تلبية شعبية ودولية لنداء خادم الحرمين بإطلاق حملة وطنية للسوريينhttps://aawsat.com/home/article/816546/%D8%AA%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%B4%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%86%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D8%AE%D8%A7%D8%AF%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D8%A5%D8%B7%D9%84%D8%A7%D9%82-%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86
تلبية شعبية ودولية لنداء خادم الحرمين بإطلاق حملة وطنية للسوريين
مسؤول إغاثي سعودي لـ «الشرق الأوسط» : الأموال ستسهم في مواصلة دعم المحتاجين
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لدى استقباله أمس في قصر اليمامة بالرياض، الأمراء والمفتي العام والعلماء والمشايخ والمواطنين، الذين قدموا للسلام عليه (واس)
تلبية شعبية ودولية لنداء خادم الحرمين بإطلاق حملة وطنية للسوريين
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لدى استقباله أمس في قصر اليمامة بالرياض، الأمراء والمفتي العام والعلماء والمشايخ والمواطنين، الذين قدموا للسلام عليه (واس)
تزامنًا مع بدء انطلاقة الحملة الوطنية لإغاثة الشعب السوري، دعت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالسعودية إلى المسارعة بالإسهام في الحملة الشعبية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لإغاثة الشعب السوري، الذي بادر، وولي العهد وولي ولي العهد، بدعم الحملة بأكثر من 38 مليون ريال، كما وجه الملك سلمان بتخصيص مائة مليون ريال للحملة. وكانت الفعالية الإنسانية التي أمر بها خادم الحرمين انطلقت في وقت سابق من أمس، لتنضم بذلك إلى عدد من البرامج الإغاثية والمشروعات الإنسانية التي تقدمها السعودية للاجئين السوريين في الأردن ولبنان وتركيا وللنازحين السوريين داخل سوريا، والتي بلغت أكثر من 886.8 مليون ريال. وقالت هيئة كبار العلماء، في بيان لها أمس، إنه «يجب أن يذكر المسلمون إخوانهم السوريين الذين فرقتهم السياسات الظالمة، وشردتهم القوى الجائرة»، وأوضحت أن ذلك من الأخوة في الدين بين المسلمين. إلى ذلك، بين الدكتور عبد الله الربيعة، المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» أن المركز سيتولى بالتنسيق مع الجهات المعنية تقديم المواد الإغاثية من أغذية، وأدوية، وإيواء، واستقبال للجرحى وعلاجهم، وإنشاء وتجهيز مخيم لهم، مع توزيع مساعدات شتوية شاملة بشكل عاجل جدًا. من جانبه، قال وليد الجلال، مدير مكتب «الحملة السعودية لنصرة السوريين» في لبنان، إن هذا التوجه جاء في وقته، موضحًا أن «السوريين لا ينكرون الدور الإغاثي الذي تقوم به السعودية منذ بداية الأزمة عام 2011، وتخدم النازحين السوريين في الدول المجاورة لسوريا، وقدمت كثيرا من الأعمال الملموسة، وأصبحت الحملة هي الوحيدة الموجودة». وذكر الجلال خلال تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» أن دخول الأزمة السورية عامها السادس يزيد من العبء الذي تتحمله الدول المجاورة، موضحًا أن الحملة تقدم خدماتها الإيوائية والغذائية والطبية، إضافة إلى رعايتها المشاريع الموسمية التي تترافق مع فصل الشتاء. وبيّن المسؤول الإغاثي السعودي أن الحملة تقدم برامج التعليم والتدريب للاجئين السوريين، و«يفوق ما قدمته الحملة السعودية لنصرة السوريين في لبنان 35 مليون دولار حتى الآن، مع وجود مشاريع سيتم اعتمادها بشكل مباشر بعد استكمال الدراسة والخطط حيال ذلك»، مشددًا على أن «كل الأموال تصل لمستحقيها بإشراف مباشر من قبل المسؤولين عن الحملة». وعلى الصعيد الدولي والإقليمي، شدد الدكتور صالح السحيباني، الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، على الدور الإغاثي