بكين تغلق وتخفض إنتاج 1200 مصنع لخفض التلوث

تدفقات الاستثمارات الأجنبية لم تتأثر بخطط حماية البيئة

بكين تغلق وتخفض إنتاج 1200 مصنع لخفض التلوث
TT

بكين تغلق وتخفض إنتاج 1200 مصنع لخفض التلوث

بكين تغلق وتخفض إنتاج 1200 مصنع لخفض التلوث

أمرت حكومة مدينة بكين 1200 مصنع قرب العاصمة الصينية، بما في ذلك مصفاة نفط تديرها شركة سينوبك الحكومية ومصنع كوفكو للمواد الغذائية بالإغلاق أو خفض الإنتاج بعد صدور أعلى تحذير من تلوث الهواء.
وأصدرت سلطات البيئة تحذيرا باللون الأحمر يبدأ ليل الجمعة ويستمر حتى الأربعاء بعد تحذير من تراكم الضباب الدخاني في شمال الصين، ويعني ذلك فرض قيود على حركة المرور وأعمال البناء وتحذيرات للمدارس والمستشفيات والشركات.
وقالت حكومة بكين في بيان إن مصفاة يانشان التابعة لسينوبك ومصنعا لإنتاج الصلب يتبع مجموعة شووقانغ ومصنع كوفكو للمنتجات الغذائية بين 500 شركة أمرتها بخفض الإنتاج، كما أدرجت أيضا 700 شركة عليها أن تعلق عملياتها.
وفي العام الماضي طبقت السلطات في بكين نظام إنذار متدرج الألوان في إطار تعهدات الحكومة بمكافحة التدهور البيئي بعد عقود من النمو الاقتصادي الجامح.
ولا يبدو أن قرارات الصين بمكافحة التلوث ستعطل نموها الاقتصادي وتدفقات الاستثمار إليها، بشكل ملحوظ، فقد صرحت وزارة التجارة الصينية الخميس الماضي بأن الاستثمارات الخارجية للصين ارتفعت 76.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) عن مستواها قبل عام لتصل إلى 15.7 مليار دولار، في الوقت الذي تواصل فيه الشركات الصينية الاستثمار في الخارج في خضم تباطؤ الاقتصاد المحلي وتراجع اليوان.
وتراجع اليوان الصيني مخترقا مستوى 6.95 للدولار الجمعة ليسجل أدنى مستوياته منذ مايو (أيار) 2008، وفي الساعة 8:24 بتوقيت جرينتش بلغ السعر الفوري لليوان 6.9533 للدولار.
وتزيد قيمة استثمارات نوفمبر عن الاستثمارات الخارجية في أكتوبر (تشرين الأول) البالغة 11.76 مليار دولار، لكنها تقل عن سبتمبر (أيلول) وفقا لحسابات لـ«رويترز».
وأعلنت بكين في الآونة الأخيرة عن سلسلة من التدابير لتشديد القيود على خروج الأموال، بما في ذلك تدقيق أكبر في الاستثمارات الخارجية في الوقت الذي تراجع فيه اليوان وانخفضت احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي إلى أدنى مستوياتها في نحو ست سنوات.
وانخفض اليوان إلى أدنى مستوياته في ثماني سنوات ونصف السنة بعدما لمح مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) إلى زيادات بوتيرة أسرع لأسعار الفائدة؛ ما أثار المخاوف من فرض بكين مزيدا من القيود لتقليص مخاطر نزوح رؤوس الأموال.
وفي الفترة من يناير (كانون الثاني) حتى نوفمبر ارتفعت الاستثمارات الخارجية المباشرة غير المالية 55.3 في المائة إلى 1.07 تريليون يوان (154.3 مليار دولار) مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.
وقالت وزارة التجارة إن الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين ارتفع 3.9 في المائة إلى 731.8 مليار يوان في الأحد عشر شهرا الأولى من العام، مقارنة مع الفترة نفسها قبل عام.
على جانب متصل أيضا بالسياسة الأميركية، رفضت رئيسة تايوان، تساي إنج ون، التعليق أمس (السبت)، على تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن سياسة «صين واحدة» التي نصح بها خليفته دونالد ترامب بأن «يفكر بشكل شامل» قبل إجراء أي تغييرات.
وقال المتحدث باسم الرئاسة أليكس هوانج في بيان «نقدر أن إدارة أوباما قد أقرت ودعمت جهودنا للحفاظ على الوضع الراهن في مضيق تايوان، أما بالنسبة للحديث عن السياسة الخارجية للولايات المتحدة، ليس لدينا تعليق».
وكان أوباما قد قال في مؤتمر صحافي أول من أمس (الجمعة) بمناسبة نهاية العام إن «قضية تايوان في غاية الأهمية بالنسبة للصينيين، وكيف يتفاعلون مع أي تغيير محتمل يمكن أن يكون أمرا مؤثرا للغاية».
وتابع أوباما «هذا الوضع الراهن، وإن لم يكن مرضيا تماما لجميع الأطراف المعنية، فقد أبقى على السلام وسمح للتايوانيين أن يكون لديهم اقتصاد ناجح جدا، وأن يكون للسكان درجة عالية من تقرير المصير».
وأكد «هذا يعني أنك يجب أن تفكر بشكل شامل وتخطط لردود الفعل المحتملة التي قد تتعامل معها».
واستخدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب لهجة عدائية ضد الصين أثناء حملته الانتخابية، وبعد فوزه، ما يُنذر بنشوب حرب تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
ونقلت صحيفة ديلي تشاينا الحكومية الصينية خلال الأسبوع الماضي عن مسؤول حكومي كبير قوله إن «الصين ستوقع عقوبة على شركة أميركية لصناعة السيارات»، لم يذكر اسمها بسبب ممارسات احتكارية.
ونقلت الصحيفة عن تشانج هاندونج، مدير مكتب الإشراف على الأسعار في اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، قوله إن «محققين توصلوا إلى أن الشركة الأميركية نصحت الموزعين بتحديد الأسعار بما يخالف الممارسات التجارية النزيهة، وذلك اعتبارا من 2014».
وفي مقابلة حصرية أجراها مع الصحيفة قال تشانج إنه يجب ألا يفسر أي شخص التوقيت أو الهدف من العقوبة بطريقة غير مناسبة.
ولم تتضمن المقابلة المزيد من التفاصيل ولم ترد اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح على الفور على طلب للتعقيب.
وغدت الصين، أكبر سوق للسيارات في العالم، عنصرا حاسما في استراتيجيات شركات السيارات حول العالم بما في ذلك الشركات الأميركية الكبرى مثل «جنرال موتورز» و«فورد موتور».
وقال متحدث باسم رئيس «فورد لعمليات آسيا والمحيط الهادي»: «لا علم لنا بهذه المسألة»، وقالت «جنرال موتورز» في بيان «(جنرال موتورز) تحترم كلية القوانين المحلية والقواعد أينما تعمل، لا نعلق على تكهنات وسائل الإعلام».



عام حاسم لباول: هل سيتمكن من تحقيق الهبوط الناعم قبل نهاية ولايته؟

جيروم باول رئيس مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» خلال مؤتمر صحافي في واشنطن 18 ديسمبر 2024 (وكالة حماية البيئة)
جيروم باول رئيس مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» خلال مؤتمر صحافي في واشنطن 18 ديسمبر 2024 (وكالة حماية البيئة)
TT

عام حاسم لباول: هل سيتمكن من تحقيق الهبوط الناعم قبل نهاية ولايته؟

جيروم باول رئيس مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» خلال مؤتمر صحافي في واشنطن 18 ديسمبر 2024 (وكالة حماية البيئة)
جيروم باول رئيس مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» خلال مؤتمر صحافي في واشنطن 18 ديسمبر 2024 (وكالة حماية البيئة)

من المرجح أن يكون العام المقبل آخر عام كامل لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، في منصبه على رأس البنك المركزي الأميركي، حيث من المقرر أن تنتهي ولايته في مايو (أيار) 2026. وعليه، تتوجه الأنظار نحو تقييم إرثه والآفاق المستقبلية للبنك المركزي، بعد أن شكّلت فترة رئاسته مرحلة حرجة في تاريخ السياسة النقدية الأميركية، إذ واجه خلالها تحديات اقتصادية عالمية وتحولات غير مسبوقة في الأسواق المالية.

وفيما يلي قائمة بأولوياته وطموحاته لإنهاء فترة قيادته بشكل إيجابي، وتقديم إرث يدوم في تاريخ «الاحتياطي الفيدرالي»، وفقاً لما أوردته «رويترز».

إشارة «توقف» واضحة

تتمثل المهمة الرئيسية لباول في «إتمام الهبوط الناعم» مع وصول التضخم إلى 2 في المائة والعمالة كاملة، في بيئة اقتصادية قد تكون أكثر تعقيداً بسبب السياسات الضريبية والجمركية والهجرة التي قد تجعل من الصعب فهم المشهد الاقتصادي، وفقاً لما صرح به دونالد كون، نائب رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» السابق، الذي يعمل الآن زميلاً كبيراً في مؤسسة «بروكينغز».

وعلى الرغم من الانتقادات التي وُجهت إلى باول بسبب تأخر رفع أسعار الفائدة في بداية تسارع التضخم في عام 2021، فإن الزيادات السريعة التي تم تنفيذها في أسعار الفائدة، والعودة التدريجية للاقتصاد العالمي إلى وضعه الطبيعي بعد جائحة كوفيد-19، قد جعلت التضخم قريباً من هدف البنك المركزي البالغ 2 في المائة. لكن المهمة لم تكتمل بعد. على مدار العام المقبل، سيضطر باول إلى توجيه النقاش بين صانعي السياسة بشأن متى يجب التوقف عن خفض أسعار الفائدة دون المبالغة في ذلك، مما قد يؤدي إلى انتعاش التضخم، أو التباطؤ بشكل مفرط مما يتسبب في تدهور سوق العمل، مع الأخذ في الاعتبار السياسات الاقتصادية التي قد تنفذها إدارة ترمب الجديدة.

بيئة مالية مستقرة

وَعَدَ الرئيس المنتخب، دونالد ترمب، بإجراء تغييرات واسعة في السياسات الضريبية والتجارية والهجرة والتنظيمية التي قد تجعل مهمة «الاحتياطي الفيدرالي» في الحفاظ على الأسعار المستقرة وتحقيق التوظيف الكامل أكثر صعوبة. ومع احتمالية تشغيل الاقتصاد عند أو فوق إمكاناته، قد تؤدي الضرائب المنخفضة أو التنظيمات الأكثر تساهلاً إلى زيادة التضخم عن طريق تعزيز الطلب والنمو بشكل أكبر؛ بينما قد تؤدي عمليات الترحيل الواسعة للمهاجرين إلى تقليص العرض العمالي مما يضع ضغوطاً على الأجور والأسعار؛ كما يمكن أن ترفع التعريفات الجمركية من تكلفة السلع المستوردة.

لكن الآثار لن تكون أحادية الاتجاه، فأسعار الاستيراد المرتفعة قد تضعف الطلب أو تحول المستهلكين إلى البدائل المحلية، على سبيل المثال، مما يفرض على «الاحتياطي الفيدرالي» بذل جهد لفهم التأثير الكامل للسياسات التي قد يستغرق تنفيذها وقتاً طويلاً، وقد يكون تحديد كيفية تأثير ذلك على القضايا التي تهم «الاحتياطي الفيدرالي»، مثل التضخم ومعدل البطالة، أحد التحديات الرئيسية لباول في المرحلة الأخيرة من قيادته للبنك المركزي.

نهاية هادئة للتشديد الكمي

شهدت حيازة «الاحتياطي الفيدرالي» للسندات الأميركية والأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري انفجاراً خلال جائحة كوفيد-19 في إطار جهوده للحفاظ على استقرار الأسواق ودعم التعافي الاقتصادي. الآن، يقوم البنك المركزي بتقليص ميزانيته العمومية مع انتهاء صلاحية الأوراق المالية المستحقة، وهي عملية تعرف بالتشديد الكمي.

