زينة كرم مديرة لمكتب «أسوشييتد برس» في بيروت

واحدة من أوائل المراسلين الذين دخلوا إلى سوريا لتغطية الحرب

زينة كرم
زينة كرم
TT

زينة كرم مديرة لمكتب «أسوشييتد برس» في بيروت

زينة كرم
زينة كرم

رشحت زينة كرم، التي غطت الاضطرابات السياسية والحرب والتحول في منطقة الشرق الأوسط على مدى ما يقرب من عشرين عاما، لتولي منصب مدير مكتب أسوشييتد برس في بيروت، لتتولى تغطية الشأن اللبناني والصراع المدمر في سوريا.
وأعلن إيان فيليبس، مدير الأخبار في وكالة أسوشييتد برس، ودان بيري، الذي يرأس التغطية النصية للمنطقة، عن ترشيح كرم يوم الثلاثاء.
وستحل كرم، 41 عاما، بديلة لإليزابيث كنيدي، التي تشغل الآن منصب مديرة أخبار جنوب آسيا، في نيودلهي.
وقال فيليبس: «كانت زينة واحدة من أوائل المراسلين الذين دخلوا إلى سوريا في أعقاب مظاهرات الربيع العربي - ومعرفتها بالوضع السوري ستسهم في استمرار ثراء تقارير الأسوشييتد برس. ولأنها مواطنة لبنانية، فهي تدرك جيدا تأثيرات الحرب السورية على جارتها المضطربة».
وتتولى كرم دورها الجديد في فترة عصيبة تمر بها المنطقة، نظرا لاتساع رقعة صراع الحرب الأهلية في الدول المجاورة والتأثير المتنامي للمتطرفين الإسلاميين في البلاد.
كانت كرم قد انضمت إلى مكتب أسوشييتد برس في بيروت عام 1996 في وقت كان لا يزال لبنان يتعافى فيه من الحرب الأهلية التي امتدت لخمسة عشر عاما والتي وضعت أوزارها عام 1990. وقد قامت بالتغطية في أكثر من عشر دول من بينها مصر والجزائر والسودان ودولة الإمارات.
وخلال عملها في لبنان كانت كرم تعد تقارير عن التعافي السياسي والاقتصادي في البلاد والصراعات المتكررة مع إسرائيل، التي كان من بينها حرب إسرائيل - حزب الله في عام 2006 التي استمرت شهرا. وكانت واحدة من المراسلين القلائل الذين أجروا مقابلات مع حسن نصر الله، زعيم حزب الله، قبل تواريه عن الأنظار.
وكتبت كرم أيضا بشكل موسع عن الاضطرابات السياسية والأمنية في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، الذي أدى إلى انسحاب القوات السورية من لبنان في أبريل (نيسان) عام 2005، والاضطرابات الحالية الناجمة عن الصراع في سوريا وتدفق أكثر من مليون لاجئ سوريا على لبنان.
وعلى مدى سنوات، قضت كرم وقتا مميزا في سوريا، وقدمت تقارير مميزة وعميقة وأخبارا عاجلة، كان من بينها وفاة الرئيس حافظ الأسد، وتولي بشار الأسد السلطة والتحول في سوريا في ظل حكم بشار الأسد.
وطردت كرم من سوريا أثناء مظاهرات الربيع العربي عندما بدأت السلطات في التضييق على المراسلين الأجانب. ثم عادت إلى دمشق في فبراير (شباط) 2012 لإعداد تقارير عن كيفية تحول المدينة في ظل القتال. وقام أيضا بتغطية أول محادثات سلام مباشرة في جنيف بداية العام الجاري. وتم تعيين كرم، قائمة بأعمال مدير مكتب بيروت في يناير (كانون الثاني) عام 2013.
تخرجت كرم، المواطنة اللبنانية، القاطنة في بيروت، في الجامعة الأميركية عام 1994 وحصلت على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية والإدارة العامة.



