«دروع داعش البشرية» تعرقل درع الفرات في الباب

«دروع داعش البشرية» تعرقل درع الفرات في الباب
TT

«دروع داعش البشرية» تعرقل درع الفرات في الباب

«دروع داعش البشرية» تعرقل درع الفرات في الباب

واصل الجيش التركي ضرباته المكثفة على مواقع تنظيم داعش في محيط بلدة الباب مع قرب إعلان عناصر (الجيش السوري الحر) المدعومة من تركيا السيطرة على البلدة التي تحتل أهمية استراتيجية ضمن أهداف عملية درع الفرات التي أطلقتها تركيا في شمال سوريا في 24 أغسطس (آب) الماضي.
وأعلن الجيش التركي في بيان، أمس، أن مقاتلاته قصفت 29 هدفا لتنظيم داعش في الباب وتادف والزرزور أسفرت عن مقتل 4 من عناصر التنظيم الإرهابي إلى جانب مقتل اثنين وإصابة 12 آخرين من عناصر الجيش السوري الحر المدعومة من أنقرة في اشتباكات مع عناصر «داعش».
وأشار البيان إلى تدمير 109 أهداف لـ«داعش» جراء قصف مدفعي تركي، بينها ملاجئ ومواقع دفاعية ومقرات قيادة وأسلحة وسيارات. وقال: إن الجيش التركي وضع طائراته في حالة تأهب كما تنتظر طائرات من دون طيار في الجو لمنع أي هجوم محتمل بطائرات من دون طيار مزودة بأسلحة أو طائرات حربية على العناصر المسلحة في إطار عملية درع الفرات، و«للرد مباشرة وبشدة حال وقوعه». وشدد البيان على اتخاذ القوات المسلحة التركية جميع التدابير حتى لا يتعرض المدنيون في المنطقة لأي أضرار.
وكثّفت القوات الجوية التركية غاراتها على سوريا في الأيام القليلة الماضية بينما تطبق الفصائل السورية التي تدعمها أنقرة، الحصار على مدينة الباب الخاضعة لسيطرة «داعش»، في الوقت الذي تسابقها إليها أيضا قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية غالبية قوامها.
وقالت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط» إن بعض عناصر الجيش السوري الحر دخلت الباب من المحور الشمالي الشرقي، لكن هناك مخاوف من وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين الذين يستخدمهم تنظيم داعش كدروع بشرية وهو ما يؤدي إلى البطء في عملية اقتحام المدينة.
ولليوم الثاني على التوالي أسقط الجيش التركي منشورات على سكان الباب يدعو فيها المدنيين إلى الاحتماء في مخابئ آمنة مع تقدم مقاتلي المعارضة السورية المدعومة بدبابات وطائرات مقاتلة تركية صوب البلدة.
وتشير المنشورات إلى هجوم وشيك بعد أن انتزع مئات من المقاتلين العرب والتركمان من الجيش السوري الحر السيطرة على قريتين على غرب الباب الأسبوع الماضي.
وقال بيان للجيش التركي أمس الاثنين إن أحد المنشورات كتب باللغة العربية يحث سكان الباب على ألا يسمحوا لتنظيم داعش الإرهابي باستغلالهم.
وطلب الجيش التركي من أهالي الباب مساعدة مقاتلي الجيش السوري الحر عن طريق نقل ذويهم إلى مناطق آمنة بأسرع وقت ممكن حتى يتم تطهير المدينة «من هؤلاء الخونة» وأكد أن النصر قريب.
وكان وزير الدفاع التركي فكري إيشيك، أعلن، السبت أن عملية درع الفرات دخلت أكثر مراحلها صعوبة من خلال محاولة السيطرة على الباب. وقال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو الأسبوع الماضي إن المعارضين الذين تدعمهم تركيا أحكموا الخناق على مدينة الباب في تقدم يضعهم على الأرجح في مواجهة مع مقاتلين أكراد وقوات متحالفة مع رئيس النظام السوري بشار الأسد يتمركزون على جبهة قتال قريبة.
وتحتل الباب أهمية استراتيجية بالنسبة لتركيا كونها نقطة الصلة بين المواقع التي يسيطر عليها الأكراد في شمال سوريا والتي تسعى تركيا لقطعها بمنع تشكيل كيان كردي على حدودها يشجع الأكراد في جنوبها الشرقي على المطالبة بالحكم الذاتي.
وسيطرت القوات المشاركة في عملية درع الفرات حتى الآن على نحو ألفي كيلومتر مربع من أصل 5 آلاف كيلومتر مربع تخطط أنقرة لإقامة منطقة آمنة عليها، على محور جرابلس أعزاز، لاستيعاب اللاجئين السوريين وإبعاد خطر «داعش» والأكراد عن حدود تركيا الجنوبية.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.