قال كاتب عمود رأي في صحيفة «هافنغتون بوست»الأسبوع الماضي: «يا ليت ترامب يهاجمني، ربما سأكون رئيس تحرير». قصد الكاتب ظاهرة جديدة في الإعلام الأميركي: يهاجم ترامب صحيفة أو صحافيا، فيرتفع توزيع الصحيفة، ويشتهر الصحافي.
الأسبوع الماضي استفادت من ذلك الصحافية تينا نغوين (بنت مهاجرين من فيتنام)، ومجلة «فانيتي فير» (مجلة نجوم ومشاهير) التي تعمل فيها.
وبدأت المواجهة في الشهر الماضي، عندما كتبت نغوين تقريرا سلبيا في المجلة عن «مطعم ترامب» في «برج ترامب» في نيويورك (رئاسة جهاز الانتقال إلى البيت الأبيض). قالت إن شريحة لحم «ستيك» التي أكلتها لا تناسب سمعة ترامب وسمعة فنادقه ومطاعمه. وسألت: «إذا لا يستطيع ترامب تقديم شريحة ستيك تؤكل، كيف سيقدر على حكم أميركا؟».
كان عنوان التقرير هو: «ربما مطعم ترامب أسوأ مطعم في الولايات المتحدة».
وقالت: «يبدو أن /دمبلنغز/ (حشوة اللحم الصينية) محشوة بمصارين. وأن لحم (ستيك) وضع على النار لمدة طويلة. وصار يشبه جثة فوق البطاطس المسحوقة... أصبت بغثيان عندما عدت إلى المنزل». وزادت في الهجوم، وقالت: «مثل صاحبه، مطعم ترامب ليس إلا نسخة رخيصة من شيء غنى». وسارع ترامب، وغرد، في غضب واضح، في حسابه في «تويتر»: «هل شاهد أحدكم أرقام توزيع مجلة (فانيتي فير)؟ في أسفل سافلين. غريدون كارتر (ناشر المجلة) فاشل».
لم تكن هذه أول مرة ينتقد فيها ترامب ناشر المجلة. ولا أول مرة ينتقد فيها الناشر ترامب.
قبل سنوات، كتب الناشر أن ترامب «شخص سوقي قصير الأصابع». وقبلها كتب: «انظروا إلى يدي ترامب، إنهما صغيرتان جدا (وصف يطلق على اللص)».
لم يقصر ترامب. مرة، وصف الناشر بأنه «بليد». ومرة أخرى، وصفه بأنه «مثل البنات»، ومرة ثالثة، وصفه بأنه «فاشل حقيقي».
في الشهر الماضي، نشر الناشر في مجلته تقريرا عن ترامب له صلة بكتاب «أغلي أميركان» (الأميركي القبيح) الذي اشتهر خلال التدخل العسكري الأميركي في فيتنام. وجاء في التقرير أن الممثلة السويدية فانديلا كريسبون اشتكت، وهي تبكي، للناشر، في حفل راق، من تصرفات ترامب. وقالت إن ترامب لا هم له غير الحديث عن سيقان النساء ونهودهن. وقالت: «هذا أقذر رجل قابلته في حياتي».
في الأسبوع الماضي، بعد هجوم ترامب على المجلة وعلى ناشرها، نشر الناشر سلسلة إعلانات دعاية للمجلة. منها: «(فانيتي فير): المجلة التي لا يريدك ترامب أن تقرأوها».
وفعلا، قفز توزيع المجلة، وقفز عدد قراء موقعها في الإنترنت. في اليوم التالي لهجوم ترامب، قفز عدد المشتركين الجدد بنسبة 100 في المائة عن الرقم اليومي العادي، ووزعت أكبر توزيع لأي مجلة في يوم واحد، وزار موقعها 330.000 شخص، وزاد عدد متابعيها في موقع «تويتر» 10.000 متابع.
واستفادت، أيضا، مجلة «أتلانتيك»، ومجلة «نيويوركر» بعد أن هاجمهما ترامب، خلال الحملة الانتخابية في الصيف الماضي. في الصيف الماضي، أيضا، استفادت مجلة «فانيتي فير».
عندما نشرت على غلافها صورة مذيعة التلفزيون ميغن كيلي، التي كان ترامب هاجمها.
في الشهر الماضي، عندما هاجم ترامب برنامج «ساترداي نايت لايف» (برنامج ليلة السبت التلفزيوني) بعد أن تندر عليه، زاد الإقبال على البرنامج. وعندما هاجم مسرحية «هاملتون»، زاد عدد مشاهديها. (كان الممثلون والممثلات هتفوا ضد مايك بنس، نائب ترامب، الذي كان يشاهد المسرحية. فغرد ترامب، ودافع عن نائبه، وانتقد الممثلين والممثلاث).
وعندما هاجم صحيفة «نيويورك تايمز»، زاد عدد المشتركين في أسبوع واحد بأكثر من 40.000 مشترك، وحقق ذلك رقما قياسيا لها.
في الأسبوع الماضي، حذرت صحيفة «هافنغتون بوست» وولف بيلتزر، مذيع تلفزيون «سي إن إن»، بأن ترامب سيهاجمه.
وذلك بعد أن قال بيلتزر: «لا يبدو أن ترامب يريد إعلان غضبه على مؤيديه الذين يحيون بعضهم البعض تحيات الألمان النازيين».
لكن، تندرت الصحيفة: «ستكون أشهر مذيع تلفزيوني إذا هاجمك ترامب».
ترامب هاجم صحافية فتضاعف الإقبال على مجلتها مائة مرة
«نيويورك تايمز» و«أتلانتيك» و«نيويوركر» استفادت أيضا
ترامب هاجم صحافية فتضاعف الإقبال على مجلتها مائة مرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة