ملامح مؤسسة الرصد الفلكية في الإسلام

أقيمت نتائجها على أدق المعطيات التي أمكن التوصل إليها

كلوديوس بطليموس
كلوديوس بطليموس
TT

ملامح مؤسسة الرصد الفلكية في الإسلام

كلوديوس بطليموس
كلوديوس بطليموس

حينما جرت ترجمة الكتاب الفلكي «المجسطي» إلى العربية، زمن الخليفة العباسي «المأمون»، أي بعد وجود صاحبه «كلوديوس بطليموس» بسبعمائة عام، سيؤخذ القرار بفتح ورش ضخمة للتحقق من دقة النتائج البطلمية، بحيث يتجند العلماء لتمحيص الأرصاد البطلمية وتدقيقها. وقد خرجوا إلى الميدان يراقبون السماء من جديد، وتبين لهم بعض التباين في المعطيات القديمة مقارنة بالجديدة المتحصل عليها، فالحسابات لم تكن دقيقة بما فيه الكفاية.
لقد قام الفلكيون العرب، وبحزم منقطع النظير، بتصحيح كل سطر من سطور الجداول القديمة لاستخدامها من جديد، ناهيك على أنهم أعادوا النظر حتى في طرق العمل والاشتغال المألوفة، الأمر الذي تجلى في ظهور أعمال تشهد على العمل الفذ المنجز، قصد تنقيح وإعادة الحسابات الرصدية. ولنا في «الزيج الممتحن» (الزيج هو جدول الحسابات والمواقع الفلكية) دليل على ذلك. إذ يعد هذا العمل، من أول الأزياج التي تمت في زمن المأمون باللغة العربية. فهو قائم على حسابات دقيقة، استنادًا إلى سلسلة من الأرصاد المضمونة علميًا إلى أبعد حد ممكن، والتي أنجزت في مرصدي بغداد ودمشق. وسيكون لهذا الزيج، وقع قوي في تحريك الأبحاث الرصدية الفلكية، كما سيستشهد به كبار الفلكيين اللاحقين، ومنهم على الخصوص، «ابن يونس» و«البيروني». ولعل أهم نتيجة جرى تجديدها وإعادة ضبطها، تمثلت في الجداول الخاصة بحركة الشمس. إذ جرى إثبات أن أوج فلك الشمس، مرتبط بحركة مبادرة الاعتدالين للنجوم الثابتة (التغيير البطيء لاتجاه محور الجسم الفلكي)، بعكس ما أكده بطليموس الذي يعتبر أن هذا الأوج، لا يخضع لأية حركة أخرى غير الحركة اليومية.
إضافة إلى «الزيج الممتحن»، سيظهر كتاب آخر بعنوان: «في سنة الشمس» وينسب لـ«ثابت بن قرة»، وهو في حقيقته، كما أكد بعض الباحثين، من إنجاز الفريق الفلكي في القرن التاسع الميلادي، بزعامة «بني موسى»، وذلك قبل انضمام ثابت بن قرة إليهم. وهو الكتاب الذي ينتقد بطليموس في دراسته لحركة الشمس وحساب السنة. بمعنى آخر، يعد هذا الكتاب «مجسطي» جديدًا معدلاً ومصوبًا. إذ يوجه نقدًا عنيفًا لأرصاد بطليموس، ونذكر منه القول الآتي: «ولكن بطليموس مع ما أوهم في أخذه زمان سنة الشمس من نقط فلك البروج، أوهم في الأرصاد أنفسها، ولم يأخذها على حقيقة، وكان هذا من وهمه أعظم ضررًا فيما رسم من الحساب». لكن على الرغم من هذا النقد الكبير للمجسطي ظل كتاب «في سنة الشمس»، يتحرك على منوال وطريقة اشتغال بطليموس. وتجدر الإشارة إلى أن كتاب «في سنة الشمس» قد جاء بعد فترة بسيطة من ترجمة المجسطي من قبل «الحجاج بن مطر»، وهو ما يبرز سرعة الأداء