جوائز للبنان ومصر والأولى لفيلم عن الإيزيديين و«الدواعش»

جوائز للبنان ومصر والأولى لفيلم عن الإيزيديين و«الدواعش»
TT

جوائز للبنان ومصر والأولى لفيلم عن الإيزيديين و«الدواعش»

جوائز للبنان ومصر والأولى لفيلم عن الإيزيديين و«الدواعش»

مزيج من العناوين والأسماء الفائزة شغلت نحو ساعة كاملة لتقديمها في حفل الاختتام الأخير لمهرجان دبي السينمائي الدولي الثالث عشر.
أفلام في أربع مسابقات هي المهر الطويل والمهر الإماراتي والمهر الخليجي والمهر القصير. لجان التحكيم الثلاث امتدت لتشمل «المهر الإماراتي» برئاسة المخرج يسري نصر الله ومسابقتي المهر القصير والمهر الخليجي القصير برئاسة المخرج الأوكراني سيرغي لوزنيتسا والمهر الطويل برئاسة المخرجة الألمانية أولريكي أوتينجر (يكتبها الدليل أولينغر). وهذه ارتأت الجوائز التي مُنحت على النحو التالي:
> المهر الطويل
هذه الجائزة لكل الأفلام الثمانية عشر التي تنافست من مختلف الدول العربية، بما فيها لبنان (5 أفلام) ومصر (4 أفلام) والعراق (فيلمان) والأردن وتونس (فيلمان)، وفلسطين، وفيلم مشترك الإنتاج لمخرجه السوري الفوز طنجور.
وهناك جائزتان رئيسيتان، واحدة للفيلم الروائي الطويل، والأخرى للفيلم غير الروائي الطويل. الأولى ذهبت لفيلم حسين حسن، وهو مخرج كردي سبق له أن عرض هنا «ذكريات منقوشة على حجر» عالج فيه مسألة التقاليد التي تمنع شغل المرأة في التمثيل. هنا يذهب إلى ما هو أكثر حضورًا في المشهد الحالي وهو مأساة الإيزيديين على أيدي تنظيم داعش المتطرف.
الثانية نالها فيلم ماهر أبي سمرا «مخدومين» عن الأيدي الأفريقية والآسيوية العاملة في المنازل وكيف يعاملها اللبنانيون.
اختياران معقولان لولا أن ذلك لم يمنح «نار من نار» الأكثر عمقًا وفنًا في سرده الروائي أي جائزة كما تجاهل «ذاكرة باللون الخاكي» من جائزة الفيلم التسجيلي. كلاهما جدير تمامًا بالفوز.
الفيلم اللبناني الذي فاز كان «ميل يا غزيل» لإيليان الراهب وهذا مُنح جائزة لجنة التحكيم الخاصة.
جائزة أفضل مخرج ذهبت، وعن استحقاق للمصري محمد حماد عن فيلمه «أخضر يابس» (بعض المصفقين له كانوا قد هاجموه حين شاهدوه خلال هذه الدورة).
واللبنانية جوليا قصّار نالت جائزة أفضل ممثلة عن «ربيع» (مشترك بين لبنان وقطر ودولة الإمارات) وجائزة أفضل ممثل ذهبت إلى علي صبحة عن دوره في الفيلم المصري «علي معزة وإبراهيم» لشريف البنداري.
> المهر الإماراتي
توزعت هذه الجائزة حول المخرج ياسر النيادي، بصفته أفضل مخرج وذلك عن فيلمه القصير «روبيان» وأفضل فيلم قصير ذهبت إلى فيلم جيد التنفيذ والموضوع عنوانه «ممسوس» لشذى مسعود، بينما حظي الفيلم الروائي الطويل «الرجال فقط عند الدفن» لعبد الله الكعبي على الجائزة الأولى بين الأعمال الثلاثة عشر التي تنافست على المهر الإماراتي.
> المهر القصير
فاز التونسي مهدي البرصاوي بالجائزة الأولى عن فيلمه «خلينا هكا خير» وجائزة لجنة التحكيم ذهبت إلى اللبنانية مونيا عقل عن «غواصة» والجائزة الثالثة للفيلم السعودي «300 كلم» إخراج محمد الهليل.
هناك فوضى ملحوظة في حفل الاختتام كان المهرجان في غنى عنها. ليس أن التقديم كان سيئًا لأن إيقاعه كان سلسًا وجيدًا، لكن عوض إجلاس المرشّحين للفوز في مقاعد أمامية، تم توزيعهم في شتى أنحاء الصالة والبعض وقف خارجها ما استدعى انتظار الفائزين بعض الوقت كلما تمت مناداة أحدهم. في النهاية طلبت المقدّمة من جميع الفائزين الصعود مجددًا على المسرح لأخذ صورة تذكارية، لكن هؤلاء كانوا قد تشتتوا مجددًا والصورة تمّت بمن حضر.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».