في محاولة جديدة من تنظيم داعش الإرهابي للتغلب على هزائمه المتلاحقة في سوريا والعراق، اتجه التنظيم إلى منبر إعلامي جديد وهو مجلة «رومية» كبديل عن مجلته الرئيسية «دابق» التي توقفت بسبب هزيمته في «دابق» السورية.
واعتمد «داعش» على «رومية» الآن بشكل أساسي، وهي المجلة التي أطلقها مركز الحياة للإعلام التابع لـ«داعش» بـ8 لغات هي «الإنجليزية، والروسية، والفرنسية، والتركية، والألمانية، ولغة بشتو، وتركستاني، وإندونيسي»... وقال مصدر مطلع إن «داعش» يدعو مؤيديه عبر مجلته الشهرية إلى مواصلة استهداف دول التحالف الدولي المعتدية على عناصر التنظيم بالعراق وسوريا وفي كل الدول.
في غضون ذلك، أكد خبراء أن التنظيم لجأ لمجلة «رومية» إثر توقف إصدار «دابق» بعد هزيمته الساحقة في معركة «دابق»، حيث حاول التنظيم الخروج من المأزق التاريخي وهزيمته في معركة «دابق» التي روج لها ولأهميتها الاستراتيجية والدينية، فلجأ إلى وسيلة جديدة كي ينسى مقاتلوه ومؤيدوه الخسارة التي مُني بها التنظيم. وقال الخبراء في دراسة لهم بالقاهرة إن «داعش» ما زال يستخدم البهرجة الإعلامية في حملاته الدعائية عبر الأذرع الإعلامية لجذب مزيد من العناصر ومخاطبة جمهوره الغربي بالخطاب الإغوائي الذي يتناسب معه.
و«داعش» يمتلك آلة إعلامية مكنته من أن يصبح التنظيم المتطرف الأشهر في العالم، ولدى التنظيم مواقع ومنابر إعلامية كثيرة من بينها: «شبكة شموخ الإسلام» و«منبر التوحيد والجهاد» و«إذاعة البيان».
وكان مركز الحياة الإعلامي قد أصدر في وقت سابق مجلة «دابق» الإلكترونية الناطقة باسمه باللغة الإنجليزية، وكانت تتمتع بالحرفية وأناقة الإخراج وجودة الصور، وجرى توزيعها عبر البريد الإلكتروني في الداخل السوري، وقال المصدر المطلع إن مجلة «دابق» كانت تشبه في تصميمها مجلة «إنسباير» التي أصدرها فرع تنظيم «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية، وتضمنت تعليمات حول كيفية تصنيع القنابل وتجنيد أشخاص يشنون هجمات بمفردهم.
وأكد التقرير المصري أن التحول من «دابق» إلى «رومية» يكشف زيف الادعاءات الداعشية الباطلة، ويفضح التنظيم أمام العالم أجمع، ويؤكد أن «داعش» لا يمت للنبوءات بأي صلة، كما أن استناده إلى روايات أو نصوص دينية يكون وفق فهمه الخاطئ لها، فيقتطع تلك النصوص عن سياقاتها وينسبها له بما يوافق مصالحه كي يضفي قداسة دينية على كل جرائمه وإرهابه ضد البشر في كل مكان.
وأضاف التقرير الذي أعده خبراء في مرصد دار الإفتاء بمصر أن التنظيم لم يغير شيئا من المجلة القديمة «دابق» سوى العنوان الذي أصبح «رومية»؛ إلا أن المحتوى ظل كما هو يروج للتفسير الخاص بالتنظيم للشريعة ولأسطورة «الخلافة» والانتصارات المزعومة التي يحققها التنظيم، لافتا إلى أن «رومية» تختلف عن «دابق» في أمور عدة، أبرزها أن المجلة الجديدة تصدر بثماني لغات وبمحتوى أقل قيمة من سابقتها، التي أثارت أعدادها الخمسة عشر اهتمامات وسائل الإعلام العالمية... كما أن «رومية» موجهة لعناصر التنظيم من غير العرب؛ لأن التنظيم يدرك بأن طريقة التعاطي والمستويات الثقافية مختلفة بين جمهوره الغربي وجمهوره العربي، إضافة إلى أن مضمون رومية – مثل دابق – يأخذ منحى الأسلوب الدعوي، فضلا عن تضمين المجلة لقصص عاطفية لمقاتلين من التنظيم مع كل عدد، كعملية جذب وترغيب للقارئ الغربي.
ويشار إلى أن «رومية» صدر منها 4 أعداد من قبل؛ لكن هزائم التنظيم وتوقف «دابق» دفعته للاعتماد عليها.
وحول العدد الخامس من مجلة «رومية» التي صدرت في سبتمبر (أيلول) الماضي، قال خبراء المرصد إنه مؤلف من 44 صفحة، وإن المقال الرئيسي للمجلة جاء بعنوان «لهيب العدالة» وحث مناصري التنظيم في أوروبا على استخدام سلاح الحرائق، وأنه أفضل سلاح يمكن استخدامه في إثارة الرعب لدى أعدائهم، لأنه أقل كلفة ولا يتطلب امتلاك البنادق أو الأسلحة المتفجرة، كما لا يتطلب استخدام المركبات كما حدث في عمليات الدهس الأخيرة في فرنسا وألمانيا، بل إن كل ما يتطلبه بعض المواد البسيطة القابلة للاشتعال.
وقال التقرير المصري إن العدد الأخير من المجلة ألقى الضوء على عملياته في مصر، حيث تفاخر بأنه قام بذبح الشيخ سليمان أبو حراز شيخ الطرق الصوفية في سيناء، فضلا عن إعلانه تبنيه العملية الانتحارية في الكنيسة البطرسية بالقاهرة الشهر الماضي، وتضمن العدد كذلك مقالا بعنوان «تكتيكات الإرهاب» تناول تعليمات حول كيفية صناعة قنابل المولوتوف والنابالم وكيفية استخدامها والمواقع المثالية للاستهداف، وكان أبرزها كنيسة دالاس المعمدانية والتي وضع صورتها داعيًا إلى حرقها.
من جانبه، قال المصدر المطلع إن مجلة «رومية» تبدو جذابة بصريا، ولم يخف ممن حصلوا على نسختها الإلكترونية، ومن رواد مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الفنيين في مجال الإخراج، دهشتهم لقدرة هذا التنظيم على هذا القدر من الاحترافية.
وكشف التقرير المصري عن أن التنظيم الإرهابي يحاول دائما أن يظل عناصره مبهورين بإنجازاته الوهمية وانتصاراته المزعومة من خلال عملية غسل أدمغة عبر الإصدارات المرئية والمسموعة والمكتوبة، التي يغطي بها على هزائمه المتكررة في سوريا والعراق، ويعمد القائمون على التنظيم إلى ما يشبه «انفصال الشخصية» في طريقتهم بالتعامل مع عناصرهم، فهم ينشرون الجهل بين الناس ويقومون بعملية «عزل جماعي» عن وسائل التواصل الخارجي للسيطرة عليهم وإبعادهم عن العالم الخارجي والواقع الحقيقي.
«رومية»... بديل «داعش» لنسيان الهزائم عقب توقف «دابق»
المجلة تقع في 44 صفحة وسلطت الضوء على نحر شيخ سيناء وتفجير الكنيسة البطرسية
«رومية»... بديل «داعش» لنسيان الهزائم عقب توقف «دابق»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة