أوروبا تستقبل العام الجديد بآمال تخطي الفرص الضائعة

الانتخابات الوطنية تعيد تشكيل السياسة الاقتصادية في منطقة اليورو

جانب من نشاط بورصة فرانكفورت في ديسمبر (رويترز)
جانب من نشاط بورصة فرانكفورت في ديسمبر (رويترز)
TT

أوروبا تستقبل العام الجديد بآمال تخطي الفرص الضائعة

جانب من نشاط بورصة فرانكفورت في ديسمبر (رويترز)
جانب من نشاط بورصة فرانكفورت في ديسمبر (رويترز)

يوشك العام على الانتهاء والاكتساء بحلة جديدة في غضون أيام قليلة، ومع استهلال العام المقبل تظهر نشوة قصيرة الأجل بين أوساط المستثمرين في الأسواق الأوروبية والأميركية، مع شعور متزايد من عدم اليقين السياسي والاقتصادي.
وبرغم احتفال المستثمرين في الولايات المتحدة بخطط خفض الضريبة، ورفع القيود والتحفيز الاقتصادي قبل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب في النصف الثاني من يناير (كانون الثاني) المقبل، فضلاً عن ضخ المركزي الأوروبي لمزيد من الأموال في اقتصاد منطقة اليورو، يلوح في الأفق احتمالات غرق الأسواق العالمية في فترة اضطراب متأثرة بسلسلة من الأحداث المنتظرة العام المقبل.
ويعد فوز ترامب أكبر مصدر للقلق في الوقت الراهن نتيجة تحولات جذرية في واشنطن تحت قيادة رجل الأعمال الأميركي، بالتزامن مع سلسلة من الانتخابات الأوروبية التي لا يمكن التنبؤ بها، فلا تزال هناك محادثات مكثفة حول الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن حالة عدم اليقين في أزمتي الديون اليونانية والبنوك الإيطالية.
وقال كبير الاقتصاديين في مجموعة هولندا الدولية المصرفية متعددة الجنسيات «آي إن جي»، كارستن برزيسكي: «قد يستغرق الأمر عامًا لإعادة تعريف أوروبا».
ويمكن أن تؤدي الانتخابات في كل من هولندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، فضلاً عن التهديد الذي يشكله تصاعد الموجة الشعوبية التي سادت المنطقة في عام 2016، إلى إعادة تشكيل المشهدين السياسي والاقتصادي في أوروبا خلال العام المقبل.
وقال الاقتصادي في بنك كومرتس الألماني، كريستوفر فايل إن «اقتصاد منطقة اليورو مصاغ بشكل جيد»، ويدخل اقتصاد منطقة اليورو المكون من 19 عضوًا العام المقبل على أسس متينة، فانخفض معدل البطالة إلى أدنى مستوى في سبع سنوات، ونما النشاط التجاري بأسرع وتيرة له هذا العام في الربع الأخير، وفقًا لمؤشر مدير المشتريات لشهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي.
في حين يتوقع المحللون أن تواجه الأسواق تحديات ارتفاع الفائدة العام المقبل، وسط محاولة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي كبح جماح الضغوط التضخمية المتوقعة التي أطلقتها خطط دونالد ترامب الرئيس الأميركي الفائز في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بخفض 5.7 تريليون دولار من الضرائب، وبرنامج للبنية التحتية بقيمة تريليون دولار.
ويخشى محللون أن يمر عام 2017 كسنة أخرى من الانتظار والفرص الضائعة، مع اضطرار الحكومات لوضع القضايا الرئيسية جانبًا كتطوير البنية التحتية والإصلاح المالي والتكامل الأوروبي في مواجهة التحديات الكبرى، حيث أضافت سلسلة من التغريدات لترامب قلق الساسة الأوروبيين بشأن فتح الطريق لمزيد من التعاون مع روسيا، وتشكيكه في دور الولايات المتحدة في حلف «الناتو»، ويبدو الأمر أكثر تعقيدًا عند الاختبار الأول لكيفية ما ستؤول إليه العلاقة بين أوروبا الجديدة وواشنطن حين تبدأ ألمانيا في تولي رئاسة مجموعة العشرين الاقتصادية. ووضعت حكومة المستشارة أنجيلا ميركل بالفعل جدولاً لأعمال مجموعة العشرين، يرتكز على الاستمرار في اتفاقية باريس للمناخ واتفاقات التجارة العالمية، في حين تأمل في درء خطر ارتفاع الشعوبية والقومية؛ الأمر الذي يثير الاهتمام كونها المضاد الفعلي لأولويات ترامب في الوقت الراهن. ويرى محللون أن ألمانيا بشكل خاص وأوروبا بشكل عام قد لا يكونون سعداء من هجمات ترامب على السياسة الاقتصادية في الصين، لكن ترامب جعل التراجع عن اتفاقات التجارة العالمية موضوعًا مركزيًا في حملته الانتخابية للرئاسة الأميركية، فضلاً عن وصفه للاتفاق العالمي بشأن تغير المناخ ذات مرة بأنه خدعة صينية مصممة لإسقاط الشركات الأميركية.
وتواجه ألمانيا بشكل خاص كونها القوة الاقتصادية الأكبر في منطقة اليورو تحديات عظمى، قال عنها المحلل في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية في برلين، هيربرت ديتر، إنها «ستكون سنة صعبة للغاية، فألمانيا تواجه مشكلات في كل جوانب الشؤون الدولية، خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وإيطاليا واليونان والولايات المتحدة»، مؤكدًا أن العالم يتغير حول ميركل.
وانضمت المستشارة الألمانية إلى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند هذا الشهر في قيادة تحرك الاتحاد الأوروبي لتمديد العقوبات ضد موسكو بسبب دور الكرملين في أزمة أوكرانيا، وهو ما يمكن أن يمهد الطريق لمعركة عبر الأطلسي بشأن فرض عقوبات جديدة على روسيا.
وتزيد حالة عدم اليقين من نتائج الانتخابات الوطنية العام المقبل الأمور سوءًا؛ كونها قد تشكل تهديدًا رئيسيًا للاتحاد الأوروبي، خاصة بعد الانفصال البريطاني، وبعض المساعي الحثيثة من دول أوروبية أخرى للانفصال.
من جهته يتوقع كبير الاقتصاديين في مجموعة هولندا الدولية المصرفية كارستن برزيسكي، أن ينتهي العام المقبل على صعيد أكثر إيجابية، خاصة في ظل توقعات بفوز ميركل في انتخابات سبتمبر (أيلول) المقبل،
وتقدم المرشح المحافظ فرنسوا فيون في فرنسا، مؤكدًا أن فوز فيون وميركل يمكن أن يساعد على الشعور بالاطمئنان والاستقرار في قلب أوروبا، مشيرًا إلى أن الشراكة الفرنسية الألمانية تعد القوة الدافعة وراء المشروع الأوروبي.



3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)
رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)
رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)

قررت 3 من أكبر 10 شركات عالمية متخصصة في تنظيم المعارض، افتتاح مكاتبها في السعودية، في خطوة للاستفادة من التنامي المتسارع في القطاع بالمملكة، في الوقت الذي تمضي فيه «الرياض» لتعزيز محوريتها في هذا القطاع من خلال توقيع 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم لدعم صناعة الفعاليات، وذلك مع ختام اليوم الأول من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات، المنعقدة حالياً في الرياض من 15 إلى 17 ديسمبر (كانون أول) الحالي.

وقال رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات، فهد الرشيد، إن اليوم الأول للقمة الدولية للمعارض والمؤتمرات شهد نجاحاً كبيراً، بعد إعلان الاتفاقيات، وإطلاق 12 فعالية جديدة، بالإضافة إلى توقيع مذكرات تفاهم، ما يعزز مكانة المملكة كواحدة من أهم وجهات قطاع المعارض والمؤتمرات على مستوى العالم.

وأضاف الرشيد أن هذه الإعلانات تؤكد أهمية قطاع المعارض والمؤتمرات، ودوره المحوري كمحفز للتحول، حيث يساهم في التعريف بحجم الفرص غير المسبوقة التي توفرها المملكة سعياً إلى تحقيق مستهدفات «رؤية 2030»، ودور القطاع في استكشاف الأفكار المبتكرة، وخلق فرص الاستثمار، وتعزيز الشراكات الجديدة عبر مختلف قطاعات الاقتصاد.

وأعلنت كل من شركات «RX Global» و«Messe Munich» و«Clarion»، وهي من كبرى الشركات العالمية المتخصصة في تنظيم الفعاليات، افتتاح مكاتب جديدة لها في المملكة، لدعم خطط نمو قطاع المعارض والمؤتمرات السعودي خلال السنوات العشر المقبلة.

وشهدت القمة توقيع 4 مذكرات تفاهم مع كلٍّ من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والهيئة السعودية للسياحة، وصندوق الفعاليات الاستثماري، والمركز الوطني للفعاليات.

وتتواصل فعاليات القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات على مدار اليومين المقبلين، حيث تركز على جهود تحفيز الاستثمار في قطاع المعارض والمؤتمرات، وإنشاء مساحات فعاليات مبتكرة ومستقبلية، ومعالجة مسائل الاستدامة العالمية في القطاع.

يُذكَر أن النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات تقام في مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية «مسك»، بمشاركة أكثر من 1000 من قادة قطاع المعارض والمؤتمرات العالميين من 73 دولة، بهدف إعادة تشكيل مستقبل القطاع.