زعيم الأغلبية في الجزائر يعلن ترشح بوتفليقة لولاية خامسة

وزير الشؤون الدينية يحذر من تفرقة طائفية «شبيهة بما يجري في العراق وسوريا»

زعيم الأغلبية في الجزائر يعلن ترشح بوتفليقة لولاية خامسة
TT

زعيم الأغلبية في الجزائر يعلن ترشح بوتفليقة لولاية خامسة

زعيم الأغلبية في الجزائر يعلن ترشح بوتفليقة لولاية خامسة

قال جمال ولد عباس، زعيم حزب الأغلبية بالجزائر، إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سيترشح لولاية خامسة، مؤكدا أنه سيمدد حكمه بعد الولاية الرابعة التي تنتهي رسميا في ربيع 2019.
في غضون ذلك، دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف أجهزة الأمن إلى «إيلاء أهمية كبيرة لآفة التطرف والتفرقة الطائفية».
وصرح ولد عباس لصحافيين أمس في العاصمة، بمناسبة لقاء مع أطر الحزب الإسلامي «حركة الإصلاح الوطني»، بأنه «سبق أن أبلغت الجزائريين قبل 2014 أن الرئيس سيترشح لولاية رابعة، وقد سخر مني البعض حينها. ولكننا في جبهة التحرير الوطني نرى ما لا يراه غيرنا». وأضاف موضحا: «مادمنا في الحكم حتى 2019، فسنبقى دائما في الحكم. ومرشحنا (بوتفليقة) هو من سيفوز»، مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية هو في الوقت نفسه رئيس الحزب. واللافت أن الرئيس بوتفليقة لا يحضر مطلقا اجتماعات «الجبهة»، منذ اختياره رئيسا شرفيا لها في مؤتمرها التاسع الذي عقد عام 2005.
وهاجم ولد عباس «أشخاصا أحسن إليهم الرئيس بوتفليقة، ولكنهم انقلبوا عليه... وعندما يتعلق الأمر بشخص أخرجه الرئيس من الظل عام 1999، فمن العار عليه أن يسعى لخلافته. هذا شيء غير مقبول من الناحية الأخلاقية». ويفهم من كلام ولد عباس أنه يقصد رئيس الحكومة الأسبق عبد العزيز بلخادم، الذي كان أمين عام «الجبهة» الذي أقاله بوتفليقة من مناصبه الحكومية والحزبية عام 2014، لأسباب لم يعلن عنها، لكن الصحافة تحدثت حينها عن غضب الرئيس من رغبة مفترضة لدى بلخادم في الترشح لانتخابات الرئاسة التي جرت في العام نفسه.
وكان بلخادم قبل وصول بوتفليقة إلى الحكم مغضوبا عليه من طرف الجيش، الذي كان فاعلا في السياسة، بحكم قربه من الإسلاميين. وفي نظر الموالين لبوتفليقة، فإن من ينتمي إلى «عائلة الموالاة» لا يمكنه الطموح في الرئاسة، وإن فعلها فإن ذلك يعد من الخطايا الكبيرة.
وسئل وزير الدولة سابقا أبو جرة سلطاني إن كان بوتفليقة سيمدد حكمه بعد 2019، أم سيختار خليفته، فرد بالقول إن «نتائج استحقاقات 2017 البرلمانية والبلدية هي التي ستقطع نصف المسافة نحو قصر الرئاسة، في حالة انتفاء الولاية الخامسة. أما إذا رغب السيد بوتفليقة في الاستمرار في سدة الحكم، فإن لعبة الدومينو مغلقة بتكييف دستوري لا يحتسب الماضي بأثر رجعي. أما نصف المسافة المتبقي فسوف تحسمه أسعار النفط، لأن أكبر حزب في الجزائر هو حاسي مسعود (منطقة آبار النفط)، وأكبر كتلة ناخبة هو الانضباط العسكري وسائر الأسلاك النظامية، التي سجلت نسبة عزوف (عن التصويت في الانتخابات الماضية) تساوي صفرا، فمشاركتها في كل استحقاق هو مائة في المائة، وهو عامل مرجح الكفة في ظل العزوف العام».
إلى ذلك، دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى أمس، عبر «إذاعة القرآن الكريم»، الأجهزة الأمنية إلى «الاهتمام بالفضاءات الدينية، حيث ينتشر التطرف والتفرقة الطائفية»، وقال إن الجزائر «تتعرض لمحاولات زرع التفرقة المذهبية، شبيهة بما جرى ويجري في العراق وسوريا. وقد كلف ذلك الدولتان غاليا».
وحتى تتفادى الجزائر هذه الحالة، حسب الوزير عيسى، فإنه يجب على أئمة المساجد الإصغاء جيدا إلى مشكلات المجتمع.
ويوجد بجنوب الجزائر صراع طائفي حاد، بين «الشعانبة» المالكيين الناطقين بالعربية، و«الميزابيين» الإباضيين الناطقين بالأمازيغية. وتحاول السلطات التأكيد على أن «يدا أجنبية» تحرك هذا الصراع الحاد، غير أن الطائفتين تؤكدان أن مشكلات محلية متعلقة بالتنمية الاقتصادية هي سبب الاحتقان بينهما، وأن السلطات هي من تسببت فيها.
وصرح عيسى مطلع الأسبوع الحالي بأن نحو مائة متطرف جزائري انخرطوا في التنظيم المتشدد «داعش»، بسوريا والعراق وليبيا، وأثنى على «سياسة المصالحة» التي أطلقتها السلطات عام 2006 لإقناع المتطرفين بالتخلي عن السلاح.



الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)

كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.

وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.

وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.

أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.

انتهاكات مروّعة

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.

وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».

أنشطة الجماعة الحوثية في الجامعات طغت على الأنشطة الأكاديمية والعلمية (إكس)

ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.

وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.

ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.

وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.

عشرات الأكاديميين لجأوا إلى طلب الهجرة بسبب سياسات الإقصاء الحوثية وقطع الرواتب (إكس)

وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.

وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.

إقبال على الهجرة

يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.

قادة حوثيون يتجولون في جامعة صنعاء (إعلام حوثي)

لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.

وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».

وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.

إجبار الأكاديميين اليمنيين على المشاركة في الأنشطة الحوثية تسبب في تراجع العملية التعليمية (إكس)

وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.

ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.