باسيل: العرب وأوروبا يواجهان تحديات واحدة في طليعتها الإرهاب

وزير الخارجية اللبناني اعتبر أن مواجهة الإرهاب «هي حاجة حضارية وكيانية»

باسيل: العرب وأوروبا يواجهان تحديات واحدة في طليعتها الإرهاب
TT

باسيل: العرب وأوروبا يواجهان تحديات واحدة في طليعتها الإرهاب

باسيل: العرب وأوروبا يواجهان تحديات واحدة في طليعتها الإرهاب

اعتبر وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل، أن مواجهة الإرهاب «هي حاجة حضارية وكيانية من خلال اجتثاث البيئة الفكرية المنحرفة التي يتغذى بها، الأمر الذي يتطلب تضافر جهودنا جميعا، لأن أمننا واحد ومنطقتنا واحدة»، مشددًا على أن «تحدياتنا المشتركة تتطلب حلولاً سياسية من خلال الحوار، مع ضرورة عدم إضعاف الدول المركزية والمؤسسات الوطنية».
وأكد باسيل، خلال ترؤسه وفد لبنان إلى المؤتمر الرابع لوزراء خارجية الدول العربية والدول الأوروبية في القاهرة، أن «لبنان يجد نفسه بشكل طبيعي في الفضاء العربي - الأوروبي، لكونه بلدا منتميا إلى العالم العربي ومنفتحا على أوروبا بكل ما تشكله من عناصر ثقافية وسياسية واقتصادية»، مشيرا إلى أن «لبنان استكمل عافيته المؤسساتية إثر انتخاب فخامة الرئيس ميشال عون وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وسوف تكون المرحلة المقبلة مرحلة الاستقرار وتكريس الوحدة الوطنية والإصلاح والعمل على مقاربة الاستحقاقات الديمقراطية بما يعزز التراث الديمقراطي اللبناني العريق من خلال إقرار قانون جديد للانتخابات وإجراء الانتخابات النيابية في موعدها». واعتبر باسيل أن «العالم العربي وأوروبا يواجهان تحديات ومشكلات واحدة، في طليعتها الإرهاب الذي يجب أن يكون التصدي له متعدد الأبعاد، بدءا من المقاربة الأمنية والعسكرية، على أن تستكمل بمقاربة سياسية وثقافية تؤدي إلى اجتثاث هذه الآفة من جذورها، وفي هذا المجال فإن لبنان الذي يواجه جيشه وقواه الأمنية الإرهاب ببطولة، يشكل نموذجا ثقافيا وحضاريا يناقض الظلامية التي يشكلها الإرهاب». وأشار إلى أن «داعش» يعني «الأحادية وإلغاء التنوع من خلال الفرض، ولبنان يعني التنوع وقبول الآخر من خلال الاستقرار».
وفي ملف الصراع العربي - الإسرائيلي والقضية الفلسطينية، شدد وزير الخارجية على أن «حرمان الفلسطينيين من دولتهم وحرمان اللاجئين من العودة إلى ديارهم واستمرار إسرائيل في احتلال أراض عربية، تتطلب مقاربة حازمة، في وقت تنتهك إسرائيل الشرعية الدولية وتمارس سياسة عدوانية مدانة». وأكد أنه «ما من استقرار حقيقي في المنطقة إلا بحل هذه القضية، وليس هناك أي مبرر للإرهاب، ويجب حصول قراءة عميقة لحالة الاحتقان والشعور بالظلم وازدواجية المعايير».
وتطرق باسيل إلى الأزمة السورية، مؤكدا أنها تمس باستقرار المنطقة القريبة والبعيدة، مشيرًا إلى ما تؤدي إليه من «تحديات وجودية على لبنان في كل القطاعات، وخسائر اقتصادية فادحة». ودعا إلى «حل سياسي متوافق عليه يلبي طموحات الشعب السوري في بلد آمن ومستقر وموحد يعود إليه النازحون، إذ إن عودتهم يجب أن تكون جزءا لا يتجزأ من الحل السياسي».
وحول إعادة الإعمار في سوريا، اعتبر باسيل أنها «يجب أن تشمل مقاربة إقليمية لا تقتصر على سوريا، وإنما تشمل أيضا تعويض دول الجوار الخسائر التي لحقت بها، ولا سيما أن ازدهار المنطقة واستقرارها مترابطان ولا يمكن فصلهما». واعتبر أن «المنطقة العربية بدولها وشعوبها مدعوة إلى نهضة حقيقية من خلال مقاربة تبدأ من خيارات الشعوب وتنتقل إلى المستويات العليا في الهرمية، دون أن يتم فرض خيارات خارجية أثبتت عقمها وعدم فاعليتها».



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.