إيطاليا تعلن تفعيل اتفاقيات مكافحة الهجرة مع حكومة السراج

روما توفد وزير داخليتها إلى طرابلس وسفيرها يقدم أوراق اعتماده اليوم

إيطاليا تعلن تفعيل اتفاقيات مكافحة الهجرة مع حكومة السراج
TT

إيطاليا تعلن تفعيل اتفاقيات مكافحة الهجرة مع حكومة السراج

إيطاليا تعلن تفعيل اتفاقيات مكافحة الهجرة مع حكومة السراج

أعلنت أمس حكومة الوفاق الوطني المدعومة من بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، أن سفير إيطاليا الجديد سيقدم أوراق اعتماده اليوم (الثلاثاء) في العاصمة الليبية طرابلس، مشيرة إلى أن السفارة الإيطالية بطرابلس ستكون أول سفارة لدولة غربية ستعمل بشكل مباشر وستستأنف عملها.
وجاء الإعلان خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده أمس محمد سيالة وزير الخارجية المفوض بحكومة السراج مع وزير الداخلية الإيطالي ماركو مينيتي، الذي حل أمس ضيفا على طرابلس في زيارة مفاجئة، لم يسبق الإعلان عنها.
وقال سيالة إنه تم الاتفاق على إطلاق مجموعة من المشاريع المشتركة بين البلدين تتعلق بمكافحة الهجرة غير الشرعية ومكافحة الاتجار بالبشر، بالإضافة إلى مكافحة تهريب الوقود عبر البحر من ليبيا، مشيرا إلى أنه تم أيضا الاتفاق على تمويل جملة من المشاريع في ليبيا من قبل إيطاليا وأعطيت أهمية خاصة للجنوب الليبي لهذه المشروعات، بالإضافة إلى تعاون مكثف في مجال الأمن بين وزيري داخلية البلدين.
وقال إن سفير إيطاليا لدى ليبيا سيقدم اليوم (الثلاثاء) أوراق اعتماده، مؤكدًا على أن السفارة الإيطالية ستكون أول سفارة ستعمل بشكل مباشر في طرابلس، وستستأنف عمل منظومة التأشيرة داخلها.
من جانبه، قال وزير الداخلية الإيطالي، ماركو مينيتي الذي التقى أيضا أحمد معيتيق نائب السراج إنه «تم الاتفاق على تفعيل اتفاقيتي 2008 و2012 لمواجهة تحديات الهجرة والاتجار بالبشر في أقرب وقت ممكن باعتباره هدفا مشتركا بين البلدين». وقال: «سيتم التعاون بين البلدين وحماية الحدود، خاصة الحدود الجنوبية»، لافتا إلى أنه «يجب العمل فورًا في إطار المعتاد بين البلدين، حيث اتفقنا اتفاقا كاملا على العمل المشترك ضد الهجرة غير الشرعية وتهريب النفط الليبي».
وقال ماركو الذي رافقه السفير الإيطالي إلى ليبيا خلال هذه الزيارة، إن السفير سيعيد فتح أبواب السفارة في طرابلس بعد تقديم أوراق الاعتماد، مضيفا: «لدينا ثقة في عمل السفير والجهود التي سيقوم بها».
وطالب بعدم السماح للإرهاب بالعودة مرة أخرى لليبيا أو لإيطاليا، معتبرا أن ليبيا قضت على تنظيم سرت في سرت بشكل ممتاز وفعال، وليس كما حصل مع تنظيم داعش في سوريا والعراق. وتابع: «التعاون بين ليبيا وإيطاليا في هذا الملف كان بناء، وسيتم تعزيز هذا العمل أكثر من خلال تدريب القوات الليبية في الأشهر المقبلة، حيث تم العمل على بعض الاتفاقيات وسنعمل على تفعيلها». كما أكد أن العلاقات الليبية الإيطالية، مستمرة في دعم التعاون المشترك فيما بينهما في المجال الاقتصادي والخدمي، وجارٍ العمل على تفعيل هذا الدعم من خلال الاتفاقيات التي تمت بين البلدين.
وأكد مينيتي استمرار دعم إيطاليا للمجلس الرئاسي وحكومة الوفاق بالإضافة إلى دعم مكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى دعم القوات الموالية لهذه الحكومة في إطار عملية البنيان المرصوص، لتحرير سرت من تنظيم داعش.
إلى ذلك، أعلن مارتن كوبلر رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا أنه بحث أول من أمس مع عبد الرحمن السويحلي رئيس المجلس الأعلى للدولة، كيفية تخطي العقبات التي تواجه تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي الذي تم توقيعه في نهاية العام قبل الماضي في منتجع الصخيرات بالمغرب.
كما كشف كوبلر النقاب عن اجتماعه أول من أمس في طرابلس مع الصديق الكبير حاكم مصرف ليبيا المركزي، تطرق إلى كيفية تحسين الوضع الاقتصادي والمالي لضمان وصول الخدمات للشعب الليبي.
وفى إشارة إلى المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي، أعرب السويحلي رئيس المجلس الأعلى للدولة عن رفضه القطعي لاستخدام القوة لتحقيق مصالح سياسية من قبل أي طرف من الأطراف، معتبرًا ذلك تهديدًا لروح التوافق الوطني التي ينشدها الليبيون.
وقال بيان صادر عن مكتبه الإعلامي إنه ناقش مع كوبلر سُبل دفع العملية السياسية ودعم الاتفاق السياسي الليبي كإطار شرعي وحيد لحل الأزمة التي تمر بها البلاد، وآلية حلحلة العراقيل والتحديات التي تواجه تطبيقه، لرفع المُعاناة الاقتصادية عن كاهل المواطن الليبي وتحقيق الأمن والاستقرار.
وأعلن السويحلي مع ذلك، انفتاح المجلس الأعلى للدولة على الأطراف كافة واستعداده لمناقشة جميع المبادرات لتفعيل الاتفاق السياسي وإزاحة التحديات التي تواجهه في سبيل تحقيق المصالح الوطنية العُليا وإنهاء الأزمة الليبية.
من جهة أخرى، أعلن وزير الدولة الجزائري للشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، عبد القادر مساهل، أنه أجرى أمس في الجزائر محادثات مع وفد يمثل مجلس النواب الليبي، تمحورت حول «آخر تطورات الوضع في ليبيا».
وطبقا لبيان نشرته وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية عبر موقعها الإلكتروني الرسمي فقد بحث الجانبان «السبل والوسائل الكفيلة بتسريع وتيرة حل الأزمة الليبية من خلال ديناميكية حوار شامل ليبي - ليبي والمصالحة الوطنية، وذلك ضمانا للاستقرار والسلام وأمن هذا البلد الجار».
وأكد مساهل الرؤية الجزائرية والمجهودات المبذولة من جانب بلاده والمبنية على «عدم التدخل في شؤون الغير، لإيجاد حل سياسي للأزمة والتوفيق بين مواقف مختلف الأطراف الليبية».
في المقابل، أشاد أعضاء الوفد الليبي بما وصفوه بـ«الجهود الكبيرة والمهمة» التي تبذلها الجزائر من أجل تسهيل الحوار بين الأطراف الليبية والحوار بين الليبيين في إطار تفعيل الاتفاق السياسي ودعم المسار المقترح من الأمم المتحدة.
ومن المقرر أن يعقد اليوم بالقاهرة، مجلس الجامعة العربية اجتماعا تشاوريا على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة مندوب تونس وبحضور السفير صلاح الدين الجمالي الممثل الخاص للأمين العام للجامعة العربية إلى ليبيا.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.