ماذا يريد السعوديون من رئيس اتحاد الكرة الجديد؟

خبراء طالبوا بإصلاح التحكيم والانضباط وسمعة الأندية في «فيفا» و«كاس»

جانب من حديث عادل عزت لوسائل الإعلام أمس (تصوير: أحمد فتحي) - رئيس الاتحاد الجديد مع المديرين التنفيذيين عقب إعلان فوزه بالانتخابات (تصوير: بشير صالح)
جانب من حديث عادل عزت لوسائل الإعلام أمس (تصوير: أحمد فتحي) - رئيس الاتحاد الجديد مع المديرين التنفيذيين عقب إعلان فوزه بالانتخابات (تصوير: بشير صالح)
TT

ماذا يريد السعوديون من رئيس اتحاد الكرة الجديد؟

جانب من حديث عادل عزت لوسائل الإعلام أمس (تصوير: أحمد فتحي) - رئيس الاتحاد الجديد مع المديرين التنفيذيين عقب إعلان فوزه بالانتخابات (تصوير: بشير صالح)
جانب من حديث عادل عزت لوسائل الإعلام أمس (تصوير: أحمد فتحي) - رئيس الاتحاد الجديد مع المديرين التنفيذيين عقب إعلان فوزه بالانتخابات (تصوير: بشير صالح)

