توزيع الموت في إسطنبول على الطريقتين الأوروبية والأميركية

هجوم «رينا» أعاد للأذهان هجمات بروكسل وباريس

نادي «رينا» الليلي
نادي «رينا» الليلي
TT

توزيع الموت في إسطنبول على الطريقتين الأوروبية والأميركية

نادي «رينا» الليلي
نادي «رينا» الليلي

أعاد الهجوم الإرهابي على نادي «رينا» الليلي في منطقة أورتاكوي في إسطنبول خلال احتفالات العام الجديد إلى الأذهان هجمات أخرى وقعت في أوروبا وبعض الدول الأوروبية بالطريقة نفسها، حيث استهدفت تجمعات بشرية وأماكن مزدحمة مخلفة عشرات القتلى والمصابين.
واستهدف هجوم إسطنبول النادي الليلي الذي يعد الأفخم والأغلى في المدينة والذي يقع على البسفور في منطقة من المعتاد أنها تغص بالسائحين العرب والأجانب، فضلا عن الأتراك في المناسبات وبخاصة في احتفالات رأس السنة الجديدة لكنهم هذه المرة كانوا على موعد مع هدية تختلف عن الهدايا المعتادة التي يحملها «بابا نويل» ليحصد حياة 39 شخصا بينهم 15 أجنبيا وإصابة 65 آخرين بينهم 4 في حالة شديدة الخطورة. وشهد كثير من المدن الأوروبية هجمات متنوعة نفذت بالطريقة نفسها التي نفذ بها الهجوم على النادي الليلي الذي كان يوجد به في وقت الهجوم نحو 700 شخص من أهم هذه الحوادث:
في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي وقعت عملية دهس في إحدى أسواق عيد الميلاد (الكريسماس) وسط العاصمة الألمانية برلين، أودت بحياة 12 شخصًا وإصابة 50 آخرين، وأعلنت السلطات الألمانية أن شابا تونسيا، يدعى أنيس العامري (24 عاما)، هو منفذ الهجوم.
في 12 يونيو (حزيران) الماضي، وقع هجوم مماثل في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا الأميركية، قام فيه شخص يدعى عمر متين (29 عاما) من أصول أفغانية بإطلاق النار في ناد ليلي يرتادوه المثليون، ما أسفر عن مقتل 50 شخصًا وجرح 53 آخرين.
في 22 مارس (آذار) الماضي تعرضت محطة «ميلبيك» لمترو الأنفاق، ومطار زافينتيم بالعاصمة البلجيكية بروكسل لهجمات تبناها تنظيم داعش الإرهابي أسفرت عن مقتل 32 شخصًا وإصابة 270 آخرين.
استهدف هجوم إرهابي مسرح «باتاكلان» في العاصمة الفرنسية، باريس، يوم 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 إذ أطلق المهاجمون النار على الجمهور في المسرح خلال حفل لموسيقى الروك كانت تحييه فرقة أميركية. وأعلنت السلطات الفرنسية مقتل 89 شخصًا جراء الهجوم الذي تبناه تنظيم داعش، ليتم تسجيل الحادث كأكثر الهجمات دموية في فرنسا التي أعلنت حالة الطوارئ على خلفيته، وما زالت مستمرة حتى اليوم.
وفي 7 يوليو (تموز) 2005 نفذ 4 إرهابيين هجومًا انتحاريًا في منطقة مزدحمة بالعاصمة البريطانية لندن، ما أسفر عن مقتل 56 شخصًا وإصابة 700 آخرين. وفي 11 مارس 2004. شهدت العاصمة الإسبانية مدريد تفجيرات استهدفت 3 قطارات مختلفة، تبنّاها تنظيم «القاعدة»، ما أسفر عن مقتل 191 شخصًا وإصابة نحو ألفين آخرين.
ونقلت بعض وسائل الإعلام عن شهود عيان، أن منفذ الهجوم الإرهابي والذي لا تزال الشرطة التركية تبحث عنه كان يتحدث العربية، لكن لم تصدر تأكيدات رسمية بذلك، ودخل إلى النادي متنكرا بملابس «بابا نويل». وقتل شرطيا وشخصين آخرين حاولا اعتراضه أثناء دخوله وغير ملابسه أثناء خروجه. وأشارت أصابع الاتهام إلى تنظيم داعش في هذا الهجوم. وكانت الشرطة التركية نشرت نحو 20 ألفا من عناصرها في إسطنبول من أجل تأمين الحماية للاحتفالات بالعام الجديد.
وأعلنت منظمة «صقور حرية كردستان» القريبة من حزب العمال الكردستاني مسؤوليتها عن هجوم انتحاري مزدوج وقع في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) في إسطنبول قرب ملعب نادي بشيكتاش وخلف 44 قتيلا و149 مصابا معظمهم من الشرطة.