«حرب الإعلام» التضليلية... الهاجس الجديد للاتحاد الأوروبي

مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
TT

«حرب الإعلام» التضليلية... الهاجس الجديد للاتحاد الأوروبي

مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)

«المعارضة الحقيقية هي وسائل الإعلام، ومواجهتها تقتضي إغراقها بالمعلومات المفبركة والمضللة».

هذا ما قاله ستيف بانون، كبير منظّري اليمين المتطرف في الولايات المتحدة عندما كان مشرفاً على استراتيجية البيت الأبيض في بداية ولاية دونالد ترمب الأولى عام 2018.

يومذاك حدّد بانون المسار الذي سلكه ترمب للعودة إلى الرئاسة بعد حملة قادها المشرف الجديد على استراتيجيته، الملياردير إيلون ماسك، صاحب أكبر ثروة في العالم، الذي يقول لأتباعه على منصة «إكس» «X» (تويتر سابقاً): «أنتم اليوم الصحافة».

رصد نشاط بانون

في أوروبا ترصد مؤسسات الاتحاد وأجهزته منذ سنوات نشاط بانون ومراكز «البحوث» التي أنشأها في إيطاليا وبلجيكا والمجر، ودورها في صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في غالبية الدول الأعضاء، والذي بلغ ذروته في انتخابات البرلمان الأوروبي مطلع الصيف الماضي.

وتفيد تقارير متداولة بين المسؤولين الأوروبيين بأن هذه المراكز تنشط بشكل خاص على منصات التواصل الاجتماعي، وأن إيلون ماسك دخل أخيراً على خط تمويلها وتوجيه أنشطتها، وأن ثمة مخاوف من وجود صلات لهذه المراكز مع السلطات الروسية.

درع ضد التضليل

أمام هذه المخاوف تنشط المفوضية الأوروبية منذ أسابيع لوضع اللمسات الأخيرة على ما أسمته «الدرع ضد التضليل الإعلامي» الذي يضمّ حزمة من الأدوات، أبرزها شبكة من أجهزة التدقيق والتحقق الإلكترونية التي تعمل بجميع لغات الدول الأعضاء في الاتحاد، إلى جانب وحدات الإعلام والأجهزة الرقمية الاستراتيجية الموجودة، ومنها منصة «إي يو فس ديسانفو» EUvsDisinfo المتخصّصة التي انطلقت في أعقاب الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم وضمّها عام 2014. و«هي باتت عاجزة عن مواجهة الطوفان التضليلي» في أوروبا... على حد قول مسؤول رفيع في المفوضية.

الخبراء، في بروكسل، يقولون إن الاتحاد الأوروبي يواجه اليوم «موجة غير مسبوقة من التضليل الإعلامي» بلغت ذروتها إبان جائحة «كوفيد 19» عام 2020، ثم مع نشوب الحرب الروسية الواسعة النطاق ضد أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وإلى جانب الحملات الإعلامية المُضلِّلة، التي تشّنها منذ سنوات بعض الأحزاب والقوى السياسية داخلياً، تعرّضت الساحة الأوروبية لحملة شرسة ومتطورة جداً من أطراف خارجية، في طليعتها روسيا.

ومع أن استخدام التضليل الإعلامي سلاحاً في الحرب الهجينة ليس مُستجدّاً، فإن التطوّر المذهل الذي شهدته المنصّات الرقمية خلال السنوات الأخيرة وسّع دائرة نشاطه، وضاعف تداعياته على الصعيدين: الاجتماعي والسياسي.

الهدف تعميق الاستقطاب

وراهناً، تحذّر تقارير عدة وضعتها مؤسسات أوروبية من ازدياد الأنشطة التضليلية بهدف تعميق الاستقطاب وزعزعة الاستقرار في مجتمعات البلدان الأعضاء. وتركّز هذه الأنشطة، بشكل خاص، على إنكار وجود أزمة مناخية، والتحريض ضد المهاجرين والأقليات العرقية أو الدينية، وتحميلها زوراً العديد من المشاكل الأمنية.