قال خبراء رياضيون سعوديون، إن رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم التي اعتلاها المهندس عادل عزت هي تكليف وحمل ثقيل، وليست تشريفا، مؤكدين أن المرحلة المقبلة صعبة وحساسة جدا، كون كثير من المعطيات يحتاج إلى حسم، لا سيما على صعيد المنتخب السعودي الأول لكرة القدم الذي قدم مستويات لافتة ومميزة في الفترة الأخيرة، ويتعين على الرئيس الجديد الحفاظ على هذا التألق في تصفيات كأس العالم 2018 الحالية التي ستعود للواجهة من جديد في أواخر مارس (آذار) المقبل، وهو توقيت يعطي عزت فرصة لمتابعة برنامج المنتخب السعودي الزمني، وما يجري في داخله.
«الشرق الأوسط» استطلعت آراء خبراء سعوديين حول ماذا يريدون من الرئيس الجديد الذي انتخب السبت الماضي، حتى يرتقي بعمل الاتحاد الحالي بعد أربعة أعوام لمجلس الإدارة السابق برئاسة أحمد عيد؟
وقال خليل الزياني، عميد المدربين السعوديين وعضو سابق في اتحاد كرة القدم، إن الرئيس الجديد يحمل تطلعات ملايين السعوديين، من أجل أن يقود هذا الاتحاد إلى مزيد من المنجزات على الأصعدة كافة، بداية من المنتخبات والأندية وتطوير المدربين والحكام ومنح الفرص للكفاءات وغيرها.
وأضاف: «هناك خمسة أهداف أتمنى من الرئيس الجديد عادل عزت أن يعمل على تحقيقها. الهدف الأول أن يعزز علاقته بجميع الأندية السعودية، ويكون التعامل معها على أساس المصلحة العامة، فالأندية هي المنتج الحقيقي لكرة القدم، ومن دونها لا يمكن أن يحصل أي إنجاز».
أما الهدف الثاني فهو الاهتمام بالمدربين السعوديين، والسعي لتطويرهم من خلال وضع خطط طموحة في هذا الجانب، وإلحاقهم بالدورات التي تعزز من قدراتهم، ومنحهم مزيدا من الفرص، لكي يثبتوا قدراتهم ودمجهم بالمدارس المختلفة، لأنهم «رأس المال» الذي يمكن المراهنة عليه.
أما الهدف الثالث فـ«يتوجب على عزت أن يهتم بلجنة الحكام وتطويرها بكل الخبرات الممكنة، لأنها من أكثر اللجان أهمية التي تشهد عادة جدلا كبيرا، ومن المهم أن يتواكب العمل مع تطبيق نظام الثواب والعقاب، لأن الأندية باتت تشكو بشكل متزايد من التحكيم، وتضع ذلك شماعة في الغالب، مما يوتر المشهد الرياضي والتنافس القوي في الدوري الذي يعتبر أهم منتجات هذا الاتحاد من خلال القدرة على تعزيز قوته وتسويقه».
أما الهدف الرابع فيجب أن يتم تطوير الفئات السنية في الأندية حتى يكون ناتجها قويا للمنتخبات، وحتى يحصل هدف الاستدامة في المنجزات على المدى القريب والبعيد.
وآخر هذه الأهداف الخمسة، أن يبدأ من حيث انتهى الآخرون ولا يعود للوراء كثيرا من خلال الاعتماد بشكل كامل على «الخبراء»، بل إن هذا الاتحاد شاب، ويجب أن يكون للشباب رؤية وقرار، ولذا يجب على عزت ألا يتأثر بكل المطالب للاعتماد بشكل كبير جدا على الخبرات، بل عليه منح مساحة أكبر للشباب، ليس شرطا الأعضاء، ويجب عليه أيضا أن يستمع حتى إلى صوت الجمهور.
أما الدكتور جاسم الياقوت، الذي رأس نادي القادسية لقرابة عقدين من الزمن، كما كان عضوا سابقا في الاتحاد السعودي لكرة القدم سابقا في لجنة تطوير الكرة السعودية والآسيوية، فقد شدد على أن أهم خمس نقاط يتوجب على الرئيس عادل عزت ومجلس إدارته أن يعملوا عليها هي «تشكيل لجان لتطوير كرة القدم في المناطق الرئيسية في السعودية كخطوة أولى تليها خطوات أخرى بتعميم اللجان على مستوى جميع المناطق السعودية، لأن عدد الأعضاء الرسميين ليسوا قادرين على سد الشق الكبير الموجود».
وأضاف: «أيضا أتمنى تكوين شراكة مستدامة مع الهيئات والمؤسسات ذات العلاقة والاختصاص بلعبة كرة القدم وتسويقها، باعتبارها منتجا جاذبا، كما يتوجب تطوير ودعم الأكاديميات الرياضية ومراكز الأحياء، لأنها النواة الرئيسية لاكتشاف المواهب وصقلها من خلال الأندية أو التوجه للمنتخبات مباشرة، وهناك كثير من الأمثلة للاعبين بارزين مروا عبر هذا الطريق».
وكذلك الاستفادة قدر الإمكان من الخبرات الرياضية المختصة في الجانب الإداري، وتحديدا من رؤساء وأعضاء الاتحادات السابقة وخبراء التدريب والحكام، وغيرهم ممن لهم دور كبير في تطور الرياضة السعودية وإنجازاتها الخالدة.
وأخيرا يتوجب أن يكون هناك اهتمام بالإعلام الرياضي وتطويره، ليس من خلال لجان ومسميات لا تقدم ولا تؤخر للإعلام الرياضي، بل من خلال تنظيم دورات وإنشاء مراكز مختصة، أو التعاون مع مراكز أكاديمية موجود، لتعزز مكانة الصحافي الرياضي، وتجعله قادرا على التفاعل مع الأحداث للمصلحة العامة.
من جانبه، قال محمد الخراشي، رئيس لجنة المدربين السعوديين، إن الرئيس الجديد عادل عزت عليه حمل ثقيل، وهو أهل له، حيث إن هناك مطالب كثيرة تجاه الاتحاد الجديد، حيث يمكن أن يتم التركيز على نقاط محددة، من أبرزها الاستثمار وجلب داعمين جدد، والسعي للاستدامة في هذا الجانب، وهذا لا يخفى على عزت، لكونه قريبا من هذا الجانب في دوري المحترفين في السنوات الأخيرة، وهذا جانب إيجابي.
وضرورة أن يتم تعزيز الاهتمام بالمدربين الوطنيين وإكمال مسيرة الاتحاد السابق في هذا الشأن، حيث يوجد في المنتخبات السعودية 24 مدربا وطنيا في عهد الرئيس السابق أحمد عيد، وهناك دعم كبير وقرار صدر عن الهيئة العامة للرياضة بالتعاون مع الاتحاد السعودي بأن يقتصر تدريب فرق دوري الثانية والثالثة أو ما تعرف بالمناطق، على مدربين سعوديين، ويجب في المقابل أن يعمل المدربون الوطنيون على تطوير أنفسهم ذاتيا، وعلى الاتحاد السعودي تقديم كثير من الحوافز لمصلحة المدربين الوطنين.
والسعي لتطوير التحكيم، لأنه دائما ما يكون مثارا للجدل، ويجب أن تبذل جهود أكبر في هذا الجانب، وعمل الدورات، وتعزيز الثقة والدفاع عن الحكم السعودي ونهج مبدأ الثواب والعقاب، لأن الأندية أيضًا تريد حكما قادرا وواثقا بقيادة المباريات، وتكون النيات طيبة تجاهه.
ودراسة أسباب العزوف الجماهيري، وأسباب تأخر بعض المباريات، والسعي لتوفير بيئة صحية ومحفزة، وهذا يتم بكل تأكيد من خلال التعاون الوثيق بين الاتحاد السعودي والهيئة العامة للرياضة.
وضرورة العمل على استمرار الاهتمام بالفئات السنية والأكاديميات ودعمها، لأنها هي حاضر ومستقبل الكرة السعودية.
أما محمد المرزوق، رئيس لجنة الحكام السابق، فقد بين أن على الاتحاد السعودي الجديد أن يهتم بأندية الدرجة الأولى والثانية والثالثة، ووضعها في الاعتبار في أي خطوات تطويرية ودعمها بكل ما هو ممكن، والحال تنطبق على الفئات السنية وعدم اقتصار الاهتمام على دوري المحترفين.
أما النقطة الثانية فيتوجب الاهتمام بالحكام من خلال المتابعة والعمل على عدم تأخير صرف مستحقاتهم المالية، لأن تسليمها بانتظام يساهم في تطوير أدائهم وحماسهم وثقتهم.
أما النقطة الثالثة فهي عمل لجان بالمناطق لمتابعة مباريات أندية المناطق بدرجاتها، لأن هناك إهمالا كبيرا كان في هذا الجانب.
ومتابعة ما يذكر في وسائل الإعلام من مغالطات تسيء إلى الرياضة السعودية، خصوصا المتعلقة بالحكام والتحكيم، لكون لجنة الحكام تابعة للاتحاد السعودي وأي سوء أو تشكيك يمسها يمس جسد الاتحاد السعودي نفسه.
وأخيرا وضع لجان للاتحاد السعودي في المناطق، بحيث تمثل هذه اللجان الاتحاد، وتكون هناك اجتماعات دورية من الاتحاد السعودي مع أندية المناطق لمناقشة احتياجاتهم ومتطلباتهم.
أما عبد العزيز العنقري، رئيس نادي الأهلي السابق، فاعتبر أن من المطالب الرئيسية للاتحاد السعودي الجديد الاهتمام بحل مشكلات الاحتراف، وأبرزها أن يتم إقرار نظام صارم للأندية بعد إلغاء عقود لاعبيها الأجانب ورحيلهم من المملكة إلا بعد حصولهم على مخالصات مالية، لأن هناك سمعة سيئة للأندية السعودية في هذا الجانب في الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، ومحكمة التحكيم الرياضي الدولي «كاس»، وهذا يؤثر على سمعة البلاد بشكل عام.
وبين أن هناك أهمية أن يكون هناك تجانس بين اللجان، وأن يتم العمل على مشكلتين أساسيتين، وهما لجنة الاحتراف والانضباط.
وأشار إلى أن هناك ضرورة لتحديث كثير من الأنظمة في الاتحاد السعودي وتوضيحها بشكل أكبر، لأن هناك ضبابية في كثير من اللوائح والأنظمة.
وأضاف: «يمكن القول إن المنتخبات السعودي تسير وفق عمل كبير تم من خلال الاتحاد السعودي السابق برئاسة أحمد عيد، ويجب أن يتعزز الاهتمام بهذا الجانب وعدم التراجع في مسألة دعم منتخبات الوطن التي تمثل الواجهة الرئيسية للرياضة». كما يتوجب تعزيز الاستثمار وحماية العلامات التجارية للأندية.



بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.