«صندوق النقد» يعول على الأسواق النامية في 2017 ويتوقع 3.4 % نموًا للاقتصاد العالمي

ينتظر وضوح سياسات ترامب الاقتصادية

«صندوق النقد» يعول على الأسواق النامية في 2017 ويتوقع 3.4 % نموًا للاقتصاد العالمي
TT

«صندوق النقد» يعول على الأسواق النامية في 2017 ويتوقع 3.4 % نموًا للاقتصاد العالمي

«صندوق النقد» يعول على الأسواق النامية في 2017 ويتوقع 3.4 % نموًا للاقتصاد العالمي

توقع صندوق النقد الدولي تسارع النشاط الاقتصادي في الدول المتقدمة والأسواق الصاعدة والنامية في عامي 2017 و2018، معولاً على الأخيرة، مع تحقيق معدل نمو عالمي، دون تغيير عن توقعات أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قدره 3.4 في المائة و3.6 في المائة على التوالي، متوقعًا نموًا 3.1 في المائة لعام 2016.
وتوقع الصندوق في تقرير أصدره أمس الاثنين، تحسن وتيرة النشاط الاقتصادي العالمي خلال العامين المقبلين، بعد أداء وصفه بالباهت في عام 2016، لكنه أشار إلى مساحة واسعة من التفاوت في النتائج الممكنة حول التوقعات، نظرًا لعدم اليقين بشأن سياسات الإدارة الأميركية المقبلة وتداعياتها العالمية.
وتوقع خبراء الصندوق، في التقرير الذي جاء بعنوان: «مستجدات آفاق الاقتصاد العالمي»، «إجراء بعض التنشيط المالي على المدى القصير، وعودة السياسة النقدية العادية بصورة أقل تدرجًا»، مشيرًا إلى أنه مع انخفاض المخاطر، تزداد فرص تحقيق نمو أعلى من المتوقع على المدى القصير، وعلى وجه التحديد «قد يتسارع النشاط العالمي بقوة أكبر إذا قدمت السياسات دفعة تنشيطية تتجاوز المتوقع حاليًا في الولايات المتحدة أو الصين».
وتتسق هذه التوقعات مع منحنى عائد السندات الأميركية الذي يزداد انحدارًا، وارتفاع أسعار الأسهم، والزيادة الكبيرة في سعر الدولار الأميركي منذ الانتخابات الرئاسة الأميركية في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وأشار الصندوق إلى أبرز المخاطر التي قد تتسبب في هبوط النشاط الاقتصادي العالمي، والتي تمثلت في: «إمكانية التحول نحو الحمائية والبرامج القائمة على سياسات انغلاقية؛ وضيق الأوضاع المالية العالمية بدرجة أكثر حدة من السيناريو المتوقع»، مشيرًا إلى «إمكانية تفاعل (هذه الأوضاع) مع أوجه الضعف التي تشوب الميزانيات العمومية في أجزاء من منطقة اليورو وبعض اقتصادات الأسواق الصاعدة، واحتدام التوترات الجغرافية - السياسية؛ واحتدام حدة التباطؤ في الصين».
كما توقع خبراء الصندوق «تحسنًا في أسعار النفط عقب تخفيض العرض بين أعضاء منظمة (أوبك) وكثير من كبرى الدول المنتجة الأخرى» في إشارة إلى اتفاق «أوبك» بين أعضائها وغير أعضائها على تخفيض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميًا.
وقال التقرير إنه من المتوقع أن تنمو الاقتصادات المتقدمة بمعدل 1.9 في المائة في 2017، بزيادة قدرها 0.1 نقطة مئوية، واثنين في المائة في 2018، بزيادة قدرها 0.2 نقطة مئوية، مقارنة بتوقعات أكتوبر الماضي.
وتوقع التقرير نموًا للولايات المتحدة 2.3 في المائة خلال عام 2017، ونموا لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 3.1 في المائة، مع انخفاض النمو للمملكة العربية السعودية في عام 2017 إلى 0.4 في المائة في وقت تسعى فيه المملكة لتطبيق برنامجا طموحا للإصلاح، لكنه يعاود الصعود إلى 2.3 في المائة في عام 2018.
وقال صندوق النقد الدولي إن العامل الأساسي الذي يرتكز عليه تحسن الآفاق العالمية خلال العامين المقبلين، هو التحسن المتوقع في نمو مجموعة اقتصادات الأسواق الصاعدة والنامية.
وتشير التقديرات الحالية إلى نمو اقتصادات الأسواق الصاعدة والنامية بمعدل 4.1 في المائة في 2016، ووصولها إلى 4.5 في المائة في 2017، بانخفاض قدره نحو 0.1 نقطة مئوية عن توقعات أكتوبر الماضي، ويتوقع حدوث تحسن أكبر في النمو ليصل إلى 4.8 في المائة في 2018.
وأوضح التقرير أن صندوق النقد عدل توقعات النمو لعام 2017، بالزيادة للصين، إلى 6.5 في المائة، بارتفاع 0.3 نقطة مئوية عن توقعات أكتوبر.
وخلال المؤتمر الصحافي لإطلاق التقرير صباح أمس بصندوق النقد، أشار موريس أوبستفيلد، مدير إدارة الأبحاث، وجيان ماريا ميلز فيراتي، إلى أن توقعات النمو الاقتصادي للولايات المتحدة ستقترب من نصف نقطة مئوية، أسرع من التوقعات السابقة لتصل إلى 2.3 في المائة عام 2017 وإلى 2.5 في المائة عام 2018، وذلك بفضل خطط ترامب لخفض الضرائب وزيادة الإنفاق على البنية التحتية.



من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
TT

من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)

تعد السياحة المستدامة أحد المحاور الرئيسية في السعودية لتعزيز القطاع بما يتماشى مع «رؤية 2030»، وبفضل تنوعها الجغرافي والثقافي تعمل المملكة على إبراز مقوماتها السياحية بطريقة توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والتراث.

يأتي «ملتقى السياحة السعودي 2025» بنسخته الثالثة، الذي أُقيم في العاصمة الرياض من 7 إلى 9 يناير (كانون الثاني) الجاري، كمنصة لتسليط الضوء على الجهود الوطنية في هذا المجال، وتعزيز تعاون القطاع الخاص، وجذب المستثمرين والسياح لتطوير القطاع.

وقد أتاح الملتقى الفرصة لإبراز ما تتمتع به مناطق المملكة كافة، وترويج السياحة الثقافية والبيئية، وجذب المستثمرين، وتعزيز التوازن بين العوائد الاقتصادية من السياحة والحفاظ على المناطق الثقافية والتاريخية، وحماية التنوع البيئي.

وعلى سبيل المثال، تعد الأحساء، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لـ«اليونسكو»، ببساتين النخيل وينابيع المياه والتقاليد العريقة التي تعود لآلاف السنين، نموذجاً للسياحة الثقافية والطبيعية.

أما المحميات الطبيعية التي تشكل 16 في المائة من مساحة المملكة، فتُجسد رؤية المملكة في حماية الموارد الطبيعية وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.

جانب من «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» (واس)

«محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»

في هذا السياق، أكد رئيس إدارة السياحة البيئية في «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»، المهندس عبد الرحمن فلمبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أهمية منظومة المحميات الملكية التي تمثل حالياً 16 في المائة من مساحة المملكة، والتي تم إطلاقها بموجب أمر ملكي في عام 2018، مع تفعيل إطارها التنظيمي في 2021.