والعمل في الفلك العربي، حيث انطلق مشروع إعادة كتابة المجسطي، بحذف أرصاده المعيبة وحساباته غير الدقيقة، لكن مع الإبقاء، طبعًا، على بنيته واستدلالاته النظرية، فالثوابت البطلمية ظلت كما هي. إن هذا العمل الجبار، الذي ظهر في «الزيج الممتحن» و«في سنة الشمس»، قصد ضبط الرصد وتدقيق الحسابات، سيواصله وبهمة عالية، «حبش الحاسب»، صاحب مؤلف بعنوان: «الزيج الدمشقي»، والأمر نفسه، قام به أيضًا، «البتاني»، وهو شخصية بارزة في التاريخ الفلكي. فهذا الرجل، وكما هو معروف، قد أثر في فلك القرون الوسطى وفلك النهضة الغربية، حيث يذكره «كوبيرنيكوس» بالاسم، مرات عدة، في كتابه «في دوران الأجرام السماوية». وشهرته ليست نابعة من كونه وضع نظريات جديدة، بقدر ما كان دقيق الرصد. فقد قام بتتبع النجوم لأكثر من ثلاثين عامًا، في مرصد «الرقة»، في شمال سوريا حاليًا، خلال القرن التاسع الميلادي، وحصل على حسابات شابهت، إلى حد بعيد، الحسابات الحديثة. وتوج عمله بكتاب ذائع الصيت، يدعى «الزيج الصابئ»، الذي ترجم في القرن الثاني عشر إلى اللاتينية. كما ظهر مرصد آخر بزعامة الفلكي «عبد الرحمن بن عمر الصوفي»، في القرن العاشر للميلاد، وبدعم الحاكم البويهي عضد الدولة، وهو مرصد اشتغل على ملف الكواكب المتحيرة (الزهرة، المريخ، المشتري، زحل، عطارد)، وقام بقياس ميل فلك البروج في شيراز. وأتم المهمة ابن عضد الدولة «شرف الدولة»، ببناء مرصد له في حديقة قصره. وما دمنا نتحدث عن الرصد العربي للسماء، فلا بد من الإشارة إلى مرصدين مهمين ناجحين لهما الشهرة والصدى العالمي: إنهما مرصدا مراغة وسمرقند.
مرصدا مراغة وسمرقند
تم بناء هذا المرصد بمراغة، وهي مدينة في أذربيجان قرب بحيرة أرميا. وكان تشييد هذا المرصد، الذي لا تزال جدرانه حاضرة إلى الآن، مبادرة من طرف هولاكو، حفيد جنكيزخان، الذي استولى على بغداد ونهبها سنة 1258. وما يثير الدهشة حقًا، هو ذلك التناقض القائم بين صورة هولاكو القائد العسكري الدموي والمدمر، وصورة هولاكو الذي استوعب هو والمغول، وبسرعة، لغة الشعوب الخاضعة لهم ودينهم وثقافتهم، إلى حد أن أصبح هو نفسه، حامي العلوم وراعيها.
وهنا يبرز في الصورة، الفلكي نصير الدين الطوسي (توفى 1274)، وهو أحد أكبر الفلكيين والرياضيين الذين عرفهم الإسلام، حيث سينضم لحاشية هولاكو ويعمل كوزير لديه. وسيكلفه هولاكو بإنشاء المرصد، وذلك عام 1259، والذي كان بمثابة ارتقاء جديد في علم الفلك في الإسلام، بل في العالم كله. ولقد جرى تخصيص مجال لهذا المرصد، على مساحة طولها 350 مترًا، وعرضها 150 مترًا، وبناء قبة تسمح بدخول الشمس، ومكتبة ضمت نحو أربعين ألف مجلد. وكانت بها أجهزة هائلة صنعها «مؤيد العرضي»، وهو أحد ممثلي هذا المرصد الكبار. وقد جرى تزويده بالفلكيين والمهندسين والرياضيين... وكل هذا بهدف تدقيق وتصحيح الأزياج. كما أنّه المرصد الذي أسهم في إضافات جديدة لنماذج الأجرام، بمجهودات جماعة المرصد: الطوسي، والأزدي، والشيرازي... وهي الإضافات التي انتقلت إلى دمشق، فطورها ابن الشاطر (ميقاتي الجامع الأموي)، ليكررها كوبيرنيكوس في القرن السادس عشر. وبعد عمل متعب وشاق، لمدة اثنتي عشرة سنة من تأسيس المرصد، تم التوصل إلى حسابات دقيقة وأرصاد مضبوطة، جمعت في جداول فلكية، سميت «الزيج الإيلخاني»، وهو باللغة الفارسية، وذلك سنة 1271. ونشير هنا، إلى أن هذا المجمع كان يتألف من أعضاء مساهمين كبار، من أمثال: ابن الفوطي، نجم الدين الأسطرلابي، كمال الدين الإيجي، قطب الدين الشيرازي، مؤيد الدين العرضي، ومحيي الدين المغربي وآخرين.
لقد كان مرصد هولاكو بحق - وبفضل فريقه العلمي المهم ومكتبته الواسعة - مؤسسة بحث فلكية كاملة الأركان، وكأنها أكاديمية، تعقد فيها الاتصالات العلميّة، وتناقش فيها الإشكالات المطروحة، ويقدم فيها التعليم للطلبة، خاصة الرياضيات والفلك، وتحديدًا دراسة كتاب الأصول لإقليدس، وكتاب المجسطي لبطليموس. ويقال إن نصير الدين الطوسي كان يشرف على نحو مائة طالب.
ولعل من حظ مرصد مراغة، أنه قد يعد المرصد الوحيد الذي استفاد من مداخيل ومخصصات الأوقاف، على الرغم من أنه لم يكن مؤسسة دينية أو خيرية، وهذا ما جعل المرصد يستمر في الاشتغال على الرغم من موت مؤسسه سنة 1265، حيث استمر نشاطه حتى أوائل القرن الثامن للهجرة، أي الرابع عشر للميلاد على الأقل. ومؤشر ذلك، كان تعيين أحد أبناء نصير الدين الطوسي، كمدير للمرصد سنة 1304. لكن بعد ثلاثة عقود من ذلك، لم ير منه الجغرافي حمد الله القزويني، إلا الأنقاض. هذه الأطلال التي بقيت من مرصد مراغة، ستوحي للفتى «ألغ بك» عندما زارها، بإنشاء مرصد مماثل حينما أصبح حاكمًا، إنه مرصد سمرقند الشهير، وذلك سنة 1420، الذي سيعمل فيه كل من «الكاشي» و«القوشجي». لكن بمجرد وفاة ألغ بك عام 1449، سيتوقف نشاط المرصد إلى درجة رحيل القوشجي من سمرقند نحو القسطنطينية. وسيجري اكتشاف آثار هذا المرصد عام 1908.
نخلص إلى أن كثرة المراصد في العالم العربي/ الإسلامي، باعتبارها مؤسسات علمية قائمة الأركان، أي لها جوانب تنظيمية (إدارة، ودعم مالي...) وجوانب قيمية (معايير وقواعد الاشتغال...) لأحسن معبر عن هاجس الدقة والصرامة الذي وسم الفلك العربي، فجماعة الفلكيين المنضوين تحت مرصد واحد، لم تكن النتائج العائمة والتقريبية لترضيهم، وإنما أصروا على إقامة نتائجهم على أدق المعطيات الرصدية التي يمكن الوصول إليها. هذا التدقيق والتصويب العربي للفلك، سيظهر أيضًا في كثرة الأزياج (الزيج الممتحن، الزيج الصابئ، الزيج الدمشقي، الزيج الإيلخاني وغيرها). لكن لسوء الحظ، لم تكن تلك المراصد تعمر طويلاً، ما لا يسمح بالذهاب إلى التراكم الذي يمكن من الانتقال إلى الكيف. فهل يكون هذا درسًا من الماضي من أجل الحاضر؟



ما بال العالم كله ينعم بالسلام ونحن من حرب لحرب؟

أفلاطون
أفلاطون
TT

ما بال العالم كله ينعم بالسلام ونحن من حرب لحرب؟

أفلاطون
أفلاطون

في اليوم العالمي للتسامح الذي صادف أمس، ينبغي لنا، نحن العرب تحديداً، أن نتساءل: ما بال العالم كله ينعم بالسلام ويتقلب في رغد العيش، ونحن نخرج من حرب لنلبس لأمة الحرب من جديد؟ وإن كانت أوكرانيا قد خرقت القاعدة، إلا أن الأعم الأغلب من دول العالم يعيش حياة طبيعية، تختلف عما نراه في أفلام السينما. بمناسبة اليوم، سنمر بمحطات تاريخية ذات علائق بالموضوع، ولعل أول رمز للتسامح في تاريخ الفكر هو سقراط، كما تجلّى في محاورات تلميذه أفلاطون، وتجلّت معه روح التسامح في أسلوبه الحواري كجزء من بحثه عن الحقيقة.

في المحاورات، كان متسامحاً للغاية مع محاوريه، ويدعوهم للسعي وراء الحقيقة أينما انطلق بهم هذا السعي. ولطالما شجّع خصومه على تفنيد كل ما يقول، وأن هذه هي الطريقة المُثلى للكشف عن وجه الحقيقة. وفي إحدى المحاورات يصف نفسه بأنه يبتهج بدحض الآخرين لأقواله أكثر من ابتهاجه بدحضه أقوال الآخرين، لأن النجاة من الشر خير من إنقاذ الآخرين.

السعي وراء الحقيقة، بالنسبة إلى سقراط، مرتبط بالعقل المنفتح، وهذا الشكل من التسامح الحواري يفترض بالطبع أن يؤدي إلى رؤية موحدة للحقيقة. لا بد أن تشعر في بعض الأحيان بأن تسامح سقراط مبالغ فيه للغاية، لكن ربما هذا هو أساس فكرة «المحاورات»، أن تخلق الإنسان الكامل المرجعي في كل شيء، مع أننا نعلم أنه في النهاية إنسان، ولا بد أن يكون غضب ذات مرة، بل مرات.

محطة التسامح الثانية يمكن أن نراها واضحة وأكثر تطوراً في رواقية إبكتيتوس وماركوس أوريليوس وسينيكا، فالفكرة الرواقية هي وجوب التركيز على تلك الأشياء التي يمكننا التحكم فيها، مثل آرائنا وسلوكياتنا، مع تجاهل تلك الأشياء التي لا يمكننا التحكم فيها، وخاصة آراء وسلوكيات الآخرين. ترتبط الفكرة بالاستسلام واللامبالاة، كما هو واضح في حالة إبكتيتوس، الذي قد يفسر وضعه الاجتماعي نصائحه بالتحرر الذهني، لا الجسدي، فقد نشأ مستعبداً عند الرومان.

بطبيعة الحال، صبر المستعبد ليس مثل تسامح المتسامح الذي يملك القدرة على الرفض، قدرة لا يمتلكها المستعبد، فالتسامح فضيلة القوي، كما يقول الإمبراطور ماركوس أوريليوس. وقد يرتبط الأمر بفضائل أخرى مثل الرحمة والإحسان، غير أن نظرة الرواقيين إلى التسامح لا تصل إلى درجة احترام الاستقلالية وحرية الضمير، كما الحال في الليبرالية الحديثة، إذ لم تكن الحياة السياسية الرومانية متسامحة مثل الحياة السياسية الحديثة، وعلى الرغم من أن «تأملات» ماركوس تحتوي على نصوص كثيرة تستحضر روح التسامح، فإن ماركوس نفسه كان مسؤولاً بشكل شخصي عن سحق واضطهاد المسيحيين في زمنه.

