إخلاء شرق حلب من المدنيين والمقاتلين... والنظام يسيطر على المدينة

تزامن مع إجلاء الآلاف من بلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب

صورتان تظهران وضع الجامع الأموي في القسم القديم من مدينة حلب الذي دمره القصف... الأولى في أكتوبر 2010 والثانية في ديسمبر 2016 (رويترز)
صورتان تظهران وضع الجامع الأموي في القسم القديم من مدينة حلب الذي دمره القصف... الأولى في أكتوبر 2010 والثانية في ديسمبر 2016 (رويترز)
TT

إخلاء شرق حلب من المدنيين والمقاتلين... والنظام يسيطر على المدينة

صورتان تظهران وضع الجامع الأموي في القسم القديم من مدينة حلب الذي دمره القصف... الأولى في أكتوبر 2010 والثانية في ديسمبر 2016 (رويترز)
صورتان تظهران وضع الجامع الأموي في القسم القديم من مدينة حلب الذي دمره القصف... الأولى في أكتوبر 2010 والثانية في ديسمبر 2016 (رويترز)

استؤنفت مساء أمس عملية إجلاء السكان المحاصرين من آخر جيب تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب، في ظل عاصفة ثلجية تضرب المنطقة، في وقت يوشك فيه جيش النظام السوري على إعلان استعادته السيطرة على كامل المدينة. وتزامن ذلك مع إجلاء الآلاف من بلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب، تنفيذًا للاتفاق الروسي، التركي، الإيراني، وذلك بعد ساعات من توقف هذه العمليات بسبب شروط متبادلة فرضها الطرفان أدت إلى تعليقها.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأن «31 حافلة تقل مدنيين، غادرت آخر معاقل المعارضة، أمس، واتجهت نحو معبر العامرية - الراموسة ومنه إلى منطقة الراشدين الواقعة في الريف الغربي لمدينة حلب، وهي دفعة من أصل نحو 60 حافلة دخلت، أول من أمس، إلى المربع». وأكد أنه في المقابل «جرى فك احتجاز القافلة المؤلفة من 8 حافلات، التي خرجت فجر الثلاثاء من بلدتي الفوعة وكفريا لإخراج دفعة جديدة من أبناء البلدتين إلى نحو مناطق سيطرة النظام في حلب».
وقللت المعارضة من أهمية تعليق الترحيل لساعات، وتوقع عضو المجلس العسكري في الجيش السوري الحرّ أبو أحمد العاصمي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «تستكمل خلال ساعات مهمة إجلاء كامل المدنيين والمسلحين من شرق حلب، ويطوى معها جرح حلب على نزف كبير»، مشيرًا إلى أن «المدنيين يجري توزيعهم في مناطق سيطرة المعارضة في الريف الغربي لحلب، بحسب الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية روسيا وتركيا، بالتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي».
ونقل «المرصد السوري» عن مصادر وصفها بالـ«موثوقة»، أن «خلافات تدور بين (حزب الله) اللبناني والإيرانيين حول آلية وأولوية العمل ضمن الاتفاق التركي - الروسي - الإيراني، إذ كان من المتفق عليه أن يتم إجلاء 2500 شخص من الفوعة وكفريا مقابل خروج من تبقى في حلب الشرقية»، قبل أن تتم عرقلتها. لكن مصدرا في المعارضة المسلّحة، أوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخلاف إيراني روسي بالدرجة الأولى»، لافتًا إلى أن «(حزب الله) قد تكون له مقاربة مختلفة عن المقاربة الإيرانية، لكن قاسم سليماني هو من يقرر في حلب وليس (حزب الله)، والأخير ملزم بتنفيذ أوامر سليماني كما تفعل كل الميليشيات المرتبطة بإيران».
وكانت عمليات الإجلاء توقفت بشكل مفاجئ، من مربع سيطرة فصائل المعارضة في شرق حلب، وبقي الآلاف، بينهم أطفال ونساء وشيوخ، ينتظرون تحت الثلج منذ بعد ظهر الثلاثاء، كما توقف إجلاء من تقرر إخراجهم من بلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب الشمالي الشرقي. وأفادت المعلومات بأن الأسباب تعود إلى «عدم التوصل إلى صيغة حل نهائي جديد بين قوات النظام والفصائل حول عملية خروج الحافلات والمحاصرين من مربع سيطرة الفصائل بالقسم الجنوبي الغربي من مدينة حلب، ومن بلدتي كفريا والفوعة اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية بالريف الشمالي الشرقي لمدينة إدلب».
وعزا أبو أحمد العاصمي تأخر انطلاق الحافلات لساعات طويلة، إلى «الثقة المفقودة بين الطرفين (المعارضة والنظام)، وأن كل طرف يريد أن يضمن حقه في العملية أولاً». ونفى احتجاز فصائل المعارضة مدنيين من الفوعة داخل الحافلات، وقال: «التأخير إجرائي فقط، وكل طرف يريد تنفيذ الاتفاق من الزاوية التي تناسبه، وبالتالي لا خوف على نقض الاتفاق الذي يجري تطبيقه بإشراف من روسيا وتركيا وإيران». وأكد القيادي في الجيش الحرّ أن «الفصائل لا تثق بالميليشيات الإيرانية، صاحبة السلطة في المناطق التي توجد فيها، مثل الراموسة والعامرية وغيرها، التي تشكل ممرًا إلزاميًا لعبور الحافلات التي تقل المدنيين والمسلحين من حلب».
وواجه المدنيون في مربع المعارضة في شرق حلب، وضعًا إنسانيًا صعبًا للغاية، قبل استئناف ترحيلهم من منطقتهم قسرًا. وأعلنت وكالة الصحافة الفرنسية أن «الآلاف ظلّوا محاصرين في شرق حلب، بعد تأخير مستمر منذ ظهر الثلاثاء، وكانت الثلوج تتساقط عليهم بغزارة مع انخفاض إضافي في درجات الحرارة».
وقال أحمد الدبس، رئيس وحدة الأطباء والمتطوعين الذين ينسقون عملية الإجلاء من شرق حلب للوكالة الفرنسية، إن «حافلتين تقلان 150 راكبا وثلاث سيارات إسعاف تنقل عددا من الجرحى في حالات مستقرة، خرجت عند الثالثة والنصف فجرا من شرق حلب». وأوضح أن «31 حافلة ونحو مائة سيارة خاصة تستعد للخروج أيضًا». وأشار إلى أن عدد المحاصرين في شرق حلب «بدأ ينخفض مع انتقال كثير من العائلات إلى مناطق تحت سيطرة قوات النظام وأخرى تحت سيطرة الأكراد».
وفي آخر إحصائية للجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» وزعت صباح أمس، فقد «تم إجلاء أكثر من 25 ألف شخص من شرق حلب، مقابل أكثر من 750 آخرين من الفوعة وكفريا». وينص اتفاق الإجلاء في أول مرحلتين منه على خروج كل المحاصرين من شرق حلب، مقابل خروج 2500 شخص من بلدتي الفوعة وكفريا، ويتضمن في مرحلة ثالثة إجلاء 1500 شخص آخرين من الفوعة وكفريا مقابل العدد ذاته من مدينتي الزبداني ومضايا المحاصرتين من قوات النظام وما يسمى «حزب الله» في ريف دمشق. ونقلت وكالة «الصحافة الفرنسية» عن مصدر عسكري في قوات النظام السوري، أن «سبب التأخير في استكمال عمليات الإجلاء تنفيذي مرتبط بتنسيق إجلاء متزامن من المناطق الثلاث». أي حلب والفوعة وكفريا. وقال إن «أكثر من 1700 شخص ينتظرون إجلاءهم من الفوعة وكفريا». متوقعا «انتهاء عملية الإجلاء خلال ساعات، مع تذليل العراقيل».



اليمن: مقتل 4 جنود بانفجار عبوة استهدفت سيارة إسعاف

عربة إسعاف استُهدفت بعبوة ناسفة من قبل مجهولين يعتقد أنهم من عناصر «القاعدة» في اليمن (إكس)
عربة إسعاف استُهدفت بعبوة ناسفة من قبل مجهولين يعتقد أنهم من عناصر «القاعدة» في اليمن (إكس)
TT

اليمن: مقتل 4 جنود بانفجار عبوة استهدفت سيارة إسعاف

عربة إسعاف استُهدفت بعبوة ناسفة من قبل مجهولين يعتقد أنهم من عناصر «القاعدة» في اليمن (إكس)
عربة إسعاف استُهدفت بعبوة ناسفة من قبل مجهولين يعتقد أنهم من عناصر «القاعدة» في اليمن (إكس)

أفادت مصادر عسكرية يمنية بمقتل 4 جنود وإصابة 3 آخرين بانفجار عبوة ناسفة استهدفت عربة إسعاف في محافظة شبوة، الأحد، إذ تشير أصابع الاتهام إلى عناصر تنظيم «القاعدة» الذي ينشط محلياً في اليمن تحت مسمى «أنصار الشريعة».

وفي حين توعدت قوات الجيش التي تطلق على نفسها «قوات دفاع شبوة» باستئصال الإرهابيين من المحافظة التي تقع جنوب شرقي صنعاء، كان التنظيم قد استغل منذ سنوات حالة الاضطراب السياسي والأمني، وتوسع في عدد من المحافظات اليمنية الجنوبية، قبل أن تنحسر قدراته في ظل الضربات التي تلقاها بإسناد من تحالف دعم الشرعية في اليمن.

آثار هجوم استهدف جنوداً يمنيين في محافظة شبوة الأحد كانوا على متن عربة إسعاف (إكس)

وتمكنت القوات اليمنية المدعومة من التحالف الداعم للشرعية من تطهير مناطق واسعة في جنوب البلاد من عناصر التنظيم الإرهابي، إلا أن خلاياه المتبقية تقوم من وقت لآخر بشن هجمات ضد قوات الأمن والجيش، لا سيما في محافظتي أبين وشبوة.

وفي أحدث تصريحات لرئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي اتهم الجماعة الحوثية بالتخادم مع الجماعات الإرهابية، اقتداءً بما تفعله إيران من دعم للتنظيمات الإرهابية المماثلة.

وقالت «قوات دفاع شبوة» إن 4 جنود قُتلوا في الهجوم الذي حدث في منطقة المصينعة بمديرية الصعيد، وهم عبد الله سعيد صالح البريكي، وأسعد أحمد عبد الله صالح، وصالح مهدي صالح الشقاع، وسالم محمد أحمد علي النسي.

وتوعدت القوات من وصفتهم في بيانها بـ«الإرهابيين»، وأكدت أن مثل «هذه الجرائم الإرهابية الجبانة» لن تزيد القوات إلا «قوة وصلابة وإصراراً على دحر فلول الإرهاب».

وشددت على أن «دماء الشهداء والتضحيات لن تذهب هدراً»، وأنها ستستمر في ملاحقة الإرهابيين «حتى تطهير تراب محافظة شبوة من العناصر الإجرامية المتطرفة، والحفاظ على أمنها واستقرارها وسكينة أبنائها».

تعد محافظة شبوة اليمنية من المناطق التي تنشط فيها خلايا التنظيمات الإرهابية (إكس)

وخلال الأشهر الماضية، نفذ عناصر يعتقد أنهم من عناصر التنظيم هجمات في محافظتي شبوة وأبين المتجاورتين، ما أدى إلى مقتل الكثير من الجنود.

وكان أبرز ضحايا هذه الهجمات، خلال الشهر الماضي قائد قوات الحزام الأمني في محافظة أبين عبد اللطيف السيد الذي اغتيل خلال استهداف موكبه بعبوة ناسفة مع عدد من مرافقيه في مديرية مودية التابعة لمحافظة أبين.

وتتهم الحكومة اليمنية الجماعة الحوثية بإطلاق العشرات من عناصر التنظيمات الإرهابية الذين كانوا موجودين في السجون، بناءً على صفقات عقدتها الجماعة معهم.

وتصنف الولايات المتحدة الأميركية تنظيم «القاعدة» في اليمن بأنه أخطر أفرع التنظيم العالمي، رغم الضربات التي تلقاها عبر استهداف كبار قادته خلال السنوات الماضية.


سخط يمني في صنعاء... وتأهب للاحتفال بثورة «26 سبتمبر»

طالبات في مدينة تعز اليمنية يحتفلن بذكرى ثورة «26 سبتمبر» (سبأ)
طالبات في مدينة تعز اليمنية يحتفلن بذكرى ثورة «26 سبتمبر» (سبأ)
TT

سخط يمني في صنعاء... وتأهب للاحتفال بثورة «26 سبتمبر»

طالبات في مدينة تعز اليمنية يحتفلن بذكرى ثورة «26 سبتمبر» (سبأ)
طالبات في مدينة تعز اليمنية يحتفلن بذكرى ثورة «26 سبتمبر» (سبأ)

في حين يستعد اليمنيون، على المستويين الرسمي والشعبي، للاحتفال بالذكرى السنوية لثورة «26 سبتمبر 1962»، التي قامت ضد أسلاف الحوثيين من الأئمة، توعّد سياسيون في صنعاء بإيقاف عبث الجماعة والتصدي لمشروعاتها الطائفية.

ودعا بيان، صادر عن تحالف يضم سياسيين ومثقفين، إلى التذكير بالتحديات الكبيرة والمسؤولية التاريخية التي تقع على عاتق النخب السياسية لتوحيد اليمنيين في مواجهة المشروع الحوثي.

البيان، الذي وصلت نسخة منه إلى «الشرق الأوسط»، وصف ما تقوم به الجماعة الحوثية منذ انقلابها بأنه «مخطط خبيث ونوايا مشبوهة» لوأد ثورة «26 سبتمبر» وكل الإنجازات التي تحققت خلال أكثر من نصف قرن منذ قيامها.

ينفق الحوثيون ملايين الدولارات على احتفالاتهم ذات الصبغة الطائفية ويتجاهلون معاناة ملايين الجوعى (أ.ف.ب)

وقال البيان: «إن الجماعة الحوثية تقوم بمحاولات بائسة لإعادة عجلة الحياة في اليمن إلى الخلف، وجعل اليمنيين عبيداً، ومن السلالية الحوثية أسياداً عليهم».

وكانت الجماعة الحوثية، أنفقت ملايين الدولارات للاحتفال بذكرى اجتياحها صنعاء في 21 سبتمبر (أيلول) 2014، بالتوازي مع مئات الفعاليات ذات الصبغة الطائفية في مختلف مناطق سيطرتها.

وأشار البيان إلى حجم معاناة اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثيين، وقال: «إن حاويات النفايات صارت ملاذاً لكثير من الأسر للبحث عن بقايا العصابات لإطعام الأطفال».

وأكد بيان السياسيين أن «معظم أيام السنة تحوّلت إلى احتفالات طائفية مذهبية بإمكانات الشعب اليمني وأمواله ومقدراته، وسط اجتهاد حوثي لتجويع وإفقار وتجهيل اليمنيين وإذلالهم بكل وسائل البطش والاستبداد والقهر».

واتهم البيان الجماعة الحوثية بأنها «تتعمد إذلال اليمنيين وتبديد أموالهم من خلال أشكال الفساد، إضافة إلى السعي لترسيخ قدسية زعيمها والمنتمين إلى سلالته».

وشدد التكتل السياسي اليمني في صنعاء على ضرورة الدفاع عن سيادة اليمن وكرامته، وعن حق شعبه في الحرية والتعليم والتنمية والانفتاح على العالم بلغة المنافع والمصالح، وليس كما تهدف إليه الجماعة الحوثية، من خلال إغلاق منافذ الحياة ومنافذ التواصل مع العالم، ومنع مواكبة العصر والنهوض الإنساني. ودعا إلى وقف عبث الحوثيين وتقييد أيديهم عن مواصلة تجهيل اليمنيين، وإلى فكفكة خرافاتهم.

ودعا السياسيون في بيانهم اليمنيين كافة إلى الاحتفال بذكرى ثورة «26 سبتمبر 1926» في كل قرية ومدينة وسهل وجبل ووادٍ، في سياق الرد على الجماعة الحوثية التي ترمي إلى تكريس نهجها الطائفي.

خطاب رئاسي مرتقب

يترقب اليمنيون خطاباً من رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، عشية ذكرى «ثورة 26 سبتمبر»، بالتزامن مع الاحتفالات التي تشهدها محافظتا تعز ومأرب ومناطق الساحل الغربي المحررة، إضافة إلى مظاهر الاحتفال التي يعد لها السكان في مناطق سيطرة الحوثيين.

وكان العليمي أنهى نقاشات رفيعة في مدينة نيويورك ضمن الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفق ما ذكره الإعلام الرسمي، وألقى كلمة بلاده إلى الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة، مخاطباً فيها المجتمع الدولي حول تطورات الحالة اليمنية، والتدخلات المطلوبة لاحتواء الأزمة الإنسانية التي صنعها الحوثيون المدعومون من إيران.

العليمي خلال مغادرته نيويورك عقب مشاركته في اجتماعات الأمم المتحدة (سبأ)

ونقلت وكالة «سبأ» الرسمية، أن العليمي أحاط قادة العالم بمستجدات جهود السلام، بما في ذلك المساعي السعودية والعمانية، ورؤية مجلس القيادة والحكومة بشأن الاستحقاقات الموضوعية لتحقيق السلام الشامل والمستدام الذي يضمن استعادة مؤسسات الدولة ويمنع تجدد جولات الحرب والدمار.

وشملت تحركات العليمي في نيويورك، على هامش الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، نقاشات رفيعة المستوى مع رؤساء حكومات، ودبلوماسيين، وفاعلين إقليميين ودوليين، فضلاً عن لقاء مفتوح بقيادات وممثلين عن الجالية اليمنية في الولايات المتحدة.

ورغم الآمال اليمنية في أن تفضي الجهود السعودية والعمانية إلى إحداث اختراق في جدار الصراع يمهد لإحلال السلام، فإن مراقبين يتهمون الجماعة الحوثية بعدم الجدية في إنهاء معاناة اليمنيين، والاستعداد لجولات أخرى من الحرب.


تحذيرات دولية من كارثية استمرار الصراع في اليمن

حصص غذائية يتم تجهيزها في صنعاء لتسليمها للعائلات المعدمة (إ.ب.أ)
حصص غذائية يتم تجهيزها في صنعاء لتسليمها للعائلات المعدمة (إ.ب.أ)
TT

تحذيرات دولية من كارثية استمرار الصراع في اليمن

حصص غذائية يتم تجهيزها في صنعاء لتسليمها للعائلات المعدمة (إ.ب.أ)
حصص غذائية يتم تجهيزها في صنعاء لتسليمها للعائلات المعدمة (إ.ب.أ)

أطلقت منظمات دولية كثيرة تحذيراتها من استمرار الصراع في اليمن، وما سيخلفه من مزيد من الأوضاع الكارثية على كافة المستويات، في البلد الذي يشهد حرباً منذ سنوات تسع جعلته يعاني من أكبر أزمة إنسانية على مستوى العالم.

في هذا السياق، ذكرت منظمة الصحة العالمية أن بلداناً مثل اليمن لا تزال تعاني من صراع طويل الأمد، ومن أنظمة صحية هشة، ومن ضعف مزدوج، سواء تجاه أزمات المناخ المستمرة أو الآثار المدمرة للأوبئة.

متطوعون ينظمون توزيع مساعدات غذائية في صنعاء (إ.ب.أ)

وأشارت المنظمة الأممية إلى أهمية التوصل إلى حل دائم للأزمة في اليمن، مؤكدة أن تحقيق ذلك لن يتم إلا من خلال الدبلوماسية ومفاوضات السلام.

ويواجه أكثر من 17 مليون يمني انعدام الأمن الغذائي، بينما 15.4 مليون شخص باتوا يفتقرون إلى المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي، بالإضافة إلى 20.3 مليون يفتقرون إلى الرعاية الصحية المناسبة.

وأفادت «الصحة العالمية» في أحدث بياناتها بوفاة امرأة يمنية كل ساعتين خلال الولادة، وأوضحت أن 6 من كل 10 ولادات في اليمن تفتقر إلى قابلات يتمتعن بالخبرة. وشددت على أهمية تعزيز القدرة على الصمود والدعم، كون ذلك أمراً ضرورياً لحماية الفئات اليمنية الأكثر ضعفاً.

إجراءات عاجلة

المدير الإقليمي للبنك الدولي، ستيفان جيمبرت، دعا من جهته إلى اتخاذ إجراءات دولية عاجلة لتجنيب اليمن أسوأ كارثة إنسانية في العالم.

وذكر جيمبرت في سلسلة تغريدات جديدة على حسابه في «إكس»: «إن اليمن في حالة حرب منذ 8 سنوات، وهو بحاجة ماسة اليوم للدعم».

يمنيون يصطفون على رصيف شارع بصنعاء بحثاً عن عمل (الشرق الأوسط)

وأشار إلى احتياج نحو 17.7 مليون شخص في اليمن إلى الحماية، مشدداً على ضرورة أن يكون اليمن ضمن أولويات أهداف التنمية المستدامة المقرَّة من الأمم المتحدة.

وأفاد المسؤول الدولي بأن الاقتصاد اليمني المحطم يُظهر التحديات الهائلة التي يواجهها اليمنيون يومياً، وتصميمهم يستحق اهتمامنا وعملنا.

وسبق أن أكد أكثر من 98 منظمة إغاثية دولية ومحلية، أن اليمن يقف أمام الفرصة التاريخية للتحول نحو السلام الدائم.

وذكرت المنظمات، في بيان، أن المجتمع الإنساني ملتزم بدعم هذا التحول، منبهة إلى أن اليمنيين يتطلعون إلى المستقبل والابتعاد عن المساعدات الإنسانية، نحو الاعتماد على الذات وإعادة بناء بلدهم.

وحسب البيان، فإن أكثر من 21.6 مليون شخص، أي 75 في المائة من سكان اليمن، يعانون بالفعل من الإرهاق بسبب أكثر من 8 سنوات من الحرب، ويتصارعون مع الاحتياجات الإنسانية. وأن هناك حاجة إلى توفير خيارات آمنة وكريمة ومستدامة.

مشرد في صنعاء يتناول طعامه في أحد الشوارع (الشرق الأوسط)

ونبه البيان إلى أن نحو 17 مليون يمني ما زالوا يعانون من انعدام الأمن الغذائي، ويشمل ذلك 6.1 مليون شخص في مرحلة الطوارئ، بموجب التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، مما يدل على النقص الشديد في الغذاء وسوء التغذية الحاد، والذي يؤثر بشكل خاص على النساء والأطفال، مع خطر الوفيات المرتبطة بالجوع، إلى جانب ما يواجهه اليمن من نقص حاد في المياه لكل من الإنتاج الزراعي والاستخدام البشري.

ودعا البيان الدول الأعضاء المانحة إلى النظر بشكل عاجل في رفع مستوى التمويل الإنساني عالي الجودة والمرن، بما يتماشى مع خطة الاستجابة الإنسانية.


التغيرات المناخية تهدد اليمن وسط ضعف استعدادات المواجهة

يعد اليمن من بين أكثر الدول شحاً في المياه مع ظروف الصراع وتغير المناخ (إ.ب.أ)
يعد اليمن من بين أكثر الدول شحاً في المياه مع ظروف الصراع وتغير المناخ (إ.ب.أ)
TT

التغيرات المناخية تهدد اليمن وسط ضعف استعدادات المواجهة

يعد اليمن من بين أكثر الدول شحاً في المياه مع ظروف الصراع وتغير المناخ (إ.ب.أ)
يعد اليمن من بين أكثر الدول شحاً في المياه مع ظروف الصراع وتغير المناخ (إ.ب.أ)

حذرت دراسة بحثية حديثة من تأثيرات خطيرة للتغيرات المناخية في اليمن بوصفه من أكثر الدول تضرراً، والأقل استعداداً لمواجهات هذه التأثيرات، وبينت أن هذا البلد الذي أغرقه الحوثيون في صراع مسلح منذ 9 سنوات معرض بشدة للجفاف والفيضانات، وتفشّي الأمراض، وارتفاع مستوى سطح البحر.

الدراسة البحثية التي أصدرتها الجمعية اليمنية لرعاية الأسرة (حكومية) ذكرت أن لتغير المناخ آثاراً خطيرة على اليمن، وأن هذه التأثيرات ستمتد إلى جميع القطاعات والموارد في أنحاء البلاد، ورأت أن هذا الوضع بمثابة تحذير لبقية العالم بشأن ما يمكن أن يحدث إذا لم يُعَالَج تغير المناخ بشكل فعال وسريع.

ازدياد العواصف والفيضانات في اليمن يؤدي إلى نزوح وإصابات وخسائر في الأرواح (فيسبوك)

معدو الدراسة طالبوا الجهات الحكومية والمجتمع المدني وقادة المجتمع والمجتمع الدولي بالعمل معاً لمعالجة تغير المناخ والقضايا البيئية في اليمن قبل فوات الأوان.

ونبهوا إلى أن مستقبل اليمن وشعبه يعتمد على هذه الجهود الجماعية للتخفيف من آثار تغير المناخ، والتكيف معها وحماية البيئة؛ لأنه من بين أكثر دول العالم عرضة لتغير المناخ، ومن بين أقل البلدان استعداداً للتخفيف من آثارها أو التكيف معها، إذ إنه الدولة رقم 22 الأكثر ضعفًا وفي المرتبة 12 من بين الأقل استعداداً.

الدراسة التي وزعها مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أكدت أن اليمن معرّض بشدة للآثار المرتبطة بتغير المناخ مثل الجفاف والفيضانات الشديدة والآفات وتفشّي الأمراض، والتغيرات في أنماط هطول الأمطار، وزيادة شدة العواصف، وارتفاع مستوى سطح البحر؛ ما يهدد الوضع الهش أصلاً.

تغيرات مدمرة

ذكرت الدراسة أن هطول الأمطار في اليمن يتميز بعواصف شديدة موسمياً وقصيرة الأمد تؤدي في كثير من الأحيان إلى فيضانات مفاجئة، ويترتب على ذلك انهيارات أرضية، وتآكل التربة، واقتلاع النباتات، وتدهور المدرجات الزراعية، وفي بعض الأحيان تسبب هذه الفيضانات أضراراً اقتصادية كبيرة وخسائر في المحاصيل والأرواح.

وتناولت الدراسة الوضع المناخي حالياً، وقالت إن ظروف الجفاف تزامنت مع ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة؛ ما أثر على جميع المناطق الزراعية في البلاد، ونتيجة لذلك ارتفعت نسبة التصحر وإزالة الغابات من 90 في المائة في عام 2014 إلى 97 في المائة في عام 2022، إذ يعد اليمن من أكثر 5 دول منخفضة الدخل عرضة لارتفاع مستوى سطح البحر، ومن المتوقع أن يرتفع مستوى سطح البحر فيه بمقدار 0.3 إلى 0.54 متر بحلول عام 2100.

أدت الفيضانات إلى تآكل التربة وفقدان الأراضي الزراعية في اليمن (فيسبوك)

ووفق الدراسة، فإن ارتفاع مستوى سطح البحر سيؤدي إلى تسرب المياه المالحة، ما يجعل طبقات المياه غير صالحة للشرب، وبالتالي ستتفاقم مشكلات ندرة المياه.

وأوضحت أن عدن هي سادس أكثر المدن في العالم عرضة لارتفاع مستوى سطح البحر والعواصف، وقالت إن تأثير هذه التغيرات على موارد المياه كانت واضحة، حيث يؤدي ارتفاع درجة حرارة الهواء إلى زيادة التبخر، وانخفاض هطول الأمطار، وتغير أنماط الطقس التي تسهم في ندرة المياه. كما تتسبب الفيضانات أيضاً في تلوث المياه السطحية والجوفية؛ لأنها تحمل ملوثات مختلفة مثل مياه الصرف الصحي والنفايات الكيميائية.

ولأن التغير المناخي يؤثر في إعادة تغذية طبقات المياه الجوفية بسبب التغير في هطول الأمطار من حيث الكمية والتوزيع، فقد أكد معدو الدراسة أن اليمن سابع أكثر دولة ندرة في المياه، وأنه مع تضاؤل ​​منسوب المياه الجوفية الذي يتراوح بين 3 إلى 8 أمتار سنوياً في الأحواض الحرجة، تأثر قطاع الزراعة بالفيضانات والجفاف والآفات، ما أسهم في انخفاض إنتاجية المحاصيل.

تصحر واستنزاف

بيانات الدراسة أفادت بأن التصحر الناجم عن الجفاف أدى إلى خسارة سنوية تتراوح بين 3 و5 في المائة من الأراضي الصالحة للزراعة، وأن ندرة المياه تظل أكبر عائق أمام تحسين الإنتاجية الزراعية، وحذرت من أن يؤدي استنزاف الموارد المائية إلى انخفاض الإنتاجية الزراعية بنسبة 40 في المائة، في وقت أدت فيه الفيضانات إلى تآكل التربة وفقدان الأراضي الزراعية، ما أدى إلى انخفاض الأراضي الزراعية من 1.6 مليون هكتار في عام 2010 إلى 1.2 مليون هكتار في عام 2020.

