الإسكان السعودي، يتجه القطاع إلى التوازن مع انخفاض التضخم الحاصل في الأسعار بمختلف فروع القطاع العقاري، وسط مبادرات سعت إليها وزارة الإسكان السعودية؛ الأمر الذي قلص الفجوة بين العرض والطلب خلال السنوات الماضية، حيث حققت الوزارة القيمة المضافة من خلال تلك المبادرات في رفع نسب التملك بالبلاد.
وتوقع مختصان أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من النجاح الحكومي في مجال الإسكان، مشيرين إلى أن المواطن سيجني ثمار ذلك على مستوى الأسعار وتوافر المنتجات، التي تلبي مطالب جميع الفئات. ويمثل هذا النجاح امتداداً لإنجازات الحكومة، في طريق حل مشكلة الإسكان، عبر تنويع المنتجات العقارية وإتاحتها في جميع المناطق، مع توفير الحلول التمويلية الميسرة، والاستفادة بالشراكة مع القطاع الخاص.
وأشار المختصان إلى أن أداء الحكومة، ممثلة في وزارة الإسكان، كان وراء خفض أسعار المساكن بشكل كبير، وذلك بعد أن وفرت للمواطنين منتجات عقارية متنوعة تلبي أذواق جميع المستفيدين من برامج الدعم السكني. وقال الخبير العقاري خالد المبيض إن «وزارة الإسكان تمكنت من إيجاد حلول عقارية ناجعة ومتنوعة، أدت إلى تراجع الأسعار بنسب تشجع جميع المواطنين بمختلف مستوياتهم المادية، على تملك العقارات»، مضيفاً أن «الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من النجاح في هذا الجانب».
وتابع: «أتذكر أن أول مشروع تسلمته وزارة الإسكان، كان يتعلق ببناء 500 ألف وحدة سكنية، بقيمة 250 مليار ريال (133.3 مليار دولار)، ما يعني أن قيمة الوحدة السكنية 500 ألف ريال (133.3 ألف دولار). أما اليوم، فقد تمكنت الوزارة من إيجاد وحدات جاهزة بقيمة تصل إلى نصف هذا المبلغ وهو 250 ألف ريال (66.6 ألف دولار)»، لافتاً إلى أن «الفرد يستطيع الحصول على هذه الوحدات بالتقسيط، مما يؤكد حرص البلاد على إيجاد مساكن لجميع فئات المجتمع السعودي».
وأضاف المبيض: «تفاوت أسعار المنتجات العقارية يمثل استراتيجية اتبعتها الوزارة في السنوات الأخيرة، ونجحت فيها بشكل كبير جداً». وقال: «أثمرت هذه السياسة زيادة إقبال محدودي الدخل على تملك المساكن، بجانب متوسطي وميسوري الدخل الذين يقبلون على تملك مساكن ومنازل وفيلات تناسب قدراتهم المادية، وهذا يُحسب لوزارة الإسكان ويمهد لإنهاء مشكلة السكن التي لطالما أرقت المجتمع في سنوات ماضية».
وتوقع الخبير العقاري أن تشهد المرحلة المقبلة طفرة في قطاع الإسكان. وقال: «يجب أن نضع في الاعتبار أن منتجات الوزارة التي تعلن عنها تباعاً، تحظى بإقبال الأفراد كافة، لا سيما أنها تراعي خصوصية الأسرة السعودية، كما أنها تلبي احتياجاتها في الشكل والمساحات».
وأضاف: «تمكنت الوزارة من تلبية مطالب مختلف الفئات بإنتاج وحدات سكنية جاهزة، ومنازل مستقلة، وفيلات، ومنح أراضٍ وقروض لمن يرغبون في البناء بأنفسهم». وتابع «كل هذه الخيارات وفرتها الوزارة في صورة مبادرات متعددة، موجودة في برنامج (سكني)، وروجت لها بشكل جيد، ووصلت بها إلى المواطنين».
من جانبه، رأى المحلل الاقتصادي علي الجعفري أن شراكة الوزارة مع شركات العقار السعودية تمثل خطوة استراتيجية تُحسب للحكومة في السنوات الأخيرة. وقال: «إحقاقاً للحق؛ أضاعت الوزارة عقب تأسيسها، بعض الوقت والجهد للبحث عن آليات تمكنها من بناء 500 ألف وحدة سكنية، لكنها عوضت ذلك بالشراكة مع القطاع الخاص».
وأضاف الجعفري: «الوزارة في بداية عهدها لم تتعاون مع شركات التطوير العقاري السعودية لتنفيذ مشاريع السكن، ولو أنها سارعت بهذا التعاون، لكان لدينا اليوم عدد كبير من المنتجات العقارية التي تساهم في حل مشكلة السكن».
واستطرد: «الوزارة تداركت في السنوات الأخيرة هذا الأمر، واعتمدت على شركات التطوير السعودية، التي أصبحت بمثابة الذراع التنفيذية لتصورات الحكومة وتوجهاتها لحل مشكلة السكن»، مضيفاً: «اليوم الوزارة ترتكن إلى حزمة من المبادرات النوعية، التي وفرت كثيراً من التنوع في المنتجات العقارية، وهو ما أشاع جواً من التفاؤل بإمكانية حل مشكلة السكن في المملكة في وقت وجيز».
وأكد الجعفري ثقته باستمرار نجاح البلاد في إدارة ملف الإسكان. وقال: «أنا واثق بأن مؤشرات السكن اليوم أفضل بكثير منها قبل 8 سنوات مضت، بعد طرح الوزارة آلاف المنتجات العقارية وتسليمها إلى مستحقيها، بل ودخول عدد كبير منها إلى حيز الاستخدام».
وختم الجعفري: «نجاحات وزارة الإسكان تحقق مستهدفات (رؤية المملكة 2030)، خصوصاً فيما يتعلق بالوصول إلى نسبة تمليك بين المواطنين تصل إلى 70 في المائة» على حد وصفه.
وكانت «مؤسسة النقد السعودي (ساما)» أشارت إلى أن عقود التمويل العقاري السكني الجديدة للأفراد واصلت صعودها لشهر يناير (كانون الثاني) الماضي، مسجلة أعلى معدلات إقراض في تاريخ البنوك السعودية من حيث عدد العقود ومبالغ التمويل بنحو 23 ألفاً و668 عقداً مقارنة بنحو 9 آلاف و578 عقداً في يناير 2019، من إجمالي القروض العقارية السكنية المُقدمة من جميع الممولين العقاريين من بنوك وشركات التمويل.
وأوضح التقرير الخاص بـ«ساما» أن النمو في عدد عقود التمويل العقاري السكني وصل لنحو 147 في المائة مقارنة مع يناير 2019، فيما سجل حجم التمويل العقاري السكني الجديد في يناير 2020، نمواً بمقدار 112 في المائة مقارنة بالشهر نفسه من عام 2019، والذي سجل نحو 4.766 مليار ريال (1.270 مليار دولار)، كما سجلت قروض يناير السكنية ارتفاعاً بنسبة اثنين في المائة عن الشهر السابق ديسمبر (كانون الأول) 2019، والذي وصل حجم التمويل خلاله إلى نحو 9.86 مليار ريال (2.6 مليار دولار)، فيما ارتفع عدد العقود بنسبة 1.5 في المائة عن شهر ديسمبر 2019، والذي شهد توقيع نحو 23 ألفاً و324 عقداً.
وأشار التقرير إلى أنه تم إبرام 94 في المائة من قيمة هذه العقود عن طريق البنوك التجارية، بينما أبرمت 6 في المائة منها عن طريق شركات التمويل العقاري، فيما بلغ عدد عقود المنتجات المدعومة من خلال برامج الإسكان في شهر يناير 2020 عن طريق الممولين العقاريين 22 ألفاً و432 عقداً وبقيمة إجمالية بلغت 9.4 مليار ريال (2.5 مليار دولار).