{مولنبيك} عنوان تشدد في بروكسل

أبرزته الأعمال الإرهابية في العاصمة البلجيكية

ضابط شرطة بلجيكي بشارع السوق الرئيسي في حي مولنبيك بالعاصمة بروكسل في 17 أبريل 2016  (غيتي)
ضابط شرطة بلجيكي بشارع السوق الرئيسي في حي مولنبيك بالعاصمة بروكسل في 17 أبريل 2016 (غيتي)
TT

{مولنبيك} عنوان تشدد في بروكسل

ضابط شرطة بلجيكي بشارع السوق الرئيسي في حي مولنبيك بالعاصمة بروكسل في 17 أبريل 2016  (غيتي)
ضابط شرطة بلجيكي بشارع السوق الرئيسي في حي مولنبيك بالعاصمة بروكسل في 17 أبريل 2016 (غيتي)

تورط عدد من الشبان من سكان حي مولنبيك في العاصمة البلجيكية بروكسل في هجمات إرهابية وقعت في أوروبا، سواء بالتخطيط أو التنفيذ أو تقديم المساعدة لمرتكبي التفجيرات. وهكذا اكتسب الحي، سمعته السيئة في جميع أنحاء العالم، إذ بات يوصف بأنه «نواة» أو «الأرض الخصبة» للتشدد والإرهاب في أوروبا. وكان من أبرز الأسماء التي خرجت من مولنبيك صلاح عبد السلام ومحمد عبريني وعبد الحميد أباعود وغيرهم. والواقع أن ارتباط اسم مولنبيك ببعض منفذي ومخططي عدة هجمات إرهابية، جعل الحي يحتل مكان الأولوية بالنسبة لوزير الداخلية جان جامبون الذي ينتمي للتيار اليميني المتشدد في بلجيكا.
وبالفعل أطلق الوزير ما يعرف باسم «خطة القنال» التي دخلت حيز التنفيذ قبل حلول صيف عام 2016. وأكد جامبون في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن مخططه يتضمن بالدرجة الأولى العمل على محاربة الاقتصاد الموازي المستشري فيها، فـ«المتطرفون من سكان البلدية هم رسميًا، عاطلون عن العمل، لكنهم يحصلون على الأموال بفضل تجارة السلاح والمخدرات وتزوير الوثائق، ونحن سنعمل لتجفيف مصادرهم المالية هذه»، وفق كلامه. كما تحدث عن نيته زيادة الدعم للسلطات الإدارية البلدية ليتسنى لها القيام بعملها من ناحية ضبط عدد السكان وفرز القاطنين على أراضيها بشكل غير قانوني.
وشدد الوزير اليميني على أن مخططه يتضمن زيادة عدد قوات الشرطة في البلدية ودعم إمكانياتها من أجل تفعيل عملها في التصدي للجريمة والمخالفات، وكذلك التحري حول شبكات التطرف والأشخاص الذين يعتزمون الذهاب إلى أماكن الصراعات للقتال إلى جانب مجموعات إرهابية. وكان جامبون قد تحدث أيضًا عن ضرورة اتخاذ تدابير في مجال التعليم وتطوير التخطيط الترابي وتكافؤ الفرص من أجل «إعطاء مستقبل للشباب ما بين 15 و16 سنة». ووافق مجلس الوزراء على مشروع مرسوم ملكي للمشاريع الرائدة التي تستهدف السيطرة على التطرف العنيف ومكافحة التطرف في عشر بلديات من بينها مولنبيك بمبلغ إجمالي وصل إلى مليون يورو.
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قالت فرنسواز سيكبمانس، عمدة بلدية مولنبيك: «إننا نعيش في بلدية كبيرة الحجم فيها تنوع ثقافي. ولم نتخيل أن نصل إلى هذه الدرجة من التخوف بعد ظهور الراديكالية العنيفة، ولقد حذرت منذ سنوات طويلة من مشكلة تتعلق بالتعايش السلمي في هذه البلدية. لقد كان التحدي كبيرًا نتيجة تراكمات وصعوبات اجتماعية وفي التربية وسوق العمل والسكن غير اللائق والعائلات كبيرة العدد». وأضافت عمدة بلدية حي مولنبيك - المعروف محليًا بأن غالبية السكان من أصول إسلامية – «إن الوضع في مولنبيك له خصوصية، وخصوصًا عقب توجيه انتقادات وإشارات بالاتهامات إلى هذه البلدية خلال الأشهر الماضية». وتابعت: «الجميع تألم، وكانت هناك حالة من الحزن في أعقاب تفجيرات مارس (آذار) الماضي، وخصوصًا هنا في مولنبيك... لكننا اليوم نحن في حاجة إلى المزيد من التضامن، ونريد لكل سكان مولنبيك بصرف النظر عن عقيدتهم أن يتقاسموا الأنشطة والاحتفالات ويظهروا التضامن».
ويعيش في حي مولنبيك (غرب وسط بروكسل) غالبية من المسلمين، وبخاصة من المغاربة والأتراك إلى جانب جنسيات أفريقية. وحسب كلام سارة تورين، مسؤولة ملف الحوار بين الثقافات في مولنبيك، في لقاء مع «الشرق الأوسط» قالت: «إن الحل الوحيد لمواجهة العنف والإرهاب هو التعايش السلمي بين الجميع وأن تلتقي بالآخر والتصدي للأفكار الخاطئة عن الآخر ويمكن أن نعيش معًا رغم الاختلاف الثقافي ونجعل من التنوع والاختلاف شيئًا إيجابيًا».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.