تحرير حيي الكفاءات والأندلس شمال الموصل

القوات تسيطر على مناطق بالضفة الشرقية لـ«دجلة»

عناصر من القوات الخاصة العراقية أمام مقر جامعة الموصل في أعقاب تحريرها من {داعش} (رويترز)
عناصر من القوات الخاصة العراقية أمام مقر جامعة الموصل في أعقاب تحريرها من {داعش} (رويترز)
TT

تحرير حيي الكفاءات والأندلس شمال الموصل

عناصر من القوات الخاصة العراقية أمام مقر جامعة الموصل في أعقاب تحريرها من {داعش} (رويترز)
عناصر من القوات الخاصة العراقية أمام مقر جامعة الموصل في أعقاب تحريرها من {داعش} (رويترز)

صرح الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، قائد عمليات «قادمون يا نينوى»، مساء أمس (الأحد) بأن القوات العراقية تمكنت من تحرير حيي الكفاءات والأندلس في الجانب الأيسر، مع استمرار العمليات العسكرية، بدعم وإسناد من طيران التحالف الدولي في محاور القتال ضد «داعش» في الموصل (400 كيلومترا شمالي بغداد.
وقال قائد العمليات في بيان وزع مساء أمس، إن «قطعات المحور الشمالي المتمثلة في الجيش باشرت بالتقدم، وتمكنت من تحرير حي الكفاءات، فيما تمكنت قوات مكافحة الإرهاب من تحرير حي الأندلس، في حين استمرت قوات أخرى في تفتيش وتطهير المناطق المحررة في المحور الجنوبي».
وأضاف أن «القوات العراقية تمكنت اليوم (أمس) من قتل أكثر من 3 من عناصر (داعش)، وتفجير عدد من العجلات المفخخة والاستيلاء على عدد من الأسلحة والعتاد، وتدمير مركز للقيادة والسيطرة للطائرات المسيرة».
إلى ذلك، قال متحدث إن قوات مكافحة الإرهاب العراقية مشطت حرم جامعة الموصل أمس، لتطهيره من أي عناصر من فلول تنظيم داعش بعد أن سيطرت على المنطقة بالكامل.
وأفاد بيان بأن القوات سيطرت، كذلك، على منطقة أخرى على الضفة الشرقية لنهر دجلة في انتصارات من شأنها أن تؤدي إلى سيطرة القوات العراقية على مزيد من مناطق آخر المعاقل الرئيسية للتنظيم الإرهابي في العراق.
وكانت قوات جهاز مكافحة الإرهاب قد دفعت مقاتلي التنظيم للتقهقر داخل حرم جامعة الموصل ذي الموقع الاستراتيجي، وسيطرت على مبان عدة، من بينها كليات، أول من أمس، في خطوة مهمة صوب استعادة الجزء الشرقي من المدينة بالكامل.
ونقلت «رويترز» عن صباح النعمان، المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب بأنه «تم تحرير الجامعة بالكامل، والآن القوات تقوم بمسح المجمع للبحث عن أي دواعش مختبئين»، مضيفا أن معظم المباني تحوي شراكا خداعية؛ لذا تتوخى القوات الحذر: «نحن لن نتوقف»، كما أشار إلى أن قوات مكافحة الإرهاب تعمل على التوغل في مناطق مجاورة للجامعة.
وقال قائد عراقي هذا الأسبوع إن أجزاء من الحرم الجامعي مترامي الأطراف تشرف على أحياء مجاورة في شرق الموصل؛ مما يجعله مكسبا مهما للسيطرة على المناطق التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم على طول نهر دجلة.
واستعادت وحدات من قوات الرد السريع الخاصة التابعة للشرطة الاتحادية أول من أمس، مساحات كبيرة من الأراضي في الجنوب الشرقي وأمّنت مساحة على امتداد النهر.
وتقول القوات العراقية المدعومة بغطاء جوي من التحالف بقيادة الولايات المتحدة إنها «اقتربت من استعادة السيطرة على الضفة الشرقية لنهر دجلة بالكامل؛ الأمر الذي يجعلها تبسط سيطرتها التامة على شرق الموصل، ومن ثم نصف آخر معقل كبير للتنظيم الإرهابي في العراق».



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».