على وقع أعمال العنف والاحتجاجات، تستعد الغابون لاستضافة بطولة كأس الأمم الأفريقية خلال الفترة من 14 يناير (كانون الأول) الحالي إلى الخامس من فبراير (شباط) المقبل، ووسط اعتراض كبير من الأندية الأوروبية التي ستفقد العديد من لاعبيها الأفارقة المحترفين.
وفي الوقت الذي أضفى فيه النجوم الأفارقة المحترفون الكثير من البريق على البطولة القارية، وبفضلهم باتت البطولة واحدة من أهم بطولات كرة القدم وأكثرها جذبا للأنظار، فإن توقيت المنافسات ما زال يواجه بانتقادات واسعة من أندية أوروبا التي تضطر لترك لاعبيها في منتصف الموسم لأجل المشاركة مع منتخباتهم.
وينتظر أن يشارك في بطولة الغابون نحو 200 لاعب محترف من أبرز أندية أوروبا، ومنهم من بات ركيزة مهمة يصعب تعويضها أمثال الغابوني بيار ايمريك أوباميانغ مهاجم بوروسيا دورتموند الألماني، والسنغالي ساديا ماني نجم ليفربول الإنجليزي، والجزائري رياض محرز جناح ليستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي، والمصري محمد صلاح هداف روما الإيطالي، وغيرهم كثير.
ووفقا لمجلة «أفريقيا سوكر» وصل عدد المحترفين من القارة السمراء في أندية أوروبا على اختلاف درجاتها إلى 700 لاعب، وتحتل نيجيريا مركز الصدارة بـ105 لاعبين، ويليها في الترتيب الكاميرون التي تمتلك 77 لاعبا، ثم غانا 59، والسنغال 53، والمغرب 49، وكوت ديفوار 45، وجنوب أفريقيا 37، وبعدها بفارق كبير تأتي غينيا والجزائر 28، والكونغو 24، وأنغولا 22، والمغرب 16، ومصر 9 لاعبين.
ويعكس هذا العدد الكبير مدى تأثر الأندية الأوروبية من غياب محترفيها الأفارقة، وهو ما ظهر في انتقادات البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لنادي مانشستر يونايتد لتوقيت البطولة. وأعرب مورينيو عن غضبه من منتخب كوت ديفوار الذي رفض بقاء مدافع الفريق ايريك بيلي يوما واحدا (من المهلة التي يمنحها الفيفا لاستدعاء الدوليين والمحددة بأسبوعين) مما حرم مانشستر من جهود لاعبه أمام وستهام يونايتد أول من أمس.
وقال مورينيو: «طلبنا أن يتم تأجيل وصول بيلي يوما واحدا، لكنهم (كوت ديفوار) رفضوا».
وليس مورينيو وحده الغاضب من توقيت البطولة الأفريقية بل أيضا مسؤولو الاتحادات الأوروبية الذين يطالبون بتأجيلها إلى منتصف يونيو (حزيران) بعد انتهاء المنافسات المحلية.
وعلى الرغم من أن البطولة تأتي في ظل حالة من القلق والتوتر في أعقاب إعادة انتخاب الرئيس علي بونغو رئيسا للغابون وما تلا ذلك من أعمال شغب، فإن الاتحاد الأفريقي للعبة أصر على إقامتها في موعدها.
ومع رفض الدعوات المطالبة بمقاطعة كأس أفريقيا، ما لم تنقل إلى بلد أكثر استقرارا، مضت المنتخبات الستة عشر المتأهلة في برنامج استعدادها بحشد كل لاعبيها المحترفين.
ووفقا للإحصائيات الأخيرة سيصل المنتخب الغاني إلى الغابون برفقة 22 لاعبا محترفا من بين الـ23 المسجلين بالقائمة التي ضمت لاعبا واحدا فقط من الدوري الغاني وهو حارس المرمى ريسارد أوفوري.
كما تضم قائمة كوت ديفوار 18 لاعبا محترفا بأوروبا؛ 8 منهم في الدوري الإنجليزي الممتاز. وأعلن منتخب المغرب عن ضم 16 لاعبا محترفا من أصل الـ23، بينما سجل منتخب الجزائر 15 محترفا، ومالي نفس العدد، فيما كانت قائمة السنغال بكاملها من اللاعبين المحترفين بالخارج، بينما تعد قائمة مصر وتونس الأقل في عدد المحترفين بـ8 و6 لاعبين على التوالي.
وإذا كان ارتفاع عدد المحترفين هو الهاجس الذي يقلق الأوروبيين، فإنه الأمر الذي جعل عشاق الساحرة المستديرة يحولون أنظارهم إلى أفريقيا لمشاهدة هؤلاء النجوم ولعلها أيضا تكون سببا في الكشف عن مواهب جديدة في القارة السمراء في ظل سوق الانتقالات الشتوية الجارية حاليا.
كأس الأمم الأفريقية صداع في رأس الأندية الأوروبية
أكثر من 200 لاعب محترف يستعدون للتوجه إلى الغابون مع منتخباتهم
كأس الأمم الأفريقية صداع في رأس الأندية الأوروبية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة