غوارديولا وكويمان يقران بصعوبة الكرة الإنجليزية

أعتى مدربي العالم أكدوا أن نجاحهم بالخارج لا يعطيهم ميزة في الدوري الممتاز

غوارديولا صدم بصعوبة الدوري الإنجليزي (رويترز) - علامات الخيبة على لاعبي مانشستر سيتي بعد خسارتهم القاسية أمام ليستر (أ.ب) - كويمان مدرب إيفرتون (إ.ب.أ)
غوارديولا صدم بصعوبة الدوري الإنجليزي (رويترز) - علامات الخيبة على لاعبي مانشستر سيتي بعد خسارتهم القاسية أمام ليستر (أ.ب) - كويمان مدرب إيفرتون (إ.ب.أ)
TT

غوارديولا وكويمان يقران بصعوبة الكرة الإنجليزية

غوارديولا صدم بصعوبة الدوري الإنجليزي (رويترز) - علامات الخيبة على لاعبي مانشستر سيتي بعد خسارتهم القاسية أمام ليستر (أ.ب) - كويمان مدرب إيفرتون (إ.ب.أ)
غوارديولا صدم بصعوبة الدوري الإنجليزي (رويترز) - علامات الخيبة على لاعبي مانشستر سيتي بعد خسارتهم القاسية أمام ليستر (أ.ب) - كويمان مدرب إيفرتون (إ.ب.أ)

أكد الإسباني جوزيب غوارديولا والهولندي ورونالد كويمان مدربا مانشستر سيتي وإيفرتون على أن محاولة إتقان كرة القدم الإنجليزية والتركيز على «الكرات الثانية» ينطوي على صعوبة تفوق بكثير ما سبق وأن اعتقدا.
كرة القدم الإنجليزية.. هل هي جيدة أم لا؟ هل نخوض المباريات على النحو الذي نأمله، ونقتحم المواجهات الكروية بروح من الشجاعة والجسارة، أم أن النسخة الإنجليزية من كرة القدم لا تعدو كونها صورة قديمة بدائية من الأسلوب الذي تتبعه جميع المدارس الكروية الأخرى، صورة قديمة ينصب تركيزها على الجوانب البدنية من المواجهة والتي تجاوزها البعض منذ سنوات طويلة مضت؟
بصورة أو بأخرى، ثار جدال محتدم حول هذه المسألة طيلة عقود. أما سبب إعادة طرحها الآن فيكمن في أنه في الثلاثاء الموافق 13 ديسمبر (كانون الأول) 2016، أعرب كل من غوارديولا وكويمان عن الاعتقاد ذاته بخصوص كرة القدم الإنجليزية، وقالا إنها أكثر صعوبة عما اعتقدا لأنه من الصعب التكهن بنتائجها. في إطار المدرسة الإنجليزية لكرة القدم، تبقى الكرة في الهواء لفترة أطول، وعندما تكون الكرة في الهواء، تزداد صعوبة التيقن من نتيجة أي تنافس بالنظر إلى أنه يصبح لزامًا على اللاعب هنا التغلب على تنافس بدني.
جاءت تصريحات غوارديولا في هذا الصدد في أعقاب الهزيمة المخزية التي مني بها مانشستر سيتي على يد ليستر سيتي بنتيجة 4 - 2، عندما أقر أنه مثقل للغاية بالنتيجة لدرجة أنه عجز عن الحديث إلى لاعبيه في أعقاب المباراة وقبل المباراة التالية أمام واتفورد التي فاز بها 2 / صفر.
وبعد أن قدم بداية متألقة لموسمه الأول في إنجلترا، أذعن غوارديولا الآن لفكرة أن النتائج تحمل إليه رسالة واضحة مفادها أن المنافسة في الدوري الإنجليزي أصعب مما كان يتخيل وأنه سيتعين عليه بذل مجهود أكبر للتكيف مع الوضع الجديد. واعترف غوارديولا أن النتائج الأخيرة أسوأ سلسلة تعرض لها من النتائج على امتداد مشواره كمدرب. وفي خضم محاولته تفسير السبب، اقترب غوارديولا من وضع يده على الحقيقة وراء الاستقبال الفاتر الذي أبداه بعض المراقبين داخل إنجلترا حيال النجاح المبهر الذي سبق وأن حققه مع برشلونة. وقال: «هنا، يتعين عليك السيطرة على اللمسة الثانية للكرات وتفادي الهجمات المرتدة، دون ذلك لن يكون الفوز حليفك. خلال مباراة ليستر سيتي، صوبوا الكرة وتحولت الكرة الثانية إلى هدف. في كثير من الدول الأخرى، عندما تكون الكرة عند قدم أحد اللاعبين، يكون الجميع مدركين لما سيحدث في اللحظة التالية، أما هنا توجد صعوبة أكبر لتوقع ما سيحدث لاحقًا فيما يتعلق بكرة القدم لأن الكرة تظل في الهواء أكثر مما تبقى على الأرض».
وبعيدًا عن الاعتبارات الجمالية المرتبطة بمسألة ما إذا كان فريق برشلونة تحت قيادة غوارديولا جسد المستوى الأعلى من التطور لكرة القدم المعتمدة على الاستحواذ - وكثيرون آمنوا بهذه الفكرة، بينما خشي آخرون من أن تتحول كرة القدم جراء هذا الأسلوب إلى صورة من كرة السلة، بمعنى أن تصبح خالية من الاتصال البدني بين اللاعبين، يحسب لمدرب مانشستر سيتي أنه لا يخجل من ذكر الحقائق السلبية. الآن، من الواضح أن غوارديولا أدرك أن عليه الاجتهاد في دراسة كرة القدم الإنجليزية. قد يتمتع بسيرة ذاتية براقة باعتباره أفضل مدرب على مستوى العالم، لكن تظل الحقيقة أنه لم يسبق له العمل في هذا البلد من قبل، الأمر الذي بدأت تتجلى تبعاته أمام الجميع.
واللافت أن غوارديولا اعترف بجسارة، ربما على نحو أثار قلق مسؤولي مانشستر سيتي، بأنه غير خبير بنمط الكرة القادر على إبقاء فريق مثل واتفورد بمركز وسط في جدول ترتيب أندية الدوري الممتاز. واستطرد موضحًا أن: «كرة القدم الإنجليزية يمكن إيجازها في سوانزي سيتي 5 كريستال سيتي 4.. تسعة أهداف، منها ثمانية من كرات ثابتة. إن بإمكاننا التدريب على الدفاع من مراكز ثابتة خلال التدريب، لكن الأمر في حقيقته يتعلق بالتوجه العام أكثر من المراكز داخل الملعب. إن على المرء القتال وأن يعلن عزمه عدم السماح للخصم بتسجيل أهداف، حتى وإن كان أطول قامة منه.»
وأضاف: «المهاجمون في واتفورد بارعون في هذا الأمر، فعادة ما يخرجوا فائزين من الالتحامات الزوجية، وفي هذه اللحظة يبدو مهاجموهم أفضل من مدافعينا».
في الواقع ينبغي لنا الاعتراف بأن هذا مستوى نادر من الصراحة. والمؤكد أنه عندما ظل مانشستر سيتي في انتظار مدربه المنشود خلال السنوات الثلاث التي أعقبت تدريبه النادي الكتالوني وقضاها مع بايرن ميونيخ الألماني، لم يكن يخطر ببال مسؤوليه أنه عندما يأتي أخيرا لإنجلترا ويتولى تدريب الفريق سيشعر بالتهديد من جانب واتفورد. ومع ذلك، يبدو أن غوارديولا ليس فريدًا في هذا الموقف. فقد أثار كويمان المسألة ذاتها، في أعقاب هزيمة إيفرتون على ملعب واتفورد بنتيجة 3 - 2، بقوله: «لقد سجلوا ثلاثة أهداف، وإذا حللت المباراة جيدًا ستجد أن الأهداف الثلاثة لا تمت لعالم كرة القدم». واستطرد شارحًا أن: «الهدف الأول جاء من كرة طويلة من قلب الدفاع، والتحام ثم ضربة رأس والكرة الثانية تمريرة والهدف. هذا أمر صعب بالنسبة لنا. إن فريق إيفرتون يجري انتقاء لاعبيه على أساس المهارات، وليست القوة الجسمانية، لكن في إطار الدوري الإنجليزي الممتاز تبدو القوة الجسمانية عاملاً مهمًا. إننا بحاجة لإبداء مزيد من القوة، لكننا نملك نمطًا مختلفًا من اللاعبين في واتفورد وبيرنلي وآخرين».
في الواقع، بدأ الأمر برمته يبدو مثيرًا للإحباط بعض الشيء، كما لو أن الدوري الإنجليزي الممتاز بطولة ملاكمة، ويبدو أن تكتيكات اللعب لم يطرأ عليها تغيير يذكر منذ الفترة التي شهدت ذروة تألق فريق ويمبلدون (بالدرجة الثانية الآن). وعندما أبدى إيفرتون قوة أكبر بعض الشيء في مواجهة آرسنال، نال مكافأة مجزية بالفعل تمثلت في فوز مرضٍ للغاية.
وعلى النقيض من غوارديولا الذي يبدو مهمومًا على نحو متزايد، كان كويمان الذي يظهر بوجه يشع مشاعر إيجابية هو من خرج على الصحافة بعد ذلك ليعيد الأفكار ذاتها تقريبًا. وقال: «لا يمكنك أن تدع آرسنال يلعب فقط لمجرد أنه فريق جيد للغاية، وإنما ينبغي عليك أن تدخل في مواجهات وجهًا لوجه وأن تضغط على الخصم وتبدي قوة كبيرة في الأداء وتقاتل للاستحواذ على الكرة عندما تكون في الهواء. هنا تحديدًا يصبح من المتعذر التكهن بنتيجة المنافسة. لقد أبدينا قوة في أدائنا وحصلنا على ما نستحق. وإذا لم تبد مثل هذه القوة والالتزام في إطار الدوري الممتاز، لن يحالفك الفوز».
في الحقيقة، هذا أمر سمعه آرسنال آلاف المرات من قبل. من جانبه، بذل آرسين فينغر محاولة فاترة لإلقاء اللوم على الحكم مارك كلاتنبرغ لاحتسابه ضربة ركنية غير مستحقة، وفيما عدا هذه المحاولة عاود تناول الدواء المعتاد، وقال: «لقد اعتمد إيفرتون على القوة الجسمانية بشدة أربكت صفوفنا. أحيانًا يتعين عليك تقبل الأمر، فمن الممكن أن تخسر مباراة، خاصة في مثل هذا المناخ العام بعيدًا عن أرضك».
المناخ العام - هنا يظهر سبب جديد. المؤكد أنه من الخطأ تمامًا التلميح إلى أن جماهير إيفرتون لم توفر لفريقها كامل المؤازرة والدعم. في الواقع، لقد عادت مدرجات غوديسون بارك للامتلاء عن آخرها، ولاقت النهاية المثيرة التي سطرها الفريق كل التقدير والتشجيع من جانب كل من كانوا داخل الاستاد. وعلى ما يبدو، فإن الانطباع العام عن المباراة أمام آرسنال كان جيدًا.
موجز القول إن كلمة «إنجليزي خالص» تنطبق على كرة القدم مثلما تنطبق على «الفطور الإنجليزي» - فمثلما أن هناك «إفطارًا إنجليزيًا» مميزًا، هناك أيضًا كرة قدم ذات نكهة إنجليزية خالصة. والواضح أنه عندما تلعب فرق إنجليزية بالخارج، غالبًا ما تبدو الكرة الإنجليزية سيئة المظهر. وكثيرًا ما تواجه انتقادات بأنها بدائية، لكن ربما الأفضل لهؤلاء المنتقدين الاحتذاء بحذو غوارديولا وكويمان والعمل بدلاً عن ذلك على التأقلم مع هذا الأسلوب.
قد تكون كرة القدم الإنجليزية بمثابة أسلوب فريد من نوعه، خرج من رحم هذه البلاد المتميزة - لكن المؤكد أنه حتى أعتى مدربي العالم أقروا أنها أبعد ما يكون عن كونها سهلة.



بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.