الصومال: «حركة الشباب» المتطرفة تتبنى اغتيال المدعي العسكري لـ«بونت لاند»

الصومال: «حركة الشباب» المتطرفة تتبنى اغتيال المدعي العسكري لـ«بونت لاند»
TT

الصومال: «حركة الشباب» المتطرفة تتبنى اغتيال المدعي العسكري لـ«بونت لاند»

الصومال: «حركة الشباب» المتطرفة تتبنى اغتيال المدعي العسكري لـ«بونت لاند»

اغتال مسلحون مجهولون أمس عبد الكريم فرطية، النائب العام للقوات المسلحة بحكومة إقليم بونت لاند في مدينة بوصاصو بمحافظة بري شمال شرقي البلاد. وقالت مصادر أمنية صومالية إن فرطية لقي مصرعه بعدما تعرض لطلقات نارية من قبل مسلحين، بينما قال شهود ومسؤولون إن حركة الشباب الصومالية المتشددة هي المسؤولة عن عملية اغتيال ممثل للادعاء العسكري في الإقليم الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي في الصومال، في أحدث عملية قتل لشخصيات بعينها ينفذها مرارا المسلحون الموالون لتنظيم القاعدة في أنحاء الصومال.
وقتل فرطية لدى ترجله من سيارته خارج مطعم في بوصاصو، وهي أكبر مدينة في الإقليم، علما بأن مساعدا لمسؤول إقليمي قتل أيضا في هجوم مشابه مؤخرا، وقبل ذلك بأيام قتل مسلحون من حركة الشباب نائب قائد الشرطة في المنطقة خارج فندق.
وقال حسن أحمد، وهو نادل في المطعم، لوكالة «رويترز» إن «مراهقين مسلحين بمسدسات أطلقا الرصاص على رأسه بعد أن ترجل من سيارته»، وأضاف أن «حراسه الشخصيين أطلقوا النار ردا على الهجوم، لكن القاتلين كانا قد اختفيا بالفعل».
وقال عبد الفتاح حاجي عدن، رئيس المحكمة العسكرية في «بلاد بنط»: «نعتقد أنهم المتشددين أنفسهم الذين قتلوا مسؤولين اثنين آخرين الأسبوع الماضي. يجب أن نتعقبهم»، وأعلنت حركة الشباب مسؤوليتها عن أعمال القتل، حيث قال الشيخ عبد العزيز أبو مصعب، المتحدث باسم العمليات العسكرية للحركة: «قتلنا ممثلا للادعاء حكم بالإعدام على كثير من المراهقين من الفتيان والفتيات بزعم صلاتهم بحركة الشباب».
وكانت محكمة الدرجة الأولى بالجيش الصومالي قد قضت بالسجن مدى الحياة على 6 من عناصر الحركة الذين شنوا في السابق هجومًا على المناطق التابعة لولاية جلمذج الإقليمية. وقال العقيد حسن شوتي، رئيس المحكمة، إن العناصر الستة ضمن 35 عنصرا من مسلحي حركة الشباب الذين تم تسليهم إلى المحكمة. كما استسلم عضوان بارزان في الحركة لقوات ولاية جوبا لاند في بلدة كيسمايو جنوب الصومال، حيث نقلت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية عن العقيد أحمد موسى، مدير إدارة التحقيقات الجنائية بالولاية، قوله للصحافيين في العاصمة مقديشو: «استسلم لقواتنا الشيخ محمد عبدي القائد المسؤول عن جمع الضرائب بالحركة، ومحمد عبد الكريم عمر رئيس الأمن في جوبا لاند، وانشقا عن الحركة وقررا الانضمام لبقية الصوماليين في مسيرة بناء السلام». وأضاف أن الولاية ترحب بكل المسلحين الذي يغتنمون فرصة العفو عنهم والتخلي عن حركة الشباب، علما بأن معارك عنيفة اندلعت مؤخرا شمال غربي كيسمايو في جوبا السفلى، بين المسلحين والمحليين المدعومين بقوات الولاية.
وتهدف الحركة المتطرفة، التي تقول السلطات الصومالية إنها وثيقة الصلة بتنظيم القاعدة، إلى طرد قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي والإطاحة بالحكومة الصومالية المدعومة من الغرب، وفرض تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية على البلاد الواقعة في القرن الأفريقي.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.