آثار كارثية للأمطار التي ضربت عدن في عام 2020 (إكس)

وتوقعت الدراسة أن يتفاقم تأثير تغير المناخ على الزراعة في المستقبل، خصوصاً مع هطول أمطار أكثر كثافة وجفاف أطول، وقالت إن تأثير تغير المناخ على المستوى العالمي يشكل تهديداً كبيراً للأمن الغذائي في اليمن الذي يستورد 90 في المائة من احتياجاته، مشيرة إلى أن ذلك سيزيد من تفاقم انعدام الأمن الغذائي ونقص التغذية والاعتماد على المساعدات الخارجية، وستكون له عواقب وخيمة.

وتشير التقديرات - وفق الدراسة - إلى أن نحو 19 مليون يمني (نحو 62 في المائة من السكان) يواجهون انعدام الأمن الغذائي، حيث يعيش 161 ألف شخص في ظروف شبيهة بالمجاعة، وفي ما يتعلق بالقطاع الصحي، فإن الكثير من الأمراض المتوطنة والوبائية في اليمن تتأثر بالأحداث المناخية، إذ إن ازدياد العواصف والفيضانات أدى إلى نزوح وإصابات وخسائر في الأرواح، بالإضافة إلى ذلك، يرتبط الجفاف والفيضانات بزيادة خطر سوء التغذية والأمراض المنقولة.

تحديات متنوعة

حذرت الدراسة اليمنية من أن الحرارة الشديدة ستؤدي إلى زيادة معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات لدى الفئات الأكثر ضعفاً مثل كبار السن، خصوصاً أولئك الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً؛ والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية موجودة مسبقاً، مثل أمراض القلب وأمراض الجهاز التنفسي والسكري، كما ستؤثر تغيرات المناخ بشكل محدود على المجتمعات الضعيفة، بمن في ذلك النساء والنازحون واللاجئون والأطفال وكبار السن. في حين تتأثر النساء بشكل خاص بندرة المياه، وعادة ما تكون مهمتهن جلب المياه، حتى لو كانت على مسافة كيلومترات.

يمنيات في صنعاء يجلبن المياه من خزان تُبُرِّع به (إ.ب.أ)

وبالإضافة إلى التحديات التي تواجهها المرأة بسبب مسؤوليتها في جلب المياه، أظهرت الدراسة ازدياد حالات الزواج المبكر، مع استمرار تغير المناخ في التدهور البطيء لقدرات المجتمعات الريفية على الإنتاج، حيث تتحمل المرأة اليمنية عبء انعدام الأمن الغذائي ورعاية الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، بينما تواجه نفسها سوء التغذية المتنامي، كما أدى تغير المناخ إلى زيادة عدد الأسر التي ترأسها النساء والعنف القائم على النوع الاجتماعي.

وتشير الدراسة إلى أن تغير المناخ ينتج عنه المزيد من النازحين واللاجئين؛ حيث يؤدي تدهور الأراضي ومصادر المياه إلى نزوح الناس بحثاً عن الموارد الحيوية، ولهذا يكون النازحون أكثر عرضة لتغير المناخ والظواهر الجوية المتطرفة بما في ذلك أحداث الفيضانات التي يمكن أن تدمر بسرعة البنية التحتية المحدودة في المخيمات، فضلاً على موجات الحر التي لا تترك للناس سوى خيارات قليلة للتبريد والمأوى.

وبالإضافة إلى ذلك، أوضحت الدراسة أن الأطفال يتأثرون أيضاً بتغير المناخ، بما في ذلك أمراض الإسهال وحمى الضنك، خلال فترات الفيضانات، كما أن كبار السن، خصوصاً ذوي الإعاقة والنساء، من الفئات الأكثر تضرراً من الآثار المرتبطة بالمناخ مثل الانتشار الكبير للأمراض المنقولة، والإجهاد الحراري، وزيادة تواتر وشدة الكوارث المفاجئة والبطيئة الظهور التي يمكن أن تؤثر على صحتهم ورفاهيتهم الجسدية والعقلية.


السفير السعودي في بيروت: الاستحقاق الرئاسي شأن سيادي داخلي

احتفال بالعيد الوطني السعودي الـ93 في بيروت شارك فيه مسؤولون لبنانيون ووزراء ونواب (الشرق الأوسط)
احتفال بالعيد الوطني السعودي الـ93 في بيروت شارك فيه مسؤولون لبنانيون ووزراء ونواب (الشرق الأوسط)
TT

السفير السعودي في بيروت: الاستحقاق الرئاسي شأن سيادي داخلي

احتفال بالعيد الوطني السعودي الـ93 في بيروت شارك فيه مسؤولون لبنانيون ووزراء ونواب (الشرق الأوسط)
احتفال بالعيد الوطني السعودي الـ93 في بيروت شارك فيه مسؤولون لبنانيون ووزراء ونواب (الشرق الأوسط)

أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان، وليد بخاري، أن الفراغ الرئاسي في لبنان «يبعث على القلق البالغ، ويُهدّد تحقيق الإصلاحات المنشودة والملحّة»، مشدداً على أن «الاستحقاق الرئاسي في لبنان شأن سيادي داخلي».

وجاءت كلمة بخاري خلال حفل استقبال أقامه في وسط بيروت؛ احتفالاً بالعيد الوطني السعودي الـ93، وشارك فيه مسؤولون لبنانيون ووزراء ونواب.

وقال السفير بخاري، في كلمة له خلال الاحتفال: «من هنا، من عتبات وسط بيروت، نستذكر معاً يومنا الوطني المجيد الذي ارتبط بأعظم معاني كلمة التوحيد، وتوحيد الكلمة في كيان ودولة قوية متماسكة على يد الملك المغفور له عبد العزيز آل سعود».

وأكد بخاري: «إننا نتقاسم مسؤولية مشتركة من أجل الحفاظ على لبنان، واحترام سيادته الوطنية».

وأشار بخاري إلى أن «الفراغ الرئاسي يبعث على القلق البالغ، ويُهدّد تحقيق الإصلاحات المنشودة والملحّة»، مؤكداً أنّ «الحلول المستدامة تأتي فقط من داخل لبنان، لا خارجه»، مشدداً على أن «الاستحقاق الرئاسي شأن سيادي داخلي، ونحن على ثقة بأن اللبنانيين يمكنهم تحمل مسؤولياتهم التاريخية، والتلاقي من دون إبطاء لإنجاز الاستحقاق الرئاسي».

وأكّد بخاري أنّ «الموقف السعودي في طليعة المواقف الدولية التي تشدد على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، قادر على تحقيق ما يأمل به الشعب اللبناني»، متعهداً «بأننا سوف نواصل جهودنا المشتركة للحث على انتخاب رئيس». وأوضح: «إننا نريد للبنان أن يكون كما كان، وأن يستعيد دوره الفاعل في المنطقة».

وأكد بخاري أن المملكة العربية السعودية «حريصة كل الحرص على أمن واستقرار المنطقة، ويد المملكة ستظل دائماً ممدودة للسلام».

وتوالت المواقف المهنئة للمملكة العربية السعودية بعيدها الوطني. وأبرق رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود مهنئاً بالعيد الوطني للمملكة العربية السعودية.

وأكد ميقاتي في برقيته «عمق العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط بين لبنان والمملكة، والتي نطمح إلى تعزيزها وصونها، لما فيه مصلحة شعبينا وبلدينا الشقيقين».

وفي وسط بيروت، شارك مسؤولون لبنانيون ووزراء ونواب في حفل الاستقبال الذي أقامه السفير بخاري. وتقدّم وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال، بسام مولوي، إلى المملكة بالتهنئة، وقال: «مبارك للسعودية وللبنان ولكل العالم العيد الوطني السعودي الـ93».


حملة تنديد يمنية بالبذخ الحوثي في ذكرى اجتياح صنعاء

يتباهى الحوثيون بجمع الأموال لدعم «حزب الله» بينما يواجه الملايين الجوع (إعلام حوثي)
يتباهى الحوثيون بجمع الأموال لدعم «حزب الله» بينما يواجه الملايين الجوع (إعلام حوثي)
TT

حملة تنديد يمنية بالبذخ الحوثي في ذكرى اجتياح صنعاء

يتباهى الحوثيون بجمع الأموال لدعم «حزب الله» بينما يواجه الملايين الجوع (إعلام حوثي)
يتباهى الحوثيون بجمع الأموال لدعم «حزب الله» بينما يواجه الملايين الجوع (إعلام حوثي)

ندد سياسيون ومثقفون ونشطاء يمنيون بالإنفاق الباذخ للحوثيين في إحياء ذكرى اقتحامهم صنعاء، وأطلقوا حملة مناهضة للاحتفال بهذا اليوم الذي سمّوه «يوم النكبة»، بينما يعمل مئات الآلاف من الموظفين دون رواتب منذ 7 سنوات.

وفي حين يعيش 17 مليون يمني، وفق ما تقوله الأمم المتحدة، على المساعدات، ينفق الحوثيون ملايين الدولارات على احتفالاتهم المتعددة طيلة أشهر السنة.

النشطاء والسياسيون اليمنيون أطلقوا حملة إلكترونية تندد باليوم الذي اجتاح فيه الحوثيون صنعاء، في 21 سبتمبر (أيلول) 2014، وانتقدوا تخصيص الجماعة مليارات الريالات اليمنية من عائدات الدولة للاحتفال بهذا اليوم، الذي تبعه اندلاع الحرب التي تسببت في مقتل 400 ألف شخص، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

حتى المعاقون لم يعفهم الحوثيون من المشاركة في الاستعراض بمناسبة ذكرى اجتياح صنعاء (رويترز)

ورغم تحذيرات الأمم المتحدة من تدهور الوضع المعيش، حيث تهدد المجاعة 5 ملايين يمني خلال الأشهر المتبقية من العام الحالي، فإن الحوثيين يواصلون تجاهل هذه المعاناة، مع تراجعهم عن صرف نصف راتب وعدوا به الموظفين، في الوقت الذي خصّصوا فيه المليارات للعرض العسكري بالتزامن مع التجهيز لاحتفال آخر لمناسبة ذات صبغة طائفية يحشدون لها من كل مناطق البلاد.

عنتريات لإيذاء اليمن

العميد صادق ‏دويد، المتحدث الرسمي باسم «المقاومة الوطنية اليمنية»، انتقد العرض العسكري الحوثي الذي أُقيم في ذكرى الانقلاب وقال إنه «يؤكد أن الميليشيا مسكونة بالعنتريات الخمينية في إيذاء اليمن والإقليم والملاحة الدولية».

ورأى دويد أن أولويات الجماعة الحوثية أولوية أمنية على غرار إيران، وقال إنها «لا تضع في حساباتها اتخاذ أي خطوة باتجاه مصالحة اليمنيين، وبناء دولة توفر ولو أبسط متطلبات حياتهم». ‏

من جهته، أكد النائب البرلماني المعارض أحمد سيف حاشد، أن يوم ذكرى الانقلاب يستحق الحداد لا الاحتفال؛ لأنهم (الحوثيين) يحتفلون بوطن لم يعد يُرى إلا في خيالهم. وقال إنها «ذكرى جَلبَ لنا أصحابها الحرب والدمار والخراب والجوع والنهب والفساد المهول». وجزم بأنه لا يعرف كم من الزمن سيحتاج اليمنيون من أجل تجاوز آثار وتبعات ما حدث.

وأضاف: «هذه هي الحقيقة المُرّة للأسف، ومَن لم يفهمها حتى اليوم سيفهمها غداً، ولكن بتكلفة أكبر وأشد. تكلفة وطن وأجيال ومستقبل. مَن لم تعجبه هذه الحقيقة فليعتبرها مجرد رأي. ولنترك الزمن يثبت صوابه من عدمه، رغم أن ما فيه صار بائناً مثل الشمس».

تتباهى الجماعة الحوثية بقدراتها العسكرية لإخضاع السكان في مناطق سيطرتها (رويترز)

أما القاضي عبد الوهاب قطران، فرأى أن العرض العسكري الحوثي، موجه للداخل، لا الخارج. وأن حديث زعيم الحوثيين عن نيته إحداث تغييرات جذرية الهدف منه إقصاء بقايا أعضاء حزب «المؤتمر الشعبي» في مؤسسات الدولة، وإحلال عناصر عقائدية من الحوثيين بدلاً عنهم.

ووصف قطران العرض العسكري بأنه «رسالة لاستعراض العضلات لا غير»، بينما وصف الناشط حمدي حسن يوم اقتحام الحوثيين صنعاء بأنه «يوم أسود» على اليمنيين، وردة كبيرة عن «ثورة 26 سبتمبر 1962».

نوايا اجتثاث

المواقف المناهضة لاستعراضات الحوثيين أتت متزامنة مع إعادة تأكيد زعيم الجماعة نيته إحداث ما يقول إنه «تغيير جذري» في إدارة مناطق سيطرته خلال الأيام القليلة المقبلة، وهو ما قوبل بتحذير من نوايا واضحة لاجتثاث جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في تلك المناطق.

ووصف أعضاء وقيادات في الحزب، الخطابَ الودي الذي أظهره الحوثيون خلال الأسابيع الأخيرة تجاههم بأنه «محاولة مكشوفة لطمأنتهم، وضرب التضامن الشعبي الواسع مع إضراب المعلمين، والحملة المطالبة بصرف رواتب الموظفين».

وفي حين سارع الجناح العسكري للحوثيين إلى الترحيب بإعلان ما سمّاه زعيمهم «التغييرات الجذرية» والتزامه بها، ذكرت مصادر وثيقة الاطلاع في صنعاء أن هذا الجناح، ومعه جهاز المخابرات الخاصة، أجرى تغييرات أمنية خلال الأيام الماضية في صفوف القوات التي تتولى تأمين مداخل العاصمة صنعاء، وإسناد هذه المهمة إلى عناصر ينحدرون من مناطق أكثر ولاءً في محافظة صعدة بالدرجة الأولى، وأُضيفت إليهم مجاميع ينحدرون من محافظتَي حجة وعمران.

صور قائد الحوثيين ووالده وشقيقه في صدارة العرض العسكري (إعلام حوثي)

المصادر ذكرت لـ«الشرق الأوسط» أن هذه الخطوة تعكس مخاوف قائد الحوثيين من حدوث أي اعتراض على القرارات التي من المنتظر صدورها، التي ستشمل بعض قادة الجماعة، وتهدف أساساً إلى وقف الصراع المتنامي بين أجنحتها.

وربطت المصادر بين العرض العسكري وهذه الاستعدادات، مؤكدة أن العرض رسالة إلى الداخل، أكدت أن الجماعة ستتعامل بقسوة مع أي تحرك يعارض ذلك التوجه، الذي تشير المصادر إلى أنه سوف يشمل وللمرة الأولى تغيير شكل نظام الحكم، وتقليص وجود حزب «المؤتمر الشعبي» إلى أدنى مستوياته منذ تشكيل الحكومة غير المعترف بها في عام 2016.

ووفقاً لهذه المصادر، فإن قيادة الجماعة أمرت مسؤولي المحافظات والزعامات القبلية بإصدار بيانات تأييد ومباركة للتغييرات التي أُعلن أنه سيتم إجراؤها، وإن هذه الأوامر امتدت إلى قادة التشكيلات المسلحة، وسوف تتوسع إلى المستويات الإدارية الدنيا؛ بهدف امتصاص الضغوط الشعبية الواسعة المطالبة بصرف رواتب الموظفين، والنقمة على فساد قادة الجماعة المتهمين بنهب الأموال والإثراء غير المشروع، والإنفاق على التجنيد والفعاليات الطائفية والتغييرات المذهبية.


150 مليون دولار من البنك الدولي لتعزيز الصحة والغذاء في اليمن

مليونا طفل يمني يواجهون سوء التغذية الحاد (الأمم المتحدة)
مليونا طفل يمني يواجهون سوء التغذية الحاد (الأمم المتحدة)
TT

150 مليون دولار من البنك الدولي لتعزيز الصحة والغذاء في اليمن

مليونا طفل يمني يواجهون سوء التغذية الحاد (الأمم المتحدة)
مليونا طفل يمني يواجهون سوء التغذية الحاد (الأمم المتحدة)

وافق مجلس المديرين التنفيذيين للبنك الدولي على منحة من المؤسسة الدولية للتنمية بقيمة 150 مليون دولار أميركي كتمويل إضافي ثانٍ لمشروع رأس المال البشري الطارئ في اليمن، لتحسين خدمات الصحة والتغذية والمياه والصرف الصحي لملايين الضعفاء.

جاء ذلك في وقت أطلقت فيه الحكومة اليمنية حملة تحصين جديدة ضد مرض الحصبة بعد تسجيل أكثر من 15 ألف إصابة، وسط مخاوف من تفشي هذا المرض الذي عاد للظهور عقب انقلاب الحوثيين وحملة التضليل التي يقودونها ضد اللقاحات ووقف حملات التلقيح الدورية التي كانت تنفذها السلطات بالتعاون مع المنظمات الأممية.

نحو 13 مليون طفل بحاجة إلى المساعدة في اليمن (الأمم المتحدة)

وذكر البنك الدولي في بيان أنه من المقرر أن يستمر هذا التمويل الذي وصفه بـ«الحاسم» في مواصلة تقديم الخدمات الأساسية في مجالات الصحة والتغذية وإمدادات المياه والصرف الصحي والنظافة العامة، مع تعزيز أنظمة عملها في جميع أنحاء البلاد.

وأوضح أن سلسلة من الأحداث الكارثية - مثل جائحة كوفيد-19، وتفشي الحصبة، ووباء الكوليرا، وغزو الجراد، والفيضانات - إلى جانب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وانعدام الأمن الغذائي، والتقديم المجزأ للخدمات زادت من تفاقم تأثير الصراع في اليمن على حياة الناس.

أربعة مجالات

سيركز المشروع الطارئ للرعاية الصحية المدعوم من البنك الدولي على أربعة مجالات رئيسية في اليمن، وهي تحسين خدمات الرعاية الصحية والتغذية في مراكز الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات، وتعزيز إمدادات المياه وخدمات الصرف الصحي وتعزيز النظم المحلية، وتوفير الدعم الشامل للمشروع وإدارته، إضافة إلى دعم القدرات المؤسسية وتعزيز قدرة نظام الصحة والمياه والصرف الصحي على تحسين التغطية وجودة الخدمات الأساسية المقدمة والقدرة على الصمود في مواجهة تفشي الأمراض المعدية.

عداء الحوثيين للقاحات تسبب في ظهور أمراض كانت البلاد قد تخلصت منها (فيسبوك)

ومن الجوانب الحيوية لهذا التعزيز وفق ما أعلنه البنك الدولي تعزيز المراقبة، وتعزيز خدمات الكشف المبكر، وتعزيز خبرات المتخصصين في الرعاية الصحية. كما سيدعم التمويل الإضافي أيضاً نظام إدارة المعلومات الصحية في البلاد ورفع مستوى الجودة للسياسة الصحية وتقديم الخدمات.

ووفق بيانات البنك الدولي فإنه وحتى 31 مارس (آذار) الماضي، خدم المشروع 8.4 مليون مستفيد، وهو ما يتجاوز هدفه الأولي، وقد ساعد برنامج الصحة والتغذية وحده أكثر من 4.49 مليون امرأة وأكثر من ثلاثة ملايين طفل، من خلال تغطية مستدامة وعالية لخدمات صحة الأم والطفل الحيوية المقدمة في أكثر من 2000 منشأة صحية، علاوة على ذلك، أتاحت تدابير إمدادات المياه والصرف الصحي إمكانية وصول أفضل لأكثر من 450 ألف فرد، 48.5 في المائة منهم من النساء والفتيات.

ومع ذلك، ووفقاً لأحدث تصنيف متكامل لمراحل الأمن الغذائي، يؤكد البنك أن 17 مليون شخص ما زالوا يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد. ويصيب سوء التغذية الحاد مليوني طفل و1.3 مليون امرأة حامل ومرضعة.

يتجاهل الحوثيون تفشي الأوبئة ويركزون على استعراض قوتهم وقمع السكان (رويترز)

وقالت تانيا ماير، مديرة مكتب البنك الدولي في اليمن، إنها معركة ضد الزمن وتدهور الأوضاع الإنسانية، لأن حجم تدهور رأس المال البشري في اليمن مثير للقلق. وأنه في عام 2023 وحده، هناك ما يقرب من 21.6 مليون شخص، أي ما يقرب من ثلاثة أرباع السكان، ومن بينهم 12.9 مليون طفل، في حاجة ماسة إلى المساعدة، وتعهدت بمواصلة التركيز على الحفاظ على خدمات الصحة والتغذية والمياه والصرف الصحي والنظافة مع تعزيز الأنظمة المحلية.

وبلغ الدعم الذي يقدمه البنك الدولي لليمن 3.9 مليار دولار أميركي على مستوى البلاد على شكل منح من المؤسسة الدولية للتنمية منذ عام 2016. وبالإضافة إلى التمويل، يوفر البنك الدولي الخبرة الفنية لتصميم المشاريع وتوجيه تنفيذها من خلال بناء شراكات قوية مع وكالات الأمم المتحدة والمؤسسات المحلية العاملة على الأرض.

التحصين ضد الحصبة

أعلنت وزارة الصحة اليمنية تسجيل أكثر من مائتي حالة وفاة و15 ألف إصابة بمرض الحصبة خلال الفترة الماضية، ودعت إلى تضافر الجهود، لإنجاح حملة التحصين التي بدأت السبت بدعم من منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف، وحلف اللقاح العالمي.

وزير الصحة اليمني قاسم بحيبح (سبأ)

وذكر وزير الصحة قاسم بحيبح، أن الحملة تستمر ستة أيام، وتستهدف أكثر من مليون ومائتين وسبعة وستين ألف طفل من عمر ستة أشهر وحتى ما دون الخامسة من العمر في ثلاث عشرة محافظة خاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليا، بكادر صحي يصل إلى نحو ستة آلاف وتسعمائة شخص.

وجدد بحيبح التأكيد على مأمونية اللقاحات وفعالياتها وتوافرها في كل مراكز التحصين، مطالبا الجميع باستشعار الواجب الديني والوطني، والإسهام في إنجاح الحملة، وتحصين الأطفال ضد مخاطر الحصبة والحصبة الألمانية.

وكان مكتب الصحة بمحافظة تعز اليمنية أعلن وفاة خمسين حالة وأكثر من ألفين وثلاثمائة وسبعين إصابة بمرض الحصبة منذ مطلع العام الحالي.

وقال مدير إدارة الترصد الوبائي في تعز، إن مؤشر الإصابة بالحصبة في ارتفاع مستمر، ما يعني أن الوضع الوبائي في حالة تفشٍّ. فيما دعت السلطات المحلية السكان في المحافظة إلى الاستجابة والتفاعل مع الحملة الوطنية الطارئة للتحصين والتعاون مع فرق التلقيح.


الصومال يطلب إرجاء سحب قوة الاتحاد الأفريقي بعد التعرض لـ«نكسات كبيرة»

أفراد من الجيش الصومالي خلال عملية تمشيط (حساب القوات الصومالية على منصة «إكس»)
أفراد من الجيش الصومالي خلال عملية تمشيط (حساب القوات الصومالية على منصة «إكس»)
TT

الصومال يطلب إرجاء سحب قوة الاتحاد الأفريقي بعد التعرض لـ«نكسات كبيرة»

أفراد من الجيش الصومالي خلال عملية تمشيط (حساب القوات الصومالية على منصة «إكس»)
أفراد من الجيش الصومالي خلال عملية تمشيط (حساب القوات الصومالية على منصة «إكس»)

ناشدت الحكومة الصومالية مجلس الأمن الدولي، في خطاب، إرجاء سحب قوة الاتحاد الأفريقي من البلد الذي يمزقه العنف لمدة 3 أشهر بعد تعرضه لـ«نكسات كبيرة» خلال الحرب ضد حركة الشباب المتطرفة.

وأعرب الخطاب، الذي اطلعت عليه وكالة الصحافة الفرنسية، عن طلب الصومال من الأمم المتحدة إرجاء المرحلة الثانية من خطة سحب القوات، التي تقضي بمغادرة 3 آلاف جندي بحلول نهاية سبتمبر (أيلول)، لمدة 90 يوماً.

وحمل الخطاب تاريخ 19 سبتمبر، موجهاً إلى الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي، وموقعاً من مستشار الأمن القومي الصومالي حسين شيخ علي.

وفي مطلع يوليو (تموز)، أعلنت البعثة الانتقالية الأفريقية في الصومال (أتميس) أنها أكملت المرحلة الأولى من خفض قواتها، بهدف تسليم مهمات الأمن في نهاية المطاف إلى الجيش والشرطة الصوماليين.

وقالت، في بيان، إنه تم تسليم 7 قواعد في الإجمال لقوات الأمن الصومالية، وهو ما أتاح سحب ألفي جندي نهاية يونيو (حزيران).

وأكد مسؤول دبلوماسي صحة الخطاب، كما أكد مصدر آخر مطلع على الأمر، لوكالة الصحافة الفرنسية، تقدم الحكومة الصومالية بهذا الطلب.

وضمت بعثة «أتميس» أكثر من 19 ألف جندي وشرطي من عدة دول أفريقية، بما في ذلك بوروندي وإثيوبيا وكينيا وأوغندا، ولكن سيتعين سحبهم جميعهم بحلول نهاية عام 2024.

وفي أبريل (نيسان) 2022، وافق مجلس الأمن على أن تحل «أتميس» محل بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم) التي تم تشكيلها في عام 2007. و«أتميس» بعثة ذات تفويض معزز لمحاربة حركة الشباب المتطرفة.

وبحسب نص الخطاب، قالت الحكومة الصومالية إنها تعرضت لـ«عدة نكسات كبيرة» منذ أواخر أغسطس (آب)، بعد هجوم على قواتها بمنطقة غلغدود وسط البلاد.

ومنذ أغسطس (آب) 2022، يخوض الجيش الصومالي إلى جانب مجموعات عشائريّة محلّية، وبدعم من قوّات الاتّحاد الأفريقي والضربات الجوّية الأميركيّة، هجوماً ضدّ جماعة الشباب الموالية لـ«القاعدة».

وتشن الجماعة، التي تربطها صلات بتنظيم «القاعدة»، تمرداً دموياً ضد الحكومة الهشة المدعومة دولياً في مقديشو منذ أكثر من 15 عاماً. وتعهّد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود منذ توليه السلطة في مايو (أيار) من العام الماضي، تخليص البلاد من الميليشيات المسلحة.

وقال، خلال زيارة قام بها الشهر الماضي إلى الجبهة، إنه يعتقد أن الحكومة «ستقضي» على المتطرفين بحلول نهاية العام. وفي عام 2011، طُرد مقاتلو الشباب من مقديشو، لكنّهم ظلّوا منتشرين في مناطق ريفيّة واسعة يُواصلون انطلاقاً منها شنّ هجمات ضدّ أهداف أمنيّة ومدنيّة.


غضب يمني في ذكرى الانقلاب الحوثي

عدد من قيادات جماعة الحوثي خلال العرض العسكري الذي نظمته احتفالاً بذكرى الانقلاب (إعلام حوثي)
عدد من قيادات جماعة الحوثي خلال العرض العسكري الذي نظمته احتفالاً بذكرى الانقلاب (إعلام حوثي)
TT

غضب يمني في ذكرى الانقلاب الحوثي

عدد من قيادات جماعة الحوثي خلال العرض العسكري الذي نظمته احتفالاً بذكرى الانقلاب (إعلام حوثي)
عدد من قيادات جماعة الحوثي خلال العرض العسكري الذي نظمته احتفالاً بذكرى الانقلاب (إعلام حوثي)

تعددت ردود الفعل اليمنية الغاضبة إزاء احتفال الانقلابيين الحوثيين في صنعاء، السبت، بالذكرى التاسعة لانقلابهم على السلطة الشرعية وسيطرتهم على مؤسسات الدولة، بين التهكم والاستنكار والأسف على ما وصلت إليه حال البلد والمجتمع خلال الأعوام التسعة الماضية.

ووصفت الحكومة اليمنية على لسان وزير إعلامها معمر الإرياني الاحتفال بالتحدي السافر والاستهتار بالجهود التي تبذلها الدول الشقيقة والصديقة لاستعادة الهدنة وإحلال السلام، وعدّه هروباً من مطالب مئات الآلاف من الموظفين بصرف مرتباتهم المتوقفة منذ 7 أعوام، والكشف عن مصير مئات المليارات من إيرادات المؤسسات الرسمية التي يديرها الانقلابيون.

وذكر الإرياني أن هذه الاحتفالات تعبر عن حالة الانفصام التي تعيشها الميليشيات الحوثية بين طروحات ودعوات وجهود استعادة وتثبيت الهدنة وإحلال السلام في اليمن من جهة؛ وواقعها كميليشيا إرهابية رهنت نفسها أداة بيد إيران وسياساتها التدميرية في المنطقة، كما تكشف عن استمرار تدفق السلاح والخبراء والتقنيات العسكرية الإيرانية للميليشيا عبر موانئ مدينة الحديدة في انتهاك صارخ لاتفاق استوكهولم.

