وزير العدل العراقي: عدد السجناء السعوديين في سجوننا 70

خمسة منهم محكومون بالإعدام

سجن أبو غريب الشهير غرب بغداد كما بدا أمس بعد إفراغه ونقل نزلائه إلى سجون أخرى.. وفي الاطار وزير العدل حسن الشمري (إ.ب.أ)
سجن أبو غريب الشهير غرب بغداد كما بدا أمس بعد إفراغه ونقل نزلائه إلى سجون أخرى.. وفي الاطار وزير العدل حسن الشمري (إ.ب.أ)
TT

وزير العدل العراقي: عدد السجناء السعوديين في سجوننا 70

سجن أبو غريب الشهير غرب بغداد كما بدا أمس بعد إفراغه ونقل نزلائه إلى سجون أخرى.. وفي الاطار وزير العدل حسن الشمري (إ.ب.أ)
سجن أبو غريب الشهير غرب بغداد كما بدا أمس بعد إفراغه ونقل نزلائه إلى سجون أخرى.. وفي الاطار وزير العدل حسن الشمري (إ.ب.أ)

قال وزير العدل العراقي حسن الشمري، إن حزب الفضيلة الإسلامية الذي يمثله (أحد أقطاب التحالف الوطني الذي شكل الحكومة العراقية الحالية)، يتبنى سياسة إعادة تشكيل التحالف الوطني السابق وبكل أطرافه بعد نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة لتسمية المرشح لمنصب رئاسة مجلس الوزراء، مبينا أن حظوظ رئيس الوزراء العراقي الحالي نوري المالكي في الحصول على ولاية ثالثة كبيرة جدا وليست مستبعدة.
وقال الشمري في حديث لـ«الشرق الأوسط» بمكتبه بمدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار جنوب العراق، حيث يوجد حاليا فيها كمرشح عن قائمة الفضيلة والنخب المستقلة في الانتخابات البرلمانية العراقية المزمع إقامتها في 30 أبريل (نيسان) الحالي، إن عدد السجناء السعوديين في العراق يصل لقرابة 70 شخصا، مشيرا إلى أن خمسة منهم محكومون بالإعدام، مؤكدا أن تنفيذ أحكام الإعدام بحق المدانين العرب متوقف بشكل مؤقت.
وبشأن حظوظ قائمة الفضيلة والنخب المستقلة التي يمثلها في الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة، قال الشمري «إننا نطمح للحصول على عشرة مقاعد في البرلمان المقبل، وهناك جهات مراقبة للوضع السياسي العراقي أعطتنا تصوراتها بإمكانية حصولنا 12 إلى 14 مقعدا، لكن الأمر الذي نعتبره مضمونا منذ الآن هو 7 مقاعد ونحاول أن نصل إلى عشرة مقاعد»، مشيرا إلى أن «حزب الفضيلة الإسلامية يتبنى سياسة إعادة تشكيل التحالف الوطني السابق وبكل أطرافه ليكون هو المحور لإبراز الشخصية المرشحة لمنصب رئيس مجلس الوزراء المقبل للعراق ونعتقد أن هذا الأمر متاح رغم الخلافات التي نشهدها في الوقت الحاضر بسبب تصاعد الحمى الانتخابية، لذا نعتقد أن التحالف سيعود مجددا ونحن مع هذا التوجه».
وعن حظوظ رئيس الوزراء العراقي الحالي نوري المالكي في الحصول على ولاية ثالثة، بين الشمري أن «هذا الأمر محتمل ووارد وممكن أن يتحقق وخاصة مع عدم وجود موانع قانونية لذلك وممكن أن تكون له ولاية ثالثة ورابعة»، مستدركا «لكن المسألة مرهونة بعدد المقاعد التي ستحصل عليها قائمة المالكي وكذلك عدد المقاعد داخل هيكلية التحالف الوطني، لذا أعتقد أنه من الممكن أن تكون له ولاية ثالثة».
وبشأن عدد المحكومين في الإعدام بالعراق أشار الشمري إلى أن «العدد كمعدل يصل بحدود 1200 مدان قابل للزيادة وقابل للنقصان، الزيادة تأتي عندما تصدر أحكام جديدة في حق مدانين جدد، والنقصان عندما تقوم وزارة العدل بتنفيذ تلك الأحكام»، لافتا إلى أن «ذلك العدد يشمل كل أحكام الإعدام من رجال والنساء ويشمل الجرائم الجنائية وأيضا الجرائم وفق قانون الإرهاب»، كاشفا أن «عدد العرب والأجانب من هؤلاء المدانين يربو على العشرة».
وعن عدد المنفذ بهم حكم الإعدام من المدانين العرب قال الشمري، «نفذنا أحكام الإعدام بعدد منهم كالمدان التونسي المتهم بتفجير مرقد الإمامين العسكريين وآخر ليبي الجنسية، لكن الآن تم التريث بتنفيذ أحكام الإعدام بالمتهمين من الدول العربية بسبب أن المدانين هم من دول تشهد اضطرابات أمنية وتنفيذ تلك الأحكام قد يفتح تداعيات خطيرة على العراقيين المقيمين في تلك الدول العربية».
وعن عدد السجناء السعوديين في العراق، قال وزير العدل العراقي إن «عدد السجناء السعوديين بحسب آخر إحصائية قد يصل إلى 70 شخصا، بحدود الخمسة منهم محكومون بالإعدام».
وعن سؤال بشأن من يتحمل تكرر هروب السجناء من المعتقلات العراقية، أوضح أن «السجون لا تدار فقط من قبل وزارة العدل، فوزارتنا مهمتها مدنية إدارية بحته لا تتناول شؤونا أمنية لا داخل السجن ولا خارجة، وهذا حصل بموجب قرار مجلس الوزراء الذي أوكل مهمة الحماية لوزارة الداخلية»، مشيرا إلى أن «عمليات الهروب والتهريب تتحملها الجهة المنوط بها حماية السجن، وخاصة أن هذه الحوادث ليست حوادث تهريب سجناء فحسب، وإنما هي حوادث هجوم عنيفة حصلت من خارج السجن وكان المفروض أن تقوم القوات الأمنية بالتصدي لتلك المجاميع المسلحة في قضية تهريب السجناء من سجن أبو غريب».
وأضاف «بتقديري أن هناك تواطؤا من قبل بعض القادة والمسؤولين الأمنيين في وزارة الداخلية فالموضوع له أبعاد خطيرة تتعلق بالإرهاب والوضع العام والوضع بالمنطقة، لأننا سلمنا إخبارات مبكرة قبل وقوع الحادث بثلاثة أو أربعة أيام».
وعن الخطط لتأمين تلك السجون قال الشمري، «إن من ضمن الخطط أكملنا قبل يومين إفراغ سجن أبو غريب، وأغلقناه بشكل نهائي ونقلنا جميع السجناء إلى سجون إقليم كردستان (سجني سوسه وجمجمان) وإلى بعض سجون وسط العراق وبغداد، أما سجن التاجي فإننا لا نستطيع القيام بموضوع نقل السجناء منه، لكن خصصناه للمدانين بجرائم جنائية وسنفرغه من جميع المدانين بالإرهاب».



الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

مبنى مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في مدينة إب (فيسبوك)
مبنى مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في مدينة إب (فيسبوك)
TT

الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

مبنى مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في مدينة إب (فيسبوك)
مبنى مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في مدينة إب (فيسبوك)

يواجه آلاف المرضى بالسرطان في محافظة إب اليمنية (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) خطر الموت نتيجة غياب الرعاية الصحية والنقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية وغياب الدعم، في ظل اتهامات لقادة الجماعة الحوثية بالمتاجرة بالأدوية وتعطيل مراكز علاج ودعم الحالات المصابة بالمرض.

وأرجعت مصادر طبية في المحافظة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، والتي كانت تقدم مجاناً من منظمات دولية وجهات خيرية، إلى مساعي الجماعة الحوثية للاستفادة من التمويل الموجه للمرضى، والحصول على إيرادات مالية من الأدوية والتدخل الدائم في العمل الإغاثي الطبي، وفرض قرارتها على الجهات الممولة، وإدارة شؤون المستشفيات والمراكز الصحية.

ووجّه فرع «مؤسسة مكافحة السرطان» في إب نداء استغاثة جديداً، هو الثالث خلال الأشهر القليلة الماضية، لدعم «مركز الأمل لعلاج الأورام» التابع لها، ومدّه بالأدوية والمستلزمات التي يحتاجون إليها لعلاج المرضى.

أطفال مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خلال مشاركتهم في مخيم ترفيهي (فيسبوك)

وأعلن فرع مؤسسة مكافحة السرطان، في بيان له، تسجيل 753 حالة إصابة جديدة بمرض السرطان في إب خلال العام الحالي، موضحاً أن معظم المرضى الذين يتوافدون حالياً على مركز الأمل لعلاج الأورام، وهم من الأسر الفقيرة والأشد فقراً، لا يتحصلون على الرعاية الطبية؛ بسبب شح الإمكانات.

زيادة في المصابين

واشتكى فرع المؤسسة في بيانه من أن التزايد المستمر في أعداد المصابين بالمرض يُحمّل المؤسسة ومركز الأورام تبعات كثيرة في الوقت الذي يعانيان قلة الإيرادات والافتقار للدعم الثابت؛ ما يجعلهما غير قادرين على توفير، ولو الحد الأدنى من الخدمات التشخيصية والصحية للمرضى.

وناشد البيان الجهات ذات العلاقة والمنظمات ورجال الأعمال، بإسنادهم بالدعم من أجل الاستمرار بتقديم الخدمات الصحية التشخيصية والعلاجية للمرضى.

مبنى فرع مؤسسة مكافحة السرطان في إب (فيسبوك)

وذكرت مصادر طبية في إب لـ«الشرق الأوسط»، أن المحافظة الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية، شهدت مئات الإصابات الجديدة بالمرض، بالتزامن مع معاناة كبيرة لأكثر من 6 آلاف مصاب من مختلف الأعمار.

موارد محدودة

اشتكى عدد من المرضى من انعدام العلاج وانقطاع الخدمات الطبية، لافتين إلى أنهم يواجهون خطر الموت جراء فشل الجماعة الحوثية في إدارة المرافق الصحية وعبث قادة الجماعة بالموارد والمساعدات والإتجار بها في السوق السوداء.

وبيَّنوا لـ«الشرق الأوسط»، أنهم لا يزالون يعانون مضاعفات كبيرة وظروفاً حرجة في ظل سياسات حوثية خاطئة تستهدف جميع مؤسسات ومراكز مكافحة السرطان في المحافظة وأثرت سلباً على تلقيهم الرعاية الطبية.

يقول عبد الله، وهو شاب من مدينة العدين غرب المحافظة، وقدِم إلى فرع مؤسسة مكافحة السرطان لعلاج والدته التي تعاني سرطاناً في الحلق، إنه تردد على فرع المؤسسة لأكثر من 3 أيام؛ أملاً في الحصول على الرعاية الطبية لوالدته، لكن دون جدوى.

قادة حوثيون يفرضون وجودهم في افتتاح مركز لمعالجة الأورام في إب اليمنية بتمويل من فاعلي خير (إعلام حوثي)

ويعبّر عبد الله لـ«الشرق الأوسط» عن شعوره بالحزن والأسى وهو يرى والدته تصارع المرض، بينما يعجز حتى اللحظة عن تأمين جرعة العلاج الكيماوي لها وبعض الأدوية الأخرى؛ بسبب انعدامها في فرع المؤسسة، وارتفاع تكلفتها في العيادات الخارجية والصيدليات التي تتبع أغلبها قيادات حوثية.

ويشير عاملون في فرع المؤسسة المعنية بمكافحة السرطان في إب خلال أحاديثهم لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن مركز الأمل لعلاج الأورام التابع لمؤسسة مكافحة السرطان، لا يزال يُقدم كل ما يمكن من خدمات مجانية للمرضى، رغم تكرار الاستهداف الحوثي له ومنتسبيه، معتمداً على القليل جداً من التبرعات المقدمة من بعض الجهات وفاعلي الخير.

وطالب العاملون المنظمات الدولية والمعنيين بسرعة إنقاذ مرضى السرطان الذين يواجهون خطر الموت ويتجمعون يومياً بالعشرات أمام المراكز والمؤسسات والمستشفيات في المحافظة، أملاً في الحصول على الرعاية الصحية المناسبة.

القطاع الصحي في اليمن يعيش وضعاً متردياً تحت سيطرة الجماعة الحوثية (إ.ب.أ)

وأقرَّت الجماعة الحوثية سابقاً بارتفاع عدد مرضى السرطان بعموم مناطق سيطرتها إلى نحو 80 ألف مريض.

وأطلق فرع «مؤسسة مكافحة السرطان» في إب، أواخر أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، نداء استغاثة، بعد بلوغ أعداد المرضى المسجلين لدى فرع المؤسسة بالمحافظة وقتها 6060 حالة.

وقبل ذلك بأشهر أطلق الفرع نداء استغاثة مماثلاً، لدعم «مركز الأمل لعلاج الأورام» التابع له، والذي يواجه الإغلاق الوشيك نتيجة نقص الدعم وغياب التمويل.