وتحدث فلمبان عن أهداف الهيئة الاستراتيجية التي ترتبط بـ«رؤية 2030»، بما في ذلك الحفاظ على الطبيعة وإعادة تنميتها من خلال إطلاق الحيوانات المهددة بالانقراض مثل المها العربي وغزال الريم، بالإضافة إلى دعم التنمية المجتمعية وتعزيز القاعدة الاقتصادية للمجتمعات المحلية عبر توفير وظائف التدريب وغيرها. ولفت إلى الدور الكبير الذي تلعبه السياحة البيئية في تحقيق هذه الأهداف، حيث تسعى الهيئة إلى تحسين تجربة الزوار من خلال تقليل التأثيرات السلبية على البيئة.

وأضاف أن المحمية تحتضن 14 مقدم خدمات من القطاع الخاص، يوفرون أكثر من 130 نوعاً من الأنشطة السياحية البيئية، مثل التخييم ورياضات المشي الجبلي وركوب الدراجات. وأشار إلى أن الموسم السياحي الذي يمتد من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مايو (أيار) يستقطب أكثر من نصف مليون زائر سنوياً.

وفيما يخص الأهداف المستقبلية، أشار فلمبان إلى أن «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» تستهدف جذب مليون زائر سنوياً بحلول 2030، وذلك ضمن رؤية المحميات الملكية التي تستهدف 2.3 مليون زائر سنوياً بحلول العام نفسه. وأضاف أن الهيئة تسعى لتحقيق التوازن البيئي من خلال دراسة آثار الأنشطة السياحية وتطبيق حلول مبتكرة للحفاظ على البيئة.

أما فيما يخص أهداف عام 2025، فأشار إلى أن المحمية تهدف إلى استقطاب 150 ألف زائر في نطاق المحميتين، بالإضافة إلى تفعيل أكثر من 300 وحدة تخييم بيئية، و9 أنواع من الأنشطة المتعلقة بالحياة الفطرية. كما تستهدف إطلاق عدد من الكائنات المهددة بالانقراض، وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لشؤون الطبيعة.

هيئة تطوير الأحساء

بدوره، سلّط مدير قطاع السياحة والثقافة في هيئة تطوير الأحساء، عمر الملحم، الضوء لـ«الشرق الأوسط» على جهود وزارة السياحة بالتعاون مع هيئة السياحة في وضع خطط استراتيجية لبناء منظومة سياحية متكاملة. وأكد أن الأحساء تتمتع بميزة تنافسية بفضل تنوعها الجغرافي والطبيعي، بالإضافة إلى تنوع الأنشطة التي تقدمها على مدار العام، بدءاً من الأنشطة البحرية في فصل الصيف، وصولاً إلى الرحلات الصحراوية في الشتاء.

وأشار الملحم إلى أن إدراج الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي التابعة لـ«اليونسكو» يعزز من جاذبيتها العالمية، مما يُسهم في جذب السياح الأجانب إلى المواقع التاريخية والثقافية.

ورحَّب الملحم بجميع الشركات السعودية المتخصصة في السياحة التي تسعى إلى تنظيم جولات سياحية في الأحساء، مؤكداً أن الهيئة تستهدف جذب أكبر عدد من الشركات في هذا المجال.

كما أعلن عن قرب إطلاق أول مشروع لشركة «دان» في المملكة، التابعة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، والذي يتضمن نُزُلاً ريفية توفر تجربة بيئية وزراعية فريدة، حيث يمكنهم ليس فقط زيارة المزارع بل العيش فيها أيضاً.

وأشار إلى أن الأحساء منطقة يمتد تاريخها لأكثر من 6000 عام، وتضم بيوتاً وطرقاً تاريخية قديمة، إضافةً إلى وجود المزارع على طرق الوجهات السياحية، التي يصعب المساس بها تماشياً مع السياحة المستدامة.

يُذكر أنه يجمع بين الأحساء والمحميات الطبيعية هدف مشترك يتمثل في الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية، مع تعزيز السياحة المستدامة بوصفها وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وكلاهما تمثل رمزاً للتوازن بين الماضي والحاضر، وتبرزان جهود المملكة في تقديم تجربة سياحية مسؤولة تُحافظ على التراث والبيئة.