الكشك.. طبق مائدة رأس السنة وباقي أيامها

أشهر أصنافه المصري والإسكندراني والصعيدي

من أنواع  الكشك المصري
من أنواع الكشك المصري
TT

الكشك.. طبق مائدة رأس السنة وباقي أيامها

من أنواع  الكشك المصري
من أنواع الكشك المصري

تعد ربة المنزل المصرية وجبات متنوعة خاصة في حال وجود مناسبة احتفالية كرأس السنة الهجرية أو رأس السنة الميلادية، وعادة ما يطلب أفراد الأسرة الوجبات الدسمة التي قد لا تكون متاحة لتناولها في أي وقت من العام. ويعتبر الديك الرومي المحشو والبط المحشو والحمام بالفريك أو الأرز من تلك الوجبات الاحتفالية. ويعتبر الكِشك من الأطباق الجانبية المكملة لهذه الوجبات الرئيسية وتتفنن الأسر المصرية في طرق إعداده، وتضاف له نكهات خاصة تختلف من بحري «القاهرة والدلتا والإسكندرية» إلى قبلي «صعيد مصر».
ومن تقدير المصريين لهذا الطبق أصبح التعبير الدارج لديهم «فرخة بكشك» دليلاً على أهمية وقيمة هذا الشخص لديك أو أنه المفضل لدى الأسرة أو لدى والديه. ويمتاز الكشك المصري بمذاق حمضي سببه إضافة الزبادي، أما الإسكندراني فله مذاق بنكهة النعناع حيث يتم تحمير النعناع الجاف مع شرائح البصل، أما الصعيدي فيعتبر الأكثر دسامة لاعتماده على اللبن أكثر من المرق. ومن أكثر ما يميز طبق الكشك أنه لذيذ ومحبب للجميع وغني بالبروتينات ويقدم ساخنًا أو باردًا.. وإليك الوصفات فاختاري من بينها:
الكشك المصري
1 كوب زبادي
1 كوب حليب
4ملعقة كبيرة دقيق
1 / 2 كوب أرز مصري (قصير الحبة)
4 كوب مرق دجاج
4 ملعقة كبيرة زيت ذرة أو سمن
1 حبة كبيرة بصل مفروم خشن
جهزي طبقًا عميقًا وضعي الزبادي والحليب، واتركيه ساعتين حتى يتماسك الخليط تمامًا ويتكون على سطحه فقاعات مما يدل على تخمّر اللبن ليصبح طعمه حامضًا قليلا. أضيفي الدقيق فوق الزبادي المتخمر، باستعمال مضرب شبك يدوي قلّبي الخليط ليتجانس الدقيق مع اللبن. ضعي الأرز ليغلي على نار متوسطة لمدة 20 دقيقة وما أن ينضج ضيفي كوبين من المرق واتركيه يغلي لمدة 5 دقائق. ضيفي خليط الدقيق واللبن مع استمرار التقليب إلى أن يغلي اللبن ويبدأ الكشك بالتماسك كقوام البشاميل. أضيفي المزيد من المرق إلى أن ينضج الأرز تمامًا ويسمك الخليط. في مقلاة قومي بتحمير البصل، قلّبي إلى أن يصبح البصل ذهبي اللون. أخرجي نصف كمية البصل وضعيها في طبق جانبي، ضيفي البصل على الكشك واتركيه على النار مع استمرار التقليب لمدة 5 دقائق. ضعي الكشك مباشرة في الأطباق وزينيه بما بقي من البصل المحمر.
الكشك الإسكندراني بالنعناع
4 ملاعق كبيرة دقيق
نصف لتر لبن كامل الدسم
ربع كيلو دجاج مكعبات أو شرائح
1 كوب مرق دجاج
عصير ليمون
بصلة متوسطة شرائح
ملعقتان كبيرتان نعناع جاف مفري
2 كوب عصير طماطم (اختياري)
طريقة التحضير
* ضعي قدرًا على النار فيه السمن ثم أضيفي الدقيق حتى يصبح ذهبي اللون. أضيفي مرق الدجاج على القدر وقلبيه سريعًا ثم أضيفي اللبن بعد ذلك، واستمري بالتقليب، ثم نتبل الخليط بالملح والفلفل مع التقليب المستمر.
ومع بداية الغليان، نخفض درجة الحرارة ويترك ليغلي على نار هادئة حتى يصبح بالسُمك المطلوب تمامًا مثل طريقة عمل البشاميل. ويمكنك إضافة شرائح الدجاج أو مكعبات الدجاج مع عصير ليمونة واتركيهم لدقائق، إذ أردت لونًا مختلفًا لطبق الكشك يمكنك إضافة كوبي عصير طماطم. وقومي بتحمير شرائح البصل مع النعناع الجاف المفري. ثم ضعي خليط الكشك في أطباق مسطحة وزينيه بشرائح البصل المقلية مع النعناع لنكهة مميزة وشهية.
الكشك الصعيدي
المقادير
كوب دقيق
كيلو لبن مغلي
1 / 2 كيلو أرز
بصلة شرائح
شوربة
ملح
فلفل اسود
زيت لتحمير البصل
طريقة التحضير
يغسل الأرز ونضعه على النار مع الشوربة حتى يستوي الأرز ثم نضع اللبن، ثم أضيفي الدقيق بالتدريج حتى يصل الخليط للسُمك الذي نريده، بعد الغليان يترك لدقائق وقومي بتحمير شرائح البصل في قليل من الزيت ثم يقدم في أطباق وعليه البصل المحمر.



