إدانات واسعة لتفجير عدن... وولد الشيخ: وحده الحل السياسي يقوّض الإرهاب

الرئيس اليمني قال إن استقرار العاصمة المؤقتة للبلاد أزعج القوى الظلامية ومن يحركها

أحد المصابين في التفجير الانتحاري في عدن لدى وصوله إلى المستشفى مساء أول من أمس (أ.ف.ب)
أحد المصابين في التفجير الانتحاري في عدن لدى وصوله إلى المستشفى مساء أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

إدانات واسعة لتفجير عدن... وولد الشيخ: وحده الحل السياسي يقوّض الإرهاب

أحد المصابين في التفجير الانتحاري في عدن لدى وصوله إلى المستشفى مساء أول من أمس (أ.ف.ب)
أحد المصابين في التفجير الانتحاري في عدن لدى وصوله إلى المستشفى مساء أول من أمس (أ.ف.ب)

ارتفعت حصيلة الهجوم الانتحاري الذي استهدف معسكرًا تابعًا للجيش الوطني اليمني في منطقة خور مكسر بالعاصمة المؤقتة للبلاد عدن، مساء أول من أمس، إلى 48 قتيلاً. وقال عبد الناصر الولي، مدير عام مكتب الصحة في عدن: «أحصينا 48 قتيلا و29 جريحا في هجوم الليلة (قبل) الماضية في عدن»، مضيفا أن كل الضحايا جنود كانوا يستلمون رواتبهم.
وكان انتحاري يحمل حزامًا ناسفًا قد فجّر نفسه أمام تجمع لجنود قرب بوابة معسكر الصولبان شرق عدن. وتبنى «داعش» هذا الاعتداء الذي جاء بعد أيام قليلة على تفكيك قوات الأمن في عدن خلايا إرهابية تابعة لهذا التنظيم الإرهابي. وجاء هذا الهجوم الإرهابي بعد أسابيع على عودة الحكومة الشرعية والرئيس اليمني هادي إلى عدن واتخاذها مقرًا رئيسيًا بدلا من الرياض، بعد الاستتباب الأمني الذي شهدته المدينة خلال الربع الأخير من العام الحالي 2016.
ووجه رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي برقية عزاء ومواساة لأهالي وذوي الضحايا، مؤكدًا أن التضحيات الجسيمة التي يقدمها شعبنا اليمني ومقاومته الباسلة ومنتسبو أجهزته الأمنية والعسكرية لن تذهب سدى، بل سيكون ثمنها باهظًًا، من اجتثاث لتلك العناصر الإجرامية من الخلايا الإرهابية ومن يقف وراءها، والتي تحاول عبثًا تعكير صفو أمن عدن واستقرار وسكينة أبنائها. وقال الرئيس هادي إن «استقرار عدن وتلاحم أبنائها وقواها الحية ونشاط الحكومة والقيادات التنفيذية فيها في تلاحمهم مع المواطن الذي تجسد في أروع وأنقى صوره، قد أزعج القوى الظلامية ومن يحركها ويتستر خلفها من خلال مفخخاتها وأعمالها الدنيئة المجردة من القيم والأخلاق والإنسانية وتعاليم الدين السمحة». وأضاف أن «إرادة الإنسان التواق للحياة والعيش الكريم، ستنتصر على أعداء الحياة»، مشددًا على ضرورة تعزيز اليقظة الأمنية وتفعيل التعاون والتكامل مع مختلف الأجهزة، بالتعاون مع المواطنين الذين حققوا معًا الانتصار في معارك شعبنا على أعداء الحياة في محطات وصور متعددة. ووجه الرئيس هادي بمعالجة الجرحى وتوفير الرعاية لهم، كما وجه بتشكيل لجنة تحقيق للوقوف على تداعيات العمل الإرهابي ومعرفة مواقع القصور لاتخاذ ما يلزم بشأنها.
بدوره، أدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف الزياني، بشدة التفجير الذي وقع أمام بوابة معسكر الصولبان بمدينة عدن، ووصفه بأنه جريمة إرهابية بشعة تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية والقوانين الدولية كافة. وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون، عن استنكار دول المجلس وإدانتها لهذه الجريمة المروعة، ومساندتها للحكومة اليمنية في الكشف عن ملابسات الجريمة الإرهابية، وجهودها المتواصلة لإعادة الأمن والاستقرار إلى المحافظات اليمنية كافة، ومكافحة التنظيمات الإرهابية، معبرًا عن تعازيه الحارة لأسر الضحايا الأبرياء وللحكومة والشعب اليمني الشقيق، ومتمنيًا للمصابين الشفاء العاجل.
من جانبه، قال المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، أمس، إن الحل السياسي وحده يضعف الإرهاب ويفعّل مؤسسات الدولة. وأدان ولد الشيخ، في تصريح على حسابه بأحد مواقع التواصل الاجتماعي: «الجريمة البشعة التي حصلت في مدينة عدن». وأضاف: «لقد حذّرنا مرارا وتكرارا من ازدياد خطر الإرهاب خلال الحرب في اليمن، وحده الحل السياسي يضعف الإرهاب ووحدهم اليمنيون قادرون على تغيير الواقع». وكانت عدن قد شهدت خلال الأشهر الماضية سلسلة عمليات إرهابية مشابهة لتلك التي وقعت مساء أول من أمس، آخرها استهداف تجمع للشباب للترقيم في السلك العسكري أمام منزل العميد عبد الله الصبيحي بحي خور مكسر، وراح ضحيته العشرات من المجندين الشباب، بينهم مدنيون، وتبنى تنظيم داعش العملية الإرهابية أيضًا. وقبل تلك العملية، استهدف تنظيم داعش بالطريقة نفسها مجندين جددًا في معسكر رأس عباس في اعتداء راح ضحيته أكثر من 60 قتيلاً وجريحًا من المجندين الشباب.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.