يلدريم في العراق غدًا لبحث مكافحة الإرهاب وتعزيز العلاقات

يلدريم في العراق غدًا لبحث مكافحة الإرهاب وتعزيز العلاقات
TT

يلدريم في العراق غدًا لبحث مكافحة الإرهاب وتعزيز العلاقات

يلدريم في العراق غدًا لبحث مكافحة الإرهاب وتعزيز العلاقات

يزور رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم بغداد وأربيل يومي غد السبت وبعد غد الأحد على رأس وفد تركي كبير، لبحث العلاقات بين تركيا والعراق وكردستان العراق في مختلف المجالات، بالتركيز على ملف مكافحة الإرهاب.
زيارة يلدريم لبغداد تأتي بعد فترة توتر وصلت إلى ذروتها قبل انطلاق عملية التحالف الدولي لتحرير الموصل من قبضة تنظيم داعش الإرهابي التي انطلقت في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ومطالبة بغداد لتركيا بسحب قواتها من معسكر بعشيقة في شمال الموصل واعتبار وجودها احتلالا.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، أمس الخميس، إن يلدريم سيزور بغداد وأربيل، السبت والأحد، يناقش خلالها كثيرا من المواضيع؛ منها العلاقات بين البلدين، ووضع معسكر بعشيقة، ومكافحة الإرهاب، وحزب العمال الكردستاني، وما بعد عملية الموصل وإعادة إعمارها، وتلعفر وسنجار وغيرها.
وأكد كالين أن تركيا لن تسمح بتحول سنجار شمال العراق إلى جبال قنديل أخرى (معقل حزب العمال الكردستاني على الحدود العراقية الإيرانية)، مشيرا إلى أن الحزب يعمل على تثبيت موطئ قدم له في سنجار.
وأضاف أن «العمال الكردستاني» يحاول استغلال محاربة «داعش» والتذرع بحماية الإيزيديين للحصول على موطئ قدم له في سنجار، مشددا على أنه على السلطات العراقية عدم السماح له بحدوث ذلك.
وتعليقا على تصريح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الثلاثاء الماضي، بأن حكومته «ترفض استخدام الأراضي العراقية لشن اعتداءات ضد تركيا ودول الجوار»، قال كالين إنه «تصريح مهم»، إلا أن تركيا تنتظر من بغداد وأربيل اتخاذ إجراءات أكثر وضوحا ودقة، وتؤدي إلى نتائج.
وعن إمكانية أن تقوم تركيا بتحرك عسكري في العراق بالتنسيق مع المسؤولين العراقيين، قال كالين: «الأوضاع في سوريا والعراق مختلفة. ففي العراق وعلى الرغم من كل المشكلات هناك حكومة مركزية ومنطقة فيدرالية، ونحن على تواصل وثيق معهما. وسنواصل متابعة الوضع الأمني هناك بدقة بناء على نتيجة المشاورات مع المسؤولين العراقيين. كما أن غاراتنا الجوية ضد (العمال الكردستاني) في جبال قنديل وجوارها مستمرة».
من جانبه، قال العبادي أمس، إن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم سيزور العراق ضمن برنامج تبادل الزيارات بين البلدين، ونسعى لتمتين العلاقات الثنائية. وستكون زيارة يلدريم هي الأولى لرئيس وزراء تركيا بعد زيارة سلفه أحمد داود أوغلو للعراق في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2014.
وشهدت الأشهر الماضية حرب تصريحات بين أنقرة وبغداد، تصاعدت إلى حد تبادل استدعاء السفراء في الخامس من أكتوبر، إلى أن بدأ البلدان يتجهان إلى تبادل الزيارات والتشاور السياسي والتقارب الدبلوماسي.
وبدأت الخطوات الصريحة لتحقيق اختراق لوضعية الفتور في العلاقات بالاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في الثلاثين من ديسمبر (كانون الأول) الماضي. أكد فيه إردوغان دعم بلاده للعراق في حربه ضد «داعش»، والحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه، وهنأه فيه بالانتصارات التي تحققها القوات العراقية في حربها ضد تنظيم داعش.
كما أعرب «عن تطلع تركيا لنصر عراقي قريب جدا في الموصل سيكون رسالة لمن يريد استهداف العلاقات الأخوية بين البلدين».
وبدأ التوتر بين البلدين على خلفية إرسال تركيا في أوائل ديسمبر (كانون الأول) من عام 2015 قوات عسكرية إلى منطقة بعشيقة الواقعة على بعد 30 كيلومترا شمال شرقي الموصل، لتدريب متطوعين من السنة العراقيين، طالب العراق مرارا بسحبها دون استجابة من أنقرة.
وتزايدت حدة هذا التوتر في أكتوبر الماضي بعدما صوت البرلمان التركي على تمديد تفويض للجيش يجيز له مواصلة التدخل في العراق وسوريا لعام إضافي، ورغبة أنقرة في المشاركة في عملية الموصل، وهو ما رفضته بغداد بشدة.
ورفض إردوغان نفسه في تصريحات في أكتوبر الماضي مطالب للعبادي بسحب القوات التركية، وتهديده بالتصعيد حتى الحرب ضد تركيا، ورد إردوغان وقتها وهاجمه بشدة قائلا له: «الزم حدك».
وكان العبادي هدد في التاسع من أكتوبر القوات التركية الموجودة في بعشيقة بأنه «لن يُسمح لها بالمشاركة في تحرير الموصل»، قائلا إن «القوات التركية ليس لها دور في التخطيط أو التنفيذ، ولتصرح من الصباح إلى الليل»، لكن التهديد الصريح كان في قوله «أنصح القوات التركية الموجودة في المعسكر بعدم الخروج منه».
وبعد يومين وأمام القمة التاسعة للمجلس الإسلامي في أوراسيا في إسطنبول، صعّد إردوغان خطابه الموجه للعبادي قائلا: «نحن سنفعل ما نشاء، وعليك أن تعلم ذلك، وعليك أن تلزم حدك أولا»، ثم أسهب: «إنه يسيء إليّ، وأقول له أنت لست ندي ولست بمستواي وصراخك في العراق ليس مهما بالنسبة لنا على الإطلاق... يقال لتركيا التي لها حدود بطول 911 كلم مع سوريا و350 كلم مع العراق إنه لا يمكنها التدخل لمواجهة الخطر هناك».
وأثار تصاعد التوتر بين تركيا والعراق، تساؤلات حول وجود دور إيراني يقف وراء هذه الأزمة، واتهم بعض المسؤولين الأتراك إيران بالفعل بتحريك العبادي للهجوم على تركيا.
واعتبر مراقبون أن التقارب بين تركيا والسعودية بشأن ملفات المنطقة ومنها العراق، لم يرق إلى طهران، ما جعلها تلجأ إلى دفع مقربين منها في حكومة وبرلمان العراق، لاتخاذ مواقف حادة والإدلاء بتصريحات مستفزة ضد تركيا.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.