المؤثرة «ماما الطبّاخة» نموذج للمرأة العربية العصامية

تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
TT

المؤثرة «ماما الطبّاخة» نموذج للمرأة العربية العصامية

تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)

تلتصق بالأرض كجذور شجرة منتصبة تصارع العواصف بصلابة بانتظار الربيع. زينب الهواري تمثل نموذجاً للمرأة العربية المتمكنّة. فهي تطهو وتزرع وتحصد المواسم، كما تربّي طفلتها الوحيدة المقيمة معها في إحدى البلدات النائية في شمال لبنان. غادرت زينب بلدها مصر وتوجّهت إلى لبنان، ملتحقة بجذور زوجها الذي رحل وتركها وحيدة مع ابنتها جومانا. تركت كل شيء خلفها بدءاً من عملها في وزارة الثقافة هناك، وصولاً إلى عائلتها التي تحب. «كنت أرغب في بداية جديدة لحياتي. لم أفكّر سوى بابنتي وكيف أستطيع إعالتها وحيدة. أرض لبنان جذبتني وصارت مصدر رزقي. هنا كافحت وجاهدت، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي رحت أنشر ما أقوم به. توسّع جمهوري ليطول الشرق والغرب. اليوم تنتظرني آلاف النساء كي يتعلمّن مني وصفة طعام لذيذة. وكذلك يكتسبن من منشوراتي الإلكترونية كيفية تحضير المونة من موسم لآخر».

"ماما الطبّاخة" تزرع وتسعد بحصاد موسم الخرشوف (ماما طباّخة)

تروي زينب لـ«الشرق الأوسط» قصة حياتها المليئة بمواقف صعبة. «كانت ابنة أختي التي رحلت في زمن (كورونا) هي ملهمتي. قبلها كنت أجهل كيف أتدبّر أمري. فتحت لي حساباً إلكترونياً، ونصحتني بأن أزود المشاهدين بوصفات طعام. وانطلقت في مشواري الجديد. لعلّ جارتي أولغا هي التي لعبت الدور الأكبر في تقدمي وتطوري. علّمتني طبخات لبنانية أصيلة. كما عرّفتني على أنواع المونة اللبنانية اللذيذة. كل ما أقوم به أصنعه من مكونات طبيعية بعيداً عن أي مواد كيمائية. أزرع وأحصد وأطهو على الحطب. أعيش بسلام في قرية نائية مع ابنتي. هنا اكتشفت معنى الحياة الهانئة والحقيقية».

تحب تحضير الطعام كي تسعد الناس حولها (ماما طباّخة)

قصتها مع الطبخ بدأت منذ كانت في الـ13 من عمرها. «كانت والدتي تعمل فأقوم بمهام المطبخ كاملة. صحيح أنني درست الفنون الجميلة، ولكن موهبة الطهي أسرتني. في لبنان بدأت من الصفر عملت في مطعم وتابعت دورات مع شيف عالمي. اكتسبت الخبرة وتعلّمت أصول المطبخ الإيطالي والصيني. ولكنني عشقت المطبخ اللبناني وتخصصت به».