وأضاف أن المليارات التي تنفقها ميليشيات الحوثي في الاستعراضات العسكرية وإحياء طقوسها الطائفية، من الأموال المنهوبة من قطاعات الضرائب والجمارك والزكاة والأوقاف والنفط والغاز والاتصالات والنفط والغاز الإيراني «المجاني» الذي يُباع في الأسواق المحلية، تكفي لتمويل صرف مرتبات موظفي الدولة بانتظام، وتحسين الأوضاع المعيشية لملايين المواطنين الواقعين تحت خط الفقر والمجاعة.

ودعا المجتمع الدولي إلى إدانة هذه التحركات التي نعتها بالتصعيدية، وممارسة ضغوط حقيقية على ميليشيات الحوثي لإجبارها على الانخراط بجدية وحسن نية في جهود التهدئة وإحلال السلام، وتخصيص إيرادات الدولة المنهوبة لصرف مرتبات الموظفين بانتظام وفق قاعدة بيانات الخدمة المدنية للعام 2014، وتأمين الغذاء لملايين الجوعى في مناطق سيطرتها.

وحشد الانقلابيون الحوثيون في العاصمة اليمنية صنعاء، السبت، الآلاف من أنصارهم احتفالاً بالذكرى التاسعة لانقلابهم على السلطة الشرعية في اليمن والسيطرة على مؤسسات الدولة في 21 سبتمبر (أيلول) 2014.

ونفذ الحوثيون عرضاً عسكرياً كبيراً في ذكرى اجتياح العاصمة صنعاء، متضمناً استعراض أسلحة متعددة ومتنوعة بينها طائرات حربية، وهو ما أثار غضب اليمنيين واستنكارهم، لأن إعادة تشغيل هذه الطائرات تعني إنفاقهم مبالغ ضخمة واستقدام خبراء أجانب، في حين يرفضون صرف رواتب موظفي الدولة، ويتجاهلون إضراب المعلمين الذي دخل شهره الثالث.

نسف جهود السلام

ومن جهته، أشار فياض العمان وكيل وزارة الإعلام اليمنية إلى أن الميليشيات الحوثية تتعامل بلا مسؤولية مع الجهود الإقليمية والدولية، وأنها تكرر نفس نهجها التصعيدي، بينما يُنتظر منها تنفيذ إجراءات لبناء الثقة لتحقيق السلام والحل العادلين للأزمة اليمنية، بدلاً من توجيه رسائل سلبية حيال عملية السلام والجهود المبذولة من الأشقاء والأصدقاء من خلال التصعيد العسكري سواء في الحشد في الجبهات أو بالعروض العسكرية الزائفة في ذكرى الانقلاب الأسود على مؤسسات الدولة.

استعرض الحوثيون كماً كبيراً من الأسلحة الثقيلة في احتفال عده مراقبون رسائل للداخل والخارج (إعلام حوثي)

فالمشهد اليوم في صنعاء، وفق حديث النعمان لـ«الشرق الأوسط» يعيد تكرار ما جرى قبل انطلاق عاصفة الحزم، حين أقدمت الميليشيات على تنفيذ عرض ومناورة عسكريين في صعدة، وكان تحدياً واضحاً لكل الجهود الدولية، وانقلاباً صريحاً على التوافق السياسي للقوى اليمنية، واليوم بنفس العقلية وبنفس الأدوات تتحدى الميليشيات الوسطاء والرعاة الدوليين لعملية السلام عبر العرض العسكري في ميدان السبعين.

واستطرد: «أعتقد أن الميليشيات التى نشأت في بيئة إرهابية وتدربت على يد خبراء الإرهاب، لن تصنع سلاماً لبلاد أنهكتها ممارسات التنظيمات الإرهابية، والحوثي على رأس هذه الجماعات المتطرفة، فاليوم يصادف الذكرى السنوية لانقلاب الحوثيين الذي دمر اليمن وشعبه، ولن ننسى أبداً الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها الميليشيات المدعومة من إيران بحق اليمن واليمنيين، وتحويل اليمن إلى رهينة لأجندة إيران ومصدر للاضطراب في المنطقة والعالم».

وبدوره، رأى الناشط السياسي محمد عبد المغني أن الاستعراض العسكري الذي نفذته جماعة الحوثي في ذكرى استيلائها على مؤسسات الدولة في العاصمة صنعاء وغيرها بقوة السلاح في 21 من عام 2014؛ إنما هو رسالة تهدف إلى إيصالها أولاً للداخل وثانياً للخارج.

فللداخل، تريد الجماعة التعبير عن قوتها واستمرارها في مواجهة الناس الذين يرفضون سلطتها وهم كُثُر، أي أنها رسالة تهديد للمجتمع الواقع في مناطق سيطرتها، وأيضاً التهديد الصريح للذين يطالبون برواتبهم وحقوقهم المشروعة كل يوم، أما بالنسبة للخارج، فإنها تظهر نفسها بوصفها جماعة لا تعترف بالسلام وتواصل القتال، وهو ما صرحت به الجماعة بصريح العبارة في أثناء استعراضها العسكري، الذي أعلنت فيه أن السلام لم ولن يتحقق إلا بفرض معادلات عسكرية رادعة تجبر، من وصفته بالعدو؛ على الخضوع لكل مطالبها.

منذ الانقلاب في 2014 يعيش أغلب اليمنيين على المساعدات الدولية (أ.ف.ب)

وأردف عبد المغني في إفادته لـ«الشرق الأوسط»: «إذن نحن أمام جماعة تؤمن جيداً بأنها لن تستطيع البقاء إلا في ظل استمرار القتال والحرب واستمرار تغذية أشكال العنصرية والطبقية داخل المجتمع ولا شيء غير ذلك، فمنذ بداية سيطرتها على العاصمة ومناطق أخرى، لم تستطع توفير أبسط الخدمات للمواطنين».

واستهجن استمرار الميليشيات في نهب عائدات الكثير من المؤسسات التي تخضع لسيطرتها والتي تصل إلى ملايين الدولارات، وكذلك من المساعدات المخصصة لليمن لصالح معالجة الوضع الإنساني منذ بداية الحرب، إلى جانب غير ذلك من المصادر التي تصلها من حلفائها الإقليميين لتمويل حروبها، ما يجعلها قادرة على صرف المرتبات.

سخرية وغضب من الداخل

وعبّر مواطنون في العاصمة صنعاء عن غضبهم من الاحتفال والعرض العسكري الذي رأوا أن تنظيمه كان على حسابهم، حيث حرموا من الخدمات، وجرى إغراقهم في دوامة من الأزمات المعيشية اختفت معها الكثير من السلع، وارتفعت أسعار المواد الأساسية والوقود، ومورست بحقهم الجبايات والإتاوات غير القانونية.

وسخر أحمد سيف حاشد عضو البرلمان الذي يسيطر عليه الحوثيون من الاحتفال الذي أرادوا من خلاله إيصال رسائل للداخل، وكتب مخاطباً إياهم: «سقط الاتحاد السوفياتي ولديه أكبر ترسانة نوويه عسكرية، ومعه حلف وارسو أيضاً. أما أنتم فمن أنتم وأي حلف معكم؟!».

ونبههم قائلاً إنه «مجرد استعراض عسكري موجه في جله نحو الداخل، أما الخارج فأقولها لكم: لقد فشلتم أمامه مرتين، وبات واقع الحال يحكي ويقول: كان هنا يمن».

وفي تغريدة أخرى طالب بالحداد بدلاً من الاحتفال، مؤكداً أن الحوثيين «يحتفلون بوطن لم نعد نراه إلا في مخيلتهم»، و«ذكرى جلب لنا أصحابها الحرب والدمار والخراب والنهب والفساد المهول»، ولا نعرف كم ردحاً من الزمن نحتاج من أجل أن نتجاوز آثار وتبعات ما حدث على المستقبل والأجيال المقبلة».

واستغرب أحمد العنسي، وهو تاجر إلكترونيات وهواتف نقالة، من أن يجري الاحتفال بذكرى دخول البلد في نفق مظلم، ومعاقبة اليمنيين بالأزمات المعيشية وإيقاف صرف رواتب موظفي الدولة، وإنهاك القطاع التجاري بالجبايات والإتاوات.

تضاعفت أعداد الفقراء في اليمن ونزح الكثير من السكان هرباً من الحرب والظروف المعيشية الصعبة (رويترز)

واشتكى لـ«الشرق الأوسط» من تراجع مبيعات محلاته التجارية، واضطراره إلى إغلاقها كلها مكتفياً بواحد منها يخشى إغلاقه أيضاً بسبب عدم تحقيقه الفوائد المرجوة، خصوصاً مع ازدياد الجبايات التي تُفْرَض عليه لصالح الاحتفال بذكرى الانقلاب والمولد النبوي، بينما تتراجع القدرة الشرائية لليمنيين حتى إنه لا يجد من يشتري منه أغلب الأوقات.

أما الطالب الجامعي أنيس حيدان فلم يجد في الاحتفال بذكرى الانقلاب إلا تكريس جماعة الحوثي قوتها وغطرستها ورغبتها في إثبات أنها المهيمن الحقيقي والأوحد، وعلى الجميع أن يستسلم لذلك، فالاحتفال هو رسالة واضحة ومركزة يرغب من خلالها الحوثيون في تنبيه الجميع بأنهم من يقرر مصيرهم.

لكنه نفى في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن يكون الاحتفال قد نجح في إثبات تلك الرؤية، بل على العكس من ذلك؛ أثبت الحوثيون لليمنيين أنهم على حق في غضبهم، وأن رفضهم سيطرة وهيمنة الانقلابيين لا بد أن يستمر وأن يتحول إلى مقاومة شاملة.