ولم يصبح التسامح موضوعاً جدياً للاهتمام الفلسفي والسياسي في أوروبا حتى القرنين السادس عشر والسابع عشر، بل قبل ذلك خلال عصر النهضة والإصلاح في القرنين الخامس عشر والسادس عشر رفع الإنسانيون من مثل إيراسموس ودي لاس كاساس ومونتين شعار استقلالية العقل البشري ضد دوغمائية الكنيسة التي كانت توقد نيران محاكم التفتيش وتلقي بالناس فيها وتقتل المخالف.

في أعقاب الانقسامات التي خلّفها مشروع الإصلاح اللوثري والإصلاح «الكاثوليكي» المضاد، دُمرت أوروبا بسبب الحرب التي أثيرت باسم الدين، حروب بلغت ذروتها في حرب الثلاثين عاماً (1618 - 1648). بسبب هذه الحرب الشنيعة، وكل الحروب كذلك، أدرك العلماء والحكماء حجم القوة التدميرية الكامنة في التعصب، فنهضوا لاجتثاث ذلك التدمير من خلال استعادة نصوص التسامح وإعادة النظر في العلاقة بين المعتقد الديني والسلطة السياسية.

لافونتين

وكان هناك تأثير ثقافي للتيار الذي قام من أجل تعريف معنى السيادة وتطهير الدين في بريطانيا مما علق به خلال الحروب الأهلية البريطانية (1640 - 1660)، ويضاف إلى كل ذلك تكاثر المعلومات عن الاختلافات الثقافية مع بداية عهد الرحلات واكتشاف العالم، وكان لاكتشاف الصين تحديداً أعظم الأثر، فقد صُدم المسيحيون صدمة فكرية عنيفة عندما وجدوا شعباً أخلاقياً لا يؤمن بدين، بمعنى أنهم وصلوا إلى أن الدين ليس مصدر الأخلاق. ورفع الإنسانيون في حركة الإصلاح شعاراً يقول: هل لديكم معرفة منقولة عن الله معصومة من الخطأ تبرر قتل من يُتهم بالزندقة؟ ولم يلبث هذا القلق بشأن قابلية الإنسان للخطأ أن فتح الطريق إلى ما يعرف باسم «التسامح المعرفي»، ومع اقتران الاعتراف بقابلية الإنسان للخطأ وانتقاد السلطة الكنسية، نشأت أشكال جديدة وأكثر عمقاً، من التسامح السياسي. وأخذ التسامح في القرن السابع عشر صورة الممارسة العملية في أجزاء معينة من أوروبا.

ربما حدث هذا نتيجة زيادة التجارة والحراك الاجتماعي. وصاغ سبينوزا حجة للتسامح ترتكز على 3 دعاوى، أولاً، تقييد حرية الفكر مستحيل. ثانياً، السماح بحرية الفكر لا يمس بسلطة الدولة. وثالثاً، يرى سبينوزا أن السلطة السياسية يجب أن تركز على التحكم في الأفعال، وليس على تقييد الفكر. هذا التركيز على الفرق بين الفكر والفعل أصبح قضية جوهرية في مناقشات المفكرين اللاحقة حول التسامح، خصوصاً عند لوك، وميل، وكانط. ويمكن العثور على صورة مختلفة إلى حد ما عن رؤى سبينوزا الأساسية في رسالة لوك الشهيرة حول التسامح (1689)، وهي مقالة كتبها أثناء منفاه في هولندا. وتركز حجة لوك بشكل خاص على الصراع بين السلطة السياسية والمعتقدات الدينية. لقد عبّر عن وجهة نظر مبنية على دعواه بأنه من المستحيل على الدولة فرض المعتقد الديني بالإكراه. وقال إن الدولة يجب ألا تتدخل في المعتقدات الدينية التي يختارها الأفراد، إلا عندما تؤدي هذه المعتقدات الدينية إلى سلوكيات أو مواقف تتعارض مع أمن الدولة. رسالة جون لوك اليوم لا تزال هي المانيفستو الأساس لكل مطالب التسامح، رغم أنها لم تكن كاملة في البداية.