تصف حياتها بالبسيطة وبأنها تعيش ع «البركة» كما يقولون في القرى اللبنانية. وعن منشوراتها تقول: «أحضّر الطبق مباشرة أمام مشاهديّ. وكذلك أي نوع مونة يرغبون في تعلّم كيفية تحضيرها. أمضي وقتي بين الأرض والحصاد والطبخ. أجد سعادتي هنا وبقربي ابنتي التي صارت اليوم تفضّل الاعتناء بالدجاج وقطف المحصول على أن تنتقل إلى بيروت. إنها ذكية وتحقق النجاح في دراستها. أتمنى أن تصل إلى كل ما تحلم به عندما تكبر. فكل ما أقوم به هو من أجل عينيها».

مع ابنتها جومانا التي تساعدها في تحضير منشوراتها الإلكترونية (ماما طباّخة)

وعن سرّ أطباقها اللذيذة ووصفاتها التي وصلت الشرق والغرب تقول: «أحب عملي، والنجاح هو نتيجة هذا الحبّ. لطالما كنت أبحث عما يسرّ من هم حولي. ومع الطبق اللذيذ والشهي كنت أدخل الفرح لمن يحيط بي. اليوم كبرت دائرة معارفي من الجمهور الإلكتروني، وتوسّعت حلقة الفرح التي أنثرها. وأسعد عندما يرسلون إلي نجاحهم في وصفة قلّدونني فيها. برأيي أن لكل ربّة منزل أسلوبها وطريقتها في تحضير الطعام. وأنصح النساء بأن تحضّرن الطعام لعائلتهن بحبّ. وتكتشفن مدى نجاحهن وما يتميّزن به».

لقبها «ماما الطبّاخة» لم يأتِ عن عبث. وتخبر «الشرق الأوسط» قصّتها: «كانت جومانا لا تزال طفلة صغيرة عندما كان أطفال الحي يدعونها لتناول الطعام معهم. ترفض الأمر وتقول لهم: سأنتظر مجيء والدتي فماما طباخة وأحب أن آكل من يديها. وهكذا صار لقب (ماما الطباخة) يرافقني كاسم محبب لقلبي».

ببساطة تخبرك زينب كيف تزرع وتحصد الباذنجان لتحوّله إلى مكدوس بالجوز وزيت الزيتون. وكذلك صارت لديها خبرة في التعرّف إلى الزعتر اللذيذ الذي لا تدخله مواد مصطنعة. حتى صلصة البيتزا تحضّرها بإتقان، أمام كاميرا جهازها المحمول، وتعطي متابعيها النصائح اللازمة حول كيفية التفريق بين زيت زيتون مغشوش وعكسه.

تحلم زينب بافتتاح مطعم خاص بها ولكنها تستدرك: «لا أملك المبلغ المالي المطلوب، إمكانياتي المادية بالكاد تكفيني لأعيل ابنتي وأنفّذ منشوراتي الإلكترونية. فشراء المكونات وزرع المحصول وحصاده والاعتناء بالأرض عمليات مكلفة مادياً. والأهم هو تفرّغي الكامل لعملي ولابنتي. فأنا لا أحب المشاركة في صبحيات النساء وتضييع الوقت. وعندما أخلد إلى النوم حلم واحد يراودني هو سعادة ابنتي».

مؤخراً صارت «ماما الطبّاخة» كما تعرّف عن نفسها على صفحة «تيك توك»، تصدّر المونة اللبنانية إلى الخارج: «زبائني يتوزعون على مختلف بقاع الأرض. بينهم من هو موجود في الإمارات العربية والسعودية ومصر، وغيرهم يقيمون في أستراليا وأوروبا وأميركا وبلجيكا وأوكرانيا. أتأثر إلى حدّ البكاء عندما ألمس هذا النجاح الذي حققته وحدي. واليوم صرت عنواناً يقصده كل من يرغب في الحصول على منتجاتي. وأحياناً سيدة واحدة تأخذ على عاتقها حمل كل طلبات جاراتها في بلاد الاغتراب. إنه أمر يعزيني ويحفزّني على القيام بالأفضل».

لا تنقل أو تنسخ زينب الهواري وصفات طعام من موقع إلكتروني أو من سيدة التقتها بالصدفة. «أتكّل على نفسي وأستمر في المحاولات إلى أن أنجح بالطبق الذي أحضّره. لا أتفلسف في وصفاتي، فهي بسيطة وسريعة التحضير. أدرك أن مهنتي صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء. ولكنني استطعت أن أتحدّى نفسي وأقوم بكل شيء بحب وشغف».