مندوبة واشنطن المرشحة لدى الأمم المتحدة تدعم نقل سفارة بلدها للقدس

الضفة تتظاهر اليوم ضد المشروع وعباس يلوح برد ديبلوماسي

مندوبة واشنطن المرشحة لدى الأمم المتحدة تدعم نقل سفارة بلدها للقدس
TT

مندوبة واشنطن المرشحة لدى الأمم المتحدة تدعم نقل سفارة بلدها للقدس

مندوبة واشنطن المرشحة لدى الأمم المتحدة تدعم نقل سفارة بلدها للقدس

انتقدت حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية، التي عينها الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب سفيرة لواشنطن في الأمم المتحدة هيلي قرار مجلس الأمن الأخير الذي أدان إسرائيل ومستوطناتها، واعتبرت أن قرار إدارة الرئيس أوباما في عدم استخدام «الفيتو» كان خطأ، مضيفة جلسة استجواب بمجلس الشيوخ: «لم يكن فشل الأمم المتحدة أكثر اتساقا وأكثر فاحشة في انحيازها ضد حليفنا الحميم، إسرائيل، أكثر من الشهر الماضي، عند صدور القرار الدولي رقم 2334 الذي كان خطأ فادحا، مما يجعل التوصل إلى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين صعب التحقيق». ووصفت القرار بأنه «ركلة في معدة الجميع».
وأيدت هيلي نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس المحتلة، علما بأن الأسرة الدولية لا تعترف بأن القدس، بشطريها، لا غربية ولا شرقية، عاصمة لإسرائيل.
وأضافت هيلي أن مجلس الأمن الدولي لديه «هوس» مع إسرائيل، معربة عن استعدادها كي تكون - في حال وافق الكونغرس - خليفة سامانتا باور «صوتا قويا للمبادئ الأميركية والمصالح الأميركية، حتى لو كان هذا ليس هو ما يريد أن يسمعه ممثلو (الدول لدى) الأمم المتحدة» وأعلنت «لقد حان الوقت (لعودة) القوة الأميركية مرة أخرى».
يذكر أن اسم هيلي، البالغة من العمر (44 عاما) الأصلي هو نمراته راندهاوا من أبوين هنديين يتبعون ديانة السيخ إلا أنها اعتنقت المسيحية مؤخرا.
من جهة ثانية قرر الفلسطينيون نقل معركتهم مع مشروع الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس إلى الشارع، وإطلاق مظاهرات شعبية حاشدة، تمهيدا لإجراءات أخرى مرتقبة، منها تعميم مقاطعة البضائع الأميركية في العالم العربي والإسلامي، ومظاهرات أوسع أمام السفارات. وقال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البولندي أنجيه دودا، عقد في بيت لحم، أمس، إنه «يتمسك بالسلام كخيار لا رجعة عنه». لكنه حذر من أن العام الحالي، يشكل الفرصة الأخيرة للعمل من أجل تطبيق حل الدولتين.
وطالب عباس، الرئيس الأميركي المنتخب، بالعمل على صنع السلام في المنطقة. وقال إنه على استعداد للعمل معه لتحقيق هذا الهدف.
وأعاد عباس التأكيد على أن نقل السفارة الأميركية إلى القدس، في هذا الوقت، سيدمر العملية السلمية. لكنه أوضح، أنه لم يسمع ردا أميركيا رسميا بعد، وينتظر وصول ترامب إلى البيت الأبيض. وقال إن «هذا الإجراء (نقل السفارة) لو اتخذ، فإنه سيدمر عملية السلام، وهذا إجراء غير قانوني، لأن نقل السفارة سيكون الحادث الأول في التاريخ، حيث إن سفارات جميع دول العالم التي تتبادل التمثيل الدبلوماسي مع إسرائيل، في تل أبيب، ونقل السفارة الأميركية للقدس، يجحف بالوضع النهائي للمفاوضات ويؤثر عليه. وهو يتماشى مع القرار غير الشرعي الذي اتخذته الحكومات الإسرائيلية بضم القدس الشرقية، وهي أرض احتلت عام 1967، وهي عاصمة دولة فلسطين. وهذا ما ورد في قرار مجلس الأمن 2334 وغيره من القرارات. ونحن ندعو الرئيس ترامب ألا يقوم بهذه الخطوة، حتى لا يعطل مسيرة السلام، ونرجو أن يستمع لذلك».
وأضاف عباس: «لا نستعجل الأمور ولا نبحث عن توقعات. ومن الأفضل أن ننتظر حتى يدخل ترامب البيت الأبيض ونسمع منه مباشرة كرئيس للولايات المتحدة، وعند ذلك كل فعل سيكون له رد فعل، وإذا قرر نقل السفارة إلى القدس، فسيكون لنا رد فعل سياسي ودبلوماسي، ونأمل ألا يحصل هذا».
وجدد الرئيس الفلسطيني دعمه لكل الجهود المبذولة والمبادرات الدولية، التي كان آخرها مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعقد لقاء ثلاثي في موسكو. ودعا جميع الدول التي لم تعترف بدولة فلسطين، إلى أن تقوم بذلك، مثل 138 دولة في العالم، التي كان آخرها الفاتيكان.
وطالب عباس، بضرورة البناء على مؤتمر باريس، بما يشتمل على «تشكيل آلية دولية لمواكبة أي عملية سياسية، وجدول زمني محدد وفق المرجعيات والقرارات الدولية، ومبادرة السلام العربية، وقرار مجلس الأمن 2334 وبيان باريس، ووفق حل الدولتين على حدود 1967 لتعيش دولة إسرائيل إلى جانب دولة فلسطين في أمن وسلام وحسن جوار».
من جانبه، أكد الرئيس البولندي على موقف بلاده من حل الدولتين. وقال: «نعتبر أنه يجب أن تقوم هناك، بالنهاية، دولتان مستقلتان: فلسطين وإسرائيل جنبا إلى جنب، وسط تعايش سلمي يمكن إنجازه عن طريق المفاوضات، وبناء على الشروط التي يقبلها الطرفان».
وتابع: «نأمل أن يكون عام 2017 انطلاقة جديدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، لأن كل الصراعات التي تجري في الشرق الأوسط تنعكس على معظم أنحاء العالم، وفلسطين أرض مقدسة لكل الديانات والحضارات، ولهذه الأرض مكانة خاصة في قلوبنا، وكلنا نريد أن نزور هذه الأماكن الخاصة، ونحن مهتمون بأن يعود السلام إلى المنطقة، ونتمنى أن تنجح عملية السلام في أسرع وقت ممكن لمصلحة فلسطين وإسرائيل».
وفيما لوح عباس برد دبلوماسي على ترامب، إذا نقل سفارته إلى القدس فعلا، تحرك فلسطينيون مبكرا وقرروا نقل المعركة إلى الشارع. وتنظم «اللجنة الوطنية الفلسطينية لمناهضة السياسة الأميركية»، مسيرات شعبية في مدن رام الله والخليل ونابلس، ضد نقل السفارة. وتضم اللجنة التي شكلت حديثا فصائل فلسطينية وفعاليات وطنية.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.