نجاحات 2016

نجاحات 2016
TT

نجاحات 2016

نجاحات 2016

> بعد 35 سنة من إخراج ريدلي سكوت لفيلم Blade Runner يرى الجزء الثاني النور في أكتوبر (تشرين الأول) من العام المقبل. عنوانه Blade Runner 2049 وبطولته موزّعة بين ريان غوزلينغ (الذي نراه الآن في «لا لا لاند») وهاريسون فورد (الذي تصدر بطولة الفيلم السابق).
* المخرج هو دنيس فيلينفييف الذي يعرض له حاليًا أيضًا «وصول»، خيال علمي من تصنيف مختلف في التفاصيل، فهو عن وصول مخلوقات فضائية واستعداد عسكر الأرض لمواجهتها، بينما «بليد رانر 2049»، هو عن مخلوقات في شكل البشر على التحري غوزلينغ أن يكشفها بعد أن يجد أولاً ما الذي حدث للتحري السابق (هاريسون فورد) الذي كان اكتشف بأنه هو نفسه نسخة بشرية.‪ ‬
* وفيلينفييف هو المخرج المرشّح اليوم لإعادة صنع فيلم آخر من الفترة الثمانينية ذاتها هو Dune الذي كان ديفيد لينش حققه سنة 1984 وإذا ما نجحت المحادثات سيكون هذا ثالث فيلم خيال - علمي يخرجه الكندي فيلينفييف على التوالي.
* العمل المتواصل دليل نجاح.. كذلك الأرقام و«ديزني» أعلنت أنها تتوقع بلوغ سبعة مليارات دولار من العائدات بنهاية هذا العام كحصاد لكل ما أنتجته من أفلام. فحتى الثامن عشر من هذا الشهر جنت الشركة الضخمة تحديدًا 6 مليارات و988 مليون دولار بزيادة ملحوظة عن أعلى رقم حصدته من قبل وهو 4 مليارات و270 مليون دولار.
* آخر إنتاجاتها هو «روغ وَن: قصة من ستار وورز» الذي أطلقته قبل أسبوع لينجز خلاله 350 مليون دولار في كل بقعة عرض فيها حول العالم.
* لكن النجاح يأتي بأشكال شتّى. انظر مثلاً لما يحصده حاليًا مل غيبسون الذي، لحين قريب، أثار ردود فعل غاضبة بين اليهود الأميركيين عندما تفوّه بعبارات اعتبرت معادية للسامية. شركات الإنتاج حولت مشاريعها معه إلى سواه. سينمائيون استهجنوا ما قاله، ودعوات انتشرت لمنعه من العمل من بعد ذلك اليوم. الآن؟ وبعد مرور سنوات قليلة ها هو حديث هوليوود بسبب نجاح فيلمه «هاكسو ريدج» في الإثبات بأن غيبسون ليس طائرًا على غصن، بل سينمائي محنك يعرف كيف ينجز أفلاما قوية التأثير.
* والنجاح يختلف من مكان لآخر ووصفاته متعددة. مثلاً نجح المخرج الإماراتي علي مصطفى في تحقيق فيلم ينتسب إلى هوليوود ولو أنه عربي التمثيل هو «المختارون». ونجحت السينما الفرنسية في إطلاق خمس كوميديات ناجحة خلال العام 2016 أولها «الحلم الأميركي» لأوليفييه باروكس الذي باع 4 ملايين و610 تذاكر ولو أنه حل ثانيًا بين أكثر عشرة أفلام رواجًا بعد الفيلم الكرتوني الأميركي «زوتوبيا» (4 ملايين و830 ألف تذكرة).
* كذلك نجح المخرج مارتن سكورسيزي بتحقيق حلم راوده أكثر من ثلاثين سنة مضت رغم كتل المتاعب التي واجهته، كما يرد في الموضوع الرئيسي هذا الأسبوع.



شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

 «موعد مع بُل بوت» (سي د ب)
«موعد مع بُل بوت» (سي د ب)
TT

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

 «موعد مع بُل بوت» (سي د ب)
«موعد مع بُل بوت» (سي د ب)

RENDEZ‪-‬VOUS AVEC POL‪-‬POT ★★★

* إخراج: ريثي بَنه (فرنسا/ كمبوديا)

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم. ويُذكّر الفيلم أن الصحافة في تاريخها العريق، دائماً ما وجدت نفسها أمام مسؤوليات وتحديات عديدة. في هذا الفيلم الذي أخرجه ريثي بَنه عن الأحداث التي عصفت في بلاده سنة 1978 اقتباسات عن كتاب الصحافية إليزابيث بَكَر (Becker) وعن تجربتها بصفتها واحدة من 3 صحافيين دُعوا لمقابلة بُل بوت، رئيس وزراء كمبوديا وأحد قادة منظمة «الخمير الحمر» (Khmer Rouge) المتهمة بقتل ما لا يقل عن مليون و500 كمبودي خلال السبعينات. الصحافيان الآخران هما الأميركي ريتشارد دودمان، والأسكوتلندي مالكوم كالدويل.

لا يبدو أن المخرج اتّبع خُطى الكتاب كاملةً بل تدخّل بغايةِ ولوج الموضوع من جانب الحدث الذي وضع حياة الثلاثة في خطر بعدما جاءوا للتحقيق ومقابلة بُل بوت. في الواقع دفع الأميركي حياته ثمناً لخروجه عن جدول الأعمال الرسمي والتقاطه صوراً تكشف عن قتلٍ جماعي. وفي الفيلم لحظة مختصرة لكنها قاسية التأثير عندما يَلقى الصحافي حتفه غرقاً في نهر دُفع إليه.

