ولد الشيخ من صنعاء: الأمم المتحدة لا تعترف إلا بالحكومة الشرعية برئاسة بن دغر

يقدم إفادته إلى مجلس الأمن حول محادثات السلام الخميس المقبل

فتى يمني جنده الحوثيون يشارك في مظاهرة بالعاصمة صنعاء (إ.ب.أ)
فتى يمني جنده الحوثيون يشارك في مظاهرة بالعاصمة صنعاء (إ.ب.أ)
TT

ولد الشيخ من صنعاء: الأمم المتحدة لا تعترف إلا بالحكومة الشرعية برئاسة بن دغر

فتى يمني جنده الحوثيون يشارك في مظاهرة بالعاصمة صنعاء (إ.ب.أ)
فتى يمني جنده الحوثيون يشارك في مظاهرة بالعاصمة صنعاء (إ.ب.أ)

غادر المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد العاصمة اليمنية صنعاء، بعد مباحثات أجراها مع الانقلابيين بخصوص جملة من القضايا. وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن ولد الشيخ غادر دون أن يتوصل إلى اتفاق مع الانقلابيين بشأن أي من القضايا.
وصرح المبعوث الأممي بأنه التقى بقيادات من الحوثيين وحزب المخلوع علي عبد الله صالح، بينهم وزير خارجية الانقلابيين، هشام شرف، مؤكدا أن لقاءه به كان بحكم أنه قيادي في حزب المؤتمر. وشدد ولد الشيخ، في تصريحه وبشكل قاطع، على أن الأمم المتحدة لا تعترف سوى بالحكومة الشرعية التي يرأسها الدكتور أحمد عبيد بن دغر، مؤكدا أنه تحدث معه حول قضايا إدارية تتعلق بالمنظمة الدولية، إضافة إلى الحديث عن خريطة الطريق. وقال ولد الشيخ: «أوصلنا بعض الرسائل التي نتمنى أن تصل إلى قيادات الحوثيين والمؤتمر الشعبي».
ووفقا لمصادر يمنية متطابقة، فقد رفض مبعوث الأمم المتحدة مقابلة حكومة الانقلابيين، على اعتبار أنها شكلت «بشكل أحادي الجانب» واكتفى باللقاء بهشام شرف، ووصف لقاءه به بـ«الودي»، في وقت سرب الحوثيون، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، معلومات تفيد بأنه التقى بأعضاء الحكومة الانقلابية وطلب عدم نشر الخبر.
وفي أول تعليق للحكومة اليمنية على تصريحات ولد الشيخ، قال مصدر في رئاسة الوزراء اليمنية إن «موقف الأمم المتحدة واضح من حكومة الانقلابيين ومنذ الساعات الأولى من إعلانها وهو الرفض لهذه الحكومة، وحكومة الشرعية برئاسة الدكتور أحمد عبيد بن دغر تحظى بدعم وتأييد دولي والخطوات الأحادية التي اتخذتها ميليشيات الحوثي وصالح في الإعلان الدستوري وتشكيل حكومة انقلابية هي التي أجهضت جهود السلام ووضعت العراقيل أمام المبعوث الأممي». وأضاف السكرتير الصحافي بمجلس الوزراء، غمدان الشريف لـ«الشرق الأوسط»: «نحن في الحكومة اليمنية كنا حريصين على إحلال السلام بحسب المرجعيات الأساسية للحل في اليمن، ولكن السلام الذي يتطلع إليه شعبنا يحتاج إلى نوايا صادقة من طرف الانقلابيين أولاها التراجع عن المجلس السياسي الذي أعلنوه أثناء مشاورات الكويت والحكومة التي شكلوها في صنعاء من ثم نذهب إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي وخاصة قرار 2216». وأكد الشريف أن الانقلابيين «لا يبحثون عن السلام، طالما يبحثون عن شرعية ولو إعلامية لانقلابهم ولكنهم أصيبوا بخيبة أمل بعد رفض المبعوث الأممي مقابلة رئيس حكومتهم وإعلانه من صنعاء أن الأمم المتحدة لا تعترف إلا بحكومة الدكتور أحمد بن دغر وأن لقاءه مع هشام شرف كان وديا وكونه قياديا في حزب المؤتمر الشعبي العام».
وأشارت المصادر اليمنية الخاصة إلى أن الانقلابيين طرحوا جملة من القضايا أمام ولد الشيخ، الذي كان يسعى إلى التوصل لهدنة لوقف إطلاق النار ولموافقة على استئناف عمل لجنة التنسيق والتهدئة في ظهران الجنوب. ومن بين القضايا التي طرحت مطالبة الانقلابيين، وبإلحاح، برفع الحظر عن مطار صنعاء الدولي والسماح بعودة الرحلات الجوية بشكل اعتيادي، في وقت منع التحالف حركة الطيران ولا يسمح سوى لطائرات الأمم المتحدة والطائرات الإغاثية بالهبوط في المطار، الذي بات في مرمى نيران قوات الجيش الوطني اليمني المرابطة في مديرية نهم، شرق العاصمة.
واعتبر مراقبون لـ«الشرق الأوسط» أن النتائج الميدانية التي يحققها الجيش اليمني على الأرض والذي حرر، أمس، مدينة وميناء المخا الاستراتيجيين والتاريخيين، إضافة إلى التقدم الحاصل في الجوف ونهم وغيرهما من جبهات القتال، أضعف موقف الانقلابيين، بشكل كبير، في طروحاتهم واشتراطاتهم.
إلى ذلك، قالت مصادر بالأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»، إن الاجتماع ركز على تسوية سياسية كاملة وشاملة للأزمة، واستعادة وقف الأعمال العدائية، والخطة الأمنية اللازمة لاتفاق السلام، والحاجة إلى رفع القيود المفروضة على وصول الطائرات التجارية المدنية من وإلى صنعاء.
وعلمت «الشرق الأوسط»، أن المبعوث الخاص لليمن سيعود في نيويورك يوم 26 يناير (كانون الثاني)، لإطلاع مجلس الأمن على جهوده الجارية لاستئناف مفاوضات السلام.
وأشارت مصادر بالأمم المتحدة، إلى أن لقاءات ولد الشيخ في صنعاء ركزت على تجديد الدعوة للعودة السريعة، لوقف الأعمال العدائية التي ستتبع فترة تحضيرية لمدة أسبوعين، تهدف إلى وضع خطة تنفيذ مشتركة لضمان نجاحها واستدامتها، «وهي ملزمة للطرفين بوقف العنف من أجل تخفيف معاناة الشعب اليمني وتمهيد الطريق لتسوية تفاوضية سلمية».
وكان ولد الشيخ زار، الأسبوع الماضي، العاصمة اليمنية المؤقتة عدن وأجرى مباحثات، مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ورئيس وزرائه الدكتور أحمد عبيد بن دغر، ووزير الخارجية عبد الملك المخلافي، بخصوص التسوية السياسية، خاصة بعد أن رفضت الحكومة اليمنية الشرعية مشروع الخريطة التي تقدم بها ولد الشيخ، مؤخرا، بعد أن حاولت «شرعنة الانقلاب والمساس بصلاحيات الرئيس عبد ربه منصور هادي وأغفلت المرجعيات الأساسية للحل السياسي في اليمن، وهي قرارات مجلس الأمن الدولي ومخرجات الحوار الوطني الشامل والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية»، بحسب مصادر يمنية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.