المجاعة تهدد أطفال غزة وأمهات يبحثن عن الحليب

توفي منذ اندلاع الحرب في غزة 32 شخصاً بسبب سوء التغذية (أ.ف.ب)
توفي منذ اندلاع الحرب في غزة 32 شخصاً بسبب سوء التغذية (أ.ف.ب)
TT

المجاعة تهدد أطفال غزة وأمهات يبحثن عن الحليب

توفي منذ اندلاع الحرب في غزة 32 شخصاً بسبب سوء التغذية (أ.ف.ب)
توفي منذ اندلاع الحرب في غزة 32 شخصاً بسبب سوء التغذية (أ.ف.ب)

تبحث أميرة الطويل في صيدليات قطاع غزة عن حليب لإطعام طفلها يوسف، الذي يحتاج إلى علاج وغذاء، لكن كل محاولاتها لتأمينه باءت بالفشل. يستلقي يوسف بجسده النحيل على السرير في مستشفى الأقصى في دير البلح وقد ربطت رجله بحقن وريدية.

تقول الطويل لوكالة الصحافة الفرنسية: «يوسف يحتاج إلى علاج وغذاء جيد، الحليب غير متوفر نهائياً». وتضيف الأم: «أُطعمه حالياً بعض القمح، لكن لا حليب. هذا ما يجعله يعاني من الانتفاخ، طلبوا مني أن أجري له فحصاً لحساسية القمح».

توفي منذ اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 32 شخصاً بسبب سوء التغذية.

وقالت «منظمة الصحة العالمية»، السبت، إن أكثر من 4 من أصل 5 أطفال أمضوا يوماً كاملاً من دون تناول الطعام مرة واحدة على الأقل خلال 3 أيام.

وقالت المتحدثة باسم «منظمة الصحة العالمية» مارغريت هاريس، في بيان، إن «الأطفال يتضورون جوعاً».

وبحسب منظمات الإغاثة، فإن ارتفاع معدلات سوء التغذية بين أطفال غزة دون الخامسة سببه عدم وصول المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى غزة إلى من يحتاجون إليها.

إغلاق المعابر

بدأت الحرب في قطاع غزة مع شنّ «حماس» هجوماً غير مسبوق على الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر تسبّب بمقتل 1189 شخصاً، معظمهم مدنيون.

وردّت إسرائيل متوعدة بـ«القضاء» على «حماس»، وهي تشنّ منذ ذلك الحين حملة قصف مدمر على قطاع غزة، تترافق مع عمليات برية، ما تسبب بسقوط 36439 قتيلاً، معظمهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لـ«حماس».

بعد فحص أجراه مكتب «الأمم المتحدة» لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) لأكثر من 93400 طفل دون الخامسة في غزة للتأكد من سوء التغذية، خلصت النتائج إلى أن 7280 منهم يعانون سوء تغذية حاداً.

وينتشر سوء التغذية في شمال قطاع غزة بشكل خاص حيث لم يتلقَّ من بقوا هناك من السكان سوى قليل من المساعدات في الأشهر الأولى من الحرب.

في الأسابيع الأخيرة تم تحويل جزء كبير من المساعدات الغذائية عبر المعابر، وذلك بعد تحذيرات من مجاعة وشيكة.

أما الطفل سيف فقد بدا منهكاً للغاية وبالكاد يستطيع التنفس.

وتقول والدته نهى الخالدي: «طوال الليل وهو يتألم ويعاني المغص والانتفاخ، تم تأجيل العملية التي كانت مقررة له، وهذا يمكن أن يسبب له انفجاراً في الأمعاء».

وتضيف الأم: «نعتمد على ما يأتي من مساعدات لإعطاء الأولاد، وهذا يؤثر كثيراً على صحتهم لأنهم اعتادوا على حليب يتناسب مع أجسادهم».

لكنها تتدارك وهي تحاول حبس دموعها «لا يتوفر أي نوع حليب في الأسواق».

ويؤكد طبيب الأطفال في مستشفى الأقصى، حازم مصطفى، أن إغلاق إسرائيل للمعابر أدى إلى تفاقم الوضع.

ويعدّ معبر رفح المنفذ الرئيسي لدخول المساعدات إلى قطاع غزة من مصر، قبل أن تقوم إسرائيل في 7 مايو (أيار) المنصرم بعملية برية وتسيطر على المعبر الحدودي.

ومنذ ذلك الوقت، لم تسمح إسرائيل بدخول أي مساعدات إلى قطاع غزة، كما لم يتمكن أي من الجرحى والمرضى من الخروج للعلاج.

ويقول الطبيب مصطفى، وخلفه على شاشة الحاسوب صورة أشعة لقفص صدري لأحد المرضى، إن الأخير يعاني «ضعفاً شديداً في جسمه وسوء نمو بسبب منع الاحتلال دخول الأغذية، وخصوصاً الحليب للأطفال».

ويطالب بـ«إدخال كميات وافرة من الحليب حتى تتمكن الأمهات من إعطاء أطفالهن الغذاء المناسب ليكونوا بصحة جيدة».