الفرنسية إيرين جاكوب التي تؤدي شخصية الكاتبة بَكَر تُعايش بدورها الوضع بكل مأساته. تُفصل عن زميلها ولم تعد تعرف عنه شيئاً، وتمر بدورها بتجربة مخيفة لم تكن تعلم إذا ما كانت ستخرج منها حية.

في باطن هذا الفيلم الجيد على تواضع إنتاجه، تُطرح أسئلة فيما إذا كان الصحافي يستطيع أن يقبل التحوّل إلى جزءٍ من البروباغاندا. وهل هو أداة لنقل الرأي الرسمي بغياب حرية التعبير؟ وماذا لو فعل ذلك وماذا لو لم يفعل؟

هو ليس بالفيلم السّهل متابعته من دون معرفة ذلك التاريخ ودلالاته حول العلاقة بين النُّظم الفاشية والإعلام. والحرية التي لا تُمنح لصحافيين محليين هي نفسها التي لا تُمنح كذلك للأجانب ما دام عليهم نقل ما يُقال لهم فقط.

* عروض: موسم الجوائز ومهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال».

‪THE‬ WRESTLE‪R‬ ★★

* إخراج: إقبال حسين شودهوري (بنغلاديش).

يقترب الرجل المسن موجو (ناصر أودين خان) وسط أشجار ليست بعيدة عن شاطئ البحر وينتقل من واحدة لأخرى ماداً يديه إليها كما لو كان يريد أن يدفعها بعيداً أو أن يُزيحها من مكانها. ومن ثَمّ يتركها ويركض صوب أخرى ليقوم بالفعل نفسه قبل أن يعود إليها. يبعث هذا المشهد على تكراره سخرية غير مقصودة. قد تكون طريقة قديمة لممارسة تمارين المصارعة أو التدريب الوحيد المُتاح في تلك القرية، لكن موجو جادٌ في محاولته لدفع الأشجار إلى الخلف أو تغيير مواقعها، استعداداً لملاقاة مصارع أصغر منه سنّا وأكبر حجماً في المباراة المقبلة.

«المصارع» (أبلبوكس فيلمز)

هناك كثير مما يتأمله المخرج شودهوري بطيئاً قبل تلك المباراة وما بعدها. بعضُ المشاهد لديها نسبة معقولة من الشِّعر الناتج عن تصوير الطبيعة (ماء، أشجار، حياة... إلخ) وبعضها الآخر لا يفضي إلى تقدير خاص. في نصف الساعة الأولى يعكس المخرج شغفاً ما بتصوير شخصياته من الخلف. عندما يتخلى المخرج عن هذه العادة لاحقاً، يستبدل بتلك اللقطات سلسلة من المشاهد البعيدة عن شخصياته في الغالب. هنا يتحسّن تأطير اللقطات على نحوٍ نافع ولو أن شغله على الدراما يبقى غير ذي مكانة.

يطرح الفيلم مشكلة رجلٍ لا يريد الاعتراف بالواقع ويتحدى من هو أكثر قوّة منه. يحقّق طموحه بلقاء المصارع الآخر ويخفق في التغلب عليه. في الواقع يسقط أرضاً مغشياً ومن ثمّ نراه لاحقاً في بيت العائلة قبل أن يعود إلى تلك الأشجار ليصارعها. المخرج (ثاني فيلم له) طموح، لكن أدواته التّعبيرية وإمكانياته التي تفرض نفسها على السيناريو وحجم الفيلم بأسره، محدودة.

* عروض: موسم الجوائز ومهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال».

ONE OF THOSE DAYS WHEN HEMME DIES ★★★

* إخراج: مراد فرات أوغلو (تركيا).

قرب نهاية الفيلم يبدأ الشاب أيوب مراجعة ما مرّ به طوال اليوم. لقد انطلق غاضباً من المُشرِف على العمل عندما شتم أمّه. يعمل أيوب في حقلٍ لتجفيف الطاطم. ويعرف المخرج كيف يوظّف المكان، درامياً (سهل منبطح تحت شمس حامية وصعوبة العمل)، وجمالياً (تلك الثمار المقطوعة إلى نصفين والملقاة فوق شراشف على مد النظر).

«أحد تلك الأيام التي مات فيها هيمي» (مهرجان مراكش)

نقطة الخلاف أن أيوب يُطالب بأتعابه، لكن المُشرف على العمل لم يتقاضَ المال بعد ليدفع له، مما يؤجّج غضب أيوب فينشب شجار بينهما. يركب دراجته النارية وينطلق صوب بلدته. في منزله مسدسٌ سيتسلّح به وفي البال أن يعود لينتقم. معظم الفيلم هو رحلة على الدراجة التي تتعطل مرّتين قبل إصلاحها عند المساء. الأحداث التي تقع على الطريق وفي القرية الصغيرة تُزيّن الموضوع بشخصيات تدخل وتخرج من الحدث الرئيسي الماثل. في أحد هذه الأحداث الثانوية يُساعد أيوب رجلاً عجوزاً اشترى بطيخة ولا يستطيع حملها، فيوصله والبطيخة إلى داره. وفي مشهد آخر يستمع لتوبيخ زوج شقيقته لأنه كان عرض عليه العمل في شركته ورفض. لا يقول لنا الفيلم لماذا رفض ما ينتقص من بنية الموضوع وأسباب عزوف أيوب على تنفيذ وعده لنفسه بالانتقام.

اعتمد المخرج هذين المشهدين وسواهما لملء الوقت الممتد بين عزم أيوب على الانتقام وعزوفه عن ذلك. لكنه هذه المشاهد ضرورية رغم أن الفيلم ينتهي من دون أن يبني حجة دامغة لقرار أيوب النهائي. هذا الفيلم دراما مصوّرة جيداً ومكتوبة بدراية، رغم الهفوات المذكورة.

* عروض حالياً في مهرجان «مراكش»

★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز