ماي تختار كلماتها بحذر وتبتعد عن الانتقاد اللاذع

ماي تختار كلماتها بحذر وتبتعد عن الانتقاد اللاذع
TT

ماي تختار كلماتها بحذر وتبتعد عن الانتقاد اللاذع

ماي تختار كلماتها بحذر وتبتعد عن الانتقاد اللاذع

أثار قرار رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي بالتوجه إلى واشنطن بعد أيام فقط على أداء دونالد ترمب اليمين الدستورية، جدلا في بريطانيا حيث لا تزال تصريحاته حول المسلمين والنساء والتعذيب موضوع استنكار شديد. وماي هي أول مسؤول أجنبي يستقبله الرئيس الجديد في البيت الأبيض منذ تنصيبه مما يشكل ضربة دبلوماسية موفقة لها. وحاول الكثير من أعضاء حزبها الحاكم في مجلس العموم الدفاع عن «لهجتها المخففة» في انتقاداتها لترمب.
واختارت ماي كلماتها بحذر وحاولت الابتعاد عن الانتقاد اللاذع. وقالت على متن الطائرة خلال رحلتها إلى واشنطن إنه «في بعض الأحيان تتجاذب الأضداد».
ماي تدرك أن حلفاء واشنطن سيراقبون كل أقوالها وأفعالها عن كثب بينما يدرسون كيفية التعامل مع الرئيس الجديد الذي وصل إلى السلطة بعد تبنيه شعار «أميركا أولا». ويبدو أن الدبلوماسية الأميركية تدخل عهدا مختلفا تماما يشوبه الغموض كما يتبين من الأسبوع الأول الذي اتسم بالتوتر والفوضى خصوصا حول مشروع تشييد جدار على الحدود مع المكسيك.
ووصف كبير المستشارين الاستراتيجيين في البيت الأبيض ستيف بانون في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» وسائل الإعلام بـ«المعارضة» قائلا إن «عليها إبقاء فمها مغلقا». وتابع بانون «على وسائل الإعلام أن تشعر بالحرج والإهانة وإبقاء فمها مغلقا والاستماع في الوقت الحالي».
وتأمل بريطانيا في انطلاقة سريعة للمفاوضات من أجل توقيع اتفاق تجاري جديد مع واشنطن لكن هامش المناورة الذي تتمتع به ضيق ما لم تخرج تماما من الاتحاد الأوروبي.
وذكرت المفوضية الأوروبية أن بريطانيا يمكنها «التباحث» في اتفاق محتمل للتبادل الحر مع دول ثالثة لكن ليس «التفاوض» طالما لا تزال عضوا في الاتحاد الأوروبي.
وأعلن وزير المالية البريطاني فيليب هاموند الجمعة أن «بريطانيا لا تزال عضوا ملتزما بشكل كامل في الاتحاد الأوروبي»، وستواصل احترام قوانين الاتحاد المتعلقة بالتفاوض حول اتفاقات تجارية.
وقال ترمب «ليس لدي وزير للتجارة بعد» في انتقاد لمعارضيه الديمقراطيين الذين يؤخرون تثبيت مرشحه لهذا المنصب، ويلبور روس، أمام مجلس الشيوخ. وأضاف ترمب أن البريطانيين «يريدون التباحث في التبادل (الحر). سأتولى الأمر بنفسي ليس هناك مشكلة».
وأدلت تيريزا ماي كلمة أمام النواب الجمهوريين في فيلادلفيا حددت فيها نقاطا أساسية.
وشددت في كلمتها على أهمية المؤسسات الدولية، منها الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي، التي تعرضت لانتقادات متكررة من ترمب.
وأكدت ماي أن «الأمم المتحدة في حاجة إلى الإصلاح، ولكنها لا تزال حيوية»، خصوصا في مجالي مكافحة الإرهاب والتغير المناخي، مدافعة في الوقت نفسه عن دور البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والأهمية الحاسمة لحلف شمال الأطلسي «ركيزة الدفاع الغربية». إلا أنها حذرت الولايات المتحدة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أعرب ترمب عن رغبته بالتقارب معه. وقالت ماي «عندما نتحدث عن روسيا، فمن الحكمة أن نتخذ مثالا الرئيس (رونالد) ريغان الذي، خلال مفاوضاته مع نظيره الروسي ميخائيل غورباتشوف، اعتاد على اتباع قاعدة (ثق ولكن تحقق)». وأضافت: «مع الرئيس بوتين، نصيحتي هي (تعاون ولكن بحذر)». ولاقت المسؤولة المحافظة حفاوة كبيرة عندما وعدت بالحفاظ على «علاقة خاصة» بين البلدين.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».