القوات المسلحة اليمنية: سندخل صنعاء من محاور عدة

تحرير جبل «السيبارة» وموقع «الهشام» في وازعية تعز

مقاتلون من الجيش اليمني متمركزون في أحد مواقع ذو باب قرب باب المندب (أ.ف.ب)
مقاتلون من الجيش اليمني متمركزون في أحد مواقع ذو باب قرب باب المندب (أ.ف.ب)
TT

القوات المسلحة اليمنية: سندخل صنعاء من محاور عدة

مقاتلون من الجيش اليمني متمركزون في أحد مواقع ذو باب قرب باب المندب (أ.ف.ب)
مقاتلون من الجيش اليمني متمركزون في أحد مواقع ذو باب قرب باب المندب (أ.ف.ب)

واصلت قوات الجيش والمقاومة الشعبية انتصاراتها في عدة جبهات بمحافظة تعز وكبدت ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
وأوضح الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد الركن عبده مجلي أن الجيش سيدخل صنعاء من عدة محاور حسب الخطة المرسومة، مشيرا إلى الانتصارات المستمرة التي تحققها وحدات الجيش في مختلف الجبهات، وتحرز تقدما في محافظات صنعاء، وتعز، والجوف، ومأرب، وصعدة، وشبوة، وحجة، والضالع.
ولفت الناطق إلى أن محافظة تعز تشهد تطورا في الموقف العسكري للجيش، حيث تم صد ودحر ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في عدة جبهات بمدينة تعز، وهناك تقدم في جبهة الوازعية وتقدم باتجاه مركز مديرية الشقيراء، وفي جبهة مقبنة باتجاه الخط الرئيسي الرابط بين محافظتي الحديدة وتعز، ولفت إلى أن وحدات الجيش تقدمت إلى ما بعد منطقة الجديد في جبهة ذو باب، ويفصلها 15 كيلومترا عن مدينة وميناء المخا.
وذكر المركز الإعلامي لقيادة محور تعز، أن وحدات الجيش حررت جبل «السيبارة» الاستراتيجي، ومدرسة «الحكمة» وموقع «الهشام» في جبهة الوازعية، فيما ما زالت المعارك مستمرة حول موقع القاصب وجبل الشامي غربي المحافظة، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).
وفي الجبهة الشمالية بالمدينة، شنت قوات الجيش هجوما على مواقع الميليشيات في جبهة الأربعين وعصيفرة، وتمكنت خلاله من استعادة عدد من المباني وتكبيد الميليشيات خسائر فادحة.
وقال الناطق «إن هناك جبهات جديدة ستفتح في أماكن عدة لم يتوقعها الانقلابيون»، وأضاف: «سيندم تحالف الحوثي وصالح كونهم تمردوا وانقلبوا على الشرعية والمرجعيات الأساسية المتمثلة في المبادرة الخليجية والقرار الدولي رقم 2216 ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني».
وتمكن الجيش من تحرير عدد من المواقع والجبال الاستراتيجية بمنطقة نهم شرق صنعاء، وهو تقدم يقطع طرق الإمداد عن الميليشيا ويحقق الاقتراب نحو مديرية أرحب شمال العاصمة صنعاء.
وكانت وكالة الأنباء الألمانية نقلت عن مصادر في المقاومة الشعبية، أول من أمس (الثلاثاء)، بمقتل 17 من الحوثيين والقوات العسكرية الموالية لصالح، وإصابة العشرات في معارك مع رجال الجيش والمقاومة، وقصف لمقاتلات التحالف العربي بمحافظة تعز.
وقالت المصادر إن من ضمن القتلى ثمانية من قيادات «الميليشيات»، قتلوا جراء استهدافهم بغارة جوية لمقاتلات التحالف العربي، أثناء اجتماع لهم.
وأوضحت المصادر، أن قوات الجيش والمقاومة واصلت تقدمها وسيطرتها على منطقة الجديد التابعة لمديرية ذو باب غرب تعز، وتمركزت فيها، بعد معارك مع الحوثيين وقوات صالح، في حين استمرت بتمشيط المنطقة ونزع حقول الألغام.
وأشارت إلى أن المعارك أدت إلى إصابة 15 من رجال الجيش والمقاومة. وذكرت المصادر أن الأحياء السكنية شرق المدينة تعرضت للقصف من قبل الحوثيين وقوات صالح من مواقع تمركزهم غرب المدينة، إلى جانب تعرض قرية المويجر غرب تعز لقصف صاروخي من قبل «الميليشيات» ما أدى إلى مقتل تسعة مدنيين وإصابة خمسة آخرين.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.