السعودي «الذي يعكس الرؤية الإنسانية والشعبية للحكومة السعودية، التي تعمل دائمًا على رسم صور متميزة من مظاهر العطاء وتخفيف آلام المنكوبين». وقال السحيباني إن «هذه الحملة جاءت في وقتها لمواجهة المصير المؤلم للسوريين، على اعتبار الحيثيات التي زادت مؤخرًا مع ارتفاع وتيرة المأساة السورية بالذات، والمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر وقفت واقعيًا وميدانيًا على هذا الألم الكبير الذي يعانيه أشقاؤنا السوريون الذين هربوا من جحيم الحروب إلى محاصرة الثلوج لهم، وزيادة معاناتهم وآلامهم». وعلى الصعيد الدولي، أوضح محمد حواري، المتحدث الرسمي باسم منظمة شؤون اللاجئين بالأردن، خلال تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» أن دعوة خادم الحرمين الشريفين لإطلاق حملة تبرعات وطنية للسوريين «تأتي في وقت بالغ الحساسية، لأن فصل الشتاء يداهم اللاجئين في المخيمات التي تفتقر إلى احتياجات السكن الملائم»، مؤكدًا أنه من خلال المبادرة «يمكن تأمين الأموال الكافية للاجئين ولقوائم الانتظار التي وصلت إلى 9950 عائلة سورية نزحت للأردن وفقًا لبرنامج المساعدات النقدية الذي يصنف ضمن برامج (شريان الحياة)». وقد خصص للحملة التي أمر بها الملك سلمان، حساب بنكي يمكن للداعمين من إيداع مبالغ التبرعات به، بهدف تيسير عملية التبرع على المواطنين والمقيمين في مختلف مناطق السعودية، وهو في البنك الأهلي برقم: (SA2310000020188888000100).
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الرياض:«الشرق الأوسط»
TT
الرياض:«الشرق الأوسط»
TT
السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
أكدت الرياض ولندن، الخميس، ضرورة خفض التصعيد الإقليمي، والالتزام بالمعايير الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، وذلك في بيان مشترك عقب زيارة كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني للسعودية هذا الأسبوع، التي جاءت انطلاقاً من أواصر علاقتهما المميزة.
وذكر البيان أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وستارمر أكدا خلال جلسة مباحثات رسمية على أهمية الدور الذي يقوم به مجلس الشراكة الاستراتيجية في تعزيز التعاون بين البلدين، واستعرضا التقدم الكبير المحرز في تطوير العلاقات الثنائية وتنويعها.
وأكد الجانبان أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما، والتزامهما برفع حجم التجارة البينية إلى 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030، وزيادة الاستثمار في صناعات الغد، بما يحقق النمو المستدام. كما اتفقا على برنامج طموح للتعاون يهدف لتعزيز الازدهار المتبادل، والأمن المشترك، ومعالجة التحديات العالمية.
وأشادا بنمو الاستثمارات المتبادلة، ونوّها بالاستثمارات السعودية الكبيرة في المملكة المتحدة خلال عام 2024، ومنها لصندوق الاستثمارات العامة، مثل «سيلفريدجز» و«مطار هيثرو»، والاستثمار الإضافي في نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم، ما يعزز العلاقات المتنامية بين شمال شرقي إنجلترا والسعودية.
وبينما تعدّ المملكة المتحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في السعودية، نوّه الجانبان بإعلان الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات عن خططها لزيادة حجم تعرضها السوقي إلى 6 مليارات دولار أميركي، وذلك في ضوء نجاح التمويل (المتوافق مع الشريعة الإسلامية) بقيمة تبلغ نحو 700 مليون دولار للاستثمار بمشروع القدية (غرب الرياض).
وأعربا عن تطلعهما إلى تطوير شراكات استراتيجية طويلة الأمد تخدم المصالح المتبادلة، والمساهمة في النمو الاقتصادي المستدام. ورحّبا بالتقدم الكبير المحرز بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة.
وأشادا بالتعاون القائم بين البلدين في قطاع الطاقة، وأكدا أهمية تعزيزه بمجالات الكهرباء، والطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف وتطبيقاته، والتكنولوجيا النظيفة، وابتكارات الطاقة والاستدامة. واتفقا على العمل المشترك لإنشاء تحالف الهيدروجين النظيف بين جامعاتهما بقيادة جامعتي «الملك فهد للبترول والمعادن»، و«نيوكاسل».
وأكدا أهمية تعزيز موثوقية سلاسل التوريد العالمية، وتحديداً مع إطلاق السعودية مبادرة لتأمين الإمدادات، وخاصة بمجالات الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين، والمعادن الخضراء، والبتروكيماويات المتخصصة، وإعادة تدوير النفايات، والمركبات الكهربائية.
كما رحّبا بإطلاق السعودية 5 مناطق اقتصادية خاصة تستهدف الصناعات والقطاعات الاستراتيجية، وتوفر للشركات البريطانية فرصة الاستفادة من مزايا وحوافز على جميع مستويات سلاسل التوريد.
وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في قطاع الخدمات المالية، ومجال تطوير قطاعات التعدين المستدامة، وتنويع إمدادات المعادن النادرة المستخدمة في التقنيات النظيفة. وأعربت بريطانيا عن دعمها وعزمها المشاركة على مستوى رفيع في «منتدى مستقبل المعادن السعودي» خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2025.
كما أكدا على مركزية الاتفاقية الأممية الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية باريس، ونوّها بنتائج مؤتمر الأطراف «كوب 29»، وأهمية العمل لتحقيق نتيجة طموحة ومتوازنة في «كوب 30» عام 2025. ورحّبت بريطانيا بطموحات الرياض وقيادتها عبر مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، ورئاستها لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16».
وأعربت بريطانيا أيضاً عن دعمها جهود السعودية في مجالات البيئة والتغير المناخي من خلال تنفيذ نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي أطلقته الرياض، وأقرّه قادة مجموعة العشرين، مؤكدة دعمها القوي لـ«رؤية 2030»، والتزامها بالفرص التي تتيحها في إطار الشراكة بين البلدين.
ورحّب البلدان بتزايد عدد الزوار بينهما، وعبّرا عن تطلعهما إلى زيادة هذه الأعداد بشكل أكبر خاصة في ظل زيادة الربط الجوي بينهما، وتسهيل متطلبات الحصول على التأشيرة من الجانبين.
واتفقا على أهمية تعزيز التعاون في مختلف القطاعات الثقافية، بما في ذلك من خلال إطلاق برنامج تنفيذي جديد لتعزيز مشاركة بريطانيا في تطوير محافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، كما رحّبا بالاتفاق على إطلاق شراكة بين الهيئة الملكية للعلا والمجلس الثقافي البريطاني تزامناً مع احتفال الأخير بمرور 90 عاماً على تأسيسه.
وأشادا بنتائج تعاونهما الاستراتيجي في مجالات التعليم والتعليم العالي والتدريب. ورحّبا بالخطط الاستراتيجية لزيادة عدد المدارس البريطانية في السعودية إلى 10 مدارس بحلول عام 2030، وافتتاح فروع للجامعات البريطانية في السعودية، كما عبّرا عن التزامهما بمواصلة التباحث حول زيادة التعاون في مجالات الاحتياجات التعليمية الخاصة، والتدريب التقني والمهني.
وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال الرعاية الصحية، ومواجهة تحديات الصحة العالمية. ونوّها بالمناقشات الجارية بين الجامعات البريطانية والشركاء السعوديين المحتملين لإنشاء كلية لتدريب الممرضين بالسعودية. كما اتفقا على أهمية الاستفادة من فرصهما لزيادة التعاون بمجالات السلامة الغذائية، والمنتجات الزراعية.
واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في الأنشطة والبرامج الرياضية، وأشادا بالمشروع المشترك بين الجامعات السعودية والبريطانية لدعم تطوير القيادات النسائية المستقبلية بمجال الرياضة، والشراكة المتنامية بمجال الرياضات الإلكترونية.
وأشادا بمستوى تعاونهما بمجال الدفاع والأمن على مرّ العقود الماضية، وأكدا التزامهما بشراكة دفاعية استراتيجية طموحة ومستقبلية، بما يسهم في تطويرها لتركز على الصناعة وتطوير القدرات، وزيادة التشغيل البيني، والتعاون بشأن التهديدات المشتركة بما يسهم في تحقيق الأمن والازدهار في البلدين.
واتفقا على توسيع التعاون في مجالات النشاط السيبراني والكهرومغناطيسي، والأسلحة المتقدمة، والقوات البرية، والطائرات العمودية، والطائرات المقاتلة. كذلك تعزيزه أمنياً حيال الموضوعات المشتركة، بما فيها مكافحة الإرهاب والتطرف.
وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال العمل الإنساني والإغاثي، وشدّدا على ضرورة مواصلة التعاون في المحافل والمنظمات الدولية لمعالجة التحديات الاقتصادية العالمية، والتزامهما بتوحيد الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وعقد حوار استراتيجي سعودي - بريطاني سنوياً بشأن المساعدات والتنمية الدولية، واتفقا على التمويل المشترك لمشاريع في هذا الإطار بقيمة 100 مليون دولار.
وحول تطورات غزة، أكد الجانبان ضرورة إنهاء الصراع، وإطلاق سراح الرهائن فوراً وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، مشددين على الحاجة الملحة لقيام إسرائيل بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني، وتمكين المنظمات الدولية والإنسانية من القيام بعملها.
وبحثا كيفية العمل بينهما لتنفيذ حلّ الدولتين بما يحقق إحلال السلام الدائم للفلسطينيين والإسرائيليين. وأعربت بريطانيا عن تطلعها إلى انعقاد المؤتمر الدولي الرفيع المستوى بشأن الحل السلمي، الذي سترأسه السعودية وفرنسا في يونيو (حزيران) 2025.
وفي الشأن السوري، رحّب الجانبان بأي خطوات إيجابية لضمان سلامة الشعب السوري، ووقف إراقة الدماء، والمحافظة على مؤسسات الدولة ومقدراتها. وطالبا المجتمع الدولي بالوقوف بجانب الشعب، ومساعدته في تجاوز معاناته المستمرة منذ سنوات طويلة، مؤكدين أنه حان الوقت ليحظى بمستقبل مشرق يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.
وفيما يخص لبنان، أكدا أهمية المحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار، والتوصل لتسوية سياسية وفقاً للقرار 1701. كما اتفقا على ضرورة تجاوزه لأزمته السياسية، وانتخاب رئيس قادر على القيام بالإصلاحات الاقتصادية اللازمة.
وبشأن اليمن، أكد الجانبان دعمهما الكامل لمجلس القيادة الرئاسي، وأهمية دعم الجهود الأممية والإقليمية للتوصل لحلٍ سياسيٍ شاملٍ للأزمة اليمنية، وضمان أمن البحر الأحمر لتحقيق استقرار الاقتصاد العالمي.
وحول الأوضاع السودانية، أكدا أهمية البناء على «إعلان جدة» بشأن الالتزام بحماية المدنيين في السودان عبر مواصلة الحوار لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار، وحل الأزمة، ورفع المعاناة عن شعبه، والمحافظة على وحدة البلاد، وسيادتها، ومؤسساتها الوطنية.
ورحّب الجانبان باستمرار التواصل بين البلدين بشأن الحرب في أوكرانيا، مؤكدين أهمية بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق السلام العادل والمستدام الذي يحترم السيادة والسلامة الإقليمية بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة.