دبلوماسي خليجي: الحوثي وصالح رفضا تسمية ممثليهم لاجتماع «ظهران الجنوب»

أكد لـ «الشرق الأوسط» جاهزية الحكومة الشرعية للمشاركة في لقاء «التهدئة»

وزراء الخارجية الأميركي والسعودي والعماني مع المبعوث الأممي لليمن خلال اجتماع الرباعية في الرياض يوم 18 ديسمبر (أ.ف.ب)
وزراء الخارجية الأميركي والسعودي والعماني مع المبعوث الأممي لليمن خلال اجتماع الرباعية في الرياض يوم 18 ديسمبر (أ.ف.ب)
TT

دبلوماسي خليجي: الحوثي وصالح رفضا تسمية ممثليهم لاجتماع «ظهران الجنوب»

وزراء الخارجية الأميركي والسعودي والعماني مع المبعوث الأممي لليمن خلال اجتماع الرباعية في الرياض يوم 18 ديسمبر (أ.ف.ب)
وزراء الخارجية الأميركي والسعودي والعماني مع المبعوث الأممي لليمن خلال اجتماع الرباعية في الرياض يوم 18 ديسمبر (أ.ف.ب)

قال دبلوماسي خليجي لـ«الشرق الأوسط» إن الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح لم يوافقوا حتى هذه اللحظة على تسمية ممثلين في اجتماع لجنة التنسيق والتهدئة في ظهران الجنوب جنوب السعودية.
وأكد المسؤول في رسالة جوابية على سؤال حول جدية مشاركة الحوثيين وإلى أين وصل التنسيق للاجتماع، أن «وفد الحكومة الشرعية اليمنية جاهز في الوقت الذي رفض الانقلابيون تسمية موفد لهم».
الاجتماع الذي أعلن عنه الأسبوع الفائت في الرياض لدى انعقاد اللجنة الرباعية كان بحضور وزراء خارجية أميركا وبريطانيا والسعودية والإمارات، ومشاركة الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عمان، ومبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن.
وكان المصدر ذاته كشف عقب الاجتماع في تصريح خاص أن اجتماعًا سيعقد في جنوب السعودية لوقف إطلاق النار ومتابعة أعمال لجنة التنسيق والتهدئة، سيحضره ممثلون عن الرئيس السابق علي عبد الله صالح لأول مرة، إلا أنه تبين حسب المصدر عدم موافقة الحوثيين وصالح على تسمية الوفد الذي سيشارك.
وكان وزير الخارجية الأميركي صرح من الرياض بأن هناك مساعي لهدنة جديدة في اليمن تبدأ خلال أسبوعين، وكان من المقرر أن تشهد ظهران الجنوب في السعودية الاجتماع المعزز لذلك بحضور ممثلين عن الحكومة الشرعية والحوثيين وصالح.
ويأتي عدم تسمية الحوثيين وصالح لممثليهم في اجتماع التهدئة إلى ما أشارت له مصادر دبلوماسية مطلع الأسبوع الفائت بأن اللجنة الرباعية شددت في اجتماعها في العاصمة السعودية على وجوب تقديم الحوثيين ما يثبت جديتهم في الانسحاب من المدن التي احتلوه، وتسليم السلاح، والمشاركة في المفاوضات السياسية.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.