ماتيس يباشر مهامه باجتماع مع قادة البنتاغون

الإدارة الأميركية الجديدة تشدد على زيادة حجم الجيش رغم التقيد بالميزانية

ماتيس (وسط) لدى اجتماعه مع القادة العسكريين  في مقر البنتاغون بواشنطن (أ.ف.ب)
ماتيس (وسط) لدى اجتماعه مع القادة العسكريين في مقر البنتاغون بواشنطن (أ.ف.ب)
TT

ماتيس يباشر مهامه باجتماع مع قادة البنتاغون

ماتيس (وسط) لدى اجتماعه مع القادة العسكريين  في مقر البنتاغون بواشنطن (أ.ف.ب)
ماتيس (وسط) لدى اجتماعه مع القادة العسكريين في مقر البنتاغون بواشنطن (أ.ف.ب)

باشر الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس أمس مهام عمله رسميًا وزيرًا للدفاع في إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب. وقد عقد ماتيس اجتماعا بمقر وزارة الدفاع (البنتاغون) في واشنطن مع كبار القيادات العسكرية أبرزها نائب وزير الدفاع بوب ورك، وقائد مشاة البحرية الجنرال جو دانفورد، وقائد سلاح الجو الجنرال بول جيه سيلفا.
وكان ماتيس قد أدى اليمين الدستورية لقيادة الوزارة بعد جلسة استماع خاصة في مجلس الشيوخ تحدث فيها عن خططه العملية. ودار نقاش حول ميزانية الدفاع، حيث أكد حرصه على أن كل دولار تنفقه الوزارة سيكون في المكان الصحيح. وقال في هذا الصدد: «أعتقد أننا سنسير وفق الميزانية الأساسية إلا إذا طرأ أمر لم نكن نتوقعه، وسوف نأتي إلى الكونغرس للحديث بشأن أي أمر متعلق بالميزانية، ومهم لدينا أن يكون لدى الكونغرس ثقة بأننا نصرف كل دولار من الميزانية في المكان الذي من المفترض أن يصرف فيه».
على صعيد متصل، توقع متابعون متخصصون في مهام الدفاع بأن ميزانية البنتاغون ستذهب لزيادة حجم الجيش الأميركي حسب ما وعد به الرئيس ترمب، حيث يتوقع زيادة عدد الجنود إلى 450 ألف جندي، بالإضافة لدعم الأسطول الجوي بما يقارب 1200 طائرة مقاتلة والأسطول البحري بـ350 قطعة بحرية وتوفير 36 كتيبة إضافية لمشاة البحرية.
من جانبه، توقع تود هاريسون محلل ميزانية الدفاع في مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية بواشنطن أن الرئيس الجديد ترمب قادر على تحقيق وعوده فيما يتعلق بتطوير الجيش، وقال في لقاء تلفزيوني: «أعتقد أن لدى ترمب الكثير ليقدمه لدعم ميزانية الدفاع، ولكن سيكون هناك بعض العقبات أمامه؛ أهمها ما ذكره الجنرال ماتيس في جلسة الاستماع حول التحدي الكبير الذي يواجه زيادة الميزانية بسبب قانون مراقبة الميزانية الذي تم إصداره عام 2011». وأضاف هاريسون: «أعتقد أنه يتعين على الجمهوريين في مجلس الشيوخ عقد اتفاق مع الديمقراطيين لتسهيل مهمة إدارة ترمب فيما يتعلق بميزانية الدفاع، حيث إن أصوات الجمهوريين لا تكفي للموافقة على الميزانية، وهذا ما يجب فعله قبل الشروع في الحديث عن زيادة عدد الجنود أو السفن».
يذكر أن ميزانية وزارة الدفاع الأميركية للعام الحالي تبلغ 620 مليار دولار، ويعد مبلغ 544 مليار منها تقديريا. وخصصت ميزانية نحو 60 مليارا للعمليات الخارجية و8 مليارات دولار للحالات الطارئة.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».