هجوم ثلاثي يستهدف «الكرك» الأردنية... وقتلى وجرحى بالعشرات بينهم سياح

مواجهات بالأسلحة في الشوارع وداخل مراكز للشرطة واحتجاز رهائن... ومقتل سائحة كندية * السعودية تدين وتؤكد وقوفها إلى جانب الأردن

سيارات إسعاف لنقل االمصابين إثر المواجهات في مدينة الكرك جنوب الأردن مساء أمس (رويترز)
سيارات إسعاف لنقل االمصابين إثر المواجهات في مدينة الكرك جنوب الأردن مساء أمس (رويترز)
TT

هجوم ثلاثي يستهدف «الكرك» الأردنية... وقتلى وجرحى بالعشرات بينهم سياح

سيارات إسعاف لنقل االمصابين إثر المواجهات في مدينة الكرك جنوب الأردن مساء أمس (رويترز)
سيارات إسعاف لنقل االمصابين إثر المواجهات في مدينة الكرك جنوب الأردن مساء أمس (رويترز)

في حادث دامٍ استهدف رجال الأمن والشرطة والسياح، لقي 10 أشخاص حتفهم، بينهم 5 من رجال الأمن وسائحة كندية، في هجوم شنه مسلحون مجهولون أمس على مركز أمني ودوريات للشرطة في الكرك جنوب الأردن.
وقالت مديرية الأمن العام ومصادر أمنية أخرى إن «عدد القتلى جراء أحداث الكرك (118 كلم جنوب عمان) بلغ 10 (حتى مساء أمس) منهم 7 من رجال الأمن العام وثلاثة مواطنين، إضافة إلى وفاة سائحة كندية»، وأصيب أكثر من 29 بجروح من المارة، إصابة بعضهم خطيرة في ثلاث هجمات متزامنة على المدينة. وقالت مصادر أمنية أردنية إن المسلحين وعددهم 10 على الأقل استهدفوا مركز أمن مدينة الكرك قبل أن يتحصنوا في القلعة الأثرية المجاورة للمركز، واحتجزوا عددا من السياح داخل القلعة، تم الإفراج عنهم فيما بعد. وأضافت المصادر، أن القوات الخاصة استطاعت تحرير عدد من السياح كانوا داخل القلعة، معظمهم من الجنسية الماليزية، وأن تعزيزات أرسلت إلى المدينة للسيطرة على الموقف فيما ضربت قوات الأمن طوقا أمنيا للتعامل مع الموقف.
وكشفت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» عن أن ثلاث هجمات على الأقل وقعت في التوقيت نفسه استهدفت رجال الأمن. في الحادثة الأولى، تم إطلاق النار على دورية للبحث الجنائي حضرت لتفقد منزل يحترق في حادثة منطقة القطرانة شرق الكرك. وفي الثانية، أطلقت النار بالتزامن على دورية للشرطة السياحية في وسط المدينة. وفي الثالثة، أطلقت النار من موقع متحصن داخل القلعة الأثرية على مركز أمني في الجوار.
وكشف رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي عن أن مجموعة من الخارجين على القانون أطلقوا النار من فوق أحد المقاهي في القطرانة، لافتا إلى أن عددهم 10 أشخاص. وأشار ردا على استفسارات النواب خلال جلسة برلمانية أمس، إلى أن «إحدى سيارات الخارجين على القانون هربت إلى الكرك واختبأوا في قلعتها». ووفق الملقي «استشهد» بعض أفراد الأمن العام والدرك في الكرك نتيجة إطلاق النار.
وقالت إدارة المركز الإعلام الأمني التابعة لمديرية الأمن العام: إن إحدى دوريات الأمن العاملة في منطقة القطرانة محافظة الكرك تبلغت بوجود حريق في أحد المنازل، وفور وصولهم المكان تعرض طاقم الدورية لإطلاق نار مفاجئ من قبل مجهولين كانوا داخله، ونتج من الحادثة إصابة رجلي أمن عام، ولاذ مطلقو النار بالفرار بواسطة إحدى المركبات. وأضافت إدارة الإعلام الأمني أنه «بعد فترة وجيزة أطلق مجهولون أعيرة نارية عدة باتجاه إحدى الدوريات العاملة أيضا في محافظة الكرك، ولم تقع حينها إصابات تذكر». وأضافت: «ورد بعد ذلك بلاغ آخر حول قيام مجهولين بإطلاق أعيرة نارية من داخل قلعة الكرك باتجاه مركز أمن المدينة ونتج منه عدد من الإصابات من رجال الأمن العام والمارة أسعفوا للمستشفى للعلاج، وجرى على الفور تطويق القلعة والمنطقة المحيطة من قبل رجال الأمن العام وقوات الدرك والأجهزة الأمنية الأخرى التي باشرت بتنفيذ عملية أمنية للتعامل مع المسلحين». وتابعت إدارة الإعلام الأمني أنه نتج من الحادثة «استشهاد أربعة من رجال الأمن العام ومواطنين ووفاة سائحة كندية، وإصابة عدد آخر ما زال قيد العلاج».
وذكرت مصادر مطلعة أخرى أن واقعة ثالثة متزامنة جرت أثناء داخل مركز أمن القطرانة، حيث تم إبلاغهم بوجود انفجار أسطوانة غاز داخل شقة في إحدى العمارات، ولدى وصول عناصر الأمن إلى المكان قام أشخاص بداخل الشقة بإطلاق أعيرة نارية باتجاههم بواسطة أسلحة نارية «كلاشنيكوف»؛ ما أدى إلى إصابة أحد عناصر الأمن بمنطقة الصدر من الجهة اليمنى واليد اليمنى، وأدخل إلى غرفة العمليات، وكذالك إصابة عنصر آخر بيده اليمنى.
وتشير المعلومات إلى أن المهاجمين لاذوا بالفرار بواسطة مركبة من نوع «تويوتا هايلكس» باتجاه الجنوب وأثناء فرارهم أطلقوا أعيرة نارية على دورية مركز أمن القطرانة (نقطة غلق وتفتيش) ولم تقع أي إصابات بالأرواح من عناصر الدورية. كما قامت عناصر مسلحة تستغل مركبة من نوع «بي إم دبليو» سوداء اللون بإطلاق أعيرة نارية باتجاه دورية النجدة الموجودة بالقرب من المدينة الصناعية، ولم تبلغ عن وجود أي إصابات بالأرواح.
وعززت الأجهزة الأمنية من قواتها في محافظة الكرك، بعد تلك الأحداث. وتشهد المدينة حالة من الاستنفار والطوارئ، فيما يسمع فيها أصوات إطلاق رصاص كثيف نتيجة الاشتباك بين رجال الأمن والمسلحين المتحصنين في قلعة الكرك. وأفاد شهود عيان بأن طائرات عسكرية مروحية حلقت في سماء المدينة.
وفي سياق متصل، لقي الحادث إدانات من جهات عربية ودولية، حيث أدانت السعودية الحادث على لسان مصدر مسؤول بوزارة الخارجية، الذي عبر عن إدانة بلاده، وبأشد العبارات، الهجوم الذي شهدته محافظة الكرك الأردنية.
وجدد المصدر تضامن السعودية ووقوفها إلى جانب المملكة الأردنية الهاشمية ضد الإرهاب، مقدمًا العزاء لذوي الضحايا، وللأردن الشقيق وكندا الصديقة، حكومةً وشعبًا، ومتمنيًا سرعة الشفاء لجميع المصابين.
ويرى مراقبون أن العملية تهدف إلى ضرب السياحة الأردنية، وكذلك زعزعت العشائر الموالية للنظام السياسي الأردني، وبخاصة أن أبناء الكرك معظمهم في القوات المسلحة والأمن العام والدرك. وكان الأردن تعرض لأعمال إرهابية في مدينة إربد، شمال الأردن، في مطلع مارس (آذار) الماضي، أفضت إلى مقتل سبعة أشخاص من المجموعة المسلحة والنقيب راشد حسين الزيود من العمليات الخاصة، وانتهت العملية الأمنية بمقتل واعتقال آخرين.
وفي السادس من يونيو (حزيران) قتل 12 أردنيا نتيجة أعمال إرهابية، حينما استيقظ الأردنيون على نبأ مقتل 5 أفراد من مكتب مخابرات البقعة على يد إرهابي تم إلقاء القبض عليه بعدها بساعات، وحكم عليه بالإعدام شنقا من قبل محكمة أمن الدولة. بعدها بأيام، وبالتحديد في 21 يونيو، طالت يد الإرهاب مرة أخرى أردنيين في عملية تبناها تنظيم داعش الإرهابي إثر عملية تفجير على الحدود الشمالية الشرقية في منطقة الرقبان، التي استهدفت موقعًا عسكريًا متقدمًا لخدمات اللاجئين نتج منه مقتل 7 من القوات المسلحة الأردنية والأمن والدفاع المدني وجرح 13 آخرين.



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.