ابن كيران يقدم مقترح الفرصة الأخيرة للخروج من أزمة تشكيل الحكومة المغربية

اقترح تصويت حزبه على مرشح «الاشتراكي» لرئاسة النواب مقابل إعلانه عدم المشاركة في الوزارة

ابن كيران يقدم مقترح الفرصة الأخيرة للخروج من أزمة تشكيل الحكومة المغربية
TT

ابن كيران يقدم مقترح الفرصة الأخيرة للخروج من أزمة تشكيل الحكومة المغربية

ابن كيران يقدم مقترح الفرصة الأخيرة للخروج من أزمة تشكيل الحكومة المغربية

ينتخب مجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى في البرلمان) اليوم (الاثنين) رئيسا جديدا له.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن أحزاب: التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية والاتحاد الدستوري والأصالة والمعاصرة حسمت أمرها للتصويت لصالح الحبيب المالكي القيادي في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي حصل على 20 مقعدا في انتخابات 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
في غضون ذلك، ما زال عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المكلف وأمين عام حزب العدالة والتنمية (مرجعية إسلامية) مصرا على عدم مشاركة الاتحاد الاشتراكي في الحكومة المرتقبة. في حين يبدو أن عقدة «الاتحاد الدستوري» قد حلت ما دام الحزب سيندمج قريبا في حزب التجمع الوطني للأحرار.
وقالت مصادر متطابقة إن ابن كيران قدم مقترح الفرصة الأخيرة للخروج من أزمة تعثر تشكيل الحكومة، وذلك بأن يصوت حزبه على المالكي مرشح الاتحاد الاشتراكي لرئاسة مجلس النواب، مقابل أن يعلن هذا الأخير جهارا أنه لن يشارك في الحكومة، وأنه سينتهج المساندة النقدية للحكومة.
وحتى مساء أمس لم يعلن الاتحاد الاشتراكي عَن موقفه من المقترح الجديد لرئيس الحكومة المعين.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي سيجتمع اليوم للنظر في هذا العرض، وهو ما عده مراقبون رفضا ضمنيا للمقترح، لا سيما أن انتخاب رئيس مجلس النواب سيجري في اليوم نفسه.
وإذا ما رفض مقترح رئيس الحكومة المكلف، فلن يبقى أمامه سوى سيناريوهين، الأول يكمن في أن يقدم حزب العدالة والتنمية مرشحا لرئاسة مجلس النواب سيكون في الغالب سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني للحزب.
ورغم أن حظوظ العثماني تبقى ضعيفة، فإن هناك من يتوقع حدوث مفاجأة كأن يصوت بعض الغاضبين في حزبي التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية لصالحه ويغير المعادلة.
أما السيناريو الثاني، فيكمن في أن يمتنع نواب حزب العدالة والتنمية عن التصويت إلى جانب نواب حزب الاستقلال وحزب التقدم والاشتراكية، وبالتالي تتبين غالبية جديدة يستحيل على ابن كيران تشكيل حكومة في ظلها، وهو ما يجعله أمام قرار واحد لا ثاني له هو الاعتكاف في منزله، وانتظار عودة الملك من جولته الأفريقية الجديدة التي سيبدأها غدا الثلاثاء، وستشمل غانا وزامبيا وجنوب السودان وإثيوبيا (غالبا لحضور قمة الاتحاد الأفريقي 28 في أديس أبابا)، ليتم المستفيدات تشكيل الحكومة المنتظرة منذ العاشر من أكتوبر الماضي.
يذكر أن حزب العدالة والتنمية عارض في البداية انتخاب رئيس مجلس النواب قبل تشكيل الغالبية الحكومية، بيد أن تعليمات الملك محمد السادس بتسريع المصادقة على القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي من قبل مجلسي البرلمان، جعله يراجع موقفه بالنظر لأهمية قرار استرجاع المغرب لعضويته في المنظمة التي غادرها عام 1984 احتجاجا على قبول عضوية «الجمهورية الصحراوية» فيها، التي أعلنتها جبهة البوليساريو الانفصالية عام 1976 من جانب واحد بدعم من الجزائر وليبيا.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.