وتلاحظ هذه التقارير أيضاً ارتفاعاً في كمية المعلومات المُضخَّمة بشأن أوكرانيا وعضويتها في حلف شمال الأطلسي «ناتو» أو انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن معلومات مضخمة حول مولدافيا والاستفتاء الذي أجري فيها حول الانضمام إلى الاتحاد، وشهد تدخلاً واسعاً من جانب روسيا والقوى الموالية لها.

ستيف بانون (آ ب)

التوسّع عالمياً

كذلك، تفيد مصادر الخبراء الأوروبيين بأن المعلومات المُضلِّلة لا تنتشر فحسب عبر وسائط التواصل الاجتماعي داخل الدول الأعضاء، بل باتت تصل إلى دائرة أوسع بكثير، وتشمل أميركا اللاتينية وأفريقيا، حيث تنفق الصين وروسيا موارد ضخمة خدمة لمصالحها وترسيخ نفوذها.

كلام فون دير لاين

وفي الكلمة التي ألقتها أخيراً أورسولا فون در لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بمناسبة الإعلان عن مشروع «الدرع» الذي ينتظر أن يستلهم نموذج وكالة «فيجينوم» الفرنسية ورديفتها السويدية «وكالة الدفاع النفسي»، قالت فون دير لاين: «إن النظام الديمقراطي الأوروبي ومؤسساته يتعرّضون لهجوم غير مسبوق يقتضي منّا حشد الموارد اللازمة لتحصينه ودرء المخاطر التي تهدّده».

وكانت الوكالتان الفرنسية والسويدية قد رصدتا، في العام الماضي، حملات تضليلية شنتها روسيا بهدف تضخيم ظهور علامات مناهضة للسامية أو حرق نسخ من القرآن الكريم. ويقول مسؤول أوروبي يشرف على قسم مكافحة التضليل الإعلامي إن ثمة وعياً متزايداً حول خطورة هذا التضليل على الاستقرار الاجتماعي والسياسي، «لكنه ليس كافياً توفير أدوات الدفاع السيبراني لمواجهته، بل يجب أن تضمن الأجهزة والمؤسسات وجود إطار موثوق ودقيق لنشر المعلومات والتحقق من صحتها».

إيلون ماسك (رويترز)

حصيلة استطلاعات مقلقة

في هذه الأثناء، تفيد الاستطلاعات بأن ثلث السكان الأوروبيين «غالباً» ما يتعرضون لحملات تضليلية، خاصة في بلدان مثل اليونان والمجر وبلغاريا وإسبانيا وبولندا ورومانيا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون. لكن المفوضية تركّز نشاطها حالياً على الحملات والتهديدات الخارجية، على اعتبار أن أجهزة الدول الأعضاء هي المعنية بمكافحة الأخطار الداخلية والسهر على ضمان استقلالية وسائل الإعلام، والكشف عن الجهات المالكة لها، منعاً لاستخدامها من أجل تحقيق أغراض سياسية.

وللعلم، كانت المفوضية الأوروبية قد نجحت، العام الماضي، في إقرار قانون يلزم المنصات الرقمية بسحب المضامين التي تشكّل تهديداً للأمن الوطني، مثل الإرهاب أو الابتزاز عن طريق نشر معلومات مضلِّلة. لكن المسؤولين في المفوضية الأوروبية يعترفون بأنهم يواجهون صعوبات في هذا المضمار؛ إذ يصعب وضع حدودٍ واضحة بين الرأي والمعلومات وحرية التعبير، وبالتالي، يضطرون للاتجاه نحو تشكيل لجان من الخبراء أو وضع برامج تتيح للجمهور والمستخدمين تبيان المعلومات المزوَّرة أو المضلِّلة.