الخرطوم تنفي دعم الإرهاب في مصر وتستنكر زج اسمها في قضية «حسم»

أول وفد رسمي سوداني يبدأ زيارة إلى واشنطن بعد رفع العقوبات

الخرطوم تنفي دعم الإرهاب في مصر وتستنكر زج اسمها في قضية «حسم»
TT

الخرطوم تنفي دعم الإرهاب في مصر وتستنكر زج اسمها في قضية «حسم»

الخرطوم تنفي دعم الإرهاب في مصر وتستنكر زج اسمها في قضية «حسم»

نفت السفارة السودانية في القاهرة بشدة استضافة بلادها أي مجموعة إرهابية مصرية، وشددت على أن الخرطوم ظلت على الدوام تحترم خيارات الشعب المصري، ولا تتدخل في شؤونه الداخلية، في وقت أعلن فيه وفد برلماني سوداني عن زيارته إلى واشنطن الشهر المقبل، وهي الزيارة الأولى لوفد رسمي بعد تنصيب الرئيس دونالد ترامب، وعقب الرفع الجزئي للعقوبات الأميركية على السودان في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.
وقال سفير السودان لدى القاهرة عبد المحمود عبد الحليم في بيان صحافي، اطلعت عليه «الشرق الأوسط» إن الخرطوم تابعت بانزعاج بالغ ما نشرته الصحف المصرية بشأن إحالة متهمين من تنظيم «حسم» المحظور إلى النيابة العسكرية بعد اتهامهم بارتكاب عمليات إرهابية، ومحاولة اغتيال مسؤولين والاعتداء على مقار الشرطة، حيث ذكرت الصحف أن التحقيقات كشفت عن أن المتهمين تلقوا تدريبات عسكرية في السودان. وأوضح البيان أن الخرطوم ظلت على الدوام تلتزم بخيارات الشعب المصري، ولم يحدث أن تدخلت في الشؤون الداخلية للدولة المصرية، مشددا على أن السودان ملتزم بأمن واستقرار جارته في الشمال، إن «استقرار مصر من أمن واستقرار السودان».
كما شدد بيان السفارة السودانية على التطور النوعي بين القاهرة الخرطوم منذ تولي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم، وعدت أن معدلات التعاون بين البلدين غير مسبوقة في المجالات كافة، واستشهدت بالعدد القياسي للزيارات المتبادلة على المستوى الرئاسي بين القيادات كافة في الحكومتين، إلى جانب توقيع الاتفاقيات والشراكة الاستراتيجية، وقال البيان «هذه رغبة مشتركة من القيادتين للمضي قدمًا في تعزيز علاقة الأخوة والمصير المشترك للبلدين إلى الإمام»، مضيفًا أن حكومة السودان ظلت تحرص على وضع علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية مع مصر فوق مستوى القضايا والمنعرجات الصغيرة التي تظهر بين وقت وآخر في ظل التحديات، وفي محيط يتسم بالانقسامات والاستهداف الخارجي، وقضايا الإرهاب وتجارة البشر والجريمة العابرة التي تستدعي التعاون.
ونبه بيان السفارة السودانية في القاهرة إلى أن الخرطوم ظلت تنوه باستمرار إلى أن هناك من يعمل على إعادة مسيرة التكامل بين البلدين، وإعادة ما وصفه بـ«الانتكاسة»، وذلك عبر إثارة مزاعم باطلة، وبثها بالعناوين العريضة في الصحف، وفي هذا الصدد قال البيان إن «المسؤولية الوطنية للإعلام تقتضي تعظيم وشائج الأخوة، والابتعاد عن أي شيء يعكر صفو العلاقات بين البلدين».
إلى ذلك، قال محمد المصطفى، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان السوداني، إن وفدين برلمانين سيقومان بزيارة إلى الولايات المتحدة مطلع فبراير (شباط) المقبل لإجراء مباحثات مع الكونغرس الأميركي لتعزيز العلاقة بين البلدين، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة ستركز على دفع العلاقات بين البلدين، والاستمرار في تطوير ما تم إنجازه عقب رفع العقوبات، وقال: إن الخرطوم ستتعامل مع واشنطن سياسيا، اجتماعيًا وثقافيًا في الفترة المقبلة، وستعمل بصورة علمية ومدروسة.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.