«التحالف» يستهدف منصات حوثية لإطلاق الصواريخ في صنعاء والحديدة

الجيش اليمني قطع خط إمدادات الميليشيات بين مأرب وشبوة

استعراض لأتباع الحوثيين وصالح بالأسلحة في صنعاء (رويترز)
استعراض لأتباع الحوثيين وصالح بالأسلحة في صنعاء (رويترز)
TT

«التحالف» يستهدف منصات حوثية لإطلاق الصواريخ في صنعاء والحديدة

استعراض لأتباع الحوثيين وصالح بالأسلحة في صنعاء (رويترز)
استعراض لأتباع الحوثيين وصالح بالأسلحة في صنعاء (رويترز)

عاودت مقاتلات التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن، أمس، تنفيذ سلسلة من الغارات الجوية، استهدفت مواقع تمركز وآليات عسكرية لميليشيات الحوثيين وصالح، وأهدافا متحركة في «اللواء 26 حرس جمهوري» بمديرية السوادية بمحافظة البيضاء جنوب شرقي محافظة صنعاء، في حين استهدفت غارات أخرى تجمعات للميليشيات في أطراف مديرية صرواح بمحافظة مـأرب.
وأكدت مصادر في الجيش اليمني لـ«الشرق الأوسط»، أن سلسلة غارات جوية لمقاتلات التحالف استهدفت أهدافا كثيرة بمحافظات مأرب وتعز وصعدة والبيضاء، وفي صنعاء استهدفت مواقع لإطلاق الصواريخ الباليستية بوادي جربان بمنطقة عمد التابعة لمديرية سنحان، وفي محافظة الحديدة دمرت غارات أخرى منصة إطلاق صواريخ جنوب المدينة.
وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» أن تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إلى محافظة مأرب تشمل أسلحة نوعية ومدافع ذاتية الحركة ودبابات مقدمة من قوات التحالف لتعزيز جبهة نهم شرق محافظة صنعاء، وتأتي تلك التعزيزات في الوقت الذي تتجدد فيه المعارك بجبهات نهم بضراوة.
في السياق ذاته، أعلنت قوات الجيش اليمني بمحافظة شبوة شرق البلاد، سيطرة قواتها على ومواقع استراتيجية بمناطق الساق والصفحة التي تربط مديرتي بيحان وعسيلان والمؤدية إلى قطع خط الإمدادات للميليشيات الذي يربط محافظتي شبوة ومأرب، خلال المواجهات التي شهدتها جبهات بيحان خلال أمس وأول من أمس.
ولفت أركان حرب «كتيبة الحزم» أحمد صالح العقيلي إلى إن مقاتلي الجيش أحرزوا، خلال الـ48 ساعة الماضية، تقدمًا ميدانيا باتجاه منطقتي الساق والصفحة وباتجاه قطع خط بيحان الرابط بين محافظتي شبوة ومأرب لمنع تهريب الأسلحة والمخدرات إلى الميليشيات، مشيرًا إلى مقتل وجرح عدد من عناصر الانقلابيين.
وقال العقيلي إن الفرق الهندسية التابعة للجيش تمكنت من نزع 600 لغم زرعتها ميليشيا الحوثيين وصالح في بيحان، موضحًا في تصريحات نقلتها وكالة «سبأ» الرسمية، أن كتائب الجيش المرابطة في جبهة الساق تمكنت خلال الفترة الماضية من ضبط شحنات كبيرة من الأسلحة ومواد الحشيش والمخدرات كانت في طريقها إلى الميليشيات في صنعاء. وبالعودة إلى جبهات كهبوب غرب محافظة لحج، تتواصل المواجهات بين ميليشيات الحوثيين وصالح من جهة والجيش اليمني من جهة ثانية، بعد فشل الميليشيات في اختراق جبهات الصبيحة وكهبوب الاستراتيجية المطلة على ممر الملاحة الدولية «باب المندب».
وقال المتحدث باسم جبهات الصبيحة، أحمد عاطف حسن، لـ«الشرق الأوسط»: إن قوات الجيش اليمني تصدت أول من أمس لمحاولة التفاف فاشلة للميليشيات جنوب جبهات كهبوب، وتمكنت قوات الشرعية من إعطاب طقم للميليشيات وقتل عدد منهم وجرح آخرين، وذلك في جبهات التماس النار في المناطق المحاذية لمديرية ذباب الساحلية التابعة لمحافظة تعز، مشيرًا إلى تكبد الميليشيات خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
وأشار عاطف إلى تجدد المعارك في جبهات المنصورة والمناطق المجاورة التابعة لمديرية المضاربة شمال غربي لحج والمحاذية لمديرية الوازعية التابعة لمحافظة تعز، لافتا إلى تعمد الميليشيات زرع ألغام فردية وأخرى ضد الدروع في الخط الرابط بين منطقة المنصورة والوازعية، وهو منفذ مهم سيساعد قوات الشرعية في الوصول إلى تعز وقطع إمدادات الميليشيات هناك، والتوجه غربا نحو مفرق المخا ومعسكر خالد بن الوليد الاستراتيجي الذي يعتبر نقطة تموين للحوثيين باتجاه باب المندب والوازعية، على حد قوله.
وأكد عاطف بأن ذلك سيمهد الطريق لقوات الشرعية والتحالف لاستخدامه لأجل تخفيف الضغط على القوة العسكرية التي ستأتي من باب المندب باتجاه المخا وذلك عبر المنفذ نفسه المنصورة الوازعية برح العريش وهذه الخطة ستضع الميليشيات في حيره من أمرها؛ الأمر الذي دفعها إلى زرع أكثر قدر من الألغام لإعاقة أي تقدم أو هجوم بري عبر هذا المنفذ ناحية تحرير محافظة تعز.
على صعيد جبهات كرش الاستراتيجية بين محافظتي لحج وتعز، تواصل الميليشيات شن قصفها العشوائي على قرى السكان المدنيين في جبهات خط النار المحافظتين، حيث تتركز المواجهات بشراسة شمال البلدة، وتحديدًا في مناطق الحويمي والشريجة والرزينة والنبيع، وتستخدم في المواجهات مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وتستمر محاولات الميليشيات في الوصول إلى كرش، إلا أن جميع محاولاتها منيت بالفشل أمام صمود واستبسال قوات الجيش اليمني.



محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.