الجيش الإسرائيلي يؤسس وحدة خاصة للكشف عن الأسلحة الكيماوية وتصفيتها

بعد تفكيك مستودعاتها في سوريا وخشية وصولها إلى تنظيمات مسلحة

رجال أمن فلسطينيون يحرسون احتفالات افتتاح المقر المركزي لخفر السواحل في غزة أمس (أ.ب)
رجال أمن فلسطينيون يحرسون احتفالات افتتاح المقر المركزي لخفر السواحل في غزة أمس (أ.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يؤسس وحدة خاصة للكشف عن الأسلحة الكيماوية وتصفيتها

رجال أمن فلسطينيون يحرسون احتفالات افتتاح المقر المركزي لخفر السواحل في غزة أمس (أ.ب)
رجال أمن فلسطينيون يحرسون احتفالات افتتاح المقر المركزي لخفر السواحل في غزة أمس (أ.ب)

كشف الجيش الإسرائيلي عن تشكيله وحدة خاصة للكشف عن السلاح الكيماوي قبل الحروب وخلالها؛ وذلك لمواجهة خطر هجوم بهذه وغيرها من الأسلحة غير التقليدية، وتصفيته قبل الوصول إلى هدفه في إسرائيل.
وقد جرى تشكيل الوحدة الجديدة، التي تحمل اسم «سايفان» على خلفية تفكيك مستودعات الأسلحة الكيماوية في سوريا، والاعتقاد بأن قسما منها، على الأقل، وصل إلى ما يسمى «حزب الله»، أو «جبهة النصرة» و«داعش» وتنظيمات أخرى. وقال ناطق بلسان الجيش، إن هذه القوى لا تحارب إسرائيل حاليا، لكن جميعها يمكن أن تحول أسلحتها نحو إسرائيل.
وتهدف الوحدة إلى دمج طواقم في وحدات الجيش تعمل في عدة مجالات، استخباراتية وعملية، لرصد الأسلحة غير التقليدية وإبادتها، وتنسيق النشاطات بين الأسلحة المختلفة، في سبيل الوصول إلى أفضل نتيجة وأنجحها، لاكتشاف المواد الكيماوية والبيولوجية في حال تفعيلها. ويمر جنود الوحدة الصغيرة، حاليا، في المراحل الأخيرة للتدريب.
وقال العقيد يارون بيت – اون، قائد الوحدة الهندسية للمهام الخاصة، التي تضم «سايفان»، أن جنود الوحدة سيدخلون إلى المناطق المشبوهة بالتلوث بمواد حربية كيماوية، وجمع أدلة وعينات من هذه المواد. وأضاف: «في الماضي لم يتم التخطيط لخوض الحرب في أماكن كهذه، إنما كان الأمر هو الاحتماء والخروج منها». وحسب الضابط، فإن جنود الوحدة يتمتعون بالقدرة على المحاربة في المناطق الملوثة بالمواد الكيماوية وإحباطها. وجرى يوم أمس، تنظيم جولة للصحافيين في هذه الوحدة، تم خلالها عرض الكثير من وسائل كشف المواد الكيماوية كالروبوت. وتم عرض روبوت يحمل اسم «تالون» يمكنه حمل مسدس، وروبوت باسم «اندروس»، يمكنه حمل بندقية من أجل إطلاق النار على أغراض مشبوهة تحمل مواد متفجرة. وكان الجيش الإسرائيلي قد شكل في أواخر سنة 2013. لجنة عسكرية لفحص الاستعداد لمواجهة السلاح الكيماوي، وذلك في أعقاب تفكيك مستودعات السلاح الكيماوي في سوريا. وتم الاستنتاج بأنه يجب التركيز على إمكانية استخدام السلاح الكيماوي ضد قوات الجيش، وكذلك «الإرهاب الكيماوي»، الذي سيتم تفعيله ضد المدنيين المتواجدين على مقربة من الحدود؛ وذلك على خلفية محاولات التنظيمات الإرهابية التزود بسلاح كيماوي، وبسلاح بيولوجي أيضا، حسب ادعاء مصدر أمني.
من جهة ثانية، شرع الجيش الإسرائيلي في فحص إمكانية شراء مئات صواريخ أرض – أرض متوسطة المدى (حتى 200 كيلومتر): «بهدف تغطية أهداف كثيرة في الجبهة الشمالية»، كما قالت جهة أمنية كبرى. والحديث عن صواريخ قادرة على حمل رؤوس حربية، بزنة تتراوح ما بين 400 و450 كيلوغراما، ستكون مخصصة، بحسب المصدر المذكور، للسماح للجيش بالتعامل مع سيناريوهات مختلفة. ومع ذلك، تعارض جهات في قيادة الجيش اقتراح شراء الصواريخ، بسبب التكاليف المالية. وبناء عليه، بدأ جيش الدفاع في دراسة أبعاد شراء صواريخ كهذه، من الناحيتين المالية والعملياتية.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.