السعودية: ضبط أسعار تأمين السيارات ومميزات للسجل الخالي من الحوادث

في خطوة من شأنها تحقيق عدالة مالية

التأمين على السيارات يشكّل نسبة كبيرة من سوق التأمين في السعودية («الشرق الأوسط»)
التأمين على السيارات يشكّل نسبة كبيرة من سوق التأمين في السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

السعودية: ضبط أسعار تأمين السيارات ومميزات للسجل الخالي من الحوادث

التأمين على السيارات يشكّل نسبة كبيرة من سوق التأمين في السعودية («الشرق الأوسط»)
التأمين على السيارات يشكّل نسبة كبيرة من سوق التأمين في السعودية («الشرق الأوسط»)

في خطوة من شأنها تحقيق عدالة الأسعار في سوق التأمين على السيارات، اتخذت مؤسسة النقد العربي السعودي قرارًا يقضي بمنح خصومات تصل إلى 30 في المائة لملاك السيارات الذين يمتلكون سجلاً خاليًا من الحوادث، في قرار يُعد الأول من نوعه على مستوى السوق المحلية.
وفي هذا الشأن، قالت مؤسسة النقد العربي السعودي «ساما»: «نسعى إلى حماية المؤمن لهم، بالإضافة إلى تشجيع المنافسة العادلة في قطاع التأمين، مما سيساهم في توفير خدمات تأمينية أفضل وبأسعار منافسة، أخذًا في الاعتبار ما تضمنته المادة (السادسة والأربعون) من اللائحة التنفيذية لنظام مراقبة شركات التأمين التعاوني والتي تنص على إلزامية أن تكون الأسعار عادلة وغير مبالغ فيها، والتأكد من ذلك عن طريق وضع الضوابط والإجراءات التي تهدف إلى تحقيق استقرار قطاع التأمين».
وأضافت مؤسسة النقد العربي السعودي في بيان صحافي يوم أمس: «حيث إن قطاع التأمين بصفة عامة عند تسعير التأمين على المركبات لا يعطي ميزة لمن لديهم سجل خال من الحوادث مما ينتج عنه أن المؤمن لهم الأقل احتمالية في تقديم مطالبات يتحملون جزءًا من تكلفة التأمين للأفراد الأكثر احتمالية في تقديم مطالبات، أصدرت مؤسسة النقد العربي السعودي تعليمات تتضمن إلزام شركات التأمين عند تسعيرها وثائق تأمين المركبات الإلزامي للأفراد بتقديم خصم لأصحاب السجل الخالي من المطالبات على أن يكون الخصم مطبقًا على السعر الأساسي الجديد، وتعتمد نسبة الخصم المقدمة على عدد السنوات لسجل المؤمن له دون أي مطالبات».
وأوضحت، أن نسبة الخصم تصل إلى 15 في المائة من السعر الجديد لوثائق التأمين لسنة واحدة دون مطالبات، وتزداد النسبة بازدياد عدد سنوات السجل دون مطالبات لتصل إلى 30 في المائة لثلاث سنوات دون مطالبات، وسمحت التعليمات للشركات أن تقدم أيضًا «خصم عدم وجود مطالبات» على تأمين المركبات الشامل للأفراد.
وتضمنت التعليمات الصادرة من مؤسسة النقد العربي السعودي إمكانية أن تقدم شركة التأمين خصمًا إضافيًا تقديرًا «لولائهم للشركة» بنسبة تصل إلى 10 في المائة من السعر الجديد لوثائق التأمين الإلزامي والتأمين الشامل للأفراد، على أن لا يقدم هذا الخصم إلا في حال تجديد المؤمن له لوثيقته لدى شركة التأمين ذاتها حال انتهائها بحيث لا يكون هناك أي فترة فاصلة بين التغطية المقدمة. فيما ألزمت مؤسسة النقد الشركات بتطبيق هذه التعليمات اعتبارًا من مطلع أبريل (نيسان) المقبل بحد أقصى.
من جهة أخرى، أغلق قطاع التأمين في سوق الأسهم السعودية أمس الاثنين على مكاسب جديدة بلغ حجمها نحو 0.58 في المائة، وسط أداء إيجابي شهدته أسهم معظم شركات القطاع، في وقت أغلق فيه مؤشر سوق الأسهم السعودية على انخفاض محدود بلغ حجمه نحو 24 نقطة، وسط عمليات جني أرباح طبيعية.
وتأتي هذه التطورات النوعية، في الوقت الذي حققت فيه شركات التأمين المدرجة في سوق الأسهم السعودية خلال النصف الأول من العام الحالي نموًا كبيرًا في حجم الأرباح المحققة، التي بلغت نحو 214 في المائة، مقارنة بما كانت عليه في الفترة ذاتها من العام الماضي.
وسجلت شركات التأمين السعودية المدرجة في تعاملات سوق الأسهم المحلية أرباحًا صافية تبلغ قيمتها نحو 719 مليون ريال (191.7 مليون دولار) خلال النصف الأول من العام الحالي، في حين سجل مجموع أرباح جميع الشركات المدرجة في تعاملات السوق انخفاضا بنسبة 7.5 في المائة خلال الفترة ذاتها.
وتأتي هذه التصريحات، في وقت تعمل فيه مؤسسة النقد العربي السعودي «ساما»، على استباق تطبيق نظام الشركات الجديد في البلاد، حيث تسعى «ساما» إلى ضبط أداء شركات التأمين، وتصحيح أوضاعها، في خطوة من شأنها تحويل القطاع إلى صناعة اقتصادية محفزة.
وأمام هذه المستجدات، بدأ أداء قطاع التأمين في سوق الأسهم السعودية بالتحسن الملحوظ خلال الفترة الماضية، تفاعلاً مع النتائج الإيجابية التي حققتها معظم شركات القطاع، التي أظهرت نمو أرباح 25 شركة مدرجة، مقارنة بتراجع أرباح وخسائر لـ9 شركات أخرى.



من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
TT

من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)

تعد السياحة المستدامة أحد المحاور الرئيسية في السعودية لتعزيز القطاع بما يتماشى مع «رؤية 2030»، وبفضل تنوعها الجغرافي والثقافي تعمل المملكة على إبراز مقوماتها السياحية بطريقة توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والتراث.

يأتي «ملتقى السياحة السعودي 2025» بنسخته الثالثة، الذي أُقيم في العاصمة الرياض من 7 إلى 9 يناير (كانون الثاني) الجاري، كمنصة لتسليط الضوء على الجهود الوطنية في هذا المجال، وتعزيز تعاون القطاع الخاص، وجذب المستثمرين والسياح لتطوير القطاع.

وقد أتاح الملتقى الفرصة لإبراز ما تتمتع به مناطق المملكة كافة، وترويج السياحة الثقافية والبيئية، وجذب المستثمرين، وتعزيز التوازن بين العوائد الاقتصادية من السياحة والحفاظ على المناطق الثقافية والتاريخية، وحماية التنوع البيئي.

وعلى سبيل المثال، تعد الأحساء، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لـ«اليونسكو»، ببساتين النخيل وينابيع المياه والتقاليد العريقة التي تعود لآلاف السنين، نموذجاً للسياحة الثقافية والطبيعية.

أما المحميات الطبيعية التي تشكل 16 في المائة من مساحة المملكة، فتُجسد رؤية المملكة في حماية الموارد الطبيعية وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.

جانب من «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» (واس)

«محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»

في هذا السياق، أكد رئيس إدارة السياحة البيئية في «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»، المهندس عبد الرحمن فلمبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أهمية منظومة المحميات الملكية التي تمثل حالياً 16 في المائة من مساحة المملكة، والتي تم إطلاقها بموجب أمر ملكي في عام 2018، مع تفعيل إطارها التنظيمي في 2021.

وتحدث فلمبان عن أهداف الهيئة الاستراتيجية التي ترتبط بـ«رؤية 2030»، بما في ذلك الحفاظ على الطبيعة وإعادة تنميتها من خلال إطلاق الحيوانات المهددة بالانقراض مثل المها العربي وغزال الريم، بالإضافة إلى دعم التنمية المجتمعية وتعزيز القاعدة الاقتصادية للمجتمعات المحلية عبر توفير وظائف التدريب وغيرها. ولفت إلى الدور الكبير الذي تلعبه السياحة البيئية في تحقيق هذه الأهداف، حيث تسعى الهيئة إلى تحسين تجربة الزوار من خلال تقليل التأثيرات السلبية على البيئة.

وأضاف أن المحمية تحتضن 14 مقدم خدمات من القطاع الخاص، يوفرون أكثر من 130 نوعاً من الأنشطة السياحية البيئية، مثل التخييم ورياضات المشي الجبلي وركوب الدراجات. وأشار إلى أن الموسم السياحي الذي يمتد من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مايو (أيار) يستقطب أكثر من نصف مليون زائر سنوياً.

وفيما يخص الأهداف المستقبلية، أشار فلمبان إلى أن «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» تستهدف جذب مليون زائر سنوياً بحلول 2030، وذلك ضمن رؤية المحميات الملكية التي تستهدف 2.3 مليون زائر سنوياً بحلول العام نفسه. وأضاف أن الهيئة تسعى لتحقيق التوازن البيئي من خلال دراسة آثار الأنشطة السياحية وتطبيق حلول مبتكرة للحفاظ على البيئة.

أما فيما يخص أهداف عام 2025، فأشار إلى أن المحمية تهدف إلى استقطاب 150 ألف زائر في نطاق المحميتين، بالإضافة إلى تفعيل أكثر من 300 وحدة تخييم بيئية، و9 أنواع من الأنشطة المتعلقة بالحياة الفطرية. كما تستهدف إطلاق عدد من الكائنات المهددة بالانقراض، وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لشؤون الطبيعة.

هيئة تطوير الأحساء

بدوره، سلّط مدير قطاع السياحة والثقافة في هيئة تطوير الأحساء، عمر الملحم، الضوء لـ«الشرق الأوسط» على جهود وزارة السياحة بالتعاون مع هيئة السياحة في وضع خطط استراتيجية لبناء منظومة سياحية متكاملة. وأكد أن الأحساء تتمتع بميزة تنافسية بفضل تنوعها الجغرافي والطبيعي، بالإضافة إلى تنوع الأنشطة التي تقدمها على مدار العام، بدءاً من الأنشطة البحرية في فصل الصيف، وصولاً إلى الرحلات الصحراوية في الشتاء.

وأشار الملحم إلى أن إدراج الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي التابعة لـ«اليونسكو» يعزز من جاذبيتها العالمية، مما يُسهم في جذب السياح الأجانب إلى المواقع التاريخية والثقافية.

ورحَّب الملحم بجميع الشركات السعودية المتخصصة في السياحة التي تسعى إلى تنظيم جولات سياحية في الأحساء، مؤكداً أن الهيئة تستهدف جذب أكبر عدد من الشركات في هذا المجال.

كما أعلن عن قرب إطلاق أول مشروع لشركة «دان» في المملكة، التابعة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، والذي يتضمن نُزُلاً ريفية توفر تجربة بيئية وزراعية فريدة، حيث يمكنهم ليس فقط زيارة المزارع بل العيش فيها أيضاً.

وأشار إلى أن الأحساء منطقة يمتد تاريخها لأكثر من 6000 عام، وتضم بيوتاً وطرقاً تاريخية قديمة، إضافةً إلى وجود المزارع على طرق الوجهات السياحية، التي يصعب المساس بها تماشياً مع السياحة المستدامة.

يُذكر أنه يجمع بين الأحساء والمحميات الطبيعية هدف مشترك يتمثل في الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية، مع تعزيز السياحة المستدامة بوصفها وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وكلاهما تمثل رمزاً للتوازن بين الماضي والحاضر، وتبرزان جهود المملكة في تقديم تجربة سياحية مسؤولة تُحافظ على التراث والبيئة.