تجدد المواجهات شمال تعز ومقتل 11 انقلابيًا في شبوة

الجيش يطلق عملية عسكرية لاستكمال تحرير متون بصعدة

رئيس هيئة الأركان العامة اليمني اللواء الركن محمد علي المقدشي لدى زيارته وحدات عسكرية انضمت للشرعية والتحقت بقوات الجيش في مأرب أمس (سبأ)
رئيس هيئة الأركان العامة اليمني اللواء الركن محمد علي المقدشي لدى زيارته وحدات عسكرية انضمت للشرعية والتحقت بقوات الجيش في مأرب أمس (سبأ)
TT

تجدد المواجهات شمال تعز ومقتل 11 انقلابيًا في شبوة

رئيس هيئة الأركان العامة اليمني اللواء الركن محمد علي المقدشي لدى زيارته وحدات عسكرية انضمت للشرعية والتحقت بقوات الجيش في مأرب أمس (سبأ)
رئيس هيئة الأركان العامة اليمني اللواء الركن محمد علي المقدشي لدى زيارته وحدات عسكرية انضمت للشرعية والتحقت بقوات الجيش في مأرب أمس (سبأ)

حققت قوات الجيش اليمني في جميع جبهات القتال في المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، تقدما متسارعا في ظل سقوط العشرات من صفوف الميليشيات، يوميا بين قتيل وجريح، علاوة على الخسائر المادية الكبيرة.
ففي جبهة شبوة الجنوبية، تمكنت وحدات من الجيش اليمني كسر هجوم شنته الميليشيات الانقلابية باتجاه المناطق التي تم تحريرها مؤخرا. وأكدت مصادر عسكرية بحسب ما نقل عنها المركز الإعلامي للقوات المسلحة «مقتل 11 من ميليشيات الحوثي وصالح وجرح آخرين على أيدي قوات الجيش في مديرية بيحان غرب شبوة».
وفي الجوف، أطلق الجيش اليمني عملية واسعة النطاق لاستكمال تحرير المناطق التي ما زالت خاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في مديرية المتون، غرب المحافظة، وبإسناد من طيران التحالف العربي الذي شن غاراته المكثفة على مواقع وأهداف عسكرية تتبع الميليشيات الانقلابية.
وحققت قوات الجيش اليمني، أمس، تقدما جديدا، وحررت عددا من المواقع الاستراتيجية التي كانت خاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي وصالح، ووصلت إلى سوق الاثنين وقرية آل بخيتة، غرب مديرية المتون، غرب المحافظة، وسقط على أثرها قتلى وجرحى من الميليشيات، بينما فر من المعارك من بقي على قيد الحياة وتمكنت من أسر آخرين. وبحسب مصادر عسكرية، فقد اقتربت قوات الجيش اليمني في الجوف من الالتحام مع صفوف قوات الجيش في جبهة البقع بصعدة.
كما أكدت المصادر ذاتها أن «الجيش تمكن من استعادة أسلحة وأسرى كانوا لدى الميليشيات الانقلابية في جبهة المصلوب، على أثر هجوم مباغت شنته قوات الجيش على الميليشيات الانقلابية، وأن قوات الجيش تقترب باتجاه معسكر حام الاستراتيجي من الجبهة الغربية بعد استكمال تحرير سوق الاثنين، وبهذا ستتمكن من قطع خط إمداد الميليشيات الوحيد للمعسكر وإطباق الحصار عليه».
من جانبه، قال عبد الله الأشرف، الناطق باسم محافظة الجوف، إن «الجيش اليمني تمكن من شن هجوم واسع واجتياح قرى آل منيف وآل حليمان وآل عبدان وآل رده وآل ضوير والسرحات، وتمكنوا من السيطرة على سوق الاثنين وقرية آل بخيتة غرب المتون». وبدوره، أكد نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن الأحمر، أن «القيادة السياسية بقيادة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة تتابع باهتمام بالغ تلك التطورات، وتقدر التضحيات الجسيمة التي يقدمها اليمنيون من أجل استعادة دولتهم».
كما أكد محافظ المحافظة وقائد المنطقة العسكرية السادسة، في اتصال مع الأحمر للاطلاع على التطورات، أنه «لا تراجع حتى استكمال عملية تحرير المحافظة من الميليشيا وبسط سلطة الدولة فيها».
وفي جبهة تعز، تشتغل المعارك في معظم جبهات القتال ويرافقها القصف المدفعي من قبل الميليشيات الانقلابية على مواقع الجيش اليمني وأحياء مدينة تعز السكنية وأرياف المحافظة حيفان والصلو والوازعية.
وبشكل أعنف، تجددت المواجهات في الجبهة الشمالية بين قوات الجيش اليمني والميليشيات الانقلابية، بعد الهزائم الكبرى التي تلقتها هذه الأخيرة في الساحل الغربي وذباب وجبهات الضباب والربيعي، ولا تزال تواصل تقدمها الكبير والمتسارع لتطهير الساحل الغربي وميناء المخا التابع لمحافظة تعز.
واندلعت المواجهات في الشمالية على أثر محاولة ميليشيات الحوثي وصالح التسلل إلى مواقع الجيش اليمني في الزنوج والأربعين وكلابة، علاوة على مواجهات أخرى في الربيعي، غربا، حاولت فيها الميليشيات التقدم والسيطرة على مواقع خسرتها الأيام الماضية.
وشنت قوات الجيش اليمني، بإسناد جوي من طيران التحالف، هجوما معاكسا على من تبقى من الميليشيات الانقلابية في الربيعي وآخر موقع لهم في جبل المنعم الاستراتيجي.
وفي المقابل، جددت ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية استهدافها طريق هيجة العبد، الشريان الرئيسي الواصل بين عدن وتعز، من أماكن تمركزها في تبة الدبعي في جبهة حيفان الريفية، في مسعى منها للسيطرة وقطع الطريق على الأهالي.
وفي جبهة الحديدة الساحلية، تواصل قوات الجيش اليمني والقوات الموالية لها من أبناء إقليم تهامة، هجماتها المباغتة على مواقع وتجمعات ودوريات الميليشيات الانقلابية، وتوقع خسائر مادية وبشرية في صفوفهم.
وتركز الهجوم على الميليشيات الانقلابية في مدينة الحديدة الساحلية، من خلال إطلاق الرصاص الحي من أسلحة شخصية أو إلقاء القنابل اليدوية على الميليشيات.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.