نداء دولي جديد لمواصلة دعم اللاجئين والبلدان المضيفة

مع اقتراب الحرب السورية من إكمال سنتها السادسة

نداء دولي جديد لمواصلة دعم اللاجئين والبلدان المضيفة
TT

نداء دولي جديد لمواصلة دعم اللاجئين والبلدان المضيفة

نداء دولي جديد لمواصلة دعم اللاجئين والبلدان المضيفة

وجهت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الشريكة، مع اقتراب الحرب في سوريا من إكمال سنتها السادسة دون إحراز تقدم ملموس على صعيد الحلول السياسية، نداءً جديدًا للتمويل بقيمة 4.69 مليار دولار أميركي من أجل مواصلة القيام بالعمل الحيوي لدعم اللاجئين السوريين والبلدان المستضيفة على مدى السنتين المقبلتين.
وفق بيان صادر في العاصمة الأردنية عمّان، طالب تجمع «الخطة الإقليمية للاجئين وتعزيز القدرة على مواجهة الأزمات» الذي يضم ما يزيد على 240 شريكًا، باستجابة منسقة وشاملة للمنطقة كلها من أجل مساعدة 9.1 مليون لاجئ منهم 4.7 مليون لاجئ سوري، وما يزيد على 4.4 مليون من سكان المجتمعات المحلية المستضيفة لهم، في تركيا والأردن ولبنان ومصر والعراق.
وجاء في البيان أن اللاجئين يعانون بصورة متزايدة من هشاشة أوضاعهم، حيث تعيش الأغلبية العظمى منهم تحت عتبة الفقر وتعاني بشدة في سعيها إلى تغطية تكاليف الاحتياجات الأساسية من قبيل الغذاء والإيجار والرعاية الصحية. وتمثل نساء وأطفالا نحو 70 في المائة من المحتاجين للمساعدة. كما أن نصف الأطفال اللاجئين لا يذهبون إلى المدارس. ومع اقتراب فصل الشتاء، يصبح دعم اللاجئين والبلدان التي تستضيفهم أمرًا بالغ الأهمية.
وقال السيد أمين عواد، مدير مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنسق الإقليمي لشؤون اللاجئين في سوريا والعراق، إنه «بينما يدخل النزاع سنته السادسة، فلا يزال اللاجئون وأولئك الذين يستضيفونهم في أمّس الحاجة للمساعدة - الآن أكثر من أي وقت مضى. وتوفر لنا الخطة الإقليمية للاجئين وتعزيز القدرة على مواجهة الأزمات إطارا لمساعدتهم على الحفاظ على كرامتهم واسترجاع الأمل في المستقبل - ولذلك، فإنهم يحتاجون إلى فرصٍ للعمل وكسب العيش، وإلى التعليم، وإلى الحماية وهي الأهم».
وإذ تدخل سنتها الثالثة، تركز برامج الخطة الإقليمية للاجئين وتعزيز القدرة على مواجهة الأزمات على دعم حكومات البلدان المجاورة لسوريا. وفي ظل استمرار الأزمة السورية دون هوادة، تتزايد الاحتياجات ويواجه اللاجئون والمجتمعات المحلية المضيفة لهم مشاق متزايدة. وتحتاج تلك المجتمعات المحلية وحكوماتها إلى دعم متواصل، إذ تواجه أعباء حماية وتوفير الخدمات وتقاسم الموارد مع عدد هائل من اللاجئين. وصرّح غوستافو غونزاليس، المنسق الإنمائي دون الإقليمي في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بأنه «في حين يفر ملايين اللاجئين من سوريا، نشهد سخاءً وتضامنا استثنائيين مع البلدان والمجتمعات المحلية المضيفة لهم. وإذ تعكس الخطة الإقليمية للاجئين وتعزيز القدرة على مواجهة الأزمات الجهود القطرية في التصدي المتواصل لأزمة طال أمدها، تلتزم وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الشريكة المساندة للخطة الإقليمية للاجئين وتعزيز القدرة على مواجهة الأزمات بتوفير أقصى ما نستطيع من العون لهم في مواجهة أشد الأزمات إلحاحا في العالم اليوم».
هذا، وسيجري رسميا إطلاق «الخطة الإقليمية للاجئين وتعزيز القدرة على مواجهة الأزمات للفترة 2017 - 2018» في 24 يناير (كانون الثاني) 2017 في مؤتمر تستضيفه حكومة فنلندا في عاصمتها هلسنكي. ومن المميزات الرئيسية للخطة - القيادة الوطنية لجهود الاستجابة الإنسانية، وتعزيز المساءلة، وتوسيع نطاق توفير وسائل كسب العيش والفرص الاقتصادية، وتوفير فرص التعليم للأطفال والشباب، واتباع نهج إقليمية مشتركة في مجال حماية حقوق اللاجئين وكرامتهم وسلامتهم، وتعزيز توظيف القدرات الوطنية والمحلية في مجال تقديم الخدمات. ومن المميزات البارزة في الخطة أيضا ضمان فرص استفادة اللاجئين والمجتمعات المحلية المضيفة من الرعاية الصحية الأساسية المنقذة للأرواح. ووفق ماثيو روكيت، ممثل المنتدى الإقليمي للمنظمات الدولية غير الحكومية المعنية بسوريا: «هذا النداء يعكس حجم الاحتياجات الإنسانية والاحتياجات المتعلقة بالحماية وبناء القدرة على مواجهة الأزمات لدى البلدان المجاورة لسوريا، التي تواصل تحمل أعباء ما نعتبره مسؤولية مشتركة لنا جميعًا. بيد أن هذا النداء يتوخى أيضا دعم التزامنا تجاه الإنسانية، حتى نُشْعِر السوريين والأسر التي فتحت أبواب بيوتها لاستقبالهم بأننا سنواصل دعم حقوقهم وكرامتهم والدفاع عنها». وللعلم، يظل النزاع في سوريا أكبر تحدٍ إنساني في العالم في الوقت الراهن. فداخل سوريا، ثمة 13.5 مليون رجل وامرأة وطفل بحاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية والحماية. ويجري حاليًا إعداد خطة استجابة مستقلة لتلبية الاحتياجات الإنسانية داخل سوريا.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.