الدلافين في حديقة سوتشي الروسية وسيلة علاج للأطفال

دورات انطلقت منذ عام 2012 وساهمت بمساعدة 10 آلاف طفل

مسبح علاج الأطفال في حديقة سوتشي - يتلقى 60 طفلاً المساعدة الطبية - النفسية من الدلافين خلال 600 «جلسة علاج» شهريًا
مسبح علاج الأطفال في حديقة سوتشي - يتلقى 60 طفلاً المساعدة الطبية - النفسية من الدلافين خلال 600 «جلسة علاج» شهريًا
TT

الدلافين في حديقة سوتشي الروسية وسيلة علاج للأطفال

مسبح علاج الأطفال في حديقة سوتشي - يتلقى 60 طفلاً المساعدة الطبية - النفسية من الدلافين خلال 600 «جلسة علاج» شهريًا
مسبح علاج الأطفال في حديقة سوتشي - يتلقى 60 طفلاً المساعدة الطبية - النفسية من الدلافين خلال 600 «جلسة علاج» شهريًا

يروى عن الدلافين كثير من الحكايات الجميلة التي تعكس مدى محبة هذا الكائن البحري لمساعدة الناس، ورغبته بالتواصل الاجتماعي معهم، وإن كان لا يتقن من الكلام سوى الصفير الذي يحاول العلماء فك رموزه سعيًا منهم لفهم ما يقوله الدلفين. وكثيرًا ما نسمع قصصًا عن دلافين تنقذ غرقى، وأخرى ترافق السفن في إبحارها، هذا فضلاً عن الدور الترفيهي الذي يلعبه الدلفين في كثير من المسارح «المائية» وفي حلبات السيرك. وخلال السنوات الأخيرة تعرف الإنسان على ميزة إيجابية جديدة مميزة يتمتع بها الدلفين، هي قدرته على المساهمة في علاج الأطفال الذين يعانون أمراضًا عصبية ونفسية. ويتمتع بمزايا الدلافين كائن بحري آخر هو «الحوت الأبيض»، الذي يطلق عليه الناس اسم «الدلفين الأبيض»، نظرًا للشبه بينه وبين الدلافين.
وكان عالم النفس الأميركي ديفيد ناتانسون أول من لاحظ ووثق منذ السبعينات من القرن الماضي أن حالة الأطفال الذين يعانون من متلازمة داون تتحسن بعد اللعب مع الكائنات البحرية، مثل الدلفين والحوت الأبيض. ومنذ ذلك الحين أخذت معظم الدول في العالم تعتمد أسلوب العلاج بمساعدة الدلافين، بعضها سجله رسميًا كوسيلة علاج، والبعض الآخر يستخدمها ضمن جملة تمارين لمساعدة الأطفال. وفي روسيا التي يوجد فيها كثير من «الحدائق المائية»، حيث تمضي حياتها عائلات كاملة من الدلافين والحيتان البيض، يتزايد الاهتمام بالاستخدامات الطبية لهذه الكائنات، فضلاً عن العروض الفنية التي تقدمها لتدخل البهجة إلى قلوب الأطفال.
وتعتبر «حديقة سوتشي البحرية للدلافين» من أكبر وأهم الحدائق البحرية (المائية) جنوب روسيا. ومنذ 4 سنوات يقوم حوتان أبيضان و7 دلافين بمساعدة الأطفال ضمن دورات خاصة يشرف عليها مدربون ومتخصصون في هذا المجال. حيث خصصت إدارة الحديقة واحدة من أصل 3 بحرات (مسابح) للدورات العلاجية للأطفال، ومنذ إطلاق البرنامج عام 2012، قدم المركز المساعدة لما يزيد على 10 آلاف طفل، وحاليًا يتلقى المساعدة الطبية - النفسية من الدلافين 60 طفلاً خلال 600 «جلسة علاج» شهريًا، يتمكنون خلالها من التعرف على الدلافين والحيتان، والتعامل معهم كأصدقاء. ويقوم فريق خاص من الخبراء في مجال العلاج النفسي بمساعدة الأطفال في التفاعل مع تلك الكائنات البحرية الجميلة.
وتوضح ماريا أوزون، مديرة قسم العلاج بمساعدة الدلافين في حديقة سوتشي المائية في حديث لوكالة «تاس»، أن الأطفال الذين يستفيدون من مساعدة الدلافين هم غالبًا من المصابين بأمراض عصبية مثل: الشلل الدماغي والتوحد ومتلازمة داون، فضلاً عن حالات الاختلال الوظيفي في الدماغ، واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، وحالات الاضطراب الوظيفي في الجهاز العصبي المركزي، والتخلف العقلي متوسط المستوى، واضطرابات ما بعد الصدمة، وبعض حالات الاضطراب الاكتئابي، فضلاً عن اضطرابات التعلم، واضطرابات الذاكرة والنطق والسمع. ومنذ الجلسة الأولى تظهر لدى الطفل المريض انفعالات إيجابية جراء التفاعل بينه وبين الدلفين، الأمر الذي يساعد لاحقًا على المضي في دورة العلاج. ويرى العلماء أن الأطفال الذين يتميزون عن الكبار بتقبل أوسع للتفاعل والحديث «غير اللفظي» يتمكنون بسرعة من إيجاد لغة مشتركة مع الدلافين التي ترسل المعلومات عبر الموجات فوق الصوتية.
وتقول ماريا أوزون إن الدلافين والحيتان البيض تميز بين السباحة في البحرة أثناء اللعب أو العروض الفنية، والسباحة أثناء الجلسات العلاجية، حيث تصبح أكثر هدوءًا واستقرارًا أثناء التفاعل مع الأطفال. إذ لاحظ العاملون في الحديقة المائية أن الدلافين قد ترشق الناس بالماء أثناء العروض، وقد لا تكمل دورة العوم مع الإنسان العادي، تدعه وتغوص تحت الماء. لكن عندما تكون في البحرة الخاصة لعلاج الأطفال، فإنها تتصرف بشكل مختلف تمامًا، حيث تصبح أكثر تركيزًا وتظهر نوعًا غريبًا من العاطفة، على سبيل المثال، قد تنزلق يد الطفل عن زعنفة الدلفين أو الحوت، فتراه يعود عائمًا ضمن مسار محدد تصبح معه الزعنفة بمتناول يد الطفل مجددًا، كأنه يمد يده مجددًا للطفل، ويواصلان العوم معًا.
وغالبًا ما يبدأ التعارف بين الدلفين والطفل حين يقترح المدرب أن يلعب الطفل مع الدلفين بالكرة مثلاً، أو أن يرسما معًا بالإيماءات لوحة ما. بعد ذلك ينزل الطفل إلى عالم الدلفين في الماء، وبعد 25 دقيقة من العوم واللعب معًا يخرج الطفل من المسبح، ويودع الدلفين كمن يودع صديقًا قديمًا، على أمل العودة لرؤيته مجددًا في أقرب وقت. ويولّد هذا الأمر لدى الطفل الذي يعاني من أمراض عصبية واضطرابات نفسية جملة عريضة من الانفعالات الإيجابية التي تشكل في الواقع جرعة علاج مهمة حصل عليها خلال تفاعله مع الدلافين.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.