تحذيرات يمنية من سيناريو كارثة درنة في عدن

أحدثت السيول الغزيرة أضراراً مادية وبشرية في عدن العام الماضي (إكس)
أحدثت السيول الغزيرة أضراراً مادية وبشرية في عدن العام الماضي (إكس)
TT

تحذيرات يمنية من سيناريو كارثة درنة في عدن

أحدثت السيول الغزيرة أضراراً مادية وبشرية في عدن العام الماضي (إكس)
أحدثت السيول الغزيرة أضراراً مادية وبشرية في عدن العام الماضي (إكس)

ازدادت التحذيرات من المخاطر البيئية المحدقة باليمن، ولفتت كارثة إعصار دانيال الذي ضرب مدينة درنة الليبية إلى احتمال حدوث كوارث مشابهة في اليمن، خصوصاً مع سوء التخطيط الحضري والإهمال الذي تعرضت له البنية التحتية في البلاد خلال العقود الماضية.

وحذر مكتب الزراعة والري في العاصمة المؤقتة عدن حديثاً من تكرار ما حدث للمدينة الليبية في مناطق الحسوة وبئر أحمد في محافظة عدن، حيث يقع عدد من المساكن في مجرى تبن، في محافظة لحج؛ إلى جانب تحول طريق العلم الحسيني الممتد في محيط المحافظة من الشرق باتجاه الشمال إلى سد لتغيير مجرى السيول إلى القرى وإلى مدينة عدن.

وطالب المكتب محافظ عدن بسرعة التدخل قبل وقوع ما وصفه بالكارثة، واتخاذ الإجراءات المطلوب اتباعها لتجنبها بالتنسيق مع السلطة المحلية في محافظة لحج، ووزارتي الزراعة والري والثروة السمكية، من أجل الخروج بحلول مناسبة لتفادي أي كوارث في المستقبل.

جانب من الفيضانات التي شهدتها مدينة عدن العام الماضي (إكس)

ويبدي أحمد الزامكي وكيل وزارة الزراعة لقطاع الري قلقه والجهات المختصة من هذه الكارثة المرتقبة، والمتوقع حدوثها قريباً، وذلك بعدما يزيد على 40 عاماً منذ حدوث فيضان في المنطقة نفسها، حيث إن المتعارف عليه علمياً أن تردد الفيضانات يحدث كل 40 إلى 50 عاماً.

يقول الزامكي لـ«الشرق الأوسط»: «خلال الأعوام الأخيرة بدأت الأمطار تهطل بغزارة غير مسبوقة، وهو ما ينذر بحدوث الكارثة، فالسيول تأخذ مجراها عبر آلاف السنين، وأي تدخل لإعاقتها أو تغيير مجاريها؛ يؤدي إلى حدوث فيضانات إلى جوانب الأودية والمجاري، وهو ما يتسبب بوقوع الأضرار والكوارث».

ويوضح الزامكي أن منطقة الحسوة في محافظة عدن هي مصب لوادي تبن الذي يجمع السيول من مناطق واسعة تصل مساحتها إلى مئات آلاف الكيلومترات، وينقسم وادي تبن أعلى منطقة الحسيني في محافظة لحج إلى واديين، الوادي الكبير الذي يصب في منطقة الحسوة، والوادي الصغير الذي يصب بالقرب من منطقة العلم على ساحل أبين.

وأشار إلى أنه جرى التواصل مع السلطات المحلية في محافظة عدن وتشكيل لجنة مشتركة ومن ثم رفع تقرير تفصيلي حول مجرى السيول الرئيسي في الوادي الكبير، والذي استحدث العمران في مجراه خلال السنوات الأخيرة، ما أدى إلى إعاقة السيول، مسترشداً في ذلك بما يحدث في أحياء كريتر والمعلا والتواهي.

جبل شمسان في خطر

ففي هذه الأحياء، ورغم مساحة التجميع الصغيرة؛ فإن كمية السيول الكبيرة التي تنزل من جبل شمسان والجبال المجاورة أدت إلى أضرار كبيرة، وجرفت معها الأحجار والمخلفات الرسوبية، وأغلقت مجاري السيول، وهو ما يعد، وفقاً لتوضيح الزامكي، مؤشراً لما يمكن أن يحدث في منطقة الحسوة التي تجمع كميات هائلة من المياه.

تحذر جهات حكومية وعلمية من وقوع كارثة في عدن تشبه كارثة درنة الليبية (رويترز)

ودعا السلطات المحلية في محافظتي لحج وعدن إلى إزالة البناء العشوائي من مجاري السيول تجنباً للكارثة المحتملة، خصوصاً مع ازدياد كميات الأمطار التي تهطل في البلاد، والأعاصير التي تتردد باستمرار على اليمن وسلطنة عمان، ما يجعل مدينة عدن مرشحة لكارثة محتملة.

واليمن كغيرها من البلدان يواجه نمطاً متقلباً من الاضطرابات المناخية المتمثلة بالجفاف والتصحر والأمطار الغزيرة والصواعق والسيول التي تتسبب بالانهيارات الأرضية وهدم البنى التحتية والمباني وجرف التربة الزراعية والمنازل، ولا تمتلك بالمقابل بنية تحتية كافية لمواجهة هذه التغيرات.

وسبق هذا التحذير تحذيرات أخرى خلال ندوة علمية في مدينة عدن قبل أكثر من عام، حيث أكد المشاركون أن غياب خطة للطوارئ لمواجهة الكوارث في العاصمة عدن، يجعلها مهددة بارتفاع منسوب مياه البحر والغرق، وطالبوا بالاقتداء بمعظم الدول المطلعة على البحار بعمل مصدات وحواجز على شواطئها تحسباً لارتفاع منسوب البحر لديها.

يحذر خبراء بيئيون من تأثير التيارات البحرية على السواحل اليمنية بسبب سوء التخطيط (أ.ف.ب)

ونوه المشاركون بدراسات أجريت حول مخاطر ارتفاع منسوب مياه البحر خلال العقود القادمة على طول الشريط الساحلي لمدينة عدن وانجرافها وتحولها إلى حفرة مليئة بمياه البحر، منبهين إلى ارتفاع نسبة ملوحة المياه التي تمد عدن بمياه الشرب من حقول بئر ناصر وبئر أحمد وحقل الروئ، والتي تضرر منها نحو 50 بالمائة منها بالملوحة.

تهديدات بحرية

يرى عبد القادر الخراز أستاذ التقييم البيئي جامعة الحديدة أن مدينة عدن ومعظم المدن والمناطق الساحلية معرضة لتطرفات مناخية مثل ارتفاع مستوى سطح البحر ما قد يسبب حدوث تسونامي، أو فيضانات نتيجة الأمطار الغزيرة والتي تكررت في السنوات الأخيرة وأدت إلى أضرار كبيرة من بينها خسائر بشرية، بينما لا توجد بنية تحتية لاحتواء هذه السيول وتصريفها.

واتفق في حديثه لـ«الشرق الأوسط» مع الزامكي حول أضرار الاعتداء على مجاري السيول من بيع للأراضي واستحداث البناء فيها، والذي يجري في ظل عدم اتخاذ إجراءات لاستيعاب التغيرات المناخية، ودرء الأضرار الناجمة عنها، منتقداً غياب الأولوية البيئية في المخططات التنموية من طرقات وجسور وقنوات تصريف للمياه والسيول.

ونبه إلى مخاطر أخرى تفرضها التغيرات المناخية على المدن اليمنية وبينها مدينة عدن، ومنها ما يتعارف عليه مختصو البيئة بـ«الحركة المتبادلة بين البحر والقارة»، وهي حركة التيارات البحرية التي ينبغي أن يتم إفساح مجال لها يزيد على 500 متر من خط الشاطئ، تسمى بمساحة الملك العام، وهو ما لم يجرِ اتباعه في اليمن رغم تحديد الملكية العامة في السواحل بـ 300 متر.

وتتمثل مخاطر عدم ترك مساحة الملك العام في زيادة قوة التيارات البحرية والتأثير على البنى التحتية والمباني التي يجري استحداثها على السواحل دون وضع اعتبارات هندسية وبيئية أو استخدام المواد التي تخفف من حدة التيارات البحرية.

منذ سنوات يشهد اليمن أمطاراً غزيرة وسيولاً جارفة بفعل التغيرات المناخية (رويترز)

ومنذ نحو أسبوع حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) من حدوث فيضانات مفاجئة ستؤثر في أكثر من 6 آلاف شخص في عدد من المناطق الداخلية لليمن خلال الأسابيع المقبلة.

ووفق نشرة الإنذار المبكر للأرصاد الجوية الزراعية الصادرة عن «الفاو»، فإنه ‏رغم التوقعات بانخفاض كبير في مستوى هطول الأمطار؛ فإن أمطاراً خفيفة إلى متوسطة ستستمر بالهطول على الأجزاء الغربية من البلاد حتى نهاية الشهر الحالي، والتي من المحتمل أن تتسبب بحدوث فيضانات مفاجئة قد تؤثر في نحو 6500 شخص.

وأفادت النشرة أنه من المتوقع أن يتعرض نحو 4 آلاف شخص للخطر في المسقط المائي لوادي زبيد في كل من محافظتي إب (وسط) والحديدة (غرب)، جراء الفيضانات، خصوصاً في المناطق المنخفضة التي تعاني من سوء تصريف مياه السيول، بينما قد تشهد الأجزاء الجنوبية من حوض وادي مور في محافظتي حجة والمحويت (شمالي غرب) فيضانات مفاجئة متفرقة، قد تؤثر في نحو 2500 شخص.

ودعت المنظمة الأممية الإدارات المختصة بالطوارئ إلى اتخاذ الإجراءات الاستباقية اللازمة في هذه المناطق للتخفيف من حدة التأثيرات التي قد تتسبب بها الفيضانات، خصوصاً في ما يتعلق بحماية المجتمعات الزراعية الضعيفة والنازحين داخلياً.