تدخل حوثي عنيف ضد عمال بشركة «توتال» اعتصموا للمطالبة برواتبهم

تدخل حوثي عنيف ضد عمال بشركة «توتال» اعتصموا للمطالبة برواتبهم
TT

تدخل حوثي عنيف ضد عمال بشركة «توتال» اعتصموا للمطالبة برواتبهم

تدخل حوثي عنيف ضد عمال بشركة «توتال» اعتصموا للمطالبة برواتبهم

اقتحم مسلحون حوثيون مساء أول من أمس مقر شركة «توتال» النفطية الفرنسية، في العاصمة اليمنية صنعاء، وقتلوا ثلاثة من أفراد حراستها أثناء اعتصامهم للمطالبة بدفع رواتبهم، فيما قام المسلحون بنهب مولدات الكهرباء التابعة للشركة بعد جريمة القتل التي اقترفوها.
وبحسب مصادر متطابقة، قامت مجموعة تابعة للميليشيات الحوثية باقتحام ساحة شركة «توتال» في منطقة حدة في صنعاء لفض اعتصام عدد من أفراد الحراسة الذين طالبوا بدفع رواتبهم المتأخرة. وأضافت المصادر أن «الفرقة العسكرية الحوثية كانت بقيادة شخص يدعى (أبو الكرار)، الذي بادر بإطلاق النار باتجاه المعتصمين وكانت إصابات القتلى في الرأس مباشرة، فيما تم القبض على شخص وتمكن اثنان آخران من الهرب». ووفقا للمصادر نفسها، قام الحوثيون بعد قتل أفراد الحراسة وفض الاعتصام، بنهب ممتلكات الشركة بما فيها نحو 20 مولدا كهربائيا، ثم غادروا المكان.
وكانت شركة النفط الفرنسية قد أعلنت أن علاقتها ستنتهي بكل عمالها وموظفيها في اليمن في 31 ديسمبر (كانون الأول) الحالي 2015. وانتقد مواطنون وناشطون عمليات البلطجة والقتل بدم بارد الذي تقوم به مجموعات مسلحة تابعة للميليشيات الحوثية، في ظل غياب كامل لم يسمى «حكومة الإنقاذ».
وتعد شركة «توتال» أكبر مستثمر أجنبي في قطاع النفط والغاز في اليمن، وتقود تحالفا دوليا لتشغيل مشروع الغاز الطبيعي المسال في البلاد بنسبة تتجاوز 39 في المائة. وبسبب الصراع الدائر في البلاد، اضطر عدد من الشركات النفطية الأجنبية لمغادرة البلاد بشكل نهائي بسبب توقف إنتاج النفط، فيما نقلت بعض الشركات العاملة في حضرموت، وشبوة (جنوب شرقي اليمن) مقراتها إلى دول أفريقية وعربية، بعد تقليص عمالها في اليمن بشكل غير مسبوق.
وتوقف العمل في ميناء تصدير الغاز الطبيعي المسال الذي كانت تشغله «توتال» في بلحاف بمحافظة شبوة، والذي يعد أكبر مشروع صناعي واستثماري في تاريخ اليمن، حيث كان يوفر إيرادات بنحو 4 مليارات دولار سنويا.
وتسيطر قوات الشرعية حاليا على ميناء بلحاف لتصدير الغاز وتؤمنه بشكل كامل، في وقت أعلن أحمد لملس محافظ شبوة عن عودة نشاط الشركات النفطية في المحافظة قريبا. وكان المحافظ عقد عدة اجتماعات مع ممثلين للشركات النفطية الأجنبية العاملة في شبوة خلال الفترة الماضية في القاهرة، وتوصل معهم إلى تفاهم حول عودة أعمالهم والتزام الحكومة بتأمين الحقول النفطية وميناء تصدير الغاز في بلحاف.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.