وهناك حد لما يمكن أن تصل إليه الميزانية العمومية قبل أن تترك النظام المالي دون احتياطيات كافية. وبشكل عام، يرغب باول وزملاؤه في أن تستمر فترة الارتفاع لأطول فترة ممكنة، ولكنهم يريدون أيضاً تجنب تعطيل أسواق التمويل بين عشية وضحاها كما حدث في عام 2019.

كما أن العثور على نقطة التوقف الصحيحة وتحديد كيفية إدارة الميزانية العمومية في المستقبل هو جزء من العمل غير المكتمل من عملية الإنقاذ المالي المرتبطة بالوباء، التي يحتاج باول إلى إتمامها لإعادة السياسة النقدية إلى «طبيعتها».

إطار عمل أقوى

جزء من إرث باول سيكون مرتبطاً بالتغييرات في استراتيجية السياسة النقدية التي ناقشها «الاحتياطي الفيدرالي» في عام 2019، ووافق عليها في عام 2020، عندما كان تركيز البنك المركزي مُنصبّاً على معالجة البطالة الضخمة التي نشأت بسبب الجائحة. ومع عقد من التضخم المنخفض كخلفية، اعتمدوا إطار عمل جديداً يضع وزناً أكبر على تعافي سوق العمل، ووعد باستخدام فترات التضخم المرتفع لتعويض الأخطاء السابقة في استهداف التضخم.

لكن هذا النهج أصبح سريعاً غير متوافق مع اقتصاد تعافى فيه سوق العمل بسرعة، وفي عام 2021 بدأت تظهر علامات على تصاعد التضخم.

واعترف باول بأن التغييرات التي أشرف عليها في 2020 كانت مركزة على مجموعة من الظروف التي من المحتمل أن تكون فريدة، وسوف يتم مراجعتها هذا العام لتحديد ما إذا كان يجب تعديل الإطار مرة أخرى.

وتكمن أحد التحديات في كيف يمكن التأكد من أن الإرشادات التشغيلية تتجنب الالتزام المفرط بأي من ولايتين لـ«الاحتياطي الفيدرالي». وقال إد الحسيني، الاستراتيجي الكبير في الأسواق العالمية في «كولومبيا ثريدنيدل»: «إذا خرج (الاحتياطي الفيدرالي) من هذه الحلقة مع تركيز أقل على التوظيف مقارنة بالتضخم، فإننا نعرض أنفسنا للعودة إلى بيئة حيث يتجاوز التضخم الهدف، وتستغرق تعافي الوظائف من الركود وقتاً أطول من اللازم».

تجنب حرب تنظيمية

بالإضافة إلى السياسة المالية، قد تحاول إدارة ترمب إجراء إصلاحات في كيفية تنظيم البنوك، وهي منطقة يتولى فيها «الاحتياطي الفيدرالي» مسؤولية مباشرة بوصفه جهة إشرافية، بالإضافة إلى اهتمامات أوسع تتعلق بالاستقرار المالي والسياسة النقدية مثل «المقرض الأخير» للمؤسسات المالية التي تتمتع بالجدارة الائتمانية ولكنها تواجه ضغوطاً في الأسواق.

وركز باول الكثير من وقته بصفته رئيساً لـ«الاحتياطي الفيدرالي» في بناء علاقات مع أعضاء الكونغرس، وهذه الروابط قد تكون مهمة مع مناقشة المشرعين للتغييرات المحتملة في لوائح البنوك والهيكل الإشرافي الذي يُنفذ هذه التغييرات.

وقال ديفيد بيكويرث، زميل أبحاث أول في مركز مرشاتوس بجامعة «جورج ميسون»: «أعتقد أنه ستكون هناك بعض المحاولات الكبيرة من إدارة ترمب لتغيير كيفية تنفيذ الحكومة الفيدرالية للسياسة المالية»، وأضاف: «قد تكون هناك أيضاً دعوات لإصلاح (الاحتياطي الفيدرالي) بشكل عام. آمل أن يضع باول (الاحتياطي الفيدرالي) في أفضل وضع ممكن للتعامل مع التغيير